بروكسل"أ.ف.ب ": أكد الاتحاد الأوروبي اليوم الاحد أنه لا يزال "يشعر بقلق بالغ" حيال الأزمة السياسية في فنزويلا بعد فوز نيكولاس مادورو بالانتخابات الرئاسية التي جرت في يوليو ورفضت نتائجها المعارضة، على ما جاء في بيان لمسؤول الخارجية في التكتل.

وذكر الاتحاد الأوروبي أنه "لن يتم قبول واعتماد سوى النتائج الكاملة والتي يمكن التحقق منها بشكل مستقل".

ولم تقدم السلطات الفنزويلية بعد "الأدلة الدامغة اللازمة لتأكيد العملية الانتخابية"، وفقا للشروط التي حددها فريق من خبراء الأمم المتحدة، بحسب الاتحاد الأوروبي.

وجددت الدول الأعضاء الـ27 دعوتها للمجلس الوطني الانتخابي إلى نشر محاضر "جميع مراكز الاقتراع".

وأكد التكتل في هذا الصدد أنه وفقا للمحاضر المتاحة، يبدو أن مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا "فاز في الانتخابات الرئاسية بأغلبية ساحقة".

كما حث البيان السلطات الفنزويلية على "احترام حق الفنزويليين في التظاهر السلمي والتعبير عن آرائهم السياسية دون خوف من الانتقام".

من جهتها، دعت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو مواطنيها مساء الاول "للنزول إلى الشوارع" في 28 أغسطس، بعد شهر على إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو المتنازع عليها.

وكتبت ماتشادو على منصة إكس "الفنزويليون ينزلون مجددا إلى الشارع في 28 أغسطس؛ مع عائلاتكم، مع أطفالكم، مع أحفادكم".

تزعم المعارضة أن مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا هو الفائز في الانتخابات الرئاسية.

ويعيش غونزاليس أوروتيا في الخفاء منذ نحو شهر على غرار ماتشادو، وقد استدعاه مكتب المدعي العام الاثنين للاستماع إلى أقواله في إطار تحقيق جنائي.

وجاء في الاستدعاء الذي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن "المواطن إدموندو غونزاليس أوروتيا" قد تم استدعاؤه "يوم 26 أغسطس الساعة العاشرة صباحا إلى جلسة استماع" في ما يتعلق بالتحقيق حول الموقع الإلكتروني الذي نشرت فيه المعارضة نتائجها للانتخابات الرئاسية.

وكان المدعي العام طارق وليام صعب قد أعلن الجمعة أنه سيتم استدعاء غونزاليس أوروتيا، موضحا أن ذلك الموقع الإلكتروني "يغتصب" سلطة المجلس الانتخابي الوطني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی غونزالیس أوروتیا

إقرأ أيضاً:

هل تخرق إسبانيا صفوف الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة مع الصين؟

دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى إعادة تقييم خطة الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين.

تأتي هذه الدعوة في ختام زيارة رسمية استغرقت أربعة أيام إلى الصين، حيث التقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ، مما أثار الانتباه إلى الانقسامات الداخلية المتزايدة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن هذه المسألة، وفقما ذكرته بلومبيرغ.

تتزامن دعوة سانشيز مع استعداد الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم تبلغ 36.3% على شركة "سايك موتور كورب"، و19.3% على "فولفو كار إيه بي"، و17% على شركة "بي واي دي"، بالإضافة إلى الرسم الأساسي الذي يبلغ 10% بالفعل على صادرات السيارات الصينية إلى أوروبا. وتواجه تسلا أيضًا زيادة في الرسوم تبلغ 8%.

وإذا لم يتمكن قادة الدول الأوروبية من حشد معارضة كافية لهذه الإجراءات، فمن المتوقع أن تصدر المفوضية الأوروبية اللوائح النهائية بحلول 30 أكتوبر/تشرين الأول القادم، والتي ستبقى سارية لمدة خمس سنوات.

وتعكس هذه الرسوم المخاوف الأوروبية من الاستفادة الصينية من الدعم الحكومي لإغراق الأسواق الأوروبية بالسيارات الكهربائية، مما يهدد المنافسة العادلة ويعرض المصنعين الأوروبيين لخطر الإفلاس، وفقا لبلومبيرغ.

في المقابل، بدأت الصين في إجراء تحقيقات مضادة تتعلق بممارسات الإغراق في واردات الاتحاد الأوروبي من المنتجات مثل البراندي (الخمر المقطّر) ومنتجات الألبان ولحم الخنزير.

الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض رسوم تبلغ 36.3% على شركة صينية مصنعة للسيارات الكهربائية (رويترز) إسبانيا بين المطرقة والسندان

وتعدّ إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية تأثرا بهذه الحرب التجارية المحتملة، فهي أكبر مُصدِّر للحم الخنزير في أوروبا، كما أنها ثاني أكبر مصنع للسيارات في الاتحاد الأوروبي.

وتسعى إسبانيا أيضا إلى جذب الاستثمارات الصينية لتطوير قطاع السيارات الكهربائية لديها. ومن هنا جاءت زيارة سانشيز للصين في إطار الجهود الرامية إلى تجنب التصعيد التجاري مع بكين، بحسب بلومبيرغ.

