هل دعمت كنيسة الشيطان عرض العشاء الأخير في أولمبياد باريس؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يحمل شعار صحيفة "يو أس توداي" الأميركية الشهيرو، ويقول إن "كنيسة الشيطان" قدمت شكرا لمنظمي أولمبياد باريس بعد عرض لوحة فنية، في الافتتاح، أثارت جدلا دينيا.
La Iglesia Estadounidense de Satán (sí, oficialmente existe tal cosa) agradeció a los organizadores de los Juegos Olímpicos por la increíble ceremonia de apertura.
— YOLANDA RODRÍGUEZ VILLORIA (@VilloriaYolanda) August 25, 2024
ويشير الفيديو إلى لوحة تم عرضها خلال حفل افتتاح الأولمبياد تشبه لوحة ليوناردو دافنشي "العشاء الأخير"، التي أثارت غضب جماعات مسيحية، ودفعت منظمي الأولمبياد إلى الاعتذار.
وقال كثيرون إن ما أثار غضبهم إن الحفل قد عرضها بظهور منسقة الأغاني، المنتجة باربرا بوتش، أيقونة مجتمع المثليين، وكانت محاطة بفنانين وراقصين متحولين.
وشجب المحافظون الدينيون من جميع أنحاء العالم هذه الفقرة، واستنكر مؤتمر أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية "مشاهد السخرية" التي قالوا إنها تسخر من المسيحية.
وبعد تداول الفيديو الأخير، الذي يحمل شعارها، قالت "يو أس توداي" وكذلك "كنيسة الشيطان" إن الفيديو مزيف.
و"كنيسة الشيطان"، جماعة ثقافية أنشأت في الولايات المتحدة في ستينيات القرن العشرين، وهي لا تستهدف "عبادة الشيطان" أو نشر "الشر"، وفق الموسوعة البريطانية و"سي أن أن".
وتقول الكنيسة عن نفسها: "الشيطان بالنسبة لنا هو رمز للفخر والحرية والفردية، وهو بمثابة إسقاط مجازي خارجي لإمكاناتنا الشخصية العليا. نحن لا نؤمن بالشيطان ككائن أو شخص".
ويتضمن الفيديو تعليقا صوتيا يقول إن رئيس "كنيسة الشيطان"، بيتر غيلمور، أعرب عن دعمه لمنظمي الألعاب الأولمبية في بودكاست Satansplain.
وشارك أحد المنشورات الفيديو مرفقا بعبارة: "شكرت كنيسة الشيطان منظمي الألعاب الأولمبية على حفل الافتتاح الرائع".
ومع ذلك، لا يظهر هذا التقرير على موقع الصحيفة الأميركية ولا حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال متحدث باسمها لرويترز: "إن المنشور المتداول على "إكس" باستخدام شعار يو أس توداي مزيف".
ووصفت "كنيسة الشيطان" الفيديو بأنه مزيف في منشور على "إكس" بتاريخ 5 أغسطس، ونقل المنشور عن غيلمور قوله إنه لم يشاهد أو يؤيد حفل افتتاح الألعاب الأولمبية ولم يتم إجراء مقابلة معه عن هذا الموضوع، مضيفا: "التصريحات المنشورة في أي مكان والتي تدعي خلاف ذلك، هي أكاذيب".
وأوضحت صفحة الفيسبوك الخاصة بـSatansplain في منشور بتاريخ 6 أغسطس، أن غيلوور لم يظهر أبدا في البودكاست، وأنه لم يدل بالتعليقات المنسوبة إليه في الفيديو.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
النداء الأخير!
جابر حسين العُماني **
jaber.alomani14@gmail.com
في مُعظم رحلات الحياة التي يُخطط لها الإنسان، لا بُد أن تُصادفه لحظة أخيرة يُعلَن فيها النداء الأخير قبل إغلاق كل شيء، عندها يستجيب البعض لذلك النداء دون تردد أو تأخير أو تسويف، حتى لا تفوتهم الرحلة، بينما يتكاسل آخرون ويماطلون ويتأخرون، فيخسرون الرحلة بكل ما تحمله من مزايا جميلة.
هكذا هي رحلة الإنسان وانتقاله من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، رحلةٌ يسيطر فيها ملك الموت، الذي سخّره الله تعالى لقبض أرواح البشر، فهو لا يكتفي بالنداء الأخير، بل يستل الأرواح من أجسادها، فتتكرر حالات الوفاة أمامنا في كل حين، حاملة رسائل واضحة لا لبس فيها، تنبه الإنسان بأنَّ الحساب آت لا محالة. فما الذي قدمته لآخرتك؟
يهلّ علينا شهر رمضان المبارك كل عام بالمغفرة والرحمة والضيافة الإلهية، ويأتي معه النداء الإلهي، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].
