في إحدى الضواحي الهادئة بجنوب لندن، حيث ألحان المغني الأمريكي إلفيس بريسلي تملأ الأجواء كل مساء، يبرز بول سبيرز عامل النظافة البالغ من العمر 63 عاما، الذي أصبح علامة بارزة في هذا المكان، إذاعتاد رواد شارع بيكينهام هاي ستريت على رؤيته يوميا موزعا عليهم ابتسامته الصافية، ورغم معرفة الناس به إلا أنه لم يكن يتوقع أن يتحول حلمه بالسفر إلى البرتغال إلى قضية تهم كل سكان بيكينهام، فـ«بول» الذي طالما حلم بزيارة هذا البلد الجميل، وجد نفسه يواجه صعوبة في الادخار لتحقيق هذا الحلم.

لم يتردد أهل بيكينهام عندما عرفوا بمشكلته، وجمعوا ما يقارب 4000 دولار لمساعدته على السفر إلى البرتغال، ورغم أن سكان بيكينهام كانوا حريصين على جمع تبرعات لتمويل رحلته، إلا أن العقد المبرم بين شركته، والمجلس المحلي كان يمنع قبول أي تبرعات خارج إطار الراتب الرسمي، وهذا الإجراء حول النية الطيبة إلى ما يشبه الكوميديا، بحسب موقع «واشنطن بوست».

خطة بديلة لصالح العامل

عندما وصلت القصة إلى وكالة السفر «أون ذا بيتش»، قرر الموظفون أن يحولوا القصة إلى فرصة جديدة، فأطلقت وكالة السفر مسابقة مصممة خصيصًا لفائز واحد بول سبيرز، وكانت شروط المسابقة تبدو كوميدية تمثلت في؛ حب إلفيس بريسلي، عمر يتراوح بين 62 و64 عامًا، وأن يكون عامًلا للنظافة في بيكينهام يُدعى «سبيرز»، والهدف من هذه المسابقة هو تجاوز القيود التي فرضتها الشركة، وتقديم هدية تتناسب مع تقدير المجتمع لجهود سبيرز.

تقول ليزا نايت، وكيلة العقارات التي نظمت حملة جمع التبرعات، إن سبيرز كان معروفًا في شارع بيكينهام هاي ستريت بموسيقاه المفضلة لإلفيس بريسلي، والتي كان يعزفها أثناء عمله، هذا الحب لمجتمعه واهتمامه برفاهية الآخرين جعلت قصة سبيرز تتجاوز حدود لندن وتصل إلى قلوب الكثيرين، وفازت فكرة المسابقة بقلوب الجميع، ومنحت سبيرز قسيمة لقضاء إجازته في البرتغال، وكانت المفاجأة الأكبر هي الدعم الذي تلقاه من شركته، التي أعلنت تبرعها بمبلغ يعادل التبرعات التي جُمعت من قبل لصالح مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إضافة إلى منح سبيرز أسبوعًا من الإجازة أثناء رحلته.

«أود أن أذهب في رحلة بالقارب حول الجزيرة، وهو ما لم أتمكن من تحمله في المرة السابقة، أود أن أرى الدلافين، لكنني لن أتمكن من ذلك لأنني لا أجيد السباحة»، هكذا أوضح « سبيرز» بشأن تطلعاته في رحلته.

حملة جمع التبرعات لم تذهب سدى، إذ تعمل «نايت» التي نظمت الحملة، على استخدام الأموال المتبقية في مشروع مجتمعي يكرّم روح التضامن التي أظهرتها المدينة، وفي النهاية، عاد سبيرز ليحلم بزيارة البرتغال مرة أخرى، ولكن هذه المرة وهو يعلم جيدًا أن وراءه مجتمعًا يدعمه بكل حب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عامل نظافة لندن مسابقة تبرعات البرتغال

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: السودان من الدول الأولى على مستوى العالم التي تعاني أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد والملايين يواجهون الجوع

دبي- الشرق/ قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كلمنتاين سلامي، الأحد، إن السودان من بين البلدان الأربعة الأولى على مستوى العالم التي تعاني أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى أن ملايين الأشخاص يواجهون الجوع، وشددت سلامي في منشور عبر حسابها في منصة "إكس" على الحاجة الماسة لتمويل عاجل لدعم السودان، وقالت إن "المجتمع الإنساني يقدم المساعدات الغذائية والتغذوية، لكن الموارد آخذة في النفاد".

