حلت الذكرى الثانية والأربعون لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام هذه السنة في ظل متغيرات جديدة، يعيشها اليمن، بشكل خاص، والحزب بشكل عام.

 

وتأسس الحزب مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، ليصبح إطارا جامعا لليمنيين، وذلك في وقت كانت التعددية السياسية محظورة، لكنه تحول لاحقا لأبرز حزب سياسي في اليمن، وظل ملتصقا بالسلطة، ومحققا النتيجة الأولى في حصاد كل عملية انتخابية.

 

وبدا الحزب محتفيا هذا العام في أبرز محافظتين، وهما كلا من تعز ومأرب، وهي المدن التي يحظى فيها حزب التجمع اليمني للإصلاح بالتواجد والتحكم بالمشهد العام، ما يسلط الضوء على الدور الذي يلعبه حزب الإصلاح في هذه العودة اللافتة لحزب المؤتمر.

 

ولأول مرة يجري رفع صور الرئيس السابق لحزب المؤتمر علي عبدالله صالح في المحافظتين، دون أي اشتباك أو اعتراض، قياسا بما كان عليه الوضع في الأعوام السابقة، بل أضيف لها هذا العام صور نجل صالح الأكبر، أحمد علي عبدالله صالح.

 

ولعب تواجد قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح وحزب المؤتمر في مجلس القيادة الرئاسي دورا في تقريب وجهات النظر، وعودة الدفء للعلاقة بين الحزبين، وأسهم الدور السعودي في هذا الجانب بشكل كبير، انطلاقا من رغبة سعودية في الخروج من مأزق اليمن، الذي غرقت فيه منذ سنوات.

 

وتصادم الحزبين في محطات سابقة، بعد سنوات من الشراكة السياسية، غير أن الافتراق الكبير حصل بينهما في العام 2011م، إثر الثورة الشعبية، إذ أعلن حزب الإصلاح مساندته للثورة، التي أطاحت بـ "صالح"، وهو ما أزعج حزب المؤتمر، الذي يرى أن دور حزب الإصلاح كان محوريا في تلك الثورة.

 

مؤشرات التقارب بين الحزبين بدا واضحا في ترحيب قيادات في حزب الإصلاح لرفع العقوبات عن أحمد علي عبدالله صالح، بمبرر طي صفحة الماضي، بما في ذلك الشخصيات العسكرية التي انخرطت في الثورة لاسقاط نظام صالح، والحيلولة دون صعود نجله للسلطة، مثل الفريق الركن علي محسن الأحمر، ورجل الأعمال حميد الأحمر، وقيادات سياسية كان لها موقفا واضحا من صالح وعائلته وحزبه.

 

وبالعودة إلى احتفالية حزب المؤتمر هذا العام، فتكتسب دلالتها بكونها تأتي بعد رفع العقوبات الأممية عن نجل صالح، وهو ما بدا واضحا في رفع صوره خلال عملية الاحتفاء، وهذا لم يكن واقعا في الأعوام السابقة، لكنه اليوم بات يمثل مدخلا لعودة نجل صالح إلى الواجهة عبر بوابة الحزب، وهي ذاتها الرافعة التي حملت والده طوال سنوات حكمه.

 

وظهرت قيادات في حزب المؤتمر مؤيدة ومباركة لهذا الاحتفاء، ووجه أحمد عبيد بن دغر، خطابا مصورا لقيادات الحزب، بصفته النائب الأول لرئيس الحزب، وهي الصفة التي حصل عليها بعد مغادرته لليمن، على وقع الحرب التي شنتها السعودية على اليمن، خلال تحالف صالح مع جماعة الحوثي.

 

لكن هذه الاحتفالية السنوية كانت أيضا تكريسا للانقسامات العاصفة التي يعيشها حزب المؤتمر منذ نحو عقد من الزمن، ففي الوقت الذي بدت فيه تيارات المؤتمر في خارج اليمن شبه متحدة، على الأقل ظاهريا، فقد سارع الحزب في صنعاء لاستباق ذلك الاحتفال الخارجي عندما أكد في بيان له أن قيادته في صنعاء هي الوحيدة تمثل الحزب في اليمن، وهي المخولة بتحديد وإعلان مواقف المؤتمر الرسمية من


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن حزب المؤتمر الشعبي العام تعز أحمد علي عبدالله صالح علي عبدالله صالح حزب المؤتمر حزب الإصلاح

إقرأ أيضاً:

نواب جدد يؤكدون أهمية دور الشباب داخل مجلس النواب

سرايا - اتفق أعضاء جدد في مجلس النواب، الخميس، على أهمية الشباب ودورهم في المجتمع، مما يتطلب تمثيلهم في مجلس النواب، وإيصال صوتهم.