يُوجه هذا النداء كذلك إلى من أهمل الشهر الكريم وعبادة الله تعالى فيه، وهي رسالة واضحة مفادها تذكير الإنسان بما فرّط فيه من عمره في غير طاعة تعالى، وكأن النداء يقول: "يا ابن آدم، إنَّ الفرصة لا تدوم، فاغتنمها قبل فواتها."
والمطلوب من الإنسان استغلال الفرص المتاحة قبل حلول النداء الأخير، وما أجمل تلك الفرص عندما تستغل في شهر الطاعات والرحمات، الشهر الذي دعانا الله تعالى لضيافته. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما خطب في الناس مذكرا لهم بأهمية شهر رمضان المبارك واستغلال أوقاته بما ينفعهم: "أَيُّهَا اَلنَّاسُ؛ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اَللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَاَلرَّحْمَةِ وَاَلْمَغْفِرَةِ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اَللَّهِ أَفْضَلُ اَلشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ اَلْأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اَللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ اَلسَّاعَاتِ، هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اَللَّهِ".
فعلى الإنسان أن يعلم أن شهر رمضان لم يجعله الله تعالى شهرًا للإسراف أو التبذير في الطعام أو الشراب أو اللعب والملهيات، كما هو متعارف عليه في زماننا عند البعض، بل هو فرصة ثمينة لمحاسبة النفس، ومراجعة العمل، والعودة إلى الله تعالى. لذا ينبغي على الإنسان ألّا يفوّت الفرصة فيه، وأن يعتبره النداء الأخير لكل من تهاون في أداء صلاته، أو ابتعد عن القرآن الكريم، أو أثقلته الذنوب والمعاصي والموبقات، أو أحاطت به الغفلة والملذات. وهو نداء يدعونا إلى العودة الفورية إلى الله تعالى حتى نستطيع أن نحظى بمغفرته ورضوانه وضيافته الكريمة.
قد يتساءل بعض الناس: ماذا يمكننا أن نفعل في شهر رمضان إلى جانب إقامة الصلاة، وحضور المساجد، وقراءة القرآن الكريم؟ والجواب أن هناك العديد من الأعمال العبادية التي تقرب الإنسان من رضا الله تعالى، وهي سهلة ويسيرة، ويمكن استغلالها في هذا الشهر الفضيل، ومنها:
أولًا: جدد توبتك مع الله تعالى، وحاول أن تكتب الذنوب والمعاصي التي اقترفتها في دفتر هاتفك بينك وبين نفسك، وعاهد الله أنك لن تعود إليها مهما حصل. ثانيًا: أكثر من السجود لله تعالى، واعلم أن أقرب ما يكون العبد من ربه هو عندما يكون ساجدًا خاضعًا لله وحده لا شريك له. ثالثًا: أكثر من قراءة الأذكار، ومن الجيد أن تكتبها في عدة أماكن داخل غرفة نومك لتتذكرها دائمًا وترددها باستمرار، مثل: "أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ"، أو "اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ"، أو "اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ"، أو "لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ". رابعًا: عوّد نفسك على إخراج الصدقة في كل يوم للفقراء والمساكين، ولو بالقليل، فإن الصدقة تدفع البلاء المبرم كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة. خامسًا: أصلح نفسك وغيّر غيرك، واجعل من نفسك قدوة حسنة، فلا تنصح الناس بشيء وتفعل عكسه. كن مصلحًا للمتخاصمين، واعلم أن ذلك من أهم الأعمال التي ترضي الله تعالى، يَوْمَ لاٰ يَنْفَعُ مٰالٌ وَلاٰ بَنُونَ إِلاّٰ مَنْ أَتَى اَللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. سادسًا: جاهد نفسك ما استطعت، وانتبه من الغيبة والنميمة والبهتان، واستغل الوقت في طاعة الله تعالى، واعلم أن أيام شهر رمضان معدودة، فينبغي استغلالها بشكل أفضل وأجمل.وأخيرًا.. كُنْ على ثقة بالله تعالى، واعلم أن الله تعالى يقول: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، ويقول: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ}، اجعل ندائك الأخير في هذه الدنيا هو العمل الصالح لتحظى بذلك برضا الله تعالى.
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر