الجزيرة:
2025-04-28@12:45:55 GMT

كيف يقرأ الإيرانيون هجوم حزب الله على إسرائيل؟

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

كيف يقرأ الإيرانيون هجوم حزب الله على إسرائيل؟

طهران- مع إطالة أمد رد طهران على اغتيال القيادي بحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، استيقظ الإيرانيون صباح اليوم الأحد، على نبأ تنفيذ حزب الله اللبناني هجوما واسعا على الجانب الإسرائيلي، لينتشر الخبر سريعا وينتقل إلى المسيرات المليونية بمناسبة ذكرى 20 من شهر صفر، وليهتف المشاركون ضد "الكيان الصهيوني".

وفيما أشاد المشاركون في المسيرات السنوية بقصف المقاومة اللبنانية "هدفا نوعيا في عمق الأراضي المحتلة"، سارع المتحدثون والقائمون على المواكب الدينية الممتدة من ساحة "الإمام الحسين" شرقي طهران حتى عتبة "شاه عبد العظيم الحسني" في جنوبها بإطلاق نداءات تطمئن المشاركين، بأنه لا صحة لما يشاع عن إحباط كيان الاحتلال هجوم المقاومة عبر شنه ضربات استباقية.

وفي ظل ترويج الإعلام العبري عن شن إسرائيل هجوما استباقيا بمشاركة نحو 100 طائرة حربية على أكثر من 200 هدف جنوبي لبنان وإحباط "التهديد قبيل إطلاق الهجوم واسع النطاق"، يُجمع المراقبون في إيران على أن العملية الإسرائيلية كانت نابعة عن الإرباك الناتج عن إطالة أمد رد إيران والمقاومة على الاغتيالات الأخيرة.

حرب استخبارية

يقرأ الباحث السياسي جلال جراغي الحديث الإسرائيلي عن تنفيذ عملية استباقية رغم تجاوز 320 قذيفة صاروخية وعشرات المسيّرات أجواء فلسطين المحتلة في سياق التخبط والإرباك الذي تعيشه تل أبيب منذ 25 يوما، مضيفا أن "الاعتراف بنجاح حزب الله بإطلاق مئات المسيّرات والصواريخ يعني فشلا استخباريا آخر للكيان الصهيوني".

ورأى في حديثه للجزيرة نت أن حزب الله قد نجح بالفعل في خداع الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، من خلال التمويه وتضليل القوة الجوية الإسرائيلية، ثم إرباك دفاعاتها الجوية بعشرات القذائف الصاروخية، من أجل فتح المجال الجوي لوصول المسيّرات إلى الأهداف الإستراتيجية التي خطط لها.

ولدى إشارته إلى أن هجوم حزب الله جاء في حين تمر جميع القطع العسكرية الإسرائيلية بمرحلة عالية من أهبة الاستعداد، رأى جراغي أن الهدف النوعي الذي يتحدث حزب الله عن استهدافه قد يمهد لمزيد من العمليات الانتقامية، ويسهل اصطياد أهداف أكبر في عمق الجانب الإسرائيلي.

ورأى الباحث الإيراني، أن حزب الله تعمد التطرق إلى أن عملية فجر اليوم الأحد ليست سوى المرحلة الأولى من سلسلة عمليات الرد على اغتيال فؤاد شكر لإبقاء الجبهة الداخلية الإسرائيلية متوترة.

وختم بأن عملية فجر اليوم تختلف عن عملية "الوعد الصادق" التي أطلقتها إيران علی إسرائيل حيث قامت طهران يوم 13 أبريل/نيسان الماضي، بإرباك المضادات الجوية الإسرائيلية عبر إطلاق المسيّرات ثم صواريخ "كروز"، وتاليا أطلقت 12 صاروخا فرط صوتيا، في حين أن حزب الله أربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية بقذائف وليس صواريخ، ثم استهدف الأهداف بالمسيّرات.

طائرة دون طيار تابعة لحزب الله اعترضتها القوات الجوية الإسرائيلية (الفرنسية) استنزاف وغموض

وفيما استبشرت شريحة من الإيرانيين بعملية حزب الله في إطار الرد على الاغتيالات التي أقدمت عليها إسرائيل في لبنان وإيران الشهر الماضي، نفى سفير طهران السابق في الأردن ولبنان أحمد دستمالجيان أن تكون عملية فجر اليوم جزءا من الرد الإيراني على اغتيال هنية.

وفي مطلع قراءته لمشهد التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، اعتبر دستمالجيان عملية حزب الله بمثابة "الإعلان عن إطلاق ساعة الصفر بتوقيت الانتقام لقادة المقاومة"، موضحا أن الحزب أعلن في بيانه الأول بأن العملية تأتي ردا على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر ولا علاقة لها بالانتقام لإسماعيل هنية الذي توعدت إيران بالثأر لدمائه.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال الدبلوماسي الإيراني السابق إن بلاده وحلفاءها في محور المقاومة "أطلقت إستراتيجية الحرب المركبة بشكل عام لاستنزاف طاقات الكيان الصهيوني، كما تبنت على وجه الخصوص سياسة غامضة بشأن ردها على اغتيال هنية وتوقيته، ما أربك جميع حسابات تل أبيب في حربها المتواصلة على غزة".

وعما إذا كانت إيران سوف تتدخل لنصرة المقاومة اللبنانية في مواجهة إسرائيل، استبعد المتحدث نفسه أن يحدث ذلك في الوقت الراهن، ذلك لأن طهران دربت المقاومة وعززتها بالتسليحات اللازمة للدفاع عن نفسها، مستدركا أن تدخل إيران سيكون واردا جدا إذا تم تجاوز "خطوط طهران الحمراء"، ومنها الاستشعار بخسارة جبهتها الأمامية، التي تعتبرها ضمن أمنها القومي.

وتوقع أن تشهد المنطقة تصعيدا مرحليا خلال المرحلة المقبلة من قبل حلقات محور المقاومة دون دخول إيران حربا واسعة، لكنها ستواصل الدعم السياسي والمادي لحلفائها في أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي، مشددا على أن رد طهران "قادم ولو بعد حين" بسبب اختراق إسرائيل سيادة إيران وأمنها القومي.

حرب هجينة

من ناحيته، يعتقد الباحث في الشؤون الإسرائيلية مجيد صفا تاج، أن عملية فجر اليوم تعد جزءا من رد المقاومة على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة منذ عقود ضد فلسطين، مؤكدا أن خطة الانتقام لدماء قادة المقاومة وفي مقدمتهم فؤاد شكر وإسماعيل هنية قد "بدأ تنفيذها على شتى الصعد"، وأن الحرب النفسية والاقتصادية والأمنية والسيبرانية قد لا تقل أهمية عن العمليات العسكرية.

ورأى في حديث للجزيرة نت، أن "الرد على جرائم العدو الإسرائيلي قد بدأ، وأنه سوف يتواصل على يد إيران وحلفائها"، مستدركا أنه "بالرغم من أن أصابع جميع حلقات المقاومة على الزناد، بيد أنها تفضل القيام بعمليات منفصلة لتشفي قليلا من غليل غضبها من العدوان المتواصل على غزة من جهة، وتمنع الانجرار إلى حرب شاملة، من جهة أخرى".

ولدى إشارته إلى تصريحات القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، يوم أمس، وحديثه عن أخبار بشأن الانتقام لاغتيال هنية، أضاف صفا تاج، أن اللواء سلامي كان يقصد أن "عملية عسكرية إيرانية ثانية ضد الكيان الإسرائيلي في طريقها للتنفيذ"، لكن الأخبار التي تحدث عنها تفوق عملية واحدة، وقد تكون عملية حزب الله صباح اليوم واحدة من سلسلة عمليات برية وجوية وبحرية متوقعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجویة الإسرائیلیة عملیة فجر الیوم على اغتیال المسی رات

إقرأ أيضاً:

ترامب متفائل قبل جولة جديدة من المفاوضات مع إيران

أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاؤلا بشأن المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران بشأن برنامجها النووي، ويتزامن ذلك مع جولة جديدة من المباحثات بين الطرفين، تستضيفها اليوم السبت العاصمة العمانية مسقط.

