صحيفة صدى:
2025-02-21@12:33:36 GMT

خاطرة ( لذّة )

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

خاطرة ( لذّة )

على عتبات الحياة قليل ما نتعثّر بلحظات أشبه بالحلم وقريبة جداً من الخيال بها الكثير من شغب وشغف الطفولة ..

إنها لحظة اللذّة..!

قلبٌ يصرخ بخفقاته
رعشة أطراف
انبهار ، لهفة ، شوق ، اعجاب..
غرق فُجائي..

ملامح تُرسم بشكل مختلف على المُحيّا..
لانشعر أننّا نفس الأشخاص..
نستل من جلدتنا و نتلبس طقوس الحُب..

على غير العادة تكتنفنا مشاعر
نجهلها ، تُحلق بِنا خارج مجرتنا.

.
تُخرجنا من كينونة البشر
لترمي بِنا لعالم ملائكي يشع نوراً ..

لحظات اللذّة تحيل لمسات اليّد لتيار كهربائي ذو جُهد عالي الفُلت..
كما تجعل لمحات العيون تتخطى البصر ، للبصيرة النافذة على دهاليز الروح..
وتقوس الفم بأطيافه السبعة لا ينطفئ..
عبق الأنفاس المترددة تُنعش الجسد المتعطش..

لحظة لذّة ، نعيشها مُغتصبة من الزمن..
تُنحت في ذاكرتنا بيقين ، لن تتكرر ولن يكون لها مثيل..

إلى أن يرمينا الزمن على عتبة أُخرى من الحياة ، كي نتعثر بلحظة مغايرة في لذّتها ماسبق ، بل تفوقها أحياناً..

إن كانت السعادة تُجلي النفس من همومها..
فاللذّة حياة للروح المُحتضرة..

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

جمال اللحظة في الانعتاق..

يكمن جمال اللحظة في قدرتها على الانفلات من قيود الزمن، في كونها شرارة خاطفة تضيء عمق الوجود ثم تختفي دون أن تترك خلفها أثرًا..

نحن نلهث وراء اللحظات كأننا نحاول احتواء ما لا يُحتَوى، بينما هي تمر دون اكتراث بقلقنا واهتمامنا المفرط..

اللحظة لا تحتاج لأن تُسجل أو تُفسر، بل أن تُعاش بكل تبايناتها،، بألمها وفرحها،، برقتها وقسوتها..

يكمن جمالها في كونها الحاضر الذي لا يعرف الانتظار، وفي كونها الحقيقة الوحيدة وسط دوامات الماضي والمستقبل..

كل لحظة تمضي تحمل معها درسًا خفيًا،، وربما يكون أكثرها جمالًا أنها دائمًا تتلاشى، تاركة وراءها شعورًا بأننا على وشك فهم شيء أعمق مما نراه.

لكن التعلق باللحظات هو ما يحاصر أرواحنا ويجعلنا أسرى لتلك الشرارات العابرة...

نحن نتمسك بلحظة مضت كأننا نحاول إحياءها مرة أخرى، نبحث في تفاصيلها عن راحة أو معنى قد لا يكون موجودًا سوى في ذاكرتنا..

التعلق باللحظة هو رغبتنا اليائسة في إيقاف الزمن، في تجميد الحاضر ليبقى كما نريده، متجاهلين أن جمال اللحظات يكمن في عابرية وجودها، وفي تحررها من قيود الدوام..

لكن، هل يمكن للحظة أن تكون أكثر من مجرد ومضة؟ أليس التعلق هو ما يمنحها طابعًا أزليًا في داخلنا؟ ربما نتمسك بها لأننا نخشى الفقد،، نخشى أن لا تأتي لحظات أخرى بجمالها..

ومع ذلك، في تعلقنا ننسى أن الحياة تدور، وأن اللحظة مهما كانت عظيمة أو مؤلمة، ليست إلا جزءا من تيار لا ينقطع..

وأن جمال اللحظات ليس في التعلق بها، بل في قدرتنا على الاستمتاع بها كما هي، والقبول بأنها جزء من رحلة مستمرة نحو الأفضل..

اللحظة التي نتعلق بها قد تكون بذرة لشيء أكبر ينتظرنا في المستقبل، والتعلق لا ينبغي أن يكون عبئًا، بل بوابة للامتنان، نتذكر فيه أن كل لحظة نعيشها تحمل في طيّاتها فرصًا جديدة للنمو، للتعلم، وللاستمتاع بما هو قادم.

حين نتعلم كيف نعيش اللحظات دون أن نخشى فقدانها، نجد أنفسنا أكثر تحررًا، أكثر استعدادًا لاستقبال اللحظات القادمة بأذرع مفتوحة وقلب مطمئن، لهذا أن الحياة مليئة باللحظات الجميلة التي تنتظر اكتشافنا لها، وكل لحظة جديدة تحمل إمكانيات لا حدود لها وجمالها يكمن في عيشها بصدق وامتنان، أما عندما نتقبل زوالها، فإننا نفتح الباب أمام لحظات جديدة تضيء طريقنا للأمام..

مقالات مشابهة

  • رسالة دكتوراه تناقش الزمن بين التاريخ والمتخيّل في الملهاة الفلسطينيّة
  • مسلسلات رمضان 2025.. أحمد فهمي يغني تتر «في لحظة»
  • هالاند يسابق الزمن للحاق بقمة مانشستر سيتي وليفربول
  • جمال اللحظة في الانعتاق..
  • ظواهر من الحياة
  • شواطئ.. مكاوي سعيد والقصة القصيرة في مصر (1)
  • رماح تقطع الزمن (3)
  • خاطرة
  • بلال قنديل يكتب: هذه هي الحياة
  • أدلة جديدة على وجود الحياة في المريخ.. كيف فقد الماء؟