بعد التفشي بالسودان.. الصحة تصدر دليلًا إرشادياً للكوليرا (تشخيص ومواجهة)
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
كتب- أحمد جمعة:
حصل "مصراوي" على الدليل الإرشادي الذي أعده قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان لمرض الكوليرا؛ في خضم الاستعدادات التي اتخذتها الوزارة لمواجهة دخوله إلى مصر عقب إعلان تفشي الكوليرا رسمياً في السودان.
وأشار الدليل الإرشادي إلى الموقف الوبائي المحلي، مشددًا على أنه لا توجد حالات مسجلة حالياً في مصر بالمرض.
وسبق أن قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، لمصراوي، إن قطاع الطب الوقائي في حالة تأهب قصوى منذ بداية الأزمة السودانية للتعامل مع الأحداث الصحية الطارئة في السودان، مشيرًا إلى تشديد الإجراءات الوقائية ورفع درجة الاستعداد بمنافذ الدخول البرية مع السودان، وخاصة في مينائي أرقين وقسطل، فضلًا عن تطبيق ذات الإجراءات بالمنافذ الجوية.
وتضمن الدليل الإرشادي كافة التفاصيل الخاصة بالمرض، بداية من التشخيص، والإجراءات المعملية لاكتشافه، والترصد وإجراءات الحجر الصحي، وكيفية التعامل مع الحالات الوافدة المصابة بالمرض، والإجراءات الوقائية بشكل عام.
وأشار الدليل إلى تشخيص المرض إكلينيكياً بالأعراض والعلامات السريرية، ومعملياً من خلال عمل مزرعة بكتيرية لعينة من البراز أو القيء ويتم عزل البكتيريا المسببة، أو الكشف عنها عن طريق فحص PCR.
وحدد الدليل الإرشادي تعريف الحالة الحالة المشتبهة بأي شخص يعاني من إسهال مائي حاد مشابه لماء الأرز (3 مرات أو أكثر خلال ٢٤ ساعة مع جفاف شديد مع أو بدون قيء)، أو حالة وفاة نتيجة إسهال مائي حاد.
أما الحالة المؤكدة فهي حالة مشتبهة تم تأكيدها معملياً من خلال عزل ميكروب الكوليرا بعينات البراز أو القيء، أو الكشف عن وجود الميكروب بالاختبارات السيرولوجية.
اقرأ أيضًا:
بعد تفشي الكوليرا بالسودان.. الصحة تكشف إجراءات مواجهة "الوباء"
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: هيكلة الثانوية العامة سعر الدولار إيران وإسرائيل الطقس أسعار الذهب زيادة البنزين والسولار التصالح في مخالفات البناء معبر رفح تنسيق الثانوية العامة 2024 سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان وزارة الصحة السودان الدلیل الإرشادی
إقرأ أيضاً:
القابلية للارتزاق والابتزاز
القابلية للارتزاق والابتزاز
خالد فضل
يكثر إطلاق صفات التخوين والعمالة والارتزاق وسط السودانيين بصورة مَرَضِيّة، وبصورة كثيفة خلال هذه الحرب اللعينة، بما يجعل من الممكن وصف المجتمع السوداني في غالبيته مجتمع شبهات.
ولما كانت شؤون الحكم والإدارة العامة والسياسة والاقتصاد قد ظلت دولة بين بنادق العسكريين خلال 57 سنة من أصل 69 سنة على الاستقلال، يصبح من الضروري لأي نظر موضوعي لتلك الظاهرة أن يفترض وجود علاقة مباشرة بين المسار العسكري في التسلط والحكم وظاهرة نمو وتطور مجتمع الشبهات، وما إذا كان دوران هذه الصفات بكثافة ناجم عن حالة إسقاط، والإسقاط كما هو معلوم في علم النفس واحد من آليات الدفاع الذاتي التلقائية، ولا تعتبر تلك الآليات ظاهرة خلل نفسي إلا في حالة الإكثار منها واستخدامها المستمر كسمة ملازمة لسلوك الأفراد والمجتمعات.
المتابع في أثناء هذه الحرب المدمرة لكثير من الكتابات والحوارات والتعليقات التي ترد على أي مقال رأي أو خبر منشور على لسان أحد رموز القوى المدنية الديمقراطية تحديداً، عدم ورود أي تعليق أو نقد أو تصويب لمعلومة حول المنشور بل يتجه كثير من المعلقين مباشرة إلى إطلاق العبوات الناسفة المعبأة سلفاً، بصفات التخوين العمالة والارتزاق، حتى لو كان المنشور قصيدة مما تجود به أحياناً قريحة الأستاذ ياسر عرمان..
هل تاريخ حكم العسكرية السودانية تعتوره سلوكيات الخيانة، العمالة والارتزاق، هل هناك شواهد على فرضية كهذه؟ ولذلك تتم حالة الإسقاط كآلية دفاع ذاتي تلقائية وتحولها بالتالي إلى خلل نفسي بكثرة الاستخدام؟.
في الواقع هذا الأمر يحتاج إلى بحث علمي في مجال علم النفس السياسي والعسكري والاجتماعي، فليت بعض الباحثين الشباب من ذوي الدربة والتأهيل يفترعون دراسات موثوقة في هذا الحقل حتى تدخل ضمن خطوات إعادة تأسيس وطن جديد معافى.
في الأمثال الشعبية السائدة- على الأقل في وسط السودان- قول (الفيك بدربو وود الناس احقربو) يمكن ترجمته (بادر بطرح حالتك وإسقاطها على الآخر، ثمّ احتقره بها) ومنها القول (أب سنينة إضحك على أب سنينتين) وقديما قال شاعر عربي: لسانك لا تذكر به عورة امرئ.. فكلك عورات وللناس ألسن..
تطرأ على الخاطر بعض الوقائع التي حدثت في تاريخ الحكم العسكري في السودان، تحمل في تقديري شكوكاً معقولة حول مسألة القابلية للخيانة والعمالة والابتزاز.. منها على سبيل المثال وليس الحصر، إغراق منطقة النوبة التاريخية في وادي حلفا، ترحيل اليهود الإثيوبيين (الفلاشا) إلى إسرائيل، الرضوخ لاقتطاع أجزاء من أرض السودان، الرضوخ لابتزاز وكالة الاستخبارات الأمريكية وطرد وتسليم بعض قادة الحركات الجهادية الإسلامية الذين استجاروا بإخوتهم في التنظيم، العمل على فصل الجنوب، تكوين المليشيات والتخلي عن مسؤولية احتكار السلاح الرسمي، قتل المتظاهرين السلميين وفض اعتصامهم السلمي، إرسال بعض الوحدات العسكرية النظامية للعمل كمرتزقة في حرب خارجية. تجنيد بعض أفراد المليشيات السودانية المسلحة كمرتزقة في حروب إقليمية، تهريب بعض الموارد الثمينة والإتجار بها في أسواق بعض الدول التي يكثر الضجيج حول عمالة بعض السودانيين لها. إشاعة وابل من الإفادات المتناقضة حول طبيعة ومجريات الحرب الراهنة، القيام بالانقلابات العسكرية والإطاحة بالحكومات المدنية المنتخبة أو الانتقالية، إشعال الحرب الراهنة التي تنحصر مسؤوليتها في ثلاث مكونات عسكرية هي القوات المسلحة والدعم السريع وكتائب الحركة الإسلامية، فالمدنيون الديمقراطيون براء من اقتناء سلاح أو تكوين مليشيات مسلحة، اللهم إلا أنْ تكون البراءة من الجرم دليل إتهام كما في حالة الإسقاط، هذه بعض الوقائع تحتاج كما أسلفت إلى بحث وتقصٍّ علمي موثوق ليعلم السودانيون من الأجيال الحاضرة في أي واقع يعيشون وتتعلم الأجيال القادمة أي بلد يرومون.. وأي نمط في الحكم يستحقون والأهم من ذلك أي مجتمع إنساني ينشدون.. مجتمع الشبهات والخيانة والعمالة والارتزاق والدغمسة والغتغيت أم مجتمع الشفافية والمحاسبة والرقابة والتقدم صوب العيش في العصر الحديث.. عندها يصح إطلاق الصفات على الآخرين بسند قوي مشهود..
الوسومالابتزاز الارتزاق الاستقلال الحركة الإسلامية السودان العمالة المليشيات حكم العسكر خالد فضل