وقال ترامب في تصريحات أمس الجمعة "الاتفاق مع إيران يسير بنحو طيب وأريد أن نتفادى أن تسوء الأمور".

ووصل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى مسقط لقيادة وفد الولايات المتحدة في المفاوضات غير المباشرة، التي يقودها من الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي.

ومن المقرر أن تسبق المفاوضات السياسية بين عراقجي وويتكوف جولة أولى من المفاوضات غير المباشرة على مستوى الخبراء، من المقرر أن تناقش ملفات ذات صبغة تقنية كتخصيب إيران لليورانيوم ورفع العقوبات الأميركية عن طهران.

وتأتي هذه الاجتماعات بوساطة عُمانية، عقب جولتين سابقتين من المفاوضات غير المباشرة، عُقدت أولاهما في 12 أبريل/نيسان بمسقط، ثم الثانية في 19 أبريل/نيسان بروما.

ووصفت إيران والولايات المتحدة، اللتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1980، جولة المفاوضات التي جرت السبت الماضي في مقر إقامة سفير عُمان بروما بأنها أسفرت عن "تقدّم". وقالت طهران إن الاجتماع كان "جيدا".

إعلان

وذكرت الخارجية العمانية أن اجتماعات روما "أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل لاتفاق منصف، دائم، وملزم، يضمن خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية ورفع العقوبات بالكامل عنها، مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية".

ويُعد هذا أعلى مستوى من التواصل بين البلدين منذ أن سحب ترامب بلده أحاديا في 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.

نقطة خلاف

ونقلت رويترز عن مسؤول إيراني مطلع على المحادثات قوله إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الأكبر في المناقشات وليس تخصيب اليورانيوم.

وأضاف المسؤول أن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما وهم على قناعة بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم الذي خصبته بالفعل، لكنه أشار إلى أن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكّل نقطة خلاف رئيسية.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الأسبوع إن إيران سيتعين عليها وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل بموجب الاتفاق واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتشغيل محطة بوشهر، وهي المحطة النووية الوحيدة العاملة لديها.

ووصف المسؤول الإيراني هذا التعليق بأنه "موقف إعلامي جديد"، وقال إنه لن يسهم في إحراز تقدم في المفاوضات.

وذكر المسؤول أن "نقطة الخلاف الوحيدة المتبقية في المناقشات العامة والتفاهمات المتبادلة هي مسألة الصواريخ"، وأكد موقف إيران الثابت بأنها لن تقدم أي تنازلات أخرى بخصوص برنامجها الصاروخي تتجاوز تلك المتفق عليها في اتفاق 2015، قائلا إن القدرات الدفاعية الإيرانية "غير قابلة للتفاوض".

وتخشى دول غربية من أن يؤدي برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم إلى إنتاج مواد تمكنها من تصنيع رأس حربي نووي، وعبّرت عن قلقها أيضا من أن تكون طهران تسعى إلى تطوير صاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي.

إعلان

وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص فقط لتوليد الكهرباء وغير ذلك من الاستخدامات المدنية، وإنها تخصب اليورانيوم لاستخدامه وقودا في هذه الأغراض.

مقالات مشابهة

  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: شركة فيرجين أتلانتيك البريطانية لن تعود للعمل في إسرائيل وتغلق خطها الجوي إلى تل أبيب
  • بالفيديو... هكذا اغتالت إسرائيل عامر عبد العال اليوم في جنوب لبنان
  • خبير عسكري: عملية الشجاعية تكشف تفوق المقاومة في الاشتباكات المباشرة
  • السلطات الهندية تعتقل 175 شخصا ضمن عملية أمنية بعد هجوم جامو وكشمير
  • وصفت بـالنوعية.. تصاعد التحذيرات الإسرائيلية من كمائن المقاومة بغزة
  • جولة ثالثة من المباحثات النووية بين إيران والولايات المتحدة اليوم في مسقط
  • ترامب متفائل قبل جولة جديدة من المفاوضات مع إيران
  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
  • أميركا وإيران والنووي.. ماذا عن إسرائيل؟
  • الآلاف يتظاهرون في تعز تنديدا بجرائم إسرائيل وللمطالبة بكسر الحصار