لجريدة عمان:
2024-09-13@08:57:07 GMT

التدافع لشراء الذهب يعكس مخاوف العالم

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

جون جابار

ترجمة: قاسم مكي

عندما أبحر الأسطول الهولندي إلى مصب نهر التايمز في عام 1667 وشن هجوما مباغتا على السفن البريطانية أصاب الذعر الإداري البحرية وكاتب اليوميات صموئيل بيبيس كتب «لقد قضي على المملكة». أخرج بيبيس زوجته ووالده من لندن وحمَّلهما قطعًا ذهبية أودع فيها ثروته لدفنها في حديقة.

اليوم الصينيون والهنود الذين يشترون المجوهرات والسبائك الذهبية ليسوا أوائل من وضعوا ثقتهم في الذهب لحماية أموالهم.

الذهب لا يحقق مردودًا وثقيل الوزن. لكن وجوده في أوقات الحرب والأزمات والتضخم والاضطراب الاقتصادي يبعث على الاطمئنان.

يقول جون ريد كبير إستراتيجي السوق بمجلس الذهب العالمي «عندما تحدث الأشياء السيئة يتجلَّى الذهب». لذلك عودة الذهب انعكاس مزعج للأوضاع الحالية بعدما اعتبره مستثمرون عديدون أصلا استثماريا عتيقا فات أوانه.

بلغ سعر الذهب 2531 دولارًا للأونصة (الأوقية) يوم الثلاثاء الماضي. وهذا مستوى قياسي يساوي بعد احتساب التضخم خمسة أضعاف السعر الذي حصلت عليه بريطانيا عندما باعت بعض احتياطيها من الذهب قبل ربع قرن (سويسرا أيضا باعت كميات كبيرة من الذهب وقتها).

عادت البنوك المركزية إلى شراء الذهب خصوصًا بنوك الصين وروسيا إلى جانب بلدان أخرى تريد تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي. كما تدافع المستثمرون الصينيون الأفراد الذين أربكتهم أزمة العقارات وأوضاع البلبلة الاقتصادية لشراء المعدن الأصفر. أيضا يشتري أثرياء العالم المزيد من الذهب. واتبعت صناديق التحوط في الولايات المتحدة اتجاه السوق.

إذ بدت في هذه الأيام ملامح تدافع نحو الذهب مع تراكض المشترين من كل شاكلة ولون حتى لا يفوتهم شراؤه إلا أن شركات التنقيب عن الذهب لم تتأثر بهذا الحماس. فخلافا لما حدث في كاليفورنيا عام 1848 وجنوب إفريقيا في ثمانينيات القرن التاسع عشر تصارع شركات استكشاف وتعدين الذهب لتأمين الاستثمار. تداول الذهب والمشتقَّات في الواقع أيسر من استخراج وتنقية المزيد من الذهب.

«نحن لا نزال في حالة ركود» هذا ما قاله لي نيكولاس برودي الرئيس التنفيذي لشركة كندية صغيرة مدرجة تعمل في مجال التنقيب عن الذهب اسمها «جولكوندا جولد». في مايو بدأت جولكوندا إنتاج مسحوق خام الذهب من جزء من منجم جنوب إفريقي استحوذت عليه عندما كان غير مستخدم في عام 2015. وكان المنجم أصلا يسمى أغنيس نسبة إلى اسم زوجة مستكشف بريطاني عثر على الذهب هناك عام 1888.

مشكلة الشركات الصغيرة مثل جولكوندا أن تكلفة الإنتاج ارتفعت. أوضح برودي ذلك بقوله «كل بنس أحصل عليه أدفنه (أنفقه) مرة أخرى في المنجم». فمُرَكَّز خام الذهب يلزم شحنه إلى الصين لتنقيته. وفي حين أن ارتفاع الأسعار سيزيد الأرباح يومًا ما إلا أن المنجم لن يصل إلى الإنتاج الكامل إلا بعد ثلاث سنوات. فالتنقيب عن الذهب ليس استثمارًا للثراء السريع.

