صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-13@08:23:08 GMT

السودان.. وأزمة إغاثة اللاجئين

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

السودان.. وأزمة إغاثة اللاجئين

د. أماني الطويل

بعيدًا عن معضلة منصة جنيف التفاوضية التي تحيط بها الشكوك بشأن قدرتها على وقف الصراع العسكري بالسودان في وقت قريب، فإنّ مشاهد تداعيات هذه الحرب على الشعب السوداني باتت مفزعة في بعض الدول، وخصوصًا مع تعدد وتنوّع التقارير والتحذيرات بشأن تداعيات الأزمة من جانب المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتنوعة، وذلك دون قدرة واقعية على غوث البشر.

لعل مشهد اللاجئين السودانيين أمام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة UNHCR بإثيوبيا مؤخرًا يبدو كاشفًا عن عجز المنظمة الدولية عن القيام بأدوارها المنوطة بها في حماية اللاجئين وتوفير أي قدر من الأمن الإنساني بما يشمله من إيواء وغذاء، في وقت لا تستطيع فيه الدولة الإثيوبية حماية اللاجئين إليها من هجمات الميليشيات المسلّحة المناوئة لأديس أبابا.

ولعله يضاف إلى ما سبق مشهد إضافي في القاهرة بشأن عجز مفوضية اللاجئين أيضًا عن تسجيل راغبي اللجوء إلى مصر حيث تمتد المواعيد لعام أو أكثر، وتمتد الطوابير لكيلومترات تحت لهيب الشمس الحارقة، فطبقًا لبيانات المفوضية، فإنه حتى يونيو/حزيران 2024 ، لم يتجاوز عدد المسجلين بالمفوضية 400 ألف شخص، بينما يقدّر حجم النزوح إلى مصر بعد 14 شهرًا من الحرب في حدود 2 مليون بالطرق الرسمية وغير الرسمية، وهو ما يعني أنّ هناك مئات الآلاف من البشر يحتاجون إلى عون عاجل خصوصًا في السكن، بعد أن تم رصد أنّ هناك وحدات سكنية تعيش فيها من 8 إلى 10 أسر في بعض المناطق الريفية المحيطة بالقاهرة.

هذا العجز لمفوضية اللاجئين يكشف عن عدم وجود إرادة دولية في الوفاء بالالتزامات التي تم إقرارها بشأن غوث اللاجئين السودانيين في مؤتمرين عُقدا بهذا الشأن في كل من القاهرة وباريس، إذ إنّ التمويلات المرصودة في مؤتمر باريس مثلًا، والذي عُقد في أبريل/نيسان الماضي للعون الإنساني لم يتم الوفاء بها حتى الآن إلا في حدود 16% فقط لا غير، بحيث تعاني المنظمات المحلية العاملة على الأرض من شح الموارد لضمان غذاء الناس على أقل تقدير، إذ توقفت المنظمات الدولية عن تمويل هذه الأنشطة مؤخرًا، بينما يقوم السودانيون في المهاجر بأدوار كبيرة في تقديم الدعم المباشر لدوائر واسعة من أهاليهم ومعارفهم وجيرانهم، في سلوك تكافلي نادر على المستوى العالمي.

وبطبيعة الحال تبدو هذه الجهود جميعها ليست كافية في ضوء أنه منذ نشوب الصراع وصل عدد النازحين داخليًا إلى ٤.٥ مليون شخص، بينما اضطر 4 ملايين شخص للفرار إلى الدول المجاورة مثل تشاد ومصر وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتمثّل النساء والأطفال الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين – تصل نسبتهم إلى ٩٠ بالمائة في بعض الحالات – كما هو الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى.

في مواجهة هذه الأزمة أظن أننا في حاجة إلى بلورة حملات إعلامية منسقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي لغوث السودانيين في ضوء انشغال عالمي بأزمات أخرى موازية للأزمة السودانية.

وأظن أيضًا أنه على السودانيين في المهاجر التخلي عن انقساماتهم السياسية في هذه اللحظة الحرجة وتشكيل مجموعات ضغط على الإدارات الغربية بشأن الوفاء بالتزاماتها المالية المعلنة في ملف العون الإنساني، خصوصًا لوكالات الأمم المتحدة والتي بدورها لديها شبكات تواصل مع المنظمات المحلية.

المطلوب تنسيق الجهود في تشكيلات متعاونة مع منظمات المجتمع المدني وتكوين شبكة غوث للسودانيين.

ويبدو أنّ السودانيين في مصر لديهم أدوار أكبر، وربما أكثر تعقيدًا في ضوء أنّ مصر هي الحاضنة الرئيسية لجموع السودانيين اللاجئين بسبب الحرب، إذ إنه من المطلوب تنسيق الجهود بهذا الشأن في تشكيلات متعاونة مع منظمات المجتمع المدني المصري، وبتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة المصرية، وذلك بأهداف مرتبطة بتطوير الإدراكات الرسمية المصرية بشأن احتياجات اللاجئين السودانيين، وكذلك بلورة إدراك واقعي من السودانيين بشأن قدرات هذه الجهات في تلبيتها، وذلك في ضوء ارتفاع سقف التوقعات السودانية من الجهات الرسمية، وعدم إدراك حجم قدراتها الفعلية تحت مظلة أزمة اقتصادية مصرية داخلية.

أما على الصعيد غير الرسمي، فإنّ التواصل بين المصريين والسودانيين بشأن الغوث الإنساني يبدو مطلبًا مُلحًا. صحيح أنّ هناك جهودًا فردية شاركنا فيها بهذا الشأن، لكني أدعو هنا إلى عدد من الخطوات ذات الحجم والتأثير الأوسع، منها تكوين شبكة غوث للسودانيين بالتعاون مع مصريين يكون أهدافها في تقديري كالتالي

– تنظيم حملات الضغط لوفاء المجتمع الدولي بتعهداته المالية والسعي لرفع مستوى الانتباه للأزمة الإنسانية السودانية التي لا تقل عن نظيرتها الفلسطينية، وذلك لضمان مد المنظمات المحلية باحتياجاتها في الداخل.

– تنظيم مجهودات رجال الأعمال السودانيين الراهنة وتشبيكها فيما يتعلق بدعم السودانيين خارج السودان.

– تشكيل حملات للتبرع لغوث السودانيين في ملاجئهم، وذلك في السياقين المصري والعربي، وتوفير البيانات الواقعية للاحتياجات الإنسانية لأشقاء لنا لم ترحمهم نخبهم السياسية والعسكرية.

خاص ، نقلاً عن “عروبة 22”

الوسومد. أماني الطويل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: د أماني الطويل السودانیین فی فی ضوء

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع ترحب بتقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن السودان وتدعو لزيارة مناطق سيطرتها

بحسب بيان لقوات الدعم السريع الخميس، فقد كانت أول من طالب بتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق، ورحبت بتشكيل البعثة، معربة عن استعدادها للتعاون الكامل معها. كما وجهت دعوة مفتوحة لمسؤولي البعثة لزيارة المناطق الخاضعة لسيطرتها وتسهيل وصولهم الآمن.

الخرطوم: التغيير

دعت قوات الدعم السريع لتمديد ولاية لجنة تقصي الحقائق بشأن السودان واعربت عن أسفها لعدم منحها الفرصة للرد على تقرير اللجنة قبل نشره في مجلس حقوق الإنسان، كذلك دعت لزيارة المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وقالت إنها تابعت التقرير الذي قدمته بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان خلال الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان. وأكدت تقديرها لجهود البعثة، مشددة على أهمية إجراء تحقيق مستقل ونزيه في الجرائم التي وقعت منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.

وأشارت قوات الدعم السريع في بيان لها الخميس، إلى أنها كانت أول من طالب بتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق، ورحبت بتشكيل البعثة، معربة عن استعدادها للتعاون الكامل معها.

كما وجهت دعوة مفتوحة لمسؤولي البعثة لزيارة المناطق الخاضعة لسيطرتها وتسهيل وصولهم الآمن.

وأوضحت قوات الدعم السريع أنها قدمت عرضاً سابقاً للقاء أعضاء البعثة قبل نشر التقرير في 5 سبتمبر 2024، لتنسيق المعلومات ومعالجة الادعاءات، إلا أن هذا العرض قوبل بالرفض. كما أعربت عن أسفها لعدم منحها الفرصة للرد قبل نشر التقرير، معتبرة أن ذلك كان يتعارض مع مبادئ العدالة الدولية.

ورغم ذلك، أكدت قوات الدعم السريع على ضرورة استمرار عملية تقصي الحقائق بشكل محايد وتقديم تقارير متوازنة.

ودعت إلى تمديد ولاية البعثة، مع التأكيد على أهمية التواصل المباشر معها لضمان استناد الاستنتاجات إلى فهم كامل للوضع الميداني، والاعتراف بالجهود الإنسانية والقانونية التي تبذلها لحماية المدنيين وضمان المساءلة.

الوسومالأمم المتحدة قوات الدعم السريع لجنة تقصي الحقائق مجلس حقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • السودان يكشف وثائق جديدة بشأن دعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع (صورة)
  • السودان يكشف وثائق جديدة بشأن دعم الإمارات لميليشا الدعم السريع (صورة)
  • الدعم السريع ترحب بتقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن السودان وتدعو لزيارة مناطق سيطرتها
  • عمر الدقير: حل الأزمة في السودان مسؤولية السودانيين مع تقديرنا لكافة الجهود الخارجية
  • أطباء بلا حدود تتهم إيطاليا بعرقلة إغاثة المهاجرين: يقفزون في البحر بلا سترات نجاة
  • غرفة الجيزة تناقش نقص الأدوية وأزمة التسعير
  • تحرك رسمي بشأن اللاجئين الصوماليين في عدن
  • مباحثات أميركية في القاهرة والرياض وأنقرة بشأن الحرب الدائرة في السودان
  • حفلات إسفيرية للمبدعين السودانيين دعماً لضحايا الحرب والمجاعة
  • وزير الخارجية السعودي: نتفق مع مصر بشأن ضرورة وقف الحرب في السودان