كيف يتجنب المستهلكون الوقوع في الغش والاحتيال التجاري؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
تحرير 134 مخالفة في الغش التجاري خلال العام الجاري
استرجاع 33 ألف ريال لصالح مستهلكين في قضايا غش أثاث وذهب
هيئة حماية المستهلك.. جهود مكافحة غش مستمرة
يمثّل التلاعب في المنتجات والخدمات من خلال الغش التجاري تحديا أمام الاقتصاد إذ يسبب خسائر مادية للمستهلكين والشركات، ويؤثر سلبا على سمعة الأسواق المحلية، حيث لا يهدد الغش التجاري فقط الثقة بين المستهلكين والموردين، بل يفتح الباب أيضا أمام انخفاض جودة المنتجات والخدمات، مما يؤثر على الاقتصاد الوطني بشكل عام، لذلك من الضروري تعزيز الوعي لدى الأفراد بخطورة هذا النوع من التلاعب وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لحماية أنفسهم من الوقوع ضحية له.
وأوضح إبراهيم بن حمود الوهيبي، مدير مساعد المديرية العامة لخدمات المستهلكين ومراقبة الأسواق بهيئة حماية المستهلك لـ"عمان" أن الهيئة تمكنت منذ بداية العام الجاري حتى 18 من أغسطس من تحرير 134 مخالفة متعلقة بالغش التجاري، و374 مخالفة متعلقة بالسلع المحظورة، فيما بلغ عدد السلع المحظورة التي ضبطتها الهيئة 50607، وإجمالي السلع المتعلقة بالغش التجاري 119 سلعة.
وقال مدير مساعد المديرية العامة لخدمات المستهلكين ومراقبة الأسواق بهيئة حماية المستهلك إن الهيئة تتعامل مع البلاغات والشكاوى بشكل مباشر سواء بالزيارة الميدانية للمحل المشكو ضده وباستدعاء الأطراف إلى الهيئة واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال البلاغ، كما أن للدائرة خطة عمل سنوية تهدف إلى تحقيق رؤية وأهداف الهيئة لخطتها الإستراتيجية وذلك لتكثيف الزيارات والحملات التفتيشية الميدانية للتأكد من تطبيق القوانين واللوائح المنظمة لكافحة الغش التجاري.
كيف يتجنب المستهلك الغش التجاري؟
وبيَّن إبراهيم بن حمود الوهيبي أنه يمكن للمستهلكين تجنب الوقوع في الغش التجاري في حالة اكتشاف أي غش أثناء التسوق أو الخدمة ويجب على المستهلك المبادرة في التصدي وإثبات الغش بالصور والمستندات والفاتورة وتقديم البلاغ عبر مواقع الهيئة الإلكترونية ومنافذها المتمثلة في مقر الهيئة الرئيسي والمديريات والإدارات والمكاتب التابعة للهيئة.
وتابع حديثه: كما يستطيع المستهلك تجنب الغش وعدم الوقوع فيه من خلال المتابعة الدائمة للمستجدات عن طريق تثقيف نفسه بمتابعة أخبار الهيئة والضبطيات والاطلاع المستمر على النشرات التي توضح الغش والتضليل والتي تأتي شارحة له حتى يستطيع إدراك جميع ما يدور في السوق ولا يقع ضحية لكل من تسول له نفسه القيام بالغش والتضليل، ويمكن للمستهلكين البحث عن المنتجات الأصلية عبر منصات الوكيل الخاص بها وعمل المقارنة بين السلع للحصول على المنتج الجيد والأصلي وتفادي الغش والتضليل، ويمكن للمستهلك أيضا التحقق من مصداقية المنتج أو البائع قبل الشراء عبر البيانات الإيضاحية للمنتج أو السلعة والتأكد من وجود سجل تجاري يحمل اسم البائع ويكون مسجلا في لوحة المحل وفاتورة الشراء.
أبرز قضايا الغش التجاري
وردا على "عمان" حول أبرز قضايا الغش التجاري التي ضبطتها الهيئة أفاد إبراهيم بن حمود الوهيبي أنه تم رصد غش في الأثاث لمستهلك وتم حل القضية في الدائرة حيث تم استرجاع 20 ألف ريال عماني، وغش في الذهب وتم استرجاع 13800 ريال عماني، كما تم رصد غش في الهواتف واسترجاع مبالغ واستبدال للهواتف.
وفيما يتعلق بالعقوبات التي تطال المخالفين في قضايا الغش التجاري أشار مدير مساعد المديرية العامة لخدمات المستهلكين ومراقبة الأسواق بهيئة حماية المستهلك أن الغرامات التي نص عليها قانون حماية المستهلك ولائحته التنفيذية وقانون الغش التجاري الموحد هي أحكام قضائية تابعة للمحكمة وذلك من خلال إحالة البلاغ أو المخالفة إلى الادعاء العام بعد ثبوت جسامة الواقعة من خلال الأدلة والقراءة.
وأوضح أن التقنيات الحديثة ساهمت بشكل كبير في تفاقم قضية الغش التجاري إذ ارتفع عدد الحسابات التجارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فتح حسابات تجارية عبر الانستجرام" وهو ما أدى إلى توجه المستهلك إليها وأعطى بعض المزودين ومزاولي مهنة البيع عبر المنافذ الإلكترونية الفرصة للقيام بالغش والتحايل وتضليل المستهلكين وذلك لما في الأمر من سهولة التعامل بين الطرفين.
وفي سؤال مدير مساعد المديرية العامة لخدمات المستهلكين ومراقبة الأسواق بهيئة حماية المستهلك عن التعاون مع الدول الأخرى لتبادل المعلومات حول المنتجات المغشوشة ومكافحة الغش أوضح أن هيئة حماية المستهلك تقيم بالتعاون مع جهات قانونية أخرى ورش عمل دورها تبادل الخبرات مع دول الجوار وكان قانون الغش التجاري المثال الأكبر للتعاون حيث إن العمل به سيفتح آفاقا كثيرة من شأنها السيطرة على الغش والتضليل بشكل أشمل.
وتبذل هيئة حماية المستهلك جهودا لمكافحة الغش التجاري تمثلت في الزيارات الميدانية اليومية، وتوعية التجار والمستهلكين في الأسواق، ومتابعة البلاغات والشكاوى الصادرة، والإعلانات والعروض الترويجية والتخفيضات والتأكد من توفر السلع وصحة الأسعار للمنتج أو الخدمة.
حملة "إدراك"
وللحد من الغش التجاري نفذت هيئة حماية المستهلك حملة "إدراك" التي تسعى إلى تعزيز الوعي الاستهلاكي بين مختلف فئات المجتمع، وتعزيز الوعي القانوني للمزودين فيما يتعلق بقانون حماية المستهلك ولائحته التنفيذية، مما يسهم في الوصول لبيئة استهلاكية قائمة على أسس تحفظ حقوق المستهلك في التعاملات التجارية المختلفة.
وهدفت الحملة التي استمرت لمدة شهر واختتمت فعالياتها وأنشطتها اليوم إلى تمكين المجتمع الاستهلاكي بمختلف فئاته بحقوقه وواجباته أثناء التسوق، وتعزيز الوعي العام بالسلع المحظورة وخطورتها والغش التجاري وأشكاله والعقوبات المترتبة على مرتكبيه، إضافة إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية لدى المزودين والمستهلكين للوصول لسوق آمن، وتعزيز معرفة المستفيدين بخدمات الهيئة، وذلك من خلال تسليط الضوء على عدد من الموضوعات المرتبطة باختصاصات ودور الهيئة، تتمثل في: الثقافة الاستهلاكية الآمنة، والغش التجاري، والسلع المحظورة.
وتضمنت الحملة تنفيذ مجموعة من الأنشطة والبرامج التوعوية في كافة محافظات سلطنة عمان، تمثلت في اللقاءات المعرفية للمستهلكين بمختلف فئاتهم، إضافة إلى تنظيم لقاءات مع المزودين وأصحاب المتاجر الإلكترونية لتعريفهم بواجباتهم، علاوة على المشاركة في الفعاليات التي تنظمها مختلف الجهات تزامنا مع الإجازة الصيفية منها ما نظمته -بالتعاون مع مركز عمان للمؤتمرات والمعارض- فعالية لتعزيز الوعي الاستهلاكي، استهدفت المشاركين في فعالية "سبورتس سبارك" الرياضية 2024، وزوار مول عمان من خلال إقامة ركن توعي لمدة 3 أيام وذلك تزامنا مع حملتها التوعوية "إدراك"، وظهور إعلامي توعوي على مختلف القنوات الإذاعية.
وتسعى هيئة حماية المستهلك من خلال حملة "إدراك" لتعزيز الوعي الاستهلاكي بين مختلف فئات المجتمع؛ مما يسهم في الوصول لبيئة استهلاكية قائمة على أسس تحفظ حقوق المشاركين في التعاملات التجارية المختلفة.
وحوت الحملة تقديم عروض مرئية متمثلة في صور ومقاطع تتناسب مع مختلف الفئات العمرية، إضافة إلى المسابقات والأنشطة الثقافية التي تمكنهم من معرفة حقوقهم وواجباتهم في أثناء التسوق، وتعزز وعيهم العام بالسلع المحظورة وخطورتها، والغش التجاري وأشكاله والعقوبات المترتبة على مرتكبيه والعمل على إيصال الرسائل التوعوية للعاملين في المحال التجارية مباشرة بالتعاون مع مأموري الضبط القضائي، كما صاحب الحملة نشر رسائل توعوية عبر مختلف منافذ الإعلان في الطرقات وشبكات التواصل الاجتماعي.
جدير بالذكر أن الحملة استهدفت المزودين (أصحاب المؤسسات التجارية والعاملين في منافذ البيع المختلفة، والمستهلكين من مختلف فئات المجتمع (الذكور، والإناث، والأطفال، وذوي الإعاقة).
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هیئة حمایة المستهلک السلع المحظورة الغش التجاری من خلال
إقرأ أيضاً:
امتحانات الثانوية العامة 2025.. هل يتم تغيير أماكن لجان الطلاب للحد من الغش؟ فيديو
أكد محمد الشرقاوي، المتخصص في أخبار التربية والتعليم، أن امتحانات الثانوية العامة للعام 2025 ستعقد في موعدها المقرر يوم 14 يونيو، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم تواصل استعداداتها لضمان تنظيم الامتحانات بشكل سلس وآمن.
وأوضح محمد الشرقاوي، خلال مداخلة هاتفية مع رشا مجدي ونهاد سمير ببرنامج «صباح البلد» المذاع على قناة صدى البلد، أن هناك مقترحًا سابقًا بإقامة الامتحانات في الجامعات أو قاعات مجهزة خارج المدارس بهدف الحد من ظاهرة الغش، إلا أن هذا المقترح لم يُبحث بجدية ولم يتم اتخاذ أي قرارات رسمية بشأنه حتى الآن.
وأشار إلى أن تنفيذ مثل هذا المقترح يتطلب موافقة المجلس الأعلى للجامعات، إضافة إلى توفير أماكن مناسبة لعقد الامتحانات، وهو ما قد يواجه تحديات لوجستية كبيرة، مثل صعوبة دخول وخروج الطلاب، والاختلاف في آليات المراقبة داخل المدرجات الجامعية التي تستوعب أعدادًا ضخمة مقارنة بالفصول الدراسية، كما أن هناك احتمال تعارض مواعيد الامتحانات مع الجداول الزمنية للجامعات، مما يعقد تنفيذ الفكرة.
وأوضح الشرقاوي أن الهدف الأساسي من مقترح نقل الامتحانات إلى الجامعات هو الحد من الغش الإلكتروني، إلا أن هذه الظاهرة يمكن أن تستمر بغض النظر عن موقع الامتحانات، مؤكدًا أن الحلول الأكثر فاعلية للحد من الغش تتمثل في تركيب كاميرات مراقبة حديثة داخل اللجان، وزيادة عدد المراقبين، وتعزيز إجراءات التفتيش عند بوابات اللجان، لضمان عدم اصطحاب الطلاب أي وسائل غش تقليدية أو إلكترونية.
كما سلط الضوء على التحديات التي يواجهها المعلمون خلال الامتحانات، خاصة في بعض القرى والمناطق الريفية، حيث يتعرضون لضغوط من بعض أولياء الأمور الذين يحاولون التأثير على سير الامتحانات، مشيرًا إلى أن بعض المراقبين يتعرضون لاعتداءات خارج اللجان، مما يستدعي ضرورة توفير حماية قانونية وأمنية لهم أثناء أداء عملهم.
وفي ختام حديثه، أكد الشرقاوي أن مقترح عقد الامتحانات خارج المدارس لا يزال قيد الدراسة، لكن احتمالية تنفيذه ضعيفة، لافتًا إلى أن قضية امتحانات الثانوية العامة ستظل محل جدل واسع نظرًا لأهميتها وتأثيرها على مستقبل الطلاب.
اقرأ أيضاًموعد بدء امتحانات الثانوية العامة 2025
رابط تحميل النماذج الاسترشادية لطلاب الثانوية العامة 2025
«التعليم» تُعلن نتيجة المسابقة القومية لأوائل طلاب الثانوية العامة لعام 2024-2025