ما الأسلحة التي استخدمها حزب الله حتى الآن؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
يملك حزب الله اللبناني ترسانة كبيرة من الأسلحة، ويوصف بأنه من أكثر المجموعات غير الحكومية تسليحا في العالم. ويقول الحزب -الذي يخوض مواجهة مع إسرائيل منذ أكثر من 10 أشهر تحت شعار إسناد المقاومة في غزة– إنه لم يستخدم إلا جزءا صغيرا من أسلحته حتى الآن.
وأعلن الحزب أنه أطلق اليوم الأحد مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل ردا على اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر الشهر الماضي.
وفيما يأتي لمحة عن ترسانة حزب الله من الأسلحة والصواريخ:
حجم الترسانةوفقا لتقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) يملك حزب الله ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة، ويقول الحزب إن لديه صواريخ يمكنها ضرب جميع المناطق الإسرائيلية.
والكثير من تلك الصواريخ غير موجهة، لكن الحزب لديه أيضا طائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات والسفن، وقذائف دقيقة.
وتعد إيران مورد الأسلحة الرئيسي لحزب الله، والكثير من أسلحة الحزب هي طرز إيرانية أو روسية أو صينية.
وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله عام 2021 إن لدى الحزب 100 ألف مقاتل. وتشير تقديرات الاستخبارات الأميركية في 2022 إلى أن عدد مقاتلي الحزب يبلغ 45 ألفا وأن 20 ألفا منهم متفرغون.
صواريخ وقذائف أرضيةشكلت القذائف غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة حزب الله الصاروخية في حربه مع إسرائيل عام 2006، عندما أطلق نحو 4 آلاف صاروخ، معظمها كاتيوشا يصل مداها إلى 30 كيلومترا.
وقال نصر الله إن أكبر تغيير في ترسانة الحزب منذ 2006 هو التوسع في أنظمة التوجيه الدقيق لديها، مؤكدا أن الحزب لديه القدرة على تزويد الصواريخ بأنظمة توجيه داخل لبنان.
ويمتلك حزب الله أنواعا إيرانية، مثل صواريخ "رعد" و"فجر" و"زلزال"، التي تتميز بحمولة أقوى ومدى أطول من صواريخ كاتيوشا.
وشملت الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، صواريخ كاتيوشا و"بركان" بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام.
واستخدم الحزب أول مرة في يونيو/حزيران الماضي صواريخ "فلق 2" إيرانية الصنع التي يمكنها حمل رأس حربي أكبر من صواريخ "فلق 1" المستخدمة في الماضي.
صواريخ مضادة للدباباتاستخدم الحزب الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بشكل مكثف في حرب 2006 وعاد لاستخدامها مجددا ومن بينها صواريخ "كورنيت" روسية الصنع.
ووردت أنباء بأن الحزب استخدم أيضا صاروخا موجها إيراني الصنع يعرف باسم "ألماس"، وقال مركز "ألما" الإسرائيلي للأبحاث إن هذا الصاروخ يمكنه ضرب أهداف خارج خط الرؤية متبعا مسارا مقوسا، مما يمكنه من الضرب من أعلى.
وأضاف المركز الإسرائيلي أن هذا الصاروخ من عائلة أسلحة صنعتها إيران من خلال الهندسة العكسية اعتمادا على عائلة صواريخ "سبايك" الإسرائيلية.
صواريخ مضادة للطائراتأسقط حزب الله طائرات مسيّرة إسرائيلية عدة مرات خلال هذه المواجهة باستخدام صواريخ سطح-جو، منها طائرات مسيّرة من طرازي "هيرميس 450″ و"هيرميس 900".
وساد اعتقاد منذ فترة طويلة بأن الحزب لديه صواريخ مضادة للطائرات، لكن كانت هذه أول مرة يستخدم فيها الحزب هذه الصواريخ.
وفي حادثة أخرى، قال حزب الله إنه أطلق النيران على طائرات حربية إسرائيلية، وهذا أجبرها على مغادرة المجال الجوي اللبناني بدون أن يذكر نوع السلاح الذي استخدمه. ولم تصب النيران أي طائرة.
طائرات مسيّرةشن حزب الله عدة هجمات بطائرات مسيّرة مفخخة، كما أعلن أنه يستخدم طائرات مسيّرة تُسقط قنابل وتعود إلى لبنان.
واستخدم الحزب الطائرات المسيّرة في بعض هجماته بهدف إبقاء الدفاعات الجوية الإسرائيلية منشغلة بينما كانت طائرات مسيرة أخرى تحلق صوب أهدافها.
وتتضمن ترسانة حزب الله طائرات مسيّرة مجمعة محليا من طرازي "أيوب" و"مرصاد"، ويقول محللون إن من الممكن إنتاج هذه الطائرات بتكلفة زهيدة وبكميات كبيرة.
صواريخ مضادة للسفنأثبت حزب الله أول مرة أن لديه صواريخ مضادة للسفن في 2006 عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بعد 16 كيلومترا قبالة الساحل، وهذا أدى إلى مقتل 4 إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة.
وتقول مصادر مطلعة على ترسانة الحزب إنه حصل منذ حرب 2006 على صاروخ "ياخونت" روسي الصنع المضاد للسفن والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر. ولم يؤكد حزب الله قط امتلاكه هذا السلاح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات صواریخ مضادة حزب الله
إقرأ أيضاً:
رسائل ود من حزب الله للحكّام الجدد في دمشق
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": مع موقف لافت أطلقه أخيراً أحد وزيري "حزب الله" مصطفى بيرم وقال فيه "إننا نحترم خيار الشعب السوري، ونحن منفتحون ومرتاحون إلى تصريحاتهم"، بدا جليّاً أن الحزب اتخذ قراره النهائي في شأن التعامل مع التحوّل السياسي الكبير في سوريا الذي تكرّس بسقوط نظام بشار الأسد، وحلول حاكمين جدد محله هم بالأساس على طرف نقيض مع الحزب.
والواضح أن هذا القرار قائم على إبداء الاستعداد لفتح صفحة جديدة مستقبلاً مع الحكام الجدد في عاصمة الأمويين.
لم يكن كلام الوزير بيرم الرسالة الإيجابية الأولى من جانب الحزب إلى السلطة الوليدة في سوريا، إذ ثمة من يعتبر أن الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أصدر مقدمات انفتاحية عندما صدر عنه في إطلالته الإعلامية الأخيرة كلام ليّن بدا فيه وكأنه يقول: لقد أخذنا علماً بأمرين:
الأول أننا خسرنا بهذا التحوّل طريق الإمداد الأساسي لنا.
والثاني أننا ننتظر مآلات المخاض السوري لنبني على الشيء مقتضاه.
وبهذا المعنى كان واضحاً أن الحزب يقر أمام جمهوره المفجوع والعالم الخارجي بفقدان حليف تاريخي ثابت دافع عنه ودفع أثماناً باهظة للحيلولة دون سقوطه سابقاً، وهو نظام بشار الأسد، وخسرنا استطراداً جغرافيا أساسية كانت إضافة إلى أنها خط إمداد أساسي، قاعدة ارتكاز خلفي مكين.
فضلاً عن ذلك كان الحزب بهذا الكلام يأخذ لنفسه مهلة لتقليب الأمر المستجد، في العاصمة السورية على وجوهه كافة. وللأهمية شكل الحزب خلية من ذوي الاختصاص والمعرفة أوكل إليها مهمة إصدار الحكم النهائي على أداء الحكام الجدد الذين نجحوا في تحقيق غلبة وحسموا صراعات ممتدة منذ عام 2011 وبالتالي نجحوا في قلب كل المعادلات القديمة، وقضى القرار النهائي بـ:
- طيّ صفحة معاداة الحكام الجدد خصوصاً وقد أطلقوا منذ دخولهم دمشق خطاباً رصيناً ينمّ عن وعي وإحاطة.
- أن الحزب تلقى عبر قنوات عدة خفية معطيات تشفّ عن رغبة الحكام الجدد في المضيّ قدماً في نهج تعامل جديد يقوم على التصالح سعياً منهم إلى نيل الاعتراف بشرعية حكمهم.
وبناءً على ذلك بدا الحزب كأنه يقرّ بالأمر الواقع المستجد وبالمعادلات الآتية معه، وأقر أيضاً بضرورة الأخذ بسياسة تقنين الخسائر وتضييق دائرة المعادين والاستعداد لمرحلة انفتاح مستقبلية على دمشق الجديدة يجب العمل لفتحها بهدوء وتدرّج.
وإن كان أمراً ثقيل الوطأة على الحزب أن يعترف دفعة واحدة بأنه بات لزاماً عليه الإذعان للأمر الواقع الفارض نفسه بعناد في سوريا وأنه بات عليه استطراداً بعث رسائل إيجابية للحاكمين الجدد في دمشق وصفها البعض بأنها "رسائل غزل"، فإن الأمر كان قليل الوطأة وخفيف الحمل عند الطرف الآخر من الثنائي الشيعي أي حركة "أمل"، إذ لم يكن صعباً على رموز الحركة أن يتجاهلوا الحدث السوري رغم حماوته وأن يعتصموا بحبل الصمت حيال التحوّل الذي هزّ المنطقة. الذين اعتادوا التعبير عن موقف الحركة قالوا صراحة إنهم يلتزمون بتوجيهات أتتهم من رئيس الحركة الرئيس نبيه بري، ومع ذلك كان واضحاً للراصدين أن الحركة لم تعد منذ زمن المعتمد الأول للنظام في دمشق ما يوجب عليها التحرك، وتحديداً مع تسلم الرئيس بشار الأسد الحكم خلفاً لوالده إذ من يومها ساد فتور أقرب إلى البرودة بين الطرفين، وانحدر الأمر إلى قطيعة في الآونة الأخيرة بفعل تطورات كثيرة.
ولكن هذا الصمت من جهة عين التينة لا ينفي أن في أوساطها كلاماً مكتوماً ينطوي على انتقادات توجّه لأداء عنوانه "سوء تقدير" حمّل كلّ الساحة الشيعية أوزاراً وأثقالاً وخسائر كارثية.