وشدّدوا، على أهمية العمل البرامجي داخل مجلس النواب العشرين، في ظل وجود نواب أفرزتهم أحزاب سياسية.

النائبة نور أبو غوش من حزب جبهة العمل الإسلامي شدّدت على أهمية رعاية الشباب والاهتمام بهم.

وأكدت أبو غوش أن ملف البطالة يحتاج إلى حلول عملية مثل الاهتمام بملف الريادة، والاستثمار.

وقالت إن الحكومة التي تقدّم عملا فعليا سيكون الحزب يدها اليمنى، بينما الحكومة التي تقدّم أمورا غير فاعلة فسيعارضها الحزب.

وقالت إن حزب الجبهة لديه برنامج يحتوي على شق اقتصادي ويتطرق لريادة الأعمال والاستثمار، وتأهيل الشباب.

وبشأن قرار رفع الضريبة الذي اتخذته الحكومة اليوم قالت إنه يجب توضيح سبب اتخاذ مثل تلك القرارات، مضيفة أن إيضاح سبب القرار مهم حيث يجب معرفة سبب الرفع وما الذي يقابله، خاصة مع اتجاه العديد من المستهلكين للمركبات الكهربائية.

وشدّدت أبو غوش على أهمية بناء التحالفات داخل مجلس النواب.

أقرَّ مجلس الوزراء نظاما معدِّلا لنظام الضريبة الخاصَّة لسنة 2024م، تمَّ بموجبه تخفيض الضريبة الخاصَّة على مركبات البنزين ورفعها تصاعديّا على الشرائح الأعلى سعرا من المركبات الكهربائيَّة، وتمَّ بموجبه تعديل الضريبة المفروضة على الدخان؛ تماشيا مع الاستراتيجيَّة الوطنيَّة لمكافحة التبغ والتدخين بجميع أشكاله.

النائبة رند الخزوز من حزب تقدم تتفق مع أبو غوش على أهمية الشباب ودورهم وإيصال صوتهم، والدفاع عن حقوقهم تشريعيا.

وشدّدت الخزوز على أن حزب تقدّم يرى أهمية تحقيق استقلال البلديات، وتوفير المشاريع الصغرى والمتوسطة لتحريك عجلة الاقتصاد.

وعن رأي حزب تقدّم بخصوص رفع الضريبة المرتبطة بالدخان والمركبات قالت الخزوز إن الحزب ليس مع القرار المتعجل، مشيرة إلى أن الحزب سيصدر بيانا بخصوص هذا القرار.

وبينت الخزوز أن الحزب يؤيد الحكومة التي تعمل على تحقيق برنامج الحزب.

كما أكدت الخزوز على أهمية بناء التحالفات داخل المجلس.

النائب محمد الجراح من حزب العمال قال إن الحزب يسعى لرفع موازنة صندوق الطالب الجامعي ورفع الحد الأدنى للأجور، وتوفير التأمين الصحي.

وشدّد الجراح على أن الشباب يريد اقتصادا قويا وفرص عمل، ولذلك توجه الحزب لتشجيع الاستثمار الذي يسهم بحل مشاكل البطالة.

وبشأن قرار الضريبة الذي فرضته الحكومة قال إن حزب العمال يؤكد وجوب تغيير رؤية الاعتماد على الضرائب كإيراد، بل يجب خفضها.

كما أكد الجراح أن الحزب يؤيد الحكومة التي تعمل على تحقيق برنامج الحزب وأفكاره.

وبخصوص التحالفات قال الجراح إن الحزب ليس للمعارضة فقط، بل يتحالف مع من يشبهه بالعمل البرامجي، لأجل تحقيق برنامجه.

المملكة


مقالات مشابهة

  • طارق صالح يعود بقوة إلى عدن بعد تحييد أبرز خصومه داخل الانتقالي
  • منذ نحو عشر سنوات لإغلاقه.. الذكرى ال ( 60 ) لتأسيس تلفزيون عدن تحمل آمالا معلقة
  • تصريح لمصدر مسؤول بمكتب نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام أحمد علي عبدالله صالح (النص)
  • نواب جدد يؤكدون أهمية دور الشباب داخل مجلس النواب
  • فعالية خطابية للدائرة المالية بوزارة الدفاع إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف
  • أمسيات في مديرية شعوب بالأمانة إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف
  • فعاليات خطابية وأمسيات الثقافية بصنعاء إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف
  • بنسعيد: تجميد عضوية أبوالغالي تجنبنا تكرار قضية “إسكوبار الصحراء”
  • منصة المناظرة.. ما المسافة التي تفصل بين ترامب وهاريس؟
  • ستختفي قوات الجيش والانتقالي وطارق صالح.. محلل سياسي: قوة واحدة ستتقاسم النفوذ في اليمن إلى جانب مليشيا الحوثي