وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ الأنعام هي جزء من الثروة الحيوانيّة التي يعيش معها الإنسان العربي ويأكل منها ويستفيد من أوبارها وأشعارها وهي رمز للإكرام والتقرب إلى الله عز وجل بذبحها والتصدق منها ، فحياة الإنسان العربي البدوي تعتمد على الرعي وغيره .
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي إلا ورعى الغنم وهذا اعتزاز .
هناك ثورة إعلامية تتكلم عن فلم هندي اسمه حياة الماعز ، وكما هو معروف عن الهنود في أفلامهم الدبلجات السينمائية التي شاهدناها وهذا جزء من إثبات المبالغة والكذب الذي تنتجها وتسلكها الأفلام الهندية .
وحياة الماعز الذي تم إنتاجه مؤخراً ماهو إلا صواعا قد امتلأ دجلا وكذبا وزورا من أكياس هذه الأفلام خلال الأيام الماضية هناك معارك طاحنة بين الآراء والكتاب والغيورين على هذا البلد الذي يستهدفه الفلم ، وبين زمرة مندسة تثير وتنفخ في الرماد ليتوقد ويلتهب ، بأن حياة هذا المواطن الخليجي بصفة عامة وتعاملاته مع العاملين هي الحقيقة في منظور هذا الفلم وهذا محال قطعا فلو نظرنا إلى الحقيقة لوجدنا ثلث سكان الخليج بما يتجاوز اثني عشر مليون وافد من العمالة الأجنبية هندية وبنجلاديشية .
فلو كان هذا الرجل السعودي أو الخليجي هذه هي تعاملاته حسب رواية الفلم لكان العزوف عن هذه المنطقة هو المقياس الحقيقي .
هذا الفلم وجد فجوة في نفوس الحاقدين الذين تتأجج أحقادهم ضغينة وهوسا واضمحلالا فكرٍ يؤجج الرأي العام و يبرز في ثياب الواعظين .
وهناك أشخاص قد تفنن في تفنيد الفلم بصورة فيها إثارة عند مشاهدة الفلم ووجد فيه المتعه والمقارنة الصحيحة بين الواقع والمخالف ، وأصبح منتج الفلم بطلا ، قد بزغ نور ذكائه وفطرته وولد طموحه في سن الخامسة والستين عاما برعماً يافعا في مقتبل الحياة ، يريد أن يكون بطلا في أفلام هوليود العالمية وهذا حق من حقوقه أن يعبر عن طموحه كشاب في ريعان شبابه البلوشي .
فالعقل والمنطق يترجم أن العمالة الهندية والآسيوية في دول الخليج تنعم بالخير الكثير ، قد ازدهرت بلادهم من خيرات هذا الوطن المعطاء وخيرات دول الخليج فالعامل يأتي من الهند أو بنقلاديش او إندونيسيا أو سيرلانكا جلهم أمي لا يجيد القراءة ولا الكتابة يأتي مثل الأعمى فيصبر الخير والنور في هذا الوطن ويتعلم ويجيد بعض الحرف وتجده في كل مكان يأكل ويشرب ويتقاضى راتبه الشهري ويصبح مواطنا صالحا في بلده ، يبني بيته ويؤسس تجارته في بلدته ويصرف على عائلته ويزوج بناته ويبلغ من العمر سبعين عاما و لا يريد أن يرجع إلى أهله ، ينعم بالخير وفيه يتعبد ويأكل ويشرب ، والحوالات الخارجية الشهرية من هذا الوطن خير دليل على هدّه النعم وتزاحمها لكل من يشكك بمثل هذه الصناعات البالية التي بطنت بكيد خسيس معالم خسته في وجه بطل الفلم الشاب الطموح .
وهذا فضل من الله عز وجل نابع من طيبة و كرامة وسماحة إسلامية لأبناء هذا البلد الكريم المملكة العربية السعودية ومنهم من يصرف رواتب عمالته حتى بعد مماتهم وهذا مشهود وملموس .
إنها أمنيات تبنى في مخيلات أبناء شرق آسيا أن يكون عاملا في دول الخليج فمنها يكون عبوره إلى جميع قارات العالم ، مهلا أيها القارئ الحاقد مهلا أيها الصعلوك الشارد ، الذي ينفث سموم حقده في مواقع التواصل الاجتماعي وهو بين ظهرانينا يأكل ويشرب .
إن هذا الفلم هو عفن يشم ويتلذذ بروائحه كل من هو على شاكلة منتجه ومخرجه وفريق العمل فيه ومعجبيه.
إن سماحة الرجل العربي الأصيل المسلم تأبى عليه إنسانية وكرامته ونخوته أن يفعل مثل هذه الأفعال وقد يكون هناك شذوذ في سلوك البعض ولكن لا يصل إلى ما وصلت إليه هذه الضخامة الإعلامية .
إلا إذا كان الهدف من هذا الفلم الذي جسد دوره البطل العماني أن لديه تجارة في الماعز ويريد أن يرفع من أسعارها وهذا نوع من التسويق السوقي الذي يترفع المواطن الخليجي أن يسلكه .
أتمنى أن يزور ممثل هذا الفلم المملكة العربية السعودية ويتحقق بنفسه كم هي الحياة آمنة ورغيدة في هذا البلد المعطاء وحتى يتعلم الصفات العربية الأصيلة الرجولة والكرم والعطاء في كيفية التفنن في تقديمها من هذا المواطن السعودي بنخوة وشهامة ورجولة .
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
عبدالله بن زايد: الإمارات ترى البحرين شريكاً استراتيجياً وجزءاً أصيلاً من الازدهار الخليجي
المنامة - وام
ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أعمال الدورة ال12 من اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات ومملكة البحرين التي عقدت أمس الأحد، في المنامة، فيما ترأس الجانب البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين.
حضر اجتماع اللجنة العليا المشتركة عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، والدكتور سلطان بن سيف النيادي وزير دولة لشؤون الشباب، وخليفة شاهين المرر وزير دولة، وعدد من كبار المسؤولين في كلا البلدين.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد في مستهل كلمته خلال اجتماع اللجنة: «يسعدني أن أكون اليوم في مملكة البحرين، الغالية علينا جميعاً، والتي يجمعنا معها تاريخ من الأخوة والصداقة والعمل المشترك».
وأكد سموه «أن انعقاد الدورة الثانية عشرة للجنة المشتركة يجسد عمق العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين، وهي علاقات تحظى بدعم ورعاية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله»، مضيفاً: «شكلت هذه الرعاية وهذا الدعم حافزاً رئيسياً لجهودنا وتطلعاتنا المشتركة للارتقاء بعلاقاتنا الاستراتيجية وتنويع مجالات التعاون الثنائي بين الجانبين».
وأضاف سموه «أن دولة الإمارات كانت وما زالت ترى أن شقيقتها البحرين هي الشريك الاستراتيجي في كافة المجالات... وجزء أصيل ومتجذر من مسيرة التقدم والازدهار في الخليج العربي والمنطقة برمتها».
وأشار سموه إلى أن استمرار انعقاد اللجنة المشتركة بشكل دوري يعبر عن التزام البلدين بالعمل المشترك، حيث يتم بحث الفرص والإنجازات ومناقشة التحديات والقضايا العالقة في مختلف المجالات، والبحث دائماً عن أفضل الفرص السانحة لخدمة البلدين، كما يعكس هذا النهج حرصنا المشترك على خلق حلول إبداعية لتذليل التحديات وتحويلها إلى إنجازات ملموسة تخدم مصالح شعبي البلدين.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد «إن العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات ومملكة البحرين ليست مجرد أرقام، بل تعبير عن مصير مشترك وهدف طموح نسعى إلى تحقيقه، وحققت تجارتنا الثنائية غير النفطية نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، ليتجاوز 7.5 مليار دولار في عام 2023».
وأضاف سموه: «إننا نتطلع باستمرار إلى توسيع قاعدة شراكاتنا مع أشقائنا في البحرين في كافة القطاعات، قطاعات الصناعة والتجارة والطاقة المتجددة، والنقل، والبنية التحتية والخدمات».
وأكد سموه: «نؤمن في دولة الإمارات بضرورة التعاون مع أشقائنا وشركائنا الرئيسيين ضمن مختلف المؤسسات الدولية والمنصات المتعددة الأطراف، وعليه فإننا نتطلع إلى الاستمرار في الدعم المتبادل لترشيحات البلدين الشقيقين في المؤسسات والمحافل الدولية، إضافة إلى تعزيز شراكاتنا في العمل المتعدد الأطراف».
وقال سموه في ختام كلمته، موجهاً حديثه إلى الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني: «أخي بو راشد، دائماً أسعد بلقائك وأتشرف بالعمل معك، ومع فريقك، والشكر موصول لفرق العمل التي بذلت الجهد الأكبر لإنجاح هذه الدورة من اللجنة المشتركة، وأتمنى منكم الاستمرار لكي نعمل معاً لخدمة ورقي بلدينا».
وفي ختام أعمال اللجنة وقّع سمو الشيخ عبدالله بن زايد والدكتور عبد اللطيف الزياني على محضر اجتماع الدورة ال12 من اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات ومملكة البحرين.
وعقب ذلك، شهد سموه والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني التوقيع على 4 مذكرات تفاهم وبرنامج تنفيذي بين البلدين.
وشملت مذكرات التفاهم ما يلي: مذكرة تفاهم بشأن توطيد أواصر التعاون وتبادل الخبرات في مجال الطيران المدني، وقّعها عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد والدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات في مملكة البحرين.
مذكرة تفاهم بشأن التعاون الثنائي وتبادل السياسات والخبرات المالية والاقتصادية، وقّعها علي عبدالله شرفي الوكيل المساعد لشؤون العلاقات المالية الدولية بالإنابة في وزارة المالية والمهندس نواف السيد هاشم الوكيل المساعد لشؤون التعاون الدولي بوزارة المالية والاقتصاد الوطني في مملكة البحرين.
مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات تعزيز التنافسية وقّعتها حنان منصور أهلي مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، ووقعها من الجانب البحريني الدكتور فيصل عيسى حماد الوكيل المساعد للتنافسية والمؤشرات الاقتصادية بوزارة المالية والاقتصاد الوطني.
مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التدريب وتطوير الكفاءات الحكومية، وقّعها الدكتور ياسر أحمد النقبي مدير عام أكاديمية أبوظبي الحكومية التابعة لدائرة التمكين الحكومي، والدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة المدير العام لمعهد الإدارة العامة في مملكة البحرين.
كما تم التوقيع على برنامج تنفيذي للتعاون في المجال السياحي، وقّعه عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، وفاطمة بنت جعفر الصيرفي وزيرة السياحة في مملكة البحرين.