انشغلت الصحف الإسرائيلية اليوم بالتحديثات المستمرة لأخبار الهجوم الذي شنه حزب الله فجر اليوم الأحد بالصواريخ والمسيرات الهجومية، مع تركيزها على التأكيد على الهجوم الاستباقي الذي شنه الجيش الإسرائيلي.

كما انشغل عدد من الكتاب برصد تداعيات الهجوم واحتمالات التصعيد المستقبلي بين الطرفين، وتأثيراته المحتملة على مفاوضات صفقة الأسرى التي تنعقد في القاهرة اليوم، واحتمال اندلاع حرب إقليمية تسعى الولايات المتحدة إلى تجنبها.

استهداف مطار بن غوريون

قال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، رون بن يشاي، إنه "لا يوجد حتى الآن تأكيد على أن حزب الله كان ينوي ضرب مدارج مطار بن غوريون، لكن التقارير الأجنبية تشير إلى أنه كان أحد الأهداف، بالإضافة إلى قواعد أخرى للجيش الإسرائيلي في المنطقة الوسطى".

وأشار إلى أن "الضربة الاستباقية التي شنها الجيش الإسرائيلي أحبطت خطط حزب الله لشن هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة في يوم أربعينية الإمام الحسين.

وأضاف بن يشاي "بشكل عام، يبدو أن حزب الله خطط للعمل بشكل رئيسي في الشمال من أجل منع حرب إقليمية كانت ستتطور لو أنه هاجم على نطاق واسع في المنطقة الوسطى. ومع ذلك، حاولت المنظمة الحفاظ على المعادلة التي وضعها حسن نصر الله، التي بموجبها كان الهجوم على بيروت، المكان الذي اغتالت فيه إسرائيل فؤاد شكر، من شأنه أن يثير ردا في تل أبيب. ولكن كما لوحظ، ووفقا للتقارير، كان عدد الأهداف المختارة في المنطقة الوسطى محدودا وكانت جميعها أهدافا عسكرية بنية واضحة من حزب الله، على ما يبدو وفقا لطلب الإيرانيين بمنع حرب شاملة".

أولوية إسرائيل

وحول التعامل الإسرائيلي مع الهجوم، قال بن يشاي إن "المجلس الوزاري السياسي الأمني سيأخذ بعين الاعتبار أن المفاوضات لإطلاق سراح المختطفين هي الآن الأولوية. وهناك اعتبار آخر هو الطلب الأميركي القاطع بأن تمتنع إسرائيل عن أي عمل يشعل حربا إقليمية. لا تريد إدارة بايدن، عشية الانتخابات، أن تتورط في حرب قد يكون من الضروري فيها مهاجمة إيران أيضا والتورط في حرب طويلة".

ولتجنب المخاوف الأميركية، قال المحلل العسكري أن واشنطن تلقت تحذيرا مسبقا، قبل الساعة 5:00 صباحا، بشأن اعتزام إسرائيل توجيه "ضربة وقائية لإحباط هجوم حزب الله وليس أكثر من ذلك. لذلك، فإن الإعلانات التي خرجت من البيت لأبيض كانت أيضا وفقا لذلك، وكان الإعلان الرئيسي هو التعبير عن الدعم لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها".

وأشار الكاتب إلى أن "إسرائيل تستعد لمحاولة حزب الله التكفير عن فشله هذا الصباح في يوم أو يومين آخرين، ومعضلة إسرائيل هي كيفية منع وضع تدخل فيه مرة أخرى فترة انتظار المرحلة الثانية أو الثالثة من ضربة حزب الله الانتقامية".

وقال إن "أحد الاحتمالات هو أن تقوم إسرائيل بإبلاغ لبنان اليوم بأن محاولة أخرى لضربنا بالانتقام سيتم الرد عليها تلقائيا بحرب شاملة من إسرائيل ضد لبنان. بالطبع، يجب تنسيق مثل هذا الإعلان مع الأميركيين، والأهم من ذلك، يجب أن يكون مدعوما بإعلانات سياسية من قبل الحكومة الإسرائيلية".

وحرص في النهاية على القول إنه "يجب ألا يسمح لحزب الله بإبقائنا في حالة تأهب وعدم يقين، كما فعل في الأسابيع الأخيرة، وعلى المدى البعيد قليلا، يجب أن ننهي الوضع الذي يخوض فيه الشمال حرب استنزاف".

حرب تدريجية

أما الباحث موشيه بوزايلوف في معهد مسغاف للأمن القومي، فقد اعتبر في مقاله بصحيفة معاريف أن الوضع الحالي هو "حرب تدريجية، حيث يختبر كل جانب حدود قدرة الطرف الآخر على التحمل، ولكن إذا استمرت إسرائيل في العمل في نموذج من الضربات الوقائية المستهدفة مع الحفاظ على التنسيق السياسي مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فهناك فرصة جيدة ألا يتطور الصراع إلى حرب شاملة".