وتدور معارك شرسة في الخرطوم بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خاصة في مناطق وسط العاصمة التي تضم منشآت حكومية ومقار تتبع لشركات خاصة وعامة، والتي يستهدف الجيش استعادة سيطرته عليها.

وتشير تقديرات إلى أن الجيش السوداني بات يقترب من السيطرة على حوالي 70% من الخرطوم، والتي تشكل إلى جانب مدينتي أم درمان وبحري العاصمة المثلثة، حيث يسيطر الجيش السوداني على كامل محليات بحري وشرق النيل، إلى جانب أكثر من 65% من محلية أم درمان الكبرى ومثلها من محلية الخرطوم، بينما تبقى محلية جبل أولياء في أقصى جنوب الخرطوم خارج نطاق سيطرته.

6 مليارت دولار
والشهر الماضي، قالت الأمم المتحدة، إنها تسعى لجمع 6 مليارات دولار للسودان هذا العام من المانحين الدوليين، للمساعدة في تخفيف معاناة المدنيين في هذه الأزمة الإنسانية، التي تشهد نزوحاً جماعياً واسعاً، وتفاقماً للجوع.

ويزيد المبلغ الذي أعلنت الأمم المتحدة السعي إلى جمعه 40% مقارنة مع نداء أطلقته العام الماضي من أجل السودان، في وقت تتعرض فيه ميزانيات المساعدات في أنحاء العالم لضغوط متزايدة، ترجع لأسباب منها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف التمويل للمساعدات الخارجية، مما يؤثر على برامج منقذة للأرواح في أنحاء العالم، وفق "رويترز".

الأمم المتحدة تستهدف جمع 6 مليارات دولار لدعم السودان
قالت الأمم المتحدة إنها تسعى لجمع 6 مليارات دولار للسودان هذا العام من المانحين الدوليين؛ للمساعدة في تخفيف معاناة المدنيين.

وتقول الأمم المتحدة إن الأموال "ضرورية"، لأن الحرب المستمرة منذ 22 شهراً أدت بالفعل إلى نزوح خُمس سكان السودان، وفاقمت الجوع الشديد بين نحو نصف السكان، يبدو أنه سيزداد سوءاً.

وتستهدف الأمم المتحدة الوصول إلى ما يقرب من 21 مليوناً في السودان، مما يجعله برنامج المساعدات الإنسانية الأكثر طموحاً حتى الآن لعام 2025، ويتطلب ذلك 4.2 مليار دولار، والباقي للنازحين بسبب الصراع.  

مقالات مشابهة

  • 4 مليون دولار شهريا تكلفة فاتورة كهرباء المسجد الحرام
  • صندوق الاستثمار الخيري يطلق حملة جمع تبرعات لذوي الاعاقة
  • مؤسسة البيئة النظيفة تنفذ حملة نظافة في بانياس
  • صُنع في أرض محتلة: نشطاء يداهمون متجرا بريطانيا ويزيلون المنتجات الإسرائيلية
  • الفرحان: دخلنا إلى كل المناطق التي شهدت أحداثاً ونريد أن نمضي في عملنا بالاستماع للشهود ومعاينة أرض الواقع
  • حكيم باشا الحلقة 24.. مصطفى شعبان يسافر وسهر الصايغ تخطط للاستيلاء على الأموال
  • قبيل العيد.. حملة لـحلاقة آلاف الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة بالسليمانية (صور)
  • حملة نظافة تطوعية في حي جورة الