أم وضاح: ولّى عهد البيوت ..والأسماء المقدسة !!!
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
دعونا نتفق أن كل التحولات السياسية والاجتماعية والإنسانية التي شهدها السودان والتي حدثت نتاج ثورات شعبية أو إنقلابات عسكرية لم تستطيع ان تحقق للشعب السوداني طموحاته وآماله وحقه في أن يعيش كريماً عزيزاً مستمتعاً بخيراته التي لاتعد ولاتحصى..
إلا هذه المرة وبعد السبت ١٥أبريل ستختلف المقاييس وستختلف الشواهد والمشاهد لأن التحول الذي أحدثه أنقلاب الغدر والخيانة الذي قام به حميدتي ومليشيته الجبانه لم يكن هذا المرة موجهاً تجاه حزب أو فرد أم مؤسسة بعينها هذه المرة وجهت الطلقة مباشرة للشعب السوداني وهو الذي دفع الفاتورة العاليه والغالية من رصيده ومدخراته المادية والمعنوية وشقاء السنوات
ورغم ذلك ظل صابراً محتسباً وواقفاً بشموخ خلف جيش بلاده لأن المعركة ليست معركة حكم أو مناصب أو مكاسب هذه المعركة معركة وجود وكرامة وشرف وطن أما أن يكون موجوداً على خرائط الجغرافيا أو لايكون
لذلك فأنه وبعد إنجلاء هذه المعركة وإنتصار جيشنا سيكون الوضع مختلف وشعبنا لن يقبل بأي حال من الأحوال العوده الى عهود الضلال السياسي الذي ظل يحاصر بلادنا في دائرة التوهان والضياع .
لن يقبل شعبنا بعد اليوم أن يحكم بواسطة أحزاب البيوت والاسماء (المقدسة )عند الطيبين والغبش في مناطق الهامش وهم اكثر اهل السودان فقراً ووجع ..وقد منحوا هؤلاء الولاء والطاعه ولم يجدوا منهم ألا الإبتسامات الصفراء ..لم يبنوا لهم مستشفى أو يرصفوا طريق ورغم ذلك ومن العجائب أنهم يحصدون عبارات التبجيل والولاء المطلق ويتملكون أراضي السودان بيوتاً ومزارع..
لن يقبل شعب السودان بعد ١٥أبريل وهو المساهم الأول وصاحب أغلبية الأسهم في رصيد معركة الكرامة والشرف أن يحكمه بعد اليوم ياسر عرمان المتآمر أو خالد سلك العاق او جعفر حسن العميل..
لن يقبل شعب السودان الذي فقد أرواح اولاده وعزرية بناته أن تحكمه مريم الصادق المهدي لأنها ابنة الصادق المهدي
لن يقبل أن يحكمه الحسن المرغني لأنه ود محمد عثمان المرغني
لن يقبل الشعب السوداني أن يحكمه آل المرغني ..لن يقبل أن يقوده آل المهدي ..لن يقبل أن يحدد مصيره آل دقلو
هؤلاء جميعاً لن يقبلهم شعبنا بعد ١٥أبريل لأنها الحدث المزلزل الذي فصل الحق عن الباطل وأوضح الرؤيا وكشف الأقنعة ووضع النقاط على الحروف..
الدايرة أقوله أنه وعلى قيادة الجيش ان تعلم أن وقفة ودعم الشعب السوداني لجيشه كان هو الرصاصة الحقيقية التي إخترقت قلب المليشيا وجعلتها تنزف حتى الممات لذلك لن يقبل تسليم السلطة تحت أي مسمى لمن خانوه وقوفاً علنياً مع المليشيا أو تأئيداً خفياً بإدعاء الحياد..
بعد ١٥أبريل كلمة الشعب هي العليا وهى الأحق بأن تسمع
بعد ١٥أبريل لن نصمت على متآمر أو متخاذل أو منتظر لإنجلاء المعركة حتى يركب جواد المنتصر..
قبل ١٥أبريل كوم وبعده كوم تاني..
#ام_وضاح
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تخرُّج آلاف الشباب من الجامعات إلى البيوت!
علي بن سالم كفيتان
حضرتُ إحدى حفلات التخرج لجامعة حكومية كأبٍ يُشارك أحد أبناءه فرحة التخرج، وكان عدد الخريجين يناهز 700 من الجنسين، وكان الحفل بهيجًا، والتنظيم رائعًا.. شبابٌ وشابات مفعمون بالحيوية والفرحة والنشاط؛ حيث تتصاعد فلاشات التصوير لتوثيق هذه اللحظات الفارقة، من كل حدب وصوب، ابتسامات عريضة وتهانٍ لا تنتهي، لمن تعرف ومن لا تعرف، وأنت تمضي في ردهات مركز السلطان قابوس للثقافة والترفيه بصلالة.
وبين حدائقه المكسوَّة بالزهور، وممراته المُضاءة بعناية، وجلساته الجانبية، من دكك وكراسٍ خشبية غاية في الجمال، هناك بنات في سن الزهور، يحملن باقات بكل الألوان، يمشين بزهو وخيلاء الإنجاز، أمهات عظيمات ترتبن بناتهن وتحرصن على البهاء والحشمة، آباء يصطفون على الكراسي خارج القاعة لأداء صلاة المغرب قبل الولوج للداخل، مصورون مع مظلات الفلاش وبراويز حالمة يصطف أمامها الخريجون ليلتقطوا الصور التذكارية. هذا إلى جانب أبيه، وتلك بمعية أمها، وآخرون مع الأصدقاء.. كان الجو الاحتفالي في الداخل استثنائيًا بكل المقاييس، رغم هبوب الشتاء في الخارج، ومع ذلك تجد لحظات وجوم على وجوه الحاضرين عندما يأتي أحدهم ليهنئ الآخر قائلًا "عقبال الوظيفة"، فيرد قائلًا "خليها على الله".
في هكذا يوم تُولد أحلام لتذبل سريعًا، وهذا ليس حصرًا على حفل التخرج هذا؛ بل في كل حفلات التخرج الأخرى على طول البلاد وعرضها، آلاف الشباب يتدفقون بكل حيوية إلى الحياة بعد إنهائهم سنوات من الدراسة والعناء، وخلفهم آباؤهم وأمهاتهم المثقلون بهَمِّ الحياة وصراع المثابرة لبلوغ فلذات أكبادهم هذه اللحظات؛ فهناك من باع كل ما يملك، وآخرون استدانوا، والبعض اقتطع من دخله لسنوات لتبدو هذه اللحظة حالمة، وتنتهي إلى بلوغ المرام، برؤية أبنائهم يحصلون على وظائف تليق بهذه التضحيات الجسام.
آلاف الشباب يصطفون في طوابير طويلة في الجامعات الحكومية والخاصة والكليات المتخصصة، ينتظرون المناداة بأسمائهم؛ ليُثبتوا للوطن أنهم قادمون لتكملة المسيرة، وليخبروا أهاليهم أنهم لم يخذلوهم يومًا على دكك الدراسة. لفتت أنظاري امرأة طاعنة في السن تمشي على مهلٍ مُتَّكئة على عصا بين بناتها أو ربما حفيداتها الخريجات، وهُن يضحكن معها ويدُرن حولها كالنحل حول الزهرة، بدت مهابة كجنرال يعبُر بين طوابير جنوده المصطفين لتحيته، حيَّتني رافعة عصاها وهي تسأل عن مُصلَّى النساء، فأجبتها، لتختفي بين الجموع. صلَّينا في الردهة الرئيسية للمركز من كل مكونات مجتمعنا؛ فالخريجون طيف واسع يشكل عُمان من شمالها إلى جنوبها، وكان حديث الساعة هو التساؤل: ماذا بعد التخرج؟ كان هذا هو السؤال الطاغي بين أولياء الأمور تلك الليلة، وربما هو الوحيد الذي يُعكِّر صفوها.
كان حظِّي في الجلوس إلى جانب ولي أمر تعرَّفنا على بعضٍ منذ زمن طويل، كان صامتًا ولم ينبس ببنت شفة، كما تقول العرب. حاولت مناوشته، لكنه تمنَّع، فقلت في نفسي ما عسى يشغل بال هذا الرجل، وما كل هذا الوجوم على وجهه في ليلة كهذه، يفرح فيها الجميع. ودون سابق إنذار، قال: اسمعني كل هذه الطاقات المتقدة في عُمان لا يجب إطفاؤها. واسترسل قائلًا: "لدي ابن وحفيدة يتخرجون الليلة صرفت عليهم كل ما استطيع، ويأخذون معونة 90 ريالًا من وزارة التعليم العالي طوال سنوات الدراسة، وبعد التخرج تُقطَع المعونة، ويجلس أبنائي وأحفادي إلى جانبي في المنزل، مهما حاولت إقناعهم بضرورات المرحلة، فلن يقتنعوا، وإن ظلوا ساكتين احترامًا لكِبَر سني وهواني على أن أجد لهم فرصة عمل، مثلما وعدتهم طوال حياتي، وكنتُ لهم السند والملاذ- بعد الله- فاليوم أبدو ضعيفًا يائسًا أمامهم". قلت له: "هوِّن عليك، وحاول أن ترسم ابتسامة تكون ذخيرتهم في هذه الليلة الغالية.. أرجوك لا تخذلهم"، فانصرف عني وتابع الحفل.
في الختام.. أشكرُ الدكتور أحمد بن علي الشحري مساعد رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة، وطاقمه الرائع، على الإخراج الأسطوري للحفل؛ إذ لم تكن هناك أخطاء، وكل شيء كان على خير ما يُرام. لقد رأيتُ الفرحة العارمة في عيون الفريق الأكاديمي والإداري، وكان بيان التخرُّج بصمة جديدة تلاها الدكتور الشحري، ووقف لها الخريجون، وكانت كلماته مُفعمة بالأمل، منحت أبناءه جرعات إيجابية لا تُحصى، نطقها بعباراتٍ صادقةٍ نابعةٍ من القلب. ولقد رأيتُ كل ذلك وأحسستُ به ومعي كثيرون في الحفل.. فشكرًا لكم.
رابط مختصر