أحمد بن موسى البلوشي
في عصر الثورة الرقمية، أصبح "الترند" مصطلحًا شائعًا في حياتنا اليومية، ويعكس القضايا أو الموضوعات التي تجذب اهتمامًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.
ويُمكن أن يكون الترند مؤشرًا على ما يشغل أذهان النَّاس في وقت مُعين؛ سواءً كان ذلك حدثًا عالميًا، موضوعًا ثقافيًا، أو حتى فكرة بسيطة تحظى بانتشار واسع، أو قضية محلية.
ما نشهده اليوم في عالم الترندات ليس دائمًا إيجابيًا، وهذا واقع يجب الاعتراف به. كثير من الترندات التي تظهر على منصات التواصل الاجتماعي ليست ذات قيمة حقيقية، بل قد تكون ضارة في بعض الأحيان. بعض هذه الترندات تركز على قضايا سطحية أو مثيرة للجدل، مما يؤدي إلى شحن الجمهور وتفاقم التوترات بين أفراد المجتمع. في كثير من الأحيان، يتم استغلال الترندات لأغراض تجارية أو سياسية بحتة، دون النظر إلى التأثيرات السلبية التي قد تحدثها على النسيج الاجتماعي. عندما يتم التركيز على قضايا تافهة أو مثيرة للانقسام، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الخلافات بين المجموعات المختلفة في المجتمع، مما يُساهم في زيادة الفرقة والانقسام.
من ناحية أخرى، قد يؤدي الاهتمام المفرط بالترندات إلى تهميش القضايا الأكثر أهمية، حيث يمكن أن يصبح الناس مشغولين بالقضايا السطحية على حساب الأمور التي تحتاج إلى نقاش جاد وبناء. هذا التركيز على ما هو سريع الانتشار وعابر يجعل من الصعب توجيه النقاشات نحو قضايا ذات أهمية طويلة الأمد.
ويجب أن ننتبه جميعًا إلى أنَّ كثيرًا من الترندات قد تحمل أغراضًا خفية ربما نجهلها، سواء كانت سياسية، تجارية، أو حتى اجتماعية. في بعض الأحيان، يتم الترويج لهذه الترندات بطرق تستهدف إثارة الجدل أو توجيه الرأي العام لتحقيق أهداف معينة تخدم مصالح ضيقة. لذا، من الضروري أن نتعامل مع الترندات بحذر، وأن نتجنب المشاركة فيها أو إبداء آرائنا حولها دون التأكد من نواياها أو التأثيرات المحتملة؛ فالمساهمة في انتشار هذه الترندات دون وعي يُمكن أن يؤدي إلى تعزيز الرسائل السلبية أو المضللة التي قد تؤثر سلبًا على المجتمع. الحذر والوعي هما الأساس في التعامل مع الترندات. يجب علينا أن نكون مسؤولين في استخدامنا لمنصات التواصل الاجتماعي، وأن نتجنب الانخراط في الترندات التي قد تكون ضارة أو مُوجهة بشكل غير شفاف. بدلًا من ذلك، يمكننا التركيز على نشر المحتوى الذي يُعزز من القيم الإيجابية ويدعم التفاهم بين أفراد المجتمع.
الترند هو جزء لا يتجزأ من الثقافة الرقمية المعاصرة، وله تأثير كبير على كيفية تداول المعلومات والتفاعل الاجتماعي. على الرغم من فوائده الكبيرة في نشر الوعي وتعزيز التفاعل، إلا أنَّ له سلبيات تتطلب منَّا توخي الحذر، مثل انتشار المعلومات الخاطئة أو السطحية. إنَّ فهم كيفية عمل الترند وتأثيره يمكن أن يساعد في الاستفادة القصوى منه مع تقليل مخاطره. وفي حين يمكن للترندات أن تكون أداة قوية للتعبير والتواصل، فإنها قد تصبح سلبية إذا لم يتم استخدامها بحذر ومسؤولية.
من المهم أن نتعامل مع الترندات بوعي، وأن نوجه النقاشات نحو القضايا التي تعزز التفاهم والتضامن بدلًا من التسبب في الانقسام والشحناء. بهذا النهج الواعي والمسؤول يمكننا تحقيق التوازن بين الاستفادة من الترندات وتجنب آثارها السلبية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"غادة عبد الرازق تشتعل تريند جوجل في عيد ميلادها.. قاهرة المستحيل وسيدة الدراما بلا منازع!"
من قلب الشاشة الصغيرة إلى قلوب ملايين المتابعين، أثبتت النجمة الكبيرة غادة عبد الرازق إنها مش مجرد ممثلة، بل ظاهرة فنية لا تُشبه أحد، وصاحبة بصمة خالدة في سجل الدراما والسينما المصرية. ومع احتفالها بعيد ميلادها، اشتعلت محركات البحث باسمها وتربعت على عرش تريند جوجل، في لحظة احتفاء جماهيري كبير يعكس مدى حب الناس لها، وارتباطهم العميق بمسيرتها وجرأتها وأدوارها التي لا تُنسى.
غادة، اللي وُلدت في 6 يوليو، تجاوزت فكرة النجم التقليدي، وتحولت بمرور السنوات إلى رمز فني نسائي صلب، متمرد، وجريء. في وقت كتير من النجمات كانوا بيمشوا جنب الحيط، هي اختارت تمشي في النص، وبصوت عالي، وقرارات فنية عن قناعة مش عن مسايرة. قدرت تبني إمبراطوريتها الفنية بحنكة، وتركت في كل بيت مصري وعربي دور محفور لا يُنسى.
من أول خطواتها على الساحة لحد النهارده، غادة عبد الرازق دايمًا ما كانت في منطقة مختلفة. ما لعبتش دور الضحية، لكنها جسّدت المرأة القوية، المستفزة أحيانًا، المكسورة أحيانًا، واللي بترجع توقف على رجليها دايمًا. وده ظهر بوضوح في أعمال مثل:
"زهرة وأزواجها الخمسة"، "مع سبق الإصرار"، "الخانكة"، و"الباطنية"، واللي شكلوا علامات فارقة في تاريخ الدراما، مش بس لنجاحهم الجماهيري، لكن كمان لجرأتهم في طرح قضايا مجتمعية شائكة.
أما في السينما، فغادة كانت دايمًا "ورقة رابحة"، وقدرت بفطنة توازن بين الأدوار الجريئة والمركّبة، وبين الأعمال اللي بتستهدف جمهور الشباك. من "حين ميسرة" لحد "الريس عمر حرب"، مرورًا بـ "جرسونيرة" و"90 دقيقة" كل دور كان فيه "توقيع خاص" بيقول: "أنا غادة عبد الرازق.. ومفيش غيري يقدر يعمل كده".
وفي عيد ميلادها، اشتعلت مواقع التواصل بصورها، ومقاطع من أعمالها، وكلمات حب واحتفاء من جمهور بيشوف فيها مش بس ممثلة، لكن نموذج للمرأة اللي بتقول "لأ" بصوت واضح. تعليقات من نوع:
"أقوى ست في الدراما"،"كل سنة وإنتي نجمتنا اللي محدش عارف يقلّدها"،
"غادة مش بس فنانة، دي مدرسة تمثيل لوحدها"
… غمرت منصاتها الرسمية، ورفعت اسمها من جديد لقمة الترند، لكنها قمة تستحقها عن جدارة.
أما غادة نفسها، فاختارت البساطة في احتفالها، ونشرت صورة عبر حسابها الرسمي على إنستغرام وكتبت:
"كبرت سنة.. بس قلبي لسه شاب.. ولسه الكاميرا بتحبني وأنا بحبها"
غادة عبد الرازق ليست مجرد فنانة… هي تاريخ من التحدي، وموسوعة من الشخصيات، وراية فنية عالية، لسه مرفوعة رغم كل التغيرات اللي حصلت في الساحة. وفي وقت بتتبدل فيه النجوم وبيظهر فيه "الترند المؤقت"، بتفضل هي "الترند الحقيقي"، اللي عمره ما بينطفي.
في عيد ميلادك يا غادة، بنقولك:كل سنة وإنتي سيدة القرار، ملهمة الأجيال، وصاحبة الحضور الطاغي اللي لا يُختزل في شاشة، ولا يُنسى في زحمة الزمن.