لمن تُبنى مئات المجمعات السكنية واغلب المواطنين لا يمتلكون اثمان وحداتها السكنية؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أوضح الخبير الاقتصادي والأكاديمي في جامعة جيهان نوار السعدي، اليوم الاحد (25 آب 2024)، أسباب أزمة السكن في الإقليم والعراق، رغم وجود مئات المجمعات السكنية التي تبنى سنويا، وعدم تحقق الفائدة منها.
وقال السعدي لـ "بغداد اليوم" إن "عدم ملاءمة أسعار المجمعات السكنية لشرائح كبيرة من المواطنين، هي أحد الأسباب الرئيسية لأزمة السكن في العراق، وكذلك الفجوة الكبيرة بين تكاليف العقارات السكنية ومتوسط دخل المواطنين".
وأضاف إن "الكثير من المجمعات السكنية التي تم بناؤها هي مشاريع تجارية تهدف إلى تحقيق أرباح عالية، وبالتالي تكون أسعارها مرتفعة مقارنة بالقدرة الشرائية للمواطنين، وهذا يؤدي إلى أن معظم هذه المجمعات تكون غير ميسورة التكلفة للشريحة الكبرى من السكان، مما يحد من قدرتهم على الاستفادة منها، حتى وإن كانت هناك وفرة في العرض".
وأشار إلى أن "التمويل العقاري الميسر هو أحد الأدوات المهمة لتمكين المواطنين من شراء المنازل في العديد من الدول، توفر البنوك والمؤسسات المالية قروضاً عقارية طويلة الأجل بفوائد منخفضة، مما يتيح للأفراد شراء المنازل وسداد قيمة القرض على مدى سنوات طويلة، لكن في العراق، هناك نقص في هذه الأدوات المالية، وإن وجدت، فإن الشروط تكون في كثير من الأحيان قاسية أو الفوائد مرتفعة، مما يجعل الوصول إلى التمويل العقاري صعبًا على الكثير من الناس".
وبين أن "المجمعات الرخيصة نسبيا تعاني من سوء التوزيع الجغرافي وعدم مراعاة الحاجة الفعلية، والكثير من المجمعات السكنية الجديدة تم بناؤها في مناطق قد تكون بعيدة عن مراكز المدن أو بعيدة عن الخدمات الأساسية مثل المدارس، المستشفيات، ووسائل النقل العام، وهذا يجعلها أقل جاذبية للسكان، خاصة لأولئك الذين يحتاجون إلى القرب من أماكن عملهم أو يرغبون في الوصول بسهولة إلى الخدمات الأساسية، كما أن بعض هذه المجمعات قد تكون موجهة لفئات معينة من السكان، مثل الطبقات الأكثر ثراءً، مما يزيد من عدم استفادة شرائح واسعة من المواطنين منها".
وتابع أنه "رغم أن الحكومة العراقية أطلقت العديد من المبادرات والمشاريع السكنية، إلا أن التنفيذ الفعلي لهذه المشاريع غالبًا ما يكون بطيئًا، مما يؤدي إلى تأخير طويل في تلبية الطلب على السكن، كما أن عدم اكتمال أو نقص المرافق العامة الأساسية في بعض المجمعات السكنية يعيق قدرة المواطنين على الانتقال والعيش فيها".
وأردف أنه "لا يمكن إغفال تأثير الأوضاع الاقتصادية والسياسية العامة في العراق على أزمة السكن. التقلبات الاقتصادية، مثل التضخم وانخفاض الدخل القومي، تؤثر سلبا على قدرة المواطنين على شراء العقارات، بالإضافة إلى ذلك، عدم الاستقرار السياسي والأمني يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ أو توقف في تنفيذ المشاريع السكنية أو هجرة المواطنين من بعض المناطق، مما يزيد من تعقيد الأزمة".
وأوضح أنه "من وجهة نظري، فإن أزمة السكن في العراق هي نتيجة لمجموعة معقدة من العوامل الاقتصادية، الاجتماعية، والإدارية. رغم وجود مجمعات سكنية كثيرة، إلا أن التحديات التي تواجه المواطنين في الاستفادة منها ترتبط بشكل أساسي بارتفاع التكاليف، غياب التمويل الميسر، وضعف التخطيط الحضري، وتأخر تنفيذ المشاريع الحكومية. لتحسين الوضع، يتطلب الأمر إجراءات شاملة تتضمن سياسات إسكانية ميسرة، تحسين الوصول إلى التمويل، وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة في المناطق السكنية الجديدة".
يذكر أن المختص في الشأن الاقتصادي مصطفى اكرم حنتوش، كشف يوم الاحد (11 آب 2024)، عن مشاكل استثمارات المدن السكنية في العراق.
وقال حنتوش، لـ"بغداد اليوم"، ان "هناك عدة اشكال للاستثمار السكني، الشكل الأول هو المدن الكبيرة كمدينة بسماية وهو نموذج جيد مثل مدينة علي الوردي والجواهري، لكن هذه المدن يجب ان تكون فيها طرق سريعة ويجب أن تكون أسعارها مخفضة".
وبين ان "النوع الثاني هو الاستثمار مرتفع الرفاهية وسط العاصمة بغداد، والتي وصلت أسعار بعض الشقق فيها لأسعار خيالية جداً وهذا الاستثمار سبب مشاكل منها ضرب البنى التحتية والتسبب بالازدحامات وكذلك مشاكل من ناحية الأسعار".
وأضاف حنتوش ان "هيئة الاستثمار خلال الآونة الأخيرة بدأت بالاهتمام بالأسعار ودراسة الجدوى وغيرها من الأمور، وهي افضل من الفترات السابقة، كما ان العمل على تكرار نموذج بسماية مهم، لكن يجب منح تلك المدن السكنية لشركات لها خبرة ورصانة".
وشدد الخبير الاقتصادي على ان "العراق بحاجة الى سياسات إعمارية، ووزارة الاعمار والإسكان مطالبة بوضع سياسة عقارية تبدأ من خلال المدن السكنية المحاذية للعاصمة بغداد والمحافظات، ثم المصالحة العقارية للعقارات الزراعية التي أصبحت سكنية وحسم هذا الملف وايصال خدمات صحيحة لتلك المناطق، وتسهيل منح قروض البناء والشراء لدعم السياسة العقارية حتى تكون سياسة حقيقية في القضاء على أزمة السكن".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: المجمعات السکنیة أزمة السکن فی العراق
إقرأ أيضاً:
وزير السكن يترأس إجتماعا هاما
ترأس وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي، اليوم الأحد، بمقر الوزارة، اجتماعا تقنيا خاص بأشغال إنجاز مستشفى 500 سرير بولاية تيزي وزو.
وحسب بيان للوزارة، ضم الإجتماع، كلا من المدير العام للوكالة الوطنية للإستثمار في مجال التجهيز. والمدير العام للهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء CTC، والمدير العام للمخبر الوطني للسكن والبناء LNHC.
وكذا المدير العام لمؤسسة كوسيدار دراسة وكذا المدير العام لمؤسسة كوسيدار إنجاز. ومدير مكتب الدراسات المكلف بالمتابعة BEREG.
واستهل الاجتماع، بتقديم عرض يخص محورين أساسيين، وهما، محور الدراسات، ومحور بدء الأشغال والإنجاز.
وبالنسبة لمحور الدراسات، أصر الوزير على ضرورة الإنتهاء من جميع الدراسات التي يقوم بها مكتب الدراسات التابع لمؤسسة كوسيدار والخاصة بمختلف أجنحة المستشفى.
سواء الجناح الخاص بالفيلات، والجناح الخاص بقاعة الرياضة، والجناح الخاص بالمسبح، والجناح الخاص بالخزان المائي. والجناح البيداغوجي، والجناح الخاص بالمستشفى.
وسترافق الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء CTC عملية المصادقة على جميع ملفات الدراسة المسلمة من طرف مكتب الدراسات.
كما أكد الوزير على ضرورة المصادقة على جميع مواد البناء التي تستعمل في بناء المستشفى. واقتناءها مسبقاً حتى لا تكون عائقا في مرحلة البناء.
وأمر الوزير جميع المتدخلين في المشروع، بإحصاء جميع الدراسات التي تم الإنتهاء منها وتلك التي لم تنته بعد.
وكذا إحصاء جميع الدراسات المصادق عليها من طرف الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء CTC، والبطاقات الفنية الخاصة بكل مواد البناء.
وأكد البيان، أنه سيتم تحضير جميع هذه المحاضر في ظرف لايتعدى 24 ساعة حتى يمكن تسطير أجندة من شأنها تسريع وتيرة إنجاز مستشفى 500 سرير بولاية تيزي وزو. خاصة وأن الوزير كانت له زيارة ليلية فجائية الأسبوع الفارط للمشروع
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور