باكو – الوطن:

لقد مرت السيدة الأولى ونائبة الرئيس الأولى لأذربيجان مهريبان علييفا, برحلة حياة رائعة وإرث لا ينضب. وترك تفانيها طيلة حياتها في الخدمة العامة، والذي اتسم بصفات اللطف والرحمة والعطف، بصمة لا تمحى على أذربيجان وشعبها.

إن الدور المثالي للسيدة علييفا كموظفة عامة وزوجة وأم يجعلها نموذجًا مثاليًا يحتذى به للنساء الأذربيجانيات، حيث تجسد المزيج المثالي من التميز المهني والرشاقة الشخصية.

ولدت السيدة مهريبان علييفا في باكو، وهي تنحدر من عائلة عريقة في المجالات الفكرية والثقافية. والدها، عارف باشاييف، عالم متميز، ووالدتها، عايدة إيمانجولييفا، كانت عالمة لغوية مشهورة. وقد غرس هذا التراث الغني في نفسها تقديرًا عميقًا للتعليم والثقافة والخدمة العامة منذ سن مبكرة.

تابعت السيدة علييفا تعليمها بامتياز، وتخرجت في جامعة أذربيجان الطبية وتخصصت في طب العيون في أكاديمية سيتشينوف الطبية في موسكو. وقد أرست خلفيتها الطبية الأساس لجهودها الإنسانية اللاحقة في قطاع الرعاية الصحية.

منذ أيامها الأولى في الحياة العامة، كانت مهريبان علييفا منارة للعمل الإنساني. وبصفتها رئيسة لمؤسسة حيدر علييف، قادت مبادرات لا حصر لها لتحسين حياة مواطنيها. وقد حققت المؤسسة، التي سميت على اسم الزعيم الوطني لأذربيجان حيدر علييف، تقدماً كبيراً في مجال الرعاية الصحية والتعليم والرعاية الاجتماعية منذ عام 2004.

ومن أبرز إنجازات السيدة علييفا تعزيز خدمات الرعاية الصحية في أذربيجان. وتحت قيادتها، مولت المؤسسة بناء وتجديد المستشفيات والعيادات ومراكز التشخيص، مما يضمن إتاحة المرافق الطبية الحديثة لجميع المواطنين. وشملت مبادراتها تقديم خدمات طبية مجانية ودعم الفئات السكانية الضعيفة، وهو ما يبرز نهجها الرحيم في معالجة التفاوتات الصحية.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد أولت السيدة علييفا أهمية كبيرة للتعليم. فقد قادت مبادرات لبناء وتجديد مئات المدارس في مختلف أنحاء أذربيجان، لضمان حصول الطلاب على بيئات تعليمية حديثة ومجهزة تجهيزاً جيداً. ويمتد التزامها بالتعليم إلى التعليم العالي، حيث دعمت المنح الدراسية وبرامج البحث لرعاية الأجيال القادمة من القادة والعلماء الأذربيجانيين.

تعتبر السيدة علييفا من المدافعين المتحمسين عن التراث الثقافي، حيث كرست جهودها للحفاظ على التراث الثقافي الغني لأذربيجان وتعزيزه. لقد أشرفت على ترميم المعالم التاريخية، ودعمت الفنون التقليدية، ونظمت فعاليات ثقافية دولية تعرض التراث الفريد لأذربيجان للعالم. لم تسهم أعمالها في الحفاظ على الماضي فحسب، بل ساهمت أيضًا في تعزيز شعور الفخر الوطني والهوية.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن طبيعة السيدة علييفا الرحيمة تظهر في دفاعها عن الرعاية الاجتماعية والإدماج. لقد كانت مؤيدة قوية للمبادرات التي تهدف إلى تحسين حياة الفئات المهمشة والمحرومة. تحت قيادتها، أطلقت مؤسسة حيدر علييف العديد من البرامج الاجتماعية التي تستهدف الأيتام وذوي الإعاقة والنازحين داخليًا. توفر هذه البرامج خدمات أساسية، بما في ذلك الإسكان والتدريب المهني والدعم المالي، مما يساعد الأفراد على إعادة بناء حياتهم والاندماج في المجتمع.

ويمتد عطفها إلى المساواة بين الجنسين أيضًا. كانت السيدة علييفا مدافعة صريحة عن حقوق المرأة وتمكينها في أذربيجان. ومن خلال مبادرات مختلفة، عملت على ضمان حصول النساء على فرص متساوية في التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل. وقد ساهمت جهودها في تعزيز المساواة بين الجنسين في البلاد، وتعزيز مجتمع أكثر شمولاً ومساواة.

بالإضافة إلى دورها كسيدة أولى، تشغل مهريبان علييفا منصب النائب الأول لرئيس أذربيجان منذ عام 2017، وهو المنصب الذي يؤكد مساهماتها الكبيرة في حوكمة الأمة. وتتميز أفعالها بالتركيز على العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية وتعزيز الخدمات العامة. وقد لعبت دورًا فعالاً في صياغة السياسات التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة لجميع الأذربيجانيين، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا من السكان.

إن صفات مهريبان علييفا من اللطف والرحمة ، إلى جانب إنجازاتها الرائعة، تجعلها نموذجاً مثالياً يحتذى به للنساء الأذربيجانيات. إن رحلتها من طبيبة متفانية إلى شخصية عامة بارزة تسلط الضوء على قوة المثابرة والتعاطف والقيادة. لقد أظهرت أن المرأة قادرة على التفوق في مجالات متنوعة مع الحفاظ على التزامها بالرفاهية المجتمعية والقضايا الإنسانية.