وقال سانشيز في تصريحاته "لسنا بحاجة إلى حرب أخرى، وفي هذه الحالة حرب تجارية". وأضاف "أعتقد أن علينا بناء جسور بين الاتحاد الأوروبي والصين، وما ستقوم به إسبانيا هو العمل على إيجاد حلول بناءة ومحاولة الوصول إلى تسوية بين الصين والمفوضية الأوروبية".

انقسامات أوروبية

وتأتي تصريحات سانشيز في وقت تعاني فيه أوروبا من انقسامات داخلية بشأن كيفية التعامل مع التحديات التجارية القادمة من الصين.

فبينما تؤيد دول مثل فرنسا، بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، فرض الرسوم الجمركية لحماية المصنعين الأوروبيين من المنافسة الصينية "غير العادلة"، تدعو دول أخرى مثل إسبانيا إلى الحوار وتجنب التصعيد.

وتحاول الصين استغلال هذه الانقسامات لصالحها، حيث تهدف إلى إقناع عدد كاف من الدول الأوروبية بأن هذه الرسوم الجمركية ليست في مصلحة أوروبا.

وتهدف الصين إلى ممارسة ضغوط على الحكومات الأوروبية من خلال التهديد بالانتقام التجاري، مما يؤدي إلى توليد "ألم اقتصادي" قد يدفع هذه الدول إلى التراجع عن دعم فرض الرسوم.

موقف إسبانيا يمثل تحديا كبيرا للاتحاد الأوروبي الساعي لزيادة الضرائب على منتجات صينية (الفرنسية) تعاون صيني إسباني

وفي لقاء مع سانشيز، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ رغبته في تعزيز العلاقات مع إسبانيا، خاصة في مجالات التكنولوجيا الفائقة والطاقة الجديدة. وقال شي "نأمل أن تواصل إسبانيا توفير بيئة أعمال عادلة وآمنة وغير تمييزية للشركات الصينية التي تستثمر وتعمل في إسبانيا".

وتأتي هذه التصريحات في سياق رغبة الصين في تجنب تصعيد النزاع التجاري مع أوروبا، ومحاولة بناء شراكات مع دول مثل إسبانيا، التي قد تكون أكثر ميلا للحوار والتعاون بدلا من فرض قيود تجارية جديدة.

ويمثل موقف إسبانيا المتغير -وفقا لبلومبيرغ- تحديا كبيرا للاتحاد الأوروبي، الذي يحاول تحقيق توازن بين حماية مصنعيه المحليين وتجنب حرب تجارية شاملة مع الصين.

وتذكر بلومبيرغ أنه إذا تمكنت دول مثل إسبانيا من حشد الدعم الكافي، قد يتمكن الاتحاد الأوروبي من تخفيف الإجراءات أو تأجيلها، مما يعطي مجالا للحوار بين الطرفين.

وعلى الرغم من أن الصين تهدف إلى تقليل تأثير الرسوم الجمركية، فإن إستراتيجية الاتحاد الأوروبي تهدف إلى حماية الأسواق المحلية من التدفقات الكبيرة للسيارات الكهربائية المدعومة من الحكومة الصينية.

ويواجه الاتحاد الأوروبي معضلة معقدة متمثلة في ثنائية هل يواصل التصعيد لحماية اقتصاده الداخلي؟ أم يسعى لإيجاد تسوية تجنبًا لحرب تجارية شاملة قد تضر بمصالحه الاقتصادية؟

وفي ظل تصاعد التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين، يبقى السؤال مفتوحا حول ما إذا كانت دول الاتحاد ستتمكن من الوصول إلى حل وسط يضمن حماية المصالح الاقتصادية الأوروبية مع تجنب التصعيد مع الصين.

وتبقى إسبانيا في موقع مركزي في هذا الجدل، حيث تسعى إلى تحقيق التوازن بين مصالحها الاقتصادية والعلاقات الدولية.

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي الأوروبي: نتوقع بلوغ التضخم 2.5% في المتوسط هذا العام
  • بوريل: الأزمة المستمرة في سوريا والحرب في غزة لهما عواقب سلبية على لبنان
  • الاتحاد الأوروبي: نعمل بكل الطرق على وقف إطلاق النار في غزة
  • المستشار “صالح” يبحث مع السفير الروسي سبل معالجة أزمة المركزي والدفع بالعملية السياسية
  • هل تخرق إسبانيا صفوف الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة مع الصين؟
  • عاجل. البرلمان الإسباني يُوافق على طلب الاعتراف بإدموندو غونزاليس رئيساً لفنزويلا
  • قراءة في أسباب تخلي الاتحاد الوطني عن أحزاب المعارضة الإيرانية
  • الجزائر.. مرشحا المعارضة يطعنان بنتائج الانتخابات الرئاسية
  • إدموندو غونزاليس أوروتيا معارض فنزولي لاجئ بإسبانيا
  • جلسة مغلقة لوزير الخارجية مع ممثل الاتحاد الأوروبي