الأمطار في اليمن.. عائلات تحت الأنقاض ومُدن تاريخية تستغيث
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
لا يكاد يخلو يوم منذ أواخر تموز/يوليو من أخبار وفيات وتهدم منازل في معظم محافظات اليمن جراء الأمطار الغزيرة المستمرة في الهطول، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، تُفاقم من مأساة هذا البلد الغارق في الحرب منذ عشر سنوات.
ولم يكن خبر وفاة أسرة بكاملها تحت الأنقاض، منتصف ليل الخميس/الجمعة، في محافظة المحويت مفاجئًا، وإن كان شديد الإيلام في بلد منكوب بحرب عبثية؛ فأخبار تهدم المنازل وتصاعد أرقام الوفيات في ازدياد يومي؛ وفي ذات الوقت لم يتم الإعلان عن محصلة رسمية مع توالي فصول الكارثة، في ظل محدودية الجهود التي تعمل على احتواء الآثار ومعالجة الأضرار، وتقوم بالإنقاذ والايواء والمساعدة.
كيف حال أسرة هدّمت السيول منزلها، وجرفت مزرعتها ووجدت نفسها تبحث عن مأوى وما يسد رمقها؟ هو وضع كارثي يختزل ما صارت إليه المأساة الإنسانية في اليمن، جراء استمرار هطول الأمطار وتدفق السيول الجارفة، مع ما خلفته الحرب من ضعفٍ وهشاشة في الخدمات، وقبلها تمدد العمران في مجاري السيول؛ جراء محدودية الإمكانات التي تضطر الأسر لبناء مساكنها بإمكانات هشة، وفي مواقع غير آمنة، في ظل حرب أفقدت مؤسسات الدولة القدرة عن القيام بمهامها.
ولعل محافظة الحديدة وغيرها من محافظات الساحل الغربي أكثر المحافظات اليمنيّة تضررًا من فيضانات الأمطار.
ووفق أحدث تقرير للجنة الطوارئ بمحافظة الحديدة (غرب) الخميس، فقد تسببت السيول بوفاة 67 وإصابة 12 آخرين، فيما تضررت 12 ألفاً و798 أسرة في القرى والمناطق التهامية، فيما نزح ألفان و222 حالة من قراها جراء تهدم منازلها بشكل كلي.
وأفاد التقرير أن هذه المحافظة شهدت فقط، تدمير ثلاثة آلاف و357 منزلاً بشكل كلي، وخمسة آلاف و519 منزلاً بشكل جزئي، كما جرفت السيول ستة آلاف و522 منزلاً من العش، وأكثر من ألفي منزل أخرى بعضها مبنية بالطوب الأسمنتي. كما أدت السيول إلى جرف مساحات شاسعة من الحقول الزراعية، والتي يجري تقييم وحصر أضرارها بشكل شامل، بينها 390 حقلاً لمحاصيل زراعية بمديرية المنصورية، فيما تم نفوق ألف و391 من مواشي الأغنام، و54 أبقار، وثمانية آلاف و403 خلايا نحل.
كما ذكر التقرير، أن السيول جرفت ألفاً و337 طرقًا رملية في مختلف مديريات المحافظة، و32 طرقا أسفلتية، و21 عبارة تصريف مياه الأمطار، كما تضرر 19 جسراً حيوياً، و18 وسيلة نقل بينها ثمان تم جرفها.
كما أُعلن الخميس في محافظة ريمة (غرب) أن الأمطار والسيول تسببت في وفاة ستة أشخاص وتهدم 430 منزلًا بين تهدم كلي وجزئي، وانقطاع 45 طريقًا، وانجراف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بمحاصيلها من البن والمانغو والذرة، وفق وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بصنعاء.
وفيما أُعلن في محافظة حجة (شمال) عن وفاة ثلاثة أشخاص جراء الأمطار، فقد أعلن الجمعة، في محافظة المحويت (شمال غرب) عن وفاة أسرة كاملة في مديرية الخبت، تحت أنقاض سقف المنزل الذي سقط عليهم وهم نيامًا، جراء الأمطار الغزيرة ما تسبب بوفاة الأبوين وثلاث بنات وطفل.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في حصيلة أولية عن وفاة 63 وتضرر أكثر من 38 أسرة في عدد من المحافظات جراء الأمطار، علاوة على إلحاق الأمطار والسيول أضرارًا كبيرة في مخيمات النازحين، في مناطق متفرقة من البلاد.
المدن التاريخية
كما ألحقت الأمطار والسيول أضرارًا بالمعالم الأثرية والمدن التاريخية؛ وهو ما سبق ونبهت بشأنه الهيئة العامة للآثار والمتاحف، محذرة مما تعرض له معالم أثرية في محافظة الحديدة جراء الأمطار.
الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بصنعاء أطلقت، من جانبها، نداء استغاثة الخميس؛ لإنقاذ المدن التاريخية اليمنيّة من تأثير غزارة الأمطار والمتغيرات المناخية التي يشهدها البلد مؤخرًا.