لقد أثبتت السيدة علييفا طوال فترة ولايتها أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على رفع وتمكين الآخرين. لقد ألهمت عددًا لا يحصى من النساء في أذربيجان لتحقيق أحلامهن، والمشاركة في خدمة المجتمع، والدفاع عن حقوق المحرومين. إن إرثها هو تذكير قوي بأن المرأة لها دور حاسم في تنمية المجتمع وتقدمه.

وإلى جانب جهودها العامة، تُعرف مهريبان علييفا أيضًا بأنها شخصية عائلية مخلصة. وقد اتسم زواجها من الرئيس إلهام علييف بالاحترام المتبادل والدعم والالتزام المشترك بتحسين أذربيجان. وبصفتها أمًا، قامت بتربية وتوجيه أطفالها، وغرس قيم الرحمة والنزاهة والتفاني فيهم من أجل وطنهم الأم. وتعمل قدرتها على الموازنة بين دورها العام المتطلب ومسؤولياتها الأسرية كإلهام للنساء اللواتي يسعين إلى تحقيق توازن متناغم بين حياتهن المهنية والشخصية.

إن تفاني مهريبان علييفا طيلة حياتها في خدمة بلدها باللطف والرحمة والعطف يشكل شهادة على شخصيتها. لم يعمل عملها على تحسين حياة عدد لا يحصى من الأفراد فحسب، بل ألهم أيضًا آخرين للمساهمة في تحسين المجتمع، وتعزيز ثقافة التعاطف والتضامن.

في عالم يتسم غالبًا بالانقسام والصراع، فإن التزام مهريبان علييفا الثابت بالقضايا الإنسانية يشكل تذكيرًا قويًا بالتأثير العميق الذي يمكن أن تحدثه اللطف والرحمة على الأمة. ولا شك أن إرثها من الخدمة والإحسان سيستمر في إلهام الأجيال القادمة للسعي من أجل عالم أكثر عدلاً ورحمة. وبالنسبة للنساء الأذربيجانيات على وجه الخصوص، فهي تمثل مثالاً ساطعًا لما يمكن تحقيقه من خلال التفاني والتعاطف والالتزام الدؤوب بالصالح العام. وبصفتها زوجة وأم محبة، فهي تجسد جوهر التفاني الأسري والقوة التحويلية للرحمة.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

من حي السيدة زينب إلى الشاشة.. كيف صار كمال الشناوي نجما؟ (فيديو)

تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد أعمدة السينما المصرية والعربية الفنان محمد كمال الشناوي، الذي قدم مسيرة فنية رائعة، أمتعت الجمهور طوال الأعام الماضية وحتى الآن.

واحتفت فضائية «إكسترا نيوز»، بذكرى ميلاد الشناوي، وأذاعت تقريرا تلفزيونيا بعنوان: «ذكرى ميلاد الفنان كمال الشناوي.. مسيرة حافلة بالفن والإبداع»، مسلطا الضوء على الأدوار الفنية المتنوعة للفنان.

مراحل نشأة الفنان كمال الشناوي

وأشار التقرير، إلى أنّ الفنان كمال الشناوي عاش بداية حياته في حي السيدة زينب بالقاهرة، وتخرج في كلية التربية الفنية جامعة حلوان، والتحق بمعهد الموسيقى العربي، ثم عمل مدرسا للرسم، إذ قدم الفنان مسيرة فنية رائعة امتدت من نهاية أربعينيات القرن الماضي، وذلك عبر أكثر من 200 عمل فني، حتى وفاته في أغسطس 2011.

براعة في بطولة أفلام الزمن الجميل

وأوضح التقرير، أنّ أولى الخطوات الفنية البارزة للفنان كمال الشناوي من خلال فيلم «غني حرب» عام 1947 وتميز بأدائه الطابعي وسحره، كما برع الشناوي في شبابه بالقيام ببطولة أفلام الزمن الجميل مثل «عش الغرام» و«سكر هانم» و«اللص والكلاب»، إضافة إلى عدد كبير من الأفلام التي تميز بها خلال تلك المرحلة.

 

ولفت التقرير، إلى أنّ الفنان أصبح واحدا من نجوم أهم الأفلام، كما نجح عندما تقدم في العمر أن يحافظ على نجوميته في أفلام مثل: «الواد محروس بتاع الوزير» و«الإرهاب والكباب»، ويعد آخر أدوار لعبه الشناوي دور الرئيس في فيلم «ظاظا» مع الفنان هاني رمزي، إذ تنوعت الأدوار التي قام بها طيلة مسيرته الفنية بين الخير والشر والكوميديا والدراما، ما جعله يتربع على عرش نجومية السينما المصرية.   

مقالات مشابهة

  • رئيس الجمهورية يعزي نظيره الأذربيجاني
  • من حي السيدة زينب إلى الشاشة.. كيف صار كمال الشناوي نجما؟
  • من حي السيدة زينب إلى الشاشة.. كيف صار كمال الشناوي نجما؟ (فيديو)
  • الرئيس السيسي يعزي نظيره الأذربيجاني في ضحايا الطائرة المحطمة
  • القيادة تعزي الرئيس الأذربيجاني في ضحايا حادث تحطم طائرة الركاب
  • غزة… شخصية عام 2024
  • كنيسة السيدة العذراء للكاثوليك بشبرا يحيون قداس الميلاد
  • ألقاب السيدة مريم العذراء
  • دعاء السيدة فاطمة لاذهاب الهم والغم.. ردده كل يوم صبح وليل
  • تفاصيل شخصية زينة في فيلم «الدشاش»