جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-07@03:19:26 GMT

العرب في عيون العالم

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

العرب في عيون العالم

 

مرفت بنت عبدالعزيز العريمية

كثيرة هي الأفلام التي أثارت الجدل في تاريخ السينما بعضها مازال يقبع في أرشيف الشركات المنتجة تنتظر الوقت المناسب .وأحسب كل نقد إيجابي أو سلبي لهو دليل أن العمل الفني قد لمس جانبا واستطاع أن يسلط ضوءا حول مسألة ما كانت غائبة عن الأذهان.

تابعت ردود الفعل المتباينة حول فيلم "حياة الماعز" الذي ساهم بشكل كبير في الترويج للعمل كدعاية مجانية، بعد النجاح الذي حققته الرواية منذ عقدين وحصدت جوائز ونسب مشاهدة في السينما ومنصة نتفليكس.

إلّا أن الفيلم استفز البعض وعدوه إساءة إلى العرب والمسلمين لأنه يلقي الضوء على مسألة استعباد عامل جاء ليعمل في إحدى الدول العربية.

المشهد الأول يلخص أحداث الفيلم كله فهو يصور (نجيب) البطل أشعث أغبر يرتشف الماء من الحوض مع الماعز وقد أصبح واحدًا من القطيع! ومن ثم تتوالى الأحداث؛ حيث يواجه البطل تحديات العمل في الصحراء مع الكفيل وهي الكلمة العربية التي تعلمها في الهند قبل سفره. ويحاول الهرب مرارًا لكنه يفشل، حتى يتمكن من ذلك مع رفيقين آخرين لا ينجو منهما أحد سواه، في حين يستسلم رفيقه بالمزرعة لتلك الحياة البائسة ويموت في الصحراء دون أن يكترث له أحد.

الفيلم يكشف عن ثغرات كثيرة في مسألة استقدام العمالة ونظام الكفالة أبرزها المشهد الذي يصور وصول العمال إلى المطار دون أن يستقبلهم أحد في يوم عطلة في بلد غريب ويخرجون من المطار فيتصيدهم أحد المواطنين ويستولي على جوازاتهم ولا يمنحهم حق التواصل مع ذويهم.

هذا المشهد يتكرر كثيرًا في مجتمعاتنا الخليجية؛ فغالبًا ما نرى العامل عند بوابة الخروج من المطار ينتظر الكفيل دون وجود آلية تُنظِّم دخول المسافرين إلى البلاد، والتأكد من مكان الإقامة ووجود الكفيل بالمطار؛ وهو ما يفتح الباب لهروب العمال واستغلالهم من قبل أفراد أو عصابات.

أحداث الفيلم- وإن كان صادمًا للبعض- قد لا يكون ذلك للبعض الآخر؛ فالواقعُ قد يكون أكثر قسوةً لمن عايش أحداثًا مُماثلة في الغربة. وكثيرًا ما نسمع عمّن وقع ضحية جهل واستغلال وضيق اليد، ووقع تحت رحمة أشخاص، فقدوا الإنسانية واستغلوا ثغرات معينة في القانون يمارسون من خلالها سلوكيات بعيدة عن الإنسانية كمن يتملك العامل أو العاملة ويستغل حاجاتهم أسوأ استغلال.

في الوقت الذي أكتب المقال، نشرت إحدى الصحف العربية عن سقوط شبكة تُتاجر بالتأشيرات والعمالة وتُسرِّحهم بمقابل مادي وحالات أخرى عن إخفاء قسري للعمالة هنا وهناك. لذا يُعد الفيلم من الناحية الفنية عملًا مميزًا تفوّق فيه الطاقم في تصوير المشكلة، وهو أحد أهداف صناعة السينما، أي تسليط الضوء على القضايا المجتمعية. وإن كانت المشاهد مؤلمة فإن من بطن الألم نستطيع أن نتفادى تكرار مثل هذه الحكايات والعمل على تحسين بيئة العمل في مجتمعاتنا حتى يرى العالم النموذج الأخلاقي المثالي الذي نريد.

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تناول موضوع قصص العمالة بالخارج والباحثين عن حياة أفضل، إذ إن هناك مئات الأفلام والمسلسلات التي تناولت وما زلت تتناول نفس القضية.

نحن كمجتمعات بشرية لسنا منزّهين أيًا كانت جنسياتنا، فمِنا الكريم ومِنَّا اللئيم، ولا أدّعي أن العمالة الوافدة التي تأتي لا تتسبّب في مشكلات وجرائم؛ فهم في الأول والأخير بشر خطاؤون يحملون معهم من بلدانهم تجاربهم وثقافتهم التي قد تتناسب مع الدولة المستضيفة أو لا تتناسب معها، وأفعالهم الخارجة سوف ينظمها القانون. كل ما علينا أن نرى بعين ناقدة كيف يتصورنا العالم، وماذا علينا أن نفعل، حتى نظهر بصورة تليق بنا، دون أن نُحدِث جعجعةً في فنجان، ثم نصمت من بعدها دهرًا.

من المشاهد التي لا تُنسى في تاريخ السينما، مشهد اقتياد المناضِل عمر المختار لإعدامه أمام الثوار والمناضلين وأحبائه، كانت لحظات مؤثرة استطاع أن يجسّدها الفنان أنطوني كوين بصدق وأخرجها الراحل مصطفى العقاد بحرفية رسخت من فيلم "أسد الصحراء" بنسخته الأجنبية و"عمر المختار" بنسخته العربية ليُضاف إلى نجاحات في سجل العقاد بعد فيلم "الرسالة"، حتى أصبحت أعماله ضمن قائمة أفضل 100 فيلم سينمائي في العالم. لقد مُنِع عرض الفيلمين لعقود في عدة دول عربية وغربية، فيما سمحت إيطاليا بعرض فيلم "أسد الصحراء" في عام 2009.

السينما كغيرها من الصناعات، لها أهداف كثيرة؛ منها تجارية وفنية وسياسية واجتماعية وثقافية وفكرية؛ فهي لا تخرج من العدم دون غايات وأهداف ورسائل منها إيجابية وأخرى سلبية.

ومُنذ نشأتها، استطاعت السينما جذب انتباه الجمهور، واحتلت مكانة كبيرة، والأقرب إلى نفوس الجماهير، لذلك فإنها من الأدوات الأكثر تأثيرًا في تغيير الأفكار والعادات وتشكيل الرأي العام اتجاه مختلف القضايا. وليس كما يُشاع بأن الأعمال السينمائية تأتي وفقًا لرغبات الجماهير؛ بل العكس هو الصحيح، فصُنّاع السينما هم من يشكلون الذائقة العامة كما يشاؤون.

إن أردنا أن نؤكد للعالم أن هذا العمل لا يعكس واقعنا الخليجي، علينا تقديم أعمال تعكس واقعًا مثاليًا أخلاقيًا لمجتمعاتنا. فما يراه العالم عن مجتمعاتنا من خلال السينما والدراما والأعمال الفنية يؤكد عكس ذلك. وصنّاع السينما والترفيه في عالمنا العربي يقدّمون كل ما هو هش ومسيء وغير هادف باستثناء أعمال قليلة ونادرة ولا تحظى بنفس الزخم إعلاميًا.

لماذا كل هذا الاستياء من الفيلم؟ ونحن لم نستطع خلال أكثر من قرن أن ننقل للعالم صفاتنا الحميدة وقيمنا العليا وثقافتنا الأصيلة؟! في الوقت نفسه صمتنا عندما قامت السينما الغربية بوسم العرب والمسلمين بالتخلف والهمجية والإرهاب واللؤم وغيرها من الصفات السيئة. بينما تُعرض الأعمال في دور السينما والقنوات الفضائية والمنصات المدفوعة بأريحية تامة دون نقد أو اعتراض أو أعمال فنية مناهضة تُبيِّض السمعة!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بالأرقام.. العرب أكبر منتجي التمر في العالم

التمر هو الطعام الأول بلا منازع في شهر رمضان لدى المسلمين لاعتبارات دينية وغذائية؛ فهو غني بالحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم ومصدر جيد للألياف.

وتهيمن الدول العربية بصورة شبه كاملة على قائمة أكبر بلدان العالم المنتجة والمصدرة للتمور وهو ما سيتم تفصيله في هذا التقرير.

وسلّطت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) الضوء في تقارير عديدة على الأهمية الاقتصادية للتمر، مشيرة إلى أن الأسواق العالمية تنظر إلى هذا المحصول المزروع في جنوب غربي آسيا وشمال أفريقيا كفاكهة مرتفعة القيمة.

وتطور الإنتاج السنوي للتمر من نحو 1.8 مليون طن عام 1961 إلى 2.8 مليون طن عام 1985 إلى 5.4 ملايين طن عام 2001 إلى أكثر من 9 ملايين طن عام 2023، وفقا للفاو وذلك مما يدلل على أهميته وزيادة الاحتياج إليه.

فضلا عن ذلك، يتسم التمر بسعراته الحرارية الكبيرة التي تجعل منه مصدرًا ممتازًا للطاقة، بالإضافة إلى مذاقه الحلو على نحو يجعله بديلًا للسكر المكرر الضار بالصحة، وفقا لمنظمة الفاو.

وأشارت الفاو إلى أن التمر خيار صحي يساعد في القضاء على البدانة، لا سيما أن هناك ما يربو على ملياري شخص في العالم يعانون من زيادة الوزن.

إعلان

ونوّهت المنظمة الأممية أن العمر الطويل للتمر أحد المميزات التي تقلص خسائر الهدر الغذائي.

إمكانات غير مستغلة

ولفتت الفاو إلى أن الأنظمة الغذائية للناس تحتوي حاليا على عدد محدود من المحاصيل من إجمالي 6 آلاف نوع من النباتات التي زرعت من أجل الطعام على مدار التاريخ.

وفي الوقت الحالي، تشكل 8 أنواع فحسب من المحاصيل أكثر من 50% من سعراتنا الغذائية اليومية.

ويشكل التغير المناخي تهديدًا غذائيا يحتم عدم الاعتماد على أنواع قليلة من المحاصيل لإطعام العدد المتزايد من السكان. ورغم أن التمر معروف في مناطق عديدة من العالم، فإن أنواعًا معينة فقط هي ما يتم تبادلها تجاريا على المستوى الدولي، وفقا للفاو.

الدول العربية تهيمن بصورة شبه كاملة على قائمة أكبر بلدان العالم المنتجة والمصدرة للتمور (وكالة الأنباء السعودية) حقائق عن التمر

يرتبط التمر دائما بالعديد من الحقائق وفقا لموقع "ماي فاكتس" المتخصص في المعلومات، بينها ما يلي:

تعود زراعته إلى أكثر من 6 آلاف عام، ويوجد أكثر من 200 نوع من التمر كل منه له مذاقه وقوامه. يتجاوز عمر النخلة 100 عام أحيانا وتستطيع إنتاج ثمارها من التمر معظم فترات حياتها. التمر غني بالسكريات الطبيعية التي تجعله محفزًا عظيمًا للطاقة. يحتوي التمر على نسبة كبيرة من الألياف التي تساعد على الهضم وتمنع الإمساك. يحتوي على معادن ضرورية مثل البوتاسيوم والماغنسيوم والنحاس. التمر مصدر جيد لمضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب مما يقلص مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة. في العديد من الثقافات الشرق أوسطية، تقدم التمور إلى الضيوف كعلامة على حسن الضيافة. ينمو النخيل عادة من الفروع وليس البذور لضمان جودة الثمار. تستغرق النخلة بين 4-8 سنوات حتى يبدأ إنتاج الثمار. تترك الثمار في النخيل عادة حتى تنضج لضمان أكبر قدر من حلاوة المذاق. هيمنة عربية

نشرت الفاو إحصائيات تتضمن أكبر دول العالم إنتاجًا للتمر في العالم عام 2023 وفقا لما يلي:

إعلان مصر: 1.86 مليون طن. السعودية: 1.64 مليون طن. الجزائر: 1.32 طن. إيران: مليون طن. العراق: 636 ألف طن. باكستان: 503 آلاف طن. السودان: 442 ألف طن. عُمان: 395 ألف طن. تونس: 386 ألف طن. الإمارات: 329 ألف طن. الإنتاج السنوي للتمر تطور من نحو 1.8 مليون طن عام 1961 إلى أكثر من 9 ملايين طن عام 2023 (شترستوك) أكبر 10 دول عربية إنتاجًا للتمر في 2023 مصر: 1.86 مليون طن. السعودية: 1.64 مليون طن. الجزائر: 1.32 مليون طن. العراق: 636 ألف طن. السودان: 442 ألف طن. عُمان: 395 ألف طن. تونس: 386 ألف طن. الإمارات: 329 ألف طن. ليبيا: 188 ألف طن. الكويت: 123 ألف طن.

وحسب الفاو، بلغ إجمالي الإنتاج العالمي للتمر 9.66 ملايين طن في عام 2023.

أكثر بلدان العالم تصديرًا للتمر

جاءت أكثر بلدان العالم تصديرًا للتمر من حيث العائدات في عام 2023، وفقا لأداة الحلول العالمية المتكاملة للتجارة التابعة للبنك الدولي كما يلي:

السعودية: 390 مليون دولار. الإمارات: 328 مليون دولار. إسرائيل: 272 مليون دولار. تونس: 256 مليون دولار. مصر: 88 مليون دولار. هولندا: 84 مليون دولار. الولايات المتحدة: 73 مليون دولار. فلسطين: 69 مليون دولار. الأردن: 59 مليون دولار. باكستان: 46.9 مليون دولار. أكثر الدول العربية تصديرا للتمر عام 2023 السعودية: 390 مليون دولار. الإمارات: 328 مليون دولار. تونس: 256 مليون دولار. مصر: 88 مليون دولار. فلسطين: 69 مليون دولار. الأردن: 59 مليون دولار. عُمان: 15 مليون دولار. المغرب: 9 ملايين دولار. جيبوتي: 3 ملايين دولار. لبنان: 1.3 مليون دولار.

أكثر دول العالم استيرادًا للتمر عام 2023 الاتحاد الأوروبي: 358 مليون دولار. الهند: 267 مليون دولار. المغرب: 241 مليون دولار. الإمارات: 215 مليون دولار. فرنسا: 108 ملايين دولار. تركيا: 87 مليون دولار. هولندا: 84 مليون دولار. إندونيسيا: 80 مليون دولار. الولايات المتحدة: 78 مليون دولار. بريطانيا: 76 مليون دولار. أكثر الدول العربية استيرادًا للتمر عام 2023 المغرب: 241 مليون دولار. الإمارات: 215 مليون دولار. الكويت: 36 مليون دولار. عُمان: 29 مليون دولار. الأردن: 29 مليون دولار. قطر: 26 مليون دولار. مصر: 17 مليون دولار. لبنان: 13 مليون دولار. موريتانيا: 8 ملايين دولار. البحرين: 6 ملايين دولار. إعلان

مقالات مشابهة

  • "أنقذ القطة".. الكتاب الذي غيّر قواعد لعبة كتابة السيناريو في العالم
  • قطر تستضيف كأس العرب FIFA وكأس العالم تحت 17 عامًا 2025
  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري
  • بالأرقام.. العرب أكبر منتجي التمر في العالم
  • الفيفا يعلن عن مواعيد كأس العرب ومونديال الناشئين في قطر
  • السعودية تصفع كبرانات “العالم الآخر” بتجديد دعمها مغربية الصحراء وسيادة المملكة
  • قطر تستضيف كأس العرب FIFA 2025
  • الوحش الذي أرعب العالم: من هو محمد شريف الله الذي أعلن ترامب عن اعتقاله أمس
  • صابون الصحراء في الجزائر.. أعجوبة الخلق الذي ينظف الأرض من الملوحة
  • ما أبرز القرارات التي خلص إليها القادة العرب في القمة الطارئة بشأن غزة؟