الخليج الجديد:
2025-05-02@09:39:14 GMT

جريمة حرق المصحف: أحدث تجليات الإسلاموفوبيا

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

جريمة حرق المصحف: أحدث تجليات الإسلاموفوبيا

جريمة حرق المصحف: أحدث تجليات الإسلاموفوبيا لا جذرها

وصفت الشرطة الدنماركية مظاهرة ركل المصحف الشريف بالأقدام بأنها «كانت سلمية.. من وجهة نظر البوليس»!

«الإسلام» هنا يتم تحويله لـ«تهديد خارجى» الذى يوحد الأمة ويؤدى لتماسكها الوطنى. وهى فكرة يعاد إنتاجها لتتناسب مع كل عصر.

كغيرها من أنماط كراهية الآخر، الإسلاموفوبيا ليست ثابتة بل تأخذ أشكالًا كثيرة تختلف من مكان لآخر ومن زمن لآخر، وتعيد إنتاج نفسها بنفسها.

«الإسلاموفوبيا» تقوم على فرضية اخترعتها تيارات بالثقافة الغربية وصدقتها وهي أن «الإسلام» دين عدوانى بطبعه ويستحيل انصهاره فى بوتقة المجتمعات الغربية.

رئيس وزراء السويد، رغم إدانة حكومته حرق المصحف، فقد قال إن الفعل «رغم قانونيته، غير مناسب». ولم يعتبره مثلًا «جريمة كراهية»، بل فقط «غير مناسب».

* * *

كنت فى المقال السابق عرضت باختصار لأحداث حرق المصحف الشريف وتدنيسه بالسويد والدنمارك. وقلت فى نهاية المقال إننى أتفق مع الرؤى التى ربطت الأحداث بالـ«إسلاموفوبيا»، وإن ارتأيت ألا نختزل الظاهرة فيها وحدها. فالإسلاموفوبيا هى أحدث تجليات المشكلة، لا جذورها ولا حتى جوهرها.

لكن قبل تناول الإسلاموفوبيا أجد من المهم الإشارة لما يقوله المسؤولون بالبلدين، لأنه يمثل نموذجًا ممتازًا للطبيعة الهيكلية لما نحن بصدده وجذوره، كما سيتضح فى هذه السلسلة.

فالشرطة الدنماركية وصفت مظاهرة ركل المصحف الشريف بالأقدام بأنها «كانت سلمية.. من وجهة نظر البوليس»!، أما رئيس وزراء السويد، فرغم أن حكومته أدانت حرق المصحف يوم عيد الأضحى، فقد قال الرجل إن الفعل «رغم قانونيته، إلا أنه غير مناسب». وتعبير «غير مناسب» هو ما يستحق التأمل. فهو لم يعتبره مثلًا «جريمة كراهية»، وإنما اعتبره ببساطة «غير مناسب».

أكثر من ذلك، فرغم أنه وصف اقتحام سفارات بلاده فى العالم الإسلامى، احتجاجًا على حرق المصحف بأنه «ليس مقبولًا على الإطلاق»، فإنه لم يستخدم حتى تلك العبارة نفسها أى «ليس مقبولًا على الإطلاق» لوصف الجريمة الأصلية التى نتج عنها الاقتحام، وإنما دعا «للهدوء» داخل السويد لأن «الوضع الأمنى خطير، ولا داعى لإهانة الآخرين».

وكلمة «الآخرين» لافتة هى الأخرى، إذ إن المسلمين الحاملين للجنسية السويدية صاروا يندرجون تحت اسم «الآخرين»، الأمر الذى يغذى بالضرورة فكرة اختلافهم عن باقى السويديين!

فالمفردات التى يستخدمها السياسيون عادة ما يتم انتقاؤها بعناية خصوصًا فى ظروف قال عنها الرجل بنفسه إنها تمثل «وضعًا أمنيًا خطيرًا»، الأمر الذى يلزم معه أن نولى اهتمامًا معتبرًا لعملية إنتاج المعنى فى الغرب لأنها تقع فى القلب من الظاهرة برمتها.

أما «الإسلاموفوبيا» فتقوم، باختصار، على فرضية اخترعتها تيارات بالثقافة الغربية وصدقتها، ومؤداها أن «الإسلام» دين عدوانى بطبعه ويستحيل انصهاره فى بوتقة المجتمعات الغربية.

لاحظ هنا أن ما يزعمون استحالة انصهاره ليس المسلمين وإنما الإسلام نفسه. والفرضية تضيف، دون دليل، أن «المسلمين» فى الغرب مرتبطون بشبكات عالمية للإرهاب، كالقاعدة.

وكغيرها من أنماط كراهية الآخر، فـ«الإسلاموفوبيا» ليست ثابتة وإنما تأخذ أشكالًا كثيرة تختلف من مكان لآخر ومن زمن لآخر، وتعيد إنتاج نفسها بنفسها.

فـ«الإسلاموفوبيا» فى الكثير من المجتمعات الغربية ليست مجرد أحداث فردية، إذ تم مأسستها، بمعنى أنها صارت إطارًا من الأعراف والتقاليد والسلوك، وتنبنى عليها أيضًا القوانين. ومن هنا لا يجوز الاعتداد بأن من حرق المصحف الشريف من أصل عراقى.

فهو انسحق فى ذلك الإطار الهيكلى نفسه. ولغة خطاب السياسيين ذات طابع هيكلى هى الأخرى. فخطابها موجه للجماهير ويمثل استراتيجية للوصول للحكم تلعب على مشاعر الناس وتستغل مظالمهم. وتلك استراتيجية اتخذت مؤخرًا طابعًا شعبويًا فاشيًا بأمريكا وأوروبا.

معنى ذلك أن «الإسلاموفوبيا» ليست مجرد ظاهرة تستهدف المسلمين وإنما لها وظيفة فى المجتمعات الغربية. إذ إن آسيا والشرق الأوسط، حيث يعيش المسلمون، يُستخدمان كمحدد للهوية الغربية.

فـ«الإسلام» هنا يتم تحويله لـ«تهديد خارجى» الذى يوحد الأمة ويؤدى لتماسكها الوطنى. وهى فكرة يعاد إنتاجها لتتناسب مع كل عصر.

فهى بالأمس كانت بزعم «مواجهة الإرهاب»، واليوم بطابعها اليمينى الفاشى تزعم «حماية القيم» من المهاجرين الجدد، بل وضد من صاروا مواطنين منهم ولكن جاؤوا من العالم العربى الإسلامى، بمن فيه المسيحيون الشرقيون بالمناسبة. فالقضية تتعلق بالثقافة والحضارة التى أتوا منها، بل وبلون البشرة بالمناسبة، أكثر منها متعلقة بالدين!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي.

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السويد الدنمارك الغرب الإسلام المسلمون آسيا الشرق الأوسط مواجهة الإرهاب حرق المصحف المصحف الشریف حرق المصحف غیر مناسب

إقرأ أيضاً:

وظائف بيت الزكاة والصدقات المصري 2025 «الشروط وطريقة التقديم»

كشف بيت الزكاة والصدقات، التابع للأزهر الشريف، عن حاجته لعدد من الموظفين للعمل في عدد من الوظائف الشاغرة، بشرط التفرغ، مشيرًا إلى أن الوظائف بنظام عقد عمل محدد المدة وقابل للتجديد سنويًا.

وأوضح بيت الزكاة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تفاصيل الوظائف المتاحة ويمكن الإشارة لها في الآتي:

- مراجع حسابات، بكالوريوس تجارة- خبرة خمس سنوات فأكثر.

- محاسب عام، بكالوريوس تجارة- خبرة خمس سنوات فأكثر.

- محاسب مراقبة مخزون، بكالوريوس تجارة- خبرة خمس سنوات فأكثر.

- محام، ليسانس حقوق- خبرة خمس سنوات فأكثر.

- أمين مخزن، مؤهل عالٍ مناسب، خبرة خمسة سنوات فأكثر

- مُدخل بيانات، مؤهل عالٍ مناسب «حديث التخرج إلى 3 سنوات خبرة».

- باحث اجتماعي، مؤهل عال مناسب- خبرة خمس سنوات فأكثر.

- موظف خدمات إدارية، مؤهل عال مناسب- خبرة خمس سنوات فأكثر.

- مسؤول موقع تسويقي، بمؤهل عال مناسب «حديث التخرج إلى 3 سنوات خبرة».

طريقة التقديم

وأشار بيت الزكاة، إلى أن المواطنين الراغبين في الالتحاق بالوظائف يمكنهم إرسال السيرة الذاتية الخاصة بهم على الموقع الرسمي لبيت الزكاة والصدقات من خلال الرابط التالي: «اضغط هنــــــــــــا»، مشددًا على الالتزام بإدراج الوظيفة المعلن عنها، ولن يُلتفت إلى أي طلبات ترد بالبريد أو تُسلم باليد.

وأوضح أن التقديم يبدأ اعتبارًا من يوم 24 أبريل 2025، وحتى يوم 5 مايو المقبل، منوهًا على المتقدمين بسرعان التقديم بسبب عدم استقبال أي سيرة ذاتية بعد هذا التاريخ.

شروط التقديم على الوظائف

- أدَّى الخدمة العسكرية أو مُعْفًى من التجنيد

- مصري الجنسية

- من قاطني إحدى محافظات القاهرة الكبرى، طبقًا لبطاقة الرقم القومي السارية في تاريخ الإعلان

- ألا يزيد سن المتقدم على 40 عامًا وقت تاريخ الإعلان

- يقبل العمل والسفر لجميع محافظات الجمهورية وفقًا لحاجة العمل

- إجادة استخدام الكمبيوتر

- اجتياز الاختبارات التي ستُعقد حسب الوظيفة المطلوبة

اقرأ أيضاًوظائف أعضاء هيئة تدريس بالجامعات السعودية 2025.. سجل بياناتك عبر الرابط الرسمي

مسابقة وظائف معلم مساعد بالأزهر.. فتح باب التقديم رسميا في هذا الموعد

موعد الإعلان عن مسابقة وظائف معلم مساعد للعاملين بالحصة

مقالات مشابهة

  • وظائف خالية في بيت الزكاة والصدقات.. قدم الآن
  • وظائف بيت الزكاة والصدقات المصري 2025 «الشروط وطريقة التقديم»
  • أبو بكر سيسي... جريمة هزت عرش ديموقراطية فرنسا الهشة| تقرير
  • إمام مسجد باريس يدعو لاتخاذ إجراءات قوية ضد الإسلاموفوبيا
  • “الشؤون الإسلامية” تهدي أكثر من 6 آلاف نسخة من المصحف الشريف لزوار معرض تونس الدولي للكتاب
  • ماذا تكشف جريمة مقتل الشاب أبو بكر في فرنسا؟
  • "رد مناسب وفي وقته".. ماذا تخطط صنعاء لبريطانيا؟
  • أحدثُه اعتقال السمودي .. الاحتلال يوسّع استهدافه للصحفيين في الضفة الغربية
  • البرهان: (المجد ليس لحرق اللساتك وإنما للبندقة فقط).. ويوضح دور (كيزان) بورتسودان في الحرب
  • ما حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف؟.. الإفتاء تجيب