ومع ذلك، أشار إلى "احتمال أن تختار الإدارة الأميركية، تحت الضغط الإسرائيلي، توجيه ضربة لإيران من أجل إعطائها درسا مهما لعدم استخدام حزب الله وكيلا لها، معتبرا أن هذا التصميم الأميركي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد متعمد من أجل ردع إيران وإرسال رسالة واضحة إلى الشرق الأوسط بأسره: لن تتسامح الولايات المتحدة مع الإضرار بمصالحها ومصالح حلفائها".

ولكنه أكد في المقابل أن الإدارة الأميركية ستفعل في الشهر المقبل كل ما في وسعها لمنع مثل هذا التصعيد، وستعمل على لجم أي محاولة إسرائيلية للتصعيد.

مغادرة الوفد الإسرائيلي المفاوض

ومن جهة أخرى، أكد المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، جوناثان ليس، أنه رغم التصعيد في الشمال، فإن الوفد الإسرائيلي المفاوض سيغادر إلى مصر اليوم كما هو مخطط له.

وقال "يشير قرار إرسال رئيسي الموساد والشاباك إلى أن هناك تقييما متزايدا في إسرائيل بأن الجولة الحالية مع حزب الله قد انتهت".

وأضاف "لكن كبار المسؤولين الإسرائيليين يجدون صعوبة في رؤية انفراجة في الاتصالات مع حماس في هذه المرحلة في ضوء الخلاف حول محور فيلادلفيا"، مشيرا إلى أن "حركة حماس قالت إنها ترفض الموقف الإسرائيلي بعدم الانسحاب الكامل منه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف وصلت المعلومات لنتنياهو قبل هجوم السابع من أكتوبر؟

كشفت هيئة البث الإسرائيلية، النقاب عن معلومات جديدة حول اللحظات الحساسة التي سبقت هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. 

اقرأ ايضاًكيف أثرت الحرب على الطلاب الاسرائيليين؟.. طلب العلاج النفسي وهجر الدراسة

ووفقا للمصادر، جاء أول اتصال أمني لتحديث ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، بشأن الوضع الميداني قبل الهجوم بعشر دقائق فقط، مما أثار ضجة سياسية وإعلامية حول تأخر الإبلاغ وفاعليته في اتخاذ القرارات الحاسمة.

وفي تمام الساعة 6:19 صباحاً، تلقى السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، آلي جيل، مكالمة من مدير ديوان رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك)، استمرت ست دقائق. 

وتم خلال المكالمة إبلاغه بتفعيل شرائح الاتصال الإسرائيلية داخل قطاع غزة، ورصد نزول قادة حماس إلى الأنفاق، وهو مؤشر واضح على تصاعد التهديدات.

ورغم الاتفاق على إعادة الاتصال بحلول الساعة الثامنة لتحديث المعلومات، وقع الهجوم عندما كان جيل يتحدث عبر الهاتف مع رئيس مكتب رئيس الأركان، في اللحظة نفسها التي تحولت فيها المعلومات إلى واقع خطير.

أثار هذا الكشف حالة من الجدل داخل الأوساط السياسية في "إسرائيل"، حيث تساءل البعض عما إذا كانت قيادة البلاد تلقت المعلومات في وقتٍ مناسب لاتخاذ إجراءات وقائية. 

وتضاربت المعلومات حول الموعد الذي علم فيه نتنياهو بتفاصيل التهديدات؛ فقد أشار بعض المسؤولين إلى أن نتنياهو لم يكن على علم بما جرى حتى الساعة 6:29 صباحا، عندما تم إيقاظه من نومه بعد بدء الهجوم فعلياً.

ومنذ الهجوم، تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد أن أعلنت حركة حماس إطلاق عملية "طوفان الأقصى"، التي شملت آلاف الصواريخ وعمليات اقتحام داخل الأراضي الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل حوالي 1200 إسرائيلي وأسر نحو 250 آخرين.


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

وسام نصر الله كاتب وصحفي

كاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.

الأحدثترند تعرف على أسعار الذهب اليوم في العراق الثلاثاء 12 نوفمبر 202 كيف وصلت المعلومات لنتنياهو قبل هجوم السابع من أكتوبر؟ أسعار الذهب اليوم في الأردن الثلاثاء 12 نوفمبر 2024.. بكم عيار 21؟ ما تفسير حلم زهرة الياسمين في المنام؟ مقتل 4 جنود إسرائيليين في بيت لاهيا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • حزب الله يهاجم مستوطنات إسرائيلية بسرب من المسيرات
  • الحرس الثوري الإيراني يتوعد إسرائيل ويجدد دعمه لمحور المقاومة
  • مقتل جندي وإصابة آخر من الانتقالي في هجوم مسلح بحضرموت
  • هجوم صاروخي كبير علىوسط إسرائيل
  • هجوم مسلح يستهدف موقعاً عسكرياً للانتقالي في مودية أبين
  • حزب الله يستهدف للمرة الأولى مقر وزارة الحرب الإسرائيلية
  • قنابل عنقودية.. هجوم جديد من إسرائيل على لبنان
  • خبير عسكري: الهجوم الإسرائيلي على لبنان ضرب ممنهج ومدمر
  • مخاوف إسرائيلية من "عدم تعاون حزب الله" في اتفاق محتمل
  • كيف وصلت المعلومات لنتنياهو قبل هجوم السابع من أكتوبر؟