يوجد سلفا الكثير من الذهب. فخزائن البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك تحوي 507 آلاف سبيكة ذهبية تبلغ قيمتها 510 بلايين دولار بأسعار هذا الأسبوع (يُحتفظ بهذا الذهب نسبة لثقله في خزائن على الأرض الصخرية لجزيرة مانهاتن عند عمق 15 مترًا تحت سطح البحر). كما تحوي خزائن لندن بما في ذلك تلك التابعة لبنك إنجلترا كمية أخرى تبلغ 6850 طنًا بقيمة 690 بليون دولار. فالكثير من الذهب يُستخرج ثم يُدفن مرة أخرى.

الذهب الذي يحرسه البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ليس مملوكًا له. فالكثير منه وصل بالطريقة نفسها التي نُقِلَت بها ثروة بيبيس إلى حديقة. أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية نقلت عدة بلدان ذهبها إلى ما اعتبرته ملاذًا آمنًا وراء البحار. كما فعل ذلك مستثمرون أيضًا. لقد حظي بحراسة جيدة ولم يَرَ عديدون أن ثمة حاجة إلى نقله مرة أخرى.

أصبح تخزين الذهب الآن أكثر قيمة. وهذا يعكس المخاوف العميقة وسط المستثمرين (مخاوفهم من الاستثمار في الأصول الأخرى).

يميل سعر الذهب إلى الارتفاع خلال الأزمات مثل غزو أوكرانيا بواسطة روسيا في عام 2022 مع هروب المستثمرين من الأصول الخطرة. استمر ذلك بعد رَدِّ مجموعة السبع على الغزو بتجميد احتياطيات روسيا من العملة الصعبة (الموجودة في بلدان أخرى). أما الذهب الذي تحتفظ به روسيا في الداخل فأقل تأثرًا بمثل هذا الإجراء.

ومع محاولة بلدان من بينها روسيا والصين والهند وكازاخستان التخلي عن «الدولرَة» زادت مشتريات الذهب بواسطة البنوك المركزية في العامين الماضيين. وتقول البنوك المركزية أيضًا إنها تشتري المزيد من الذهب لخشيتها من مخاطر ارتفاع التضخم في الأجل الطويل. هذا أيضا خبر لا يُطَمئِن لأن مهمة هذه البنوك السيطرة على التضخم.

مُغرَمو الاستثمار في الذهب يبالغون في التحذير من تآكل قيمة العملة والانهيار المالي. في أبريل الماضي كتب روبرت كيوساكي المؤلف والمستثمر «كل شيء يتحول إلى فقاعة. احموا أنفسكم. من فضلكم اشتروا المزيد من الذهب.. وأيضًا الفضة وعملة البيتكوين».

لمن ينتابهم القلق هنالك الكثير الذي يستدعي القلق هذا العام. فسعر البيتكوين ارتفع أيضًا، مدفوعًا بتجدد الثقة في العملات المشفرة والشكوك حول الدولار.

لكن الذاكرة قصيرة. فالذهب كان مفضلا بعد الأزمة المالية في 2008-2009 حينما قادت المخاوف من إشعال التيسير الكمي التضخمَ إلى ارتفاع سعره لأكثر من 1900 دولار للأونصة في عام 2011 (وهذا السعر أعلى بالقيمة الحقيقية من سعره اليوم) قبل أن يهبط مرة أخرى.

قد يتضح أن الحماس لشراء الذهب هذه الأيام مؤقت بنفس القدر. فالتضخم ربما يستمر في الهبوط والضغوط الجيوسياسية قد تخفّ.

مع ذلك تزداد قيمة الذهب في نظر الناس عندما تسوء أحوال العالم في أوقات الأزمات. كتب صموئيل بيبيس في يومياته بعد أيام قليلة من الغارة الهولندية «في الليل أنا وزوجتي نسير على أقدامنا ونتحدث مرة أخرى عن ذهبنا الذي ينتابني القلق من أنه ليس في مأمن»

لحسن حظه، صمدت بريطانيا أمام هجوم أسطول هولندا واستعاد بيبيس معظم الذهب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المزید من الذهب مرة أخرى الذهب ی الذهب ا فی عام

إقرأ أيضاً:

جيف بيزوس يلجأ إلى حيلة لشراء قصر في ميامي

قرّر ليو كريس أحد أباطرة الإلكترونيات رفع دعوى قضائية ضد سمسار عقارات، أقنعه بتخفيض 6 ملايين دولار من السعر المطلوب لمنزله، دون أن يخبره أن المشتري هو جيف بيزوس، ثاني أغنى رجل في العالم.

