ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟.. أيام قليلة تقصلنا على ذكرى المولد النبي الشريف، لذلك يتساءل الكثير من المسلمين دائما في مثل هذا الوقت من كل عام، عن حكم الاحتفال بالمولد النبوى، وهل حلوى المولد النبوى بدعة أم يجوز الاحتفال بها؟

فيما يتعلق بحكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، قالت دار الإفتاء المصرية، فى فتوى سابقة، إنه لا يجوز شرعًا الطعن فى مشروعية الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف بما قد يحدث فيه من أمورٍ محرمةٍ، معقبة: «بل إننا ننكر ما قد يكتنفه من منكرات، ويُنبَّهُ أصحابها - بالحكمة واللِّين- إلى مخالفةِ هذه المُنكراتِ للمقصد الأساس الذى أُقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة».

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

وفي نفس السياق، قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريحات سابقة، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بالأمور التى ذاعت وشاعت فى المشرق والمغرب، من إقامة مجالس الصلاة والمديح، أو إطعام الطعام سواء حلوى المولد أو طعام، فهذا كله من أشد القربات إلى الله، مشيرا إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الفرح الذى يرتقى به كل إنسان، حتى أبو لهب، ورد إنه يوم الإثنين يخفف عنه العذاب لأنه فرح بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم.

المولد النبوي الشريف حكم شراء حلوى المولد النبوي

أما عن حكم شراء حلوى المولد النبوي فقالت دار الإفتاء المصرية: «إظهار الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشراء الحلوى والتهادي بها جائز شرعًا، بل هو أمرٌ مستحبٌّ مندوبٌ إليه، لتعلقه بحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، ولا يعد هذا من البدعة المذمومة ولا من الأصنام في شيء».

وأوضحت دار الإفتاء أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لافتة إلى أنه يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف، فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ» رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» رواه الإمام مالك في «الموطأ»، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى، كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا، لأنَّ «للوسائل أحكام المقاصد».

المولد النبوي هل شراء الحلوى في المولد بدعة وحرام؟

وأوضحت دار الإفتاء: «أما الزعم بأن شراء الحلوى في المولد أنها أصنام، وأنها بدعة وحرام، وأنه لا يجوز الأكل منها، ولا إهداؤها: فهو كلام باطل يدل على جهل قائليه بالشرع الشريف، وضحالة فهمهم لمقاصده وأحكامه، فإنها أقوال مبتدعة مرذولة لم يَقُلْها أحدٌ من علماء المسلمين في قديم الدهر ولا حديثه، ولم يُسبَق أصحابُها إليها، ولا يجوز العملُ بها ولا التعويل عليها، إذ فيها تشبيه للمسلمين المحبين لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالمشركين العاكفين على الأصنام، وهذا مسلك الخوارج الذين يعمدون إلى النصوص التي جاءت في المشركين فيحملونها على المسلمين، والله سبحانه وتعالى يقول منكرًا على أصحاب هذا المنهج: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [القلم: 35-36]، ويلزم من هذه الأقوال الفاسدة تحريم مظاهر الفرح بمولد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا مع مخالفته للفطرة السوية هو مخالف لعمل الأمة المحمدية، فالمسلمون عبر القرون يُهدون ويفرحون بالتوسعة على الفقراء والعيال في ذكرى المولد الشريف، من غير نكير، فرحًا بمولد الهادي البشير صلى الله عليه وآله وسلم، والنفوس مجبولة على الفرح بمن تحب، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أعظم من يُحَبُّ، وأَوْلَى من يُفرَح به، وهذه الدعوى الفاسدة تستلزم تضليل الأمة وتجهيل علمائها عبر الأمصار والأعصار».

وبناءً على ذلك: فشراءُ الحلوى، والتهادي بها، والتوسعةُ على الأهل والعيال، وما إلى ذلك من مظاهرِ الفرح الدنيوية المباحة بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها جائزةٌ شرعًا، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وفيها فضلٌ عظيم، فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن باب أَوْلَى مشروعية المظاهر الدينية للاحتفال، كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة صلى الله عليه وآله وسلم.

وأما الأقوال التي تحرم على المسلمين الاحتفال بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم والتعبير عن سرورهم بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بشتى وسائل الفرح المباحة فإنما هي أقوال فاسدة وآراء كاسدة، لم يُسْبَقْ مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذُ بها ولا التعويلُ عليها.

اقرأ أيضاًحكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي 2024.. الإفتاء توضح

كيلو المشكل بـ 200 جنيها.. أسعار حلاوة المولد النبوي 2024

موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المولد النبوي المولد النبوي الشريف الاحتفال بالمولد النبوي المولد النبوى الشريف حكم الاحتفال بالمولد النبوي حكم الإحتفال بالمولد النبوي حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حكم الاحتفال الاحتفال بالمولد النبوی الشریف النبی صلى الله علیه وآله وسلم حکم الاحتفال بالمولد دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

أمسيات في المحابشة بحجة احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف

الثورة نت|

نظمت في شمسان وحجر بني اسد وبيت المغربي بمديرية المحابشة في محافظة حجة أمسيات ثقافية احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.

واعتبرت كلمات الأمسيات بحضور مدير المديرية يحيى الملاهي ومسئول التعبئة إسماعيل النعمي، إحياء هذه المناسبة الدينية الجليلة شكراً لله على نعمته في أن بعث للبشرية خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لنشر الإسلام.

وأشارت إلى المكانة الخاصة لذكرى المولد النبوي في قلوب أهل اليمن الذين يفخرون أنهم أحفاد الأنصار من آزروا النبي ونصروا الإسلام، لافتة إلى أن هذه الاحتفالات تأكيد على حبهم وولائهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام واتباعهم لمنهجه القويم.

وبينت الكلمات أن الولاء لرسول الله أثبته اليمنيون اليوم بتجسيدهم مبادئه وقيمه مستمدين منه صلى الله عليه وآله وسلم معاني الإحسان والتعاون و الصمود في وجه العدوان.

ونوهت إلى أن الارتباط الوثيق بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أثمر انتصارات ونجاحات في مختلف المجالات وجسدته المواقف المشرفة لأحفاد الأنصار في نصرة الأقصى والانتصار للشهداء من النساء والأطفال في غزة.

تخللت الأمسيات فقرات متنوعة وقصائد شعرية معبرة.

مقالات مشابهة

  • «الإفتاء»: هذه الممارسات تجعل الاحتفال بالمولد النبوي محرمًا
  • أمين الفتوى: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جائز بشرط
  • هل الاحتفال بالمولد النبوي عبادة وطاعة تقرب إلى الله؟.. دار الإفتاء تجيب
  • أمين الفتوى: لا خلاف بين المسلمين على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
  • دار الإفتاء: الاحتفال بالمولد النبوي من مظاهر محبته
  • أمين الفتوى: الاحتفال بالمولد النبوي أمر مشروع ومتفق عليه بين المسلمين
  • تواصل الفعاليات الاحتفالية بذكرى المولد النبوي الشريف
  • الاحتفال بالمولد النبوي الشريف: بين السنة والبدعة
  • أمسيات في المحابشة بحجة احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف
  • «الإفتاء» توضح الأحكام المتعلقة بـ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف