الاتحاد الأوروبي يفعل آلية الحماية المدنية لمواجهة حرائق الغابات وكوارث أخرى
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
أسرع الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات حيوية ومنسقة في ظل اندلاع حرائق الغابات في العديد من الدول الأوروبية هذا الصيف. وعلى مدار شهري يوليو الماضي وأغسطس الجاري، اندلعت حرائق غابات في ألبانيا وجمهورية البوسنة والهرسك وبلغاريا واليونان ومقدونيا الشمالية والبرتغال، مما دفع التكتل إلى تفعيل "آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي" بهدف تنظيم المساعدات لهذه الدول.
وبحسب المفوضية الأوروبية، يتمركز حوالي 556 من رجال الإطفاء الذين ينتمون لـ 12 دولة بشكل استراتيجي في مواقع رئيسية بأوروبا - في فرنسا واليونان والبرتغال وإسبانيا - ويقفون على أهبة الاستعداد لدعم فرق الإطفاء المحلية حال اندلاع حرائق غابات.
ما هي آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي؟ أنشأت المفوضية الأوروبية "آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي" في عام 2001 بهدف تعزيز التعاون بين الدول الأوروبية في مجال الوقاية من الكوارث، والاستعداد لمواجهتها، والتعامل معها.
ويمكن لأي دولة طلب المساعدة عبر آلية الحماية المدنية حال تعرضها لطوارئ، حيث يتم تنسيق المساعدات التي تقدمها الدول الأخرى عبر مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ، ومقره بروكسل.
وإلى جانب دول الاتحاد الأوروبي، تشارك أيضا ألبانيا وجمهورية البوسنة والهرسك وأيسلندا ومولدوفا ومونتنيجرو (الجبل الأسود) ومقدونيا الشمالية والنرويج وصربيا وتركيا وأوكرانيا في آلية الحماية الأوروبية، رغم أن هذه الدول ليست أعضاء حاليا في التكتل. وعلى سبيل المثال، انضمت جمهورية البوسنة والهرسك بشكل رسمي لآلية الحماية المدنية الأوروبية في عام 2022، وهو ما شكل علامة فارقة على مسار البلاد للفوز بوضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من نفس العام.
"حرائق قرب أثينا": إظهار التضامن الأوروبي أجبر حريق غابات ضخم في الضواحي الشمالية الشرقية لأثينا في وقت سابق هذا الشهر آلاف السكان على الفرار من منازلهم. وأصدرت الحكومة اليونانية مناشدات للحصول على مساعدة دولية. وبحسب الخبراء، كانت هذه هب المرة الأولى التي يقترب فيها حريق كبير من العاصمة اليونانية.
وطلبت اليونان العون من آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي في 12 أغسطس. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن الدعم المقدم لليونان يشمل طائرتين من إيطاليا، ومروحيتين من فرنسا وصربيا، وأطقم إطفاء برية من جمهورية التشيك وفرنسا وإيطاليا ورومانيا وصربيا، مشيرا إلى وجود رجال إطفاء بالفعل من رومانيا ومالطا ومولدوفا في اليونان.
وقامت رومانيا بنشر العشرات من رجال الإطفاء، والمعدات الخاصة في إطار التأهب لإخماد حرائق اليونان، خلال الفترة من الأول من أغسطس وحتى 15 سبتمبر. وهذا هو العام الرابع على التوالي الذي تستجيب فيه بوخارست لمثل هذه الطلبات، حيث قام رجال الإطفاء من رومانيا بمهام مماثلة في فرنسا وسلوفينيا ومقدونيا الشمالية خلال سنوات ماضية.
الاتحاد الأوروبي يحشد مزيدا من الدعم في أرجاء القارة. وقام الاتحاد الأوروبي أيضا خلال هذا الصيف بحشد الدعم لتقديم العون في مكافحة الحرائق بألبانيا والبوسنة وبلغاريا ومقدونيا الشمالية والبرتغال، بعد تفعيل آلية الاستجابة للكوارث.
وعلى سبيل المثال، طلبت البرتغال يوم الأربعاء الماضي، المساعدة من آلية الحماية المدنية الأوروبية، لمكافحة الحرائق الي اندلعت في جزيرة ماديرا. وأظهرت بيانات "النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات"، أن النيران التهمت أكثر من 4930 هكتارا. وقد وصلت طائرتان طراز كاندير، لإخماد الحرائق، من إسبانيا يوم الخميس الماضي.