وكان رئيس شركة أمازون جيف بيزوس قد أعجبه القصر المجاور لمنزله، والذي تبلغ مساحته 19 ألف قدم مربع، والمعروض للبيع مقابل 85 مليون دولار، في جزيرة إنديان كريك في ميامي.

استعان بيزوس بسمسار العقارات دوجلاس إليمان لإتمام الشراء، وبالفعل وافق المالك ليو كريس على عرض بقيمة 79 مليون دولار، أي بتخفيض 6 ملايين دولار، بعدما أخبره السمسار أن هذا هو العرض النهائي.

ويقاضي كريس، وكيل العقارات دوجلاس إليمان، مدعياً أن شركة العقارات حجبت هوية المشتري الملياردير، وأخبرته بعرضها النهائي، فوافق على تخقيض 6 ملايين، دون أن يعلم من المشتري، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وجاء في الدعوى القضائية: "كان من المهم للغاية لمفاوضاته وقراره بشأن سعر البيع النهائي معرفة ما إذا كان بيزوس يحاول الاستحواذ على المنزل بشكل مجهول، من أجل تجميعه مع العقار المجاور".

وكان بيزوس، الذي تبلغ ثروته حاليًا أكثر من 200 مليار دولار، قد جذب عناوين الأخبار بالفعل بشرائه للمنزل الواقع في 11 Indian Creek Island Road،  مقابل 68 مليون دولار، في يونيو (حزيران) من العام الماضي.
وكان كريس، الذي صنع ثروته من شركة الإلكترونيات البرازيلية تيكتويا، قد اشترى المنزل المكون من 7 غرف نوم مقابل 28 مليون دولار في عام 2014.

ولكنه حين عرضه للبيع مؤخرا، كان واثقاً من أن قبو المنزل والمكتبة والمسرح والمسبح سوف يساعدوا في تأمين السعر المطلوب البالغ 85 مليون دولار، عندما تم إدراجه للبيع في مايو (أيار) من العام الماضي، لكنه باعه في النهاية بأقل من ذلك.

وتضم جزيرة إنديان كريك الخاصة في ميامي، والتي يطلق عليها اسم "مخبأ المليارديرات"، إيفانكا ترامب وتوم برادي ضمن عدد كبير من المشاهير والأثرياء.

وشهدت الجزيرة التي تبلغ مساحتها 124 فداناً ارتفاعاً هائلاً في أسعار المنازل على مدى عقود، بسبب صناعة التكنولوجيا المزدهرة في ميامي.

وكانت المنطقة قد اجتذبت في السابق مشاهير مثل جاي زي وبيونسيه، بالإضافة إلى السكان الحاليين، بما في ذلك المستثمر كارل إيكان وجاريد كوشنر.

مقالات مشابهة

  • العراق يوقع عقداً لشراء منظومة دفاع جوي من كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل
  • مميزات قد تدفعك لشراء هواتف iPhone 16 Pro الجديدة من ابل!
  • جيف بيزوس يلجأ إلى حيلة لشراء قصر في ميامي
  • ارتفاع أسعار الذهب والنفط في العالم
  • مصر.. سوق سوداء لشراء آيفون 16
  • المليشيات تمنع الأهالي من دفن جثامين الطالبات ضحايا التدافع بمدرسة عائشة في تعز
  • لم يحدث مثله منذ 2021 .. هبوط حاد في أسعار النفط وسط مخاوف وفرة العرض
  • مخاوف روسية من تصعيد جديد في اليمن
  • أستراليا تواصل نتائجها المخيبة في تصفيات كأس العالم
  • رافقته لشراء العلاج.. رجل يطعن زوجته داخل صيدلية في قونية