العلامة فضل الله: قوة لبنان في هذه المرحلة من قوة المقاومة
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
دعا العلامة السيد علي فضل الله اللبنانيين جميعا لـ"الوحدة والتماسك والوقوف مع المقاومة ورفدها بالموقف والتأييد لتعزيز موقعها في المواجهة الحالية مع العدوان الصهيوني والهادفة لحماية لبنان، ولاسيما العاصمة من الاستباحة الصهيونية".
ونبه القوى السياسية الى "الوقوع في الاوهام التي ترى في اي اضعاف للمقاومة تعزيزا لموقع هذه القوة المحلية أو تلك، لأن هذا الكيان في طبيعته وفي أهدافه هو عدو للبنان بكل مكوناته، وهذا ما أكدته أكثر من محطة ومنعطف مر به هذا الوطن".
وشدد على أن "قوة لبنان في هذه المرحلة من قوة المقاومة وهي التي تخوض معركة الدفاع عن الوطن في سياق معركتها لوقف حرب الابادة على غزة، في وقت لا يوفر العدو فرصة إلا ويؤكد نيته في ضرب المقاومة اللبنانية التي لا تزال وحدها تملك قدرة الردع على اي عدوان يقوم به وتمنعه من تحقيق حلمه بإعادة سيطرته على لبنان، وهو الذي يراهن على تصفية الحساب مع هذه المقاومة التي حطمت أسطورة جيشه في حرب تحرير لبنان عام 2000".
وختم بدعوة اللبنانيين إلى أن "يكونوا على ثقة كبيرة بالمقاومة، وهي التي تخوض معركة المواجهة بكل حكمة، والتي أثبتت ولا تزال انها حريصة كل الحرص على مصلحة هذا الوطن وعلى أهله وناسه جميعا".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سيذكر التاريخ.. شرفاء وخونة
بقلم ـ شاهر أحمد عمير
سيذكر التاريخ، بأحرف من نور وفخر، أُولئك الشرفاء الذين حوّلوا لبنان إلى حصن منيع أمام الاحتلال الإسرائيلي وأطماعه التوسعية، هؤلاء الأبطال، وفي مقدمتهم المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، وقفوا بشجاعة وعزيمة في وجه أقوى الجيوش، مسجلين أعظم البطولات التي أظهرت للعالم أجمع أن الإرادَة الصادقة والثبات على الحق يمكن أن تهزم الغطرسة والقوة العسكرية مهما بلغت.
فَــإنَّ المقاومة اللبنانية، منذ تأسيسها، رفضت الخضوع والاستسلام، وواجهت كُـلّ التحديات السياسية والعسكرية، مقدمة أعظم التضحيات في سبيل كرامة لبنان وسيادته، أبطالها لم يقتصر دورهم على حماية حدود وطنهم، بل كانوا رمزًا للأُمَّـة كلها، يرفعون راية العزة والكرامة نيابةً عن كُـلّ الشعوب العربية والإسلامية التي أنهكتها خيانات بعض حكامها.
لكن التاريخ لن يكون رحيمًا مع أُولئك الذين اختاروا طريق الخيانة، أُولئك الذين باعوا سوريا بأبخس الأثمان لصالح نفس العدوّ، لقد انحدروا إلى مستوى من الانحطاط السياسي والأخلاقي، ففتحوا أبواب وطنهم أمام القوى المتآمرة، سواءٌ أكانت “إسرائيل” أَو أدواتها من القوى الغربية والإقليمية، خيانتهم لم تتوقف عند بيع الأرض، بل ساهموا بوعي أَو بغير وعي في تدمير الشعب السوري وزعزعة أمنه، ضاربين عرض الحائط بكل قيم الدين والعروبة والإنسانية.
الفرق بين الفريقين واضح كالشمس: فريق اختار طريق الكرامة والتضحية، وآخر انحدر في وحل العمالة والخيانة، الفريق الأول، أبطال المقاومة، رسموا للعالم صورة مشرقة عن الإرادَة الصلبة التي لا تنكسر، مؤكّـدين أن الكرامة الوطنية لا تُشترى بالمال ولا تُباع بأي ثمن، أما الفريق الآخر، فقد خسر شرفه وترك وراءه إرثًا من العار سيلاحقهم وأجيالهم لعقود طويلة.
لقد أثبت أبطال المقاومة الإسلامية في لبنان، بمواقفهم الصلبة، أن الأرض التي تُروى بدماء الشهداء لا يمكن أن تُسلب، وأن الكرامة الوطنية لا تخضع لقوانين السوق ولا لتوازنات القوى، كُـلّ قطرة دم سالت على أرض الجنوب اللبناني كانت رسالة واضحة بأن العدوّ مهما بلغ جبروته سيظل عاجزًا أمام الشعوب الحرة التي تؤمن بحقها في السيادة والعيش بكرامة.
أما من باعوا سوريا، فقد أضافوا صفحات سوداء إلى تاريخ الخيانة في أمتنا، لقد خانوا الدين والوطن، وسقطوا في مستنقع التبعية، ظنًا منهم أن العمالة للعدو الإسرائيلي قد توفر لهم الحماية أَو تحقّق لهم مكاسب شخصية، لكن ما حدث هو العكس تمامًا؛ خيانتهم جلبت الاحتلال وَالخراب والدمار لشعبهم، وتركتهم في عزلة أخلاقية وسياسية، ملاحقين بلعنات أمتهم التي لن تغفر لهم تفريطهم.
سيبقى التاريخ شاهدًا حيًّا على مواقف العز والشرف التي صنعها أبطال لبنان، كما سيظل يلعن خيانة من فرّطوا في سوريا، هؤلاء الخونة كانوا أدوات للعدو، ساهموا في تحقيق أجنداته، ودفعوا بلادهم إلى الهاوية، لكن الشعوب الحية لا تنسى، وستظل تذكر الأبطال بكل فخر، والخونة بكل ازدراء.
إن هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها أمتنا تتطلب منا جميعًا أن نتعلم من دروس الماضي، وأن ندرك أن المقاومة وحدها هي الطريق لاستعادة الحقوق وحفظ الكرامة.
من وقفوا ضد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وسوريا وفلسطين كانوا يمثلون ضمير الأُمَّــة الحي، بينما من باعوا أوطانهم كانوا يمثلون أسوأ ما يمكن أن تصل إليه النفوس البشرية من ضعف وانحطاط.
لذلك، علينا أن نستلهم من بطولات المقاومة دروسًا للصمود والتمسك بالحق، وأن نرفض كُـلّ أشكال التبعية والذل التي يحاول أعداء الأُمَّــة فرضها علينا، فقط بالوعي والإيمان بوحدة أمتنا يمكننا ضمان مستقبل مشرق تُخلّد فيه بطولات الشرفاء، وتُنبذ فيه خيانة الخائنين.
سيظل التاريخ يكتب ويخلّد قصص الشجاعة والعزة في لبنان، كما سيكتب بإدانة صارخة خيانة من باعوا سوريا، أن بالمقاومة ننتصر لكرامة أمتنا وقضاياها العادلة، فالتاريخ لا يرحم، والأجيال القادمة لن تنسى الخيانة.