جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@07:53:14 GMT

الترند

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

الترند

 

أحمد بن موسى البلوشي

في عصر الثورة الرقمية، أصبح "الترند" مصطلحًا شائعًا في حياتنا اليومية، ويعكس القضايا أو الموضوعات التي تجذب اهتمامًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.

ويُمكن أن يكون الترند مؤشرًا على ما يشغل أذهان النَّاس في وقت مُعين؛ سواءً كان ذلك حدثًا عالميًا، موضوعًا ثقافيًا، أو حتى فكرة بسيطة تحظى بانتشار واسع، أو قضية محلية.

ويمكن للترند أن يكون أداة قوية في توجيه النقاشات العامة والتأثير على الرأي العام، إذ يعبر عن نبض المجتمع الرقمي ويكشف عن اهتمامات الناس الفورية، وبفضل الانتشار السريع للمعلومات عبر الإنترنت، يمكن للترند أن يتحول بسرعة من فكرة محلية إلى قضية عالمية، مما يجعله ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل.

ما نشهده اليوم في عالم الترندات ليس دائمًا إيجابيًا، وهذا واقع يجب الاعتراف به. كثير من الترندات التي تظهر على منصات التواصل الاجتماعي ليست ذات قيمة حقيقية، بل قد تكون ضارة في بعض الأحيان. بعض هذه الترندات تركز على قضايا سطحية أو مثيرة للجدل، مما يؤدي إلى شحن الجمهور وتفاقم التوترات بين أفراد المجتمع. في كثير من الأحيان، يتم استغلال الترندات لأغراض تجارية أو سياسية بحتة، دون النظر إلى التأثيرات السلبية التي قد تحدثها على النسيج الاجتماعي. عندما يتم التركيز على قضايا تافهة أو مثيرة للانقسام، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الخلافات بين المجموعات المختلفة في المجتمع، مما يُساهم في زيادة الفرقة والانقسام.

من ناحية أخرى، قد يؤدي الاهتمام المفرط بالترندات إلى تهميش القضايا الأكثر أهمية، حيث يمكن أن يصبح الناس مشغولين بالقضايا السطحية على حساب الأمور التي تحتاج إلى نقاش جاد وبناء. هذا التركيز على ما هو سريع الانتشار وعابر يجعل من الصعب توجيه النقاشات نحو قضايا ذات أهمية طويلة الأمد.

ويجب أن ننتبه جميعًا إلى أنَّ كثيرًا من الترندات قد تحمل أغراضًا خفية ربما نجهلها، سواء كانت سياسية، تجارية، أو حتى اجتماعية. في بعض الأحيان، يتم الترويج لهذه الترندات بطرق تستهدف إثارة الجدل أو توجيه الرأي العام لتحقيق أهداف معينة تخدم مصالح ضيقة. لذا، من الضروري أن نتعامل مع الترندات بحذر، وأن نتجنب المشاركة فيها أو إبداء آرائنا حولها دون التأكد من نواياها أو التأثيرات المحتملة؛ فالمساهمة في انتشار هذه الترندات دون وعي يُمكن أن يؤدي إلى تعزيز الرسائل السلبية أو المضللة التي قد تؤثر سلبًا على المجتمع. الحذر والوعي هما الأساس في التعامل مع الترندات. يجب علينا أن نكون مسؤولين في استخدامنا لمنصات التواصل الاجتماعي، وأن نتجنب الانخراط في الترندات التي قد تكون ضارة أو مُوجهة بشكل غير شفاف. بدلًا من ذلك، يمكننا التركيز على نشر المحتوى الذي يُعزز من القيم الإيجابية ويدعم التفاهم بين أفراد المجتمع.

الترند هو جزء لا يتجزأ من الثقافة الرقمية المعاصرة، وله تأثير كبير على كيفية تداول المعلومات والتفاعل الاجتماعي. على الرغم من فوائده الكبيرة في نشر الوعي وتعزيز التفاعل، إلا أنَّ له سلبيات تتطلب منَّا توخي الحذر، مثل انتشار المعلومات الخاطئة أو السطحية. إنَّ فهم كيفية عمل الترند وتأثيره يمكن أن يساعد في الاستفادة القصوى منه مع تقليل مخاطره. وفي حين يمكن للترندات أن تكون أداة قوية للتعبير والتواصل، فإنها قد تصبح سلبية إذا لم يتم استخدامها بحذر ومسؤولية.

من المهم أن نتعامل مع الترندات بوعي، وأن نوجه النقاشات نحو القضايا التي تعزز التفاهم والتضامن بدلًا من التسبب في الانقسام والشحناء. بهذا النهج الواعي والمسؤول يمكننا تحقيق التوازن بين الاستفادة من الترندات وتجنب آثارها السلبية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟

ي دراسة رائدة هي الأولى من نوعها، وجد الباحثون أن تناول كميات ضئيلة من الفول السوداني يمكن أن يُخفف من حساسية الفول السوداني لدى البالغين  بل ويغير حياتهم.

علاج الحساسية… بمسبب الحساسية؟

نعم، هذا ما حدث فعلًا في تجربة سريرية حديثة أجراها باحثون من كلية كينجز كوليدج لندن ومؤسسة "جايز وسانت توماس" التابعة لـ NHS. أُجريت الدراسة على 21 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، شُخّصوا سريريًا بحساسية الفول السوداني. 

وخلال التجربة، خضع المشاركون للعلاج باستخدام ما يُعرف بـ "العلاج المناعي الفموي"، حيث تناولوا كميات صغيرة جدًا من دقيق الفول السوداني تحت إشراف طبي صارم.

نتائج مذهلة ومبشّرة

بعد أشهر من تناول جرعات متزايدة تدريجيًا، تمكّن 67% من المشاركين من تناول ما يعادل خمس حبات فول سوداني دون أي رد فعل تحسسي. وأصبحوا قادرين على تضمين الفول السوداني أو منتجاته في نظامهم الغذائي اليومي دون خوف.

وقد صرّح البروفيسور ستيفن تيل، المشرف على الدراسة:

"شهدنا ارتفاع متوسط القدرة على تحمل الفول السوداني بمقدار 100 ضعف.. الخطوة التالية ستكون التوسّع في التجارب وتحديد مَن هم البالغون الأكثر استفادة من هذا العلاج.

أثر نفسي وتحسّن في جودة الحياة

بعيدًا عن النتائج البيولوجية، لاحظ الباحثون تحسنًا كبيرًا في الحالة النفسية للمشاركين. فالخوف الدائم من التعرض العرضي للفول السوداني، خاصةً في المطاعم أو السفر، تراجع بشكل ملحوظ.

تقول هانا هانتر، أخصائية التغذية المشاركة في الدراسة: أخبرنا المشاركون أن العلاج غيّر حياتهم، وأزال عنهم الخوف من الأكل، ومنحهم حرية كانت مفقودة منذ سنوات.

تجربة شخصية مؤثرة

كريس، البالغ من العمر 28 عامًا، كان أحد المشاركين: “كنت أرتعب من الفول السوداني طوال حياتي.. بدأت بملعقة زبادي ممزوجة بدقيق الفول السوداني، وبحلول نهاية التجربة، كنت أتناول أربع حبات كاملة كل صباح. الآن، لم يعد هذا الخوف جزءًا من حياتي”.

هذه الدراسة تحمل بارقة أمل حقيقية للبالغين الذين ما دام ظنوا أن حساسية الفول السوداني مصير لا مفرّ منه ومع أن العلاج ما زال تحت التجربة ويتطلب إشرافًا طبيًا صارمًا، إلا أن نتائجه تشير إلى بداية عهد جديد في التعامل مع الحساسية الغذائية  لا بالتجنّب، بل بالتدرّب على التحمّل.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟
  • ريم مصطفى تتصدر الترند بعد حلقتها مع "معكم منى الشاذلي"
  • منظمات دولية تحذر: أمراض يمكن الوقاية منها تهدد الملايين
  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • خالد الجندي: لازم نلتزم برأي الأزهر في الفتوى العامة التي تمس المجتمع
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • إطلالة ربيعية تخطف الأنظار.. ليلى علوي تتصدر الترند بصور شم النسيم
  • «بسبب مرض نجله».. رامي صبري يتصدر الترند
  • بعد الانتقادات.. جان يامان يعود بقوة ويتصدّر الترند
  • »انت اللي قتلت ابني يا مجدي».. ريم مصطفى تتصدر الترند بسبب منى الشاذلي