كما وصلت طائرتان من رومانيا إلى ألبانيا في وقت سابق الشهر الجاري، للمساعدة في عزل وإطفاء الحرائق في بعض مناطق البلاد. وأعلنت وزارة الدفاع الألبانية أن طائرتي "سبارتان" و"هيركليس" تدخلتا يومي 14 و16 أغسطس الماضي لإطفاء الحرائق في مدينتي بوجراديتش وبيرات.
وفي منتصف يوليو، أرسلت كرواتيا وصربيا وسلوفينيا وتركيا طائرات إطفاء إلى مقدونيا الشمالية للمساعدة في احتواء سلسلة من الحرائق في أنحاء البلاد وسط موجة حر شديدة. وقد أتت النيران على مئات الهكتارات من الغابات، وأشارت السلطات إلى 12 حريقا نشطا آنذاك.
آلية الحماية المدنية تقدم أيضا خدماتها في حالات الطوارئ الطبية والإنسانية في حين أنه يتم إطلاق آلية الحماية المدنية الأوروبية حال حدوث كوارث طبيعية، يمكن كذلك طلب المساعدة منها في حالات الطوارئ الأخرى، مثل الأزمات الصحية والكوارث الإنسانية في مناطق الحرب.
وقد نسق الاتحاد الأوروبي في 24 يوليو الماضي عملية إنقاذ 16 طفلا فلسطينيا وأفراد أسرهم، الذين كانوا بحاجة إلى رعاية طبية، حيث جرى نقلهم من مصر إلى إسبانيا، بفضل الدعم المالي والتشغيلي من آلية الحماية المدنية، وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وصندوق إغاثة أطفال فلسطين، والسلطات الفلسطينية. كما يدعم الاتحاد الأوروبي منذ أوائل شهر يناير الماضي "خلية تنسيق فرق الطوارئ الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية في قطاع غزة"، بالقاهرة، مع نشر 22 من خبراء الاتحاد الأوروبي والدول المشاركة في آلية الحماية المدنية.
وخلال جائحة كوفيد19-، نسق الاتحاد الأوروبي نشر الفرق الطبية في المناطق الأكثر تضررا، وقام بتسهيل شراء معدات حماية إضافية وتفعيل مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ. وتقوم المفوضية الأوروبية بتنسيق عملية واسعة في أوكرانيا، أيضا في إطار آلية الحماية المدنية الأوروبية. وعرضت الدول السبع والعشرون الأعضاء في الاتحاد الأوروبي -إلى جانب أيسلندا ومقدونيا الشمالية والنرويج وصربيا وتركيا - تقديم المساعدة بما يشمل الإمدادات الطبية والمركبات ومعدات الطاقة. كما أنشأ التكتل مراكز لوجستية في بولندا ورومانيا وسلوفاكيا لتوجيه المساعدات إلى أوكرانيا على نحو أكثر كفاءة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المفوضیة الأوروبیة ومقدونیا الشمالیة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
الحماية المدنية.. إنطلاق الدورة التكوينية للوقاية من مخاطر أنفاق الطرق والسكك الحديدية
إنطلقت اليوم الإثنين، فعاليات الدورة التكوينية في مجال “الوقاية من مخاطر أنفاق الطرق والسكك الحديدية” على مستوى الحماية المدنية.
الدورة التكوينية جاءت في إطار تطبيق برنامج التعاون الجزائري والإتحاد الاوروبي الموسوم بعنوان دعم وتعزيز قدرات العمل الإستياقي لسنة 2024. حيث أشرف صبيحة اليوم مدير الحماية المدنية لولاية المدية المقدم العرابي سعيد رفقة إطارات المديرية العامة للحماية المدنية وبحضور رؤساء المصالح. على انطلاق فعاليات الدورة التكوينية في مجال “الوقاية من مخاطر أنفاق الطرق والسكك الحديدية”. المنظمة من طرف المديرية العامة للحماية المدنية على مستوى ولاية المدية.
كما أن الدورة التكوينية عرف مشاركة ضباط من مديريات الحماية المدنية لـ 14 ولاية وبتأطير خبراء في مجال الدفاع المدني. حيث سيسمح هذا التكوين للمشاركين لكسب مهارات أكثر وتبادل الخبرات.