وجاء نداء الاستغاثة محملًا بمناشدات عاجلة للجهات المحلية والمنظمات الدولية للقيام بما يمكن القيام به لإنقاذ المدن التاريخية اليمنية من تأثير الأمطار الغزيرة، وخاصة المسجلة في قائمة التراث العالمي.
وركز البيان على المخاطر التي تتهدد مدينتي صنعاء القديمة وزبيد؛ وهما المدينتان اللتان أدرجتهما «اليونسكو» مع مدينة شبام حضرموت ضمن قائمة المدن المهددة بالخطر.
وأكدَّ البيان أن الظروف المناخية التي يمر بها اليمن أثرت على المدن التاريخية بشكل كبير، حيث وصلت البلاغات المسجلة في صنعاء القديمة إلى مئة بلاغ لمبان تاريخية معرضة للسقوط، مشيرًا إلى سقوط أحد قصور صنعاء، الأربعاء، في حارة بستان السلطان.
وناشدت الهيئة كافة الجهات ذات العلاقة لتقديم المساعدات الطارئة للفرق الميدانية لتدعيم وتأمين المباني في صنعاء وزبيد وثلا وجبلة وبقية المدن التاريخية المتأثرة بالأمطار.
كما ناشدت الهيئة المنظمات المحلية والدولية المعنية بحماية التراث الثقافي لتقديم الدعم العاجل لمواجهة هذه المتغيرات المناخية، وكذلك دعم أعمال التأمين المؤقت ومشاريع الترميم الدائم.
وتُمثّل المتغيرات المناخية تحديًا إضافيًا يضاعف من معاناة اليمن الذي أفرغته سنوات الحرب من إمكانات المواجهة الصلبة والناعمة؛ إذ بات كل شيء هشًا؛ وبالتالي فالخسائر مفتوحة على أرقام ومؤشرات لا يمكن التنبؤ بحدودها؛ فعائلات كثيرة جرفت السيول مساكنها ومصادر رزقها، ومدن ومعالم تمثل جزءًا من الذاكرة الثقافية الإنسانية باتت مهددة، وبعضها فقد تماسكه وأنهار وتحول إلى ركام، كما يحدث لمنازل صنعاء القديمة ومدينة زبيد التاريخيتين تحت غزارة الأمطار ومع توقف برامج الحفاظ والصيانة جراء الحرب.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن صنعاء فيضانات التراث وفيات المدن التاریخیة جراء الأمطار فی محافظة
إقرأ أيضاً:
حصري- الحوثيون يخططون لشن “حرب استباقية” على مأرب.. أوهام المعركة الأخيرة مجدداً
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تخطط جماعة الحوثي لشن “حرب استباقية” على محافظة مأرب الغنية بالنفط، لمواجهة الضغوط الاقتصادية التي سيفرضها تصنيف الولايات المتحدة للحركة اليمنية كمنظمة إرهابية-حسب ما أفادت مصادر مطلعة على تفكير الحوثيين في صنعاء.
وشن الحوثيون الليلة الماضية هجوماً جنوبي مأرب أوقع اثنين من جنود الجيش اليمني قتلى، وجرت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها المدفعية الثقيلة استمرت حتى شروق يوم الخميس-حسب ما أفاد مصدر عسكري “يمن مونيتور”.
وقالت المصادر لـ”يمن مونيتور” إن القادة العسكريين الحوثيين يتلقون تحديثات حول معظم الخطوط الأمامية لجبهات القتال، ويحشدون الموارد للمعركة الكبيرة في محافظة مأرب.
وقال أحد المصادر: في اجتماع مع مشرفين للجماعة على المناطق القبلية قال قادة في الجماعة إنها المعركة الأخيرة التي ستحقق الانتصار الناجز بعد أكثر من عقد على الحرب.
قُتل آلاف الحوثيين في آخر معاركهم للسيطرة على محافظة مأرب (2021-2022)، كما فقدت مئات الآليات العسكرية، والموارد المالية. سبب ذلك بمشكلات كبيرة للجماعة التي وافقت في ابريل/نيسان 2022 على الهدنة لتهدئة الاحتجاجات الداخلية.
وحشد الحوثيون الآلاف من مقاتليهم إلى جبهات القتال الداخلية، معظمهم إلى الخطوط الأمامية في محافظة مأرب.
تحشيد الآلاف وأبعاد إقليميةوقال مشرف في الجماعة لـ”يمن مونيتور” إن التوجيهات منذ أسابيع لمنطقته -في محافظة ذمار- بالتواصل مع المقاتلين “وحضور دورات ثقافية قبل الانطلاق”. والدورات الثقافية التي تستمر أياماً في محافظة مغايرة -عادة ما تكون صنعاء أو صعدة (معقل الحوثيين) هي الوسيلة التي تستخدمها الجماعة للتعبئة العامة داخل أعضائها ومقاتليها.
وقال مصدر ثان في صنعاء إن “الحوثيين يرون حزب التجمع اليمني للإصلاح -الذي يدير السلطة المحلية في مأرب- خطراً بعد ما حدث في سوريا من تحرك للإسلاميين واسقاط نظام بشار الأسد”.
يخشى الحوثيون أن تُلهم التجربة الإسلاميين في اليمن إلى اتخاذ إجراءات جديدة مع قوة تنظيمهم للتحرك نحو صنعاء حتى دون موافقة السعودية والإمارات القوتين الإقليميتين اللتان تدعمان مجلس القيادة الرئاسي-حسب ما أفادت المصادر في صنعاء.
وقالت المصادر إن قادة الحوثيين يرجحون عدم تدخل المقاتلات السعودية لدعم القوات الحكومية في محافظة مأرب خلال تنفيذ العملية العسكرية، حيث يعتقدون أن المملكة تفضل الهدوء على الحدود الشمالية على الدخول في القتال.
وأشارت المصادر المطلعة على تفكير الحوثيين إلى أن “الفرصة مواتية باستثمار هدنة منفصلة مع السعودية لتحقيق آخر المعارك والسيطرة على النفط”.
تحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع وخشية انتقام الحوثيين.
رد على أمريكا في مأربتأتي تحركات الحوثيين وتحشيدها في محافظة مأرب بعد الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية؛ الذي من المتوقع أن يمثل ضغطاً اقتصادياً على الحركة ويجفف إيراداتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وفيما يقللون من هذه الخطوة إلا أنهم يهددون برد على الولايات المتحدة.
وقال محمد مفتاح، القيادي الحوثي والنائب الأول لرئيس وزراء حكومة الجماعة في صنعاء “نحذر الأميركيين من أن أي إجراءات تؤثر على سبل عيش شعبنا واستقراره الاقتصادي تعادل إعلان حرب، وسنواجههم بكل قوة وضراوة. يجب على الأميركيين أن يفهموا هذه الرسالة بوضوح”. ويتخذ رد الحوثيين في العادة شن هجوم في الداخل للضغط على الحكومة المعترف بها دولياً.
وتقول أبريل لونجلي آلي الخبيرة الأولى في شؤون الخليج واليمن في معهد السلام الأمريكي: في حين يهددون الولايات المتحدة، فإن نقطة التصعيد الفوري الأكثر ترجيحًا هي محلية. الاحتشاد حول مأرب الغنية توضح ما هم مقدمون عليه، إذا حصلوا على مأرب سيحصلون على موارد لمساعدتهم على مواجهة التصنيف كجماعة إرهابية.
وأضاف: كما أن هذا من شأنه أن يخلف آثاراً عميقة على جبهات القتال الأخرى، وربما يفتح الباب أمامهم للاجتياح محافظات أخرى، بما في ذلك المحافظات الغنية بالموارد في شرق البلاد، ويضع تجدد الضغط على مأرب المملكة العربية السعودية حليفة الولايات المتحدة في موقف صعب بشكل خاص.
ولفتت “آلي” إن أن مأرب “ظلت صامدة بفضل الدعم الجوي السعودي. بدون هذا الدعم تصبح المدينة ومواردها النفطية والغازية مكشوفة. إذا قدمت السعودية هذا الدعم، فسوف يوجه الحوثيون بنادقهم مرة أخرى نحو الشمال في وقت تريد فيه المملكة الهدوء.
تحدد قناة فارسية قريبة من الحرس الثوري على تليجرام سلوك الحوثيين لمواجهة الإجراءات الأمريكية ضد الجماعة المسلحة من بينها بينها: الاستعداد لمواجهة تحالف غربي محتمل سياسي وعسكري واقتصادي مع وجود ترامب. الاستعداد بخصوص انفجار “الجبهة الداخلية” مشيرة إلى أن ما قالت إنها تحركات لحزب الإصلاح وأن هزيمتهم في الخيار العسكري في معركة”الفتح الموعود والجهاد المقدس” بسبب احتمالات استغلال العدو للوضع الداخلي وتفجيره.
وتقول القناة: “وبطبيعة الحال، يمكن لصنعاء أن تفكر في إعادة فتح الجبهات الداخلية مسبقاً، وخاصة استكمال تحرير مأرب كخيار”.
يمن مونيتور21 فبراير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الحكومة اليمنية تعلن جاهزيتها لتقديم موازنة الدولة لعام 2025 للبرلمان مقالات ذات صلة
الحكومة اليمنية تعلن جاهزيتها لتقديم موازنة الدولة لعام 2025 للبرلمان 21 فبراير، 2025
انطلاق مشروع تحلية مياه البحر في عدن بقدرة 10 آلاف متر مكعب يومياً 20 فبراير، 2025
الصحفيين اليمنيين: الحوثيون يمارسون التعسف الممنهج ضد الصحفيين وشركات الإعلام 20 فبراير، 2025
المجتمع المدني اليمني في ظل الصراع.. تحديات وتحولات 20 فبراير، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...
ان لله وان اليه راجعون...
اخي عمره ٢٠ عاما كان بنفس اليوم الذي تم فيه المنشور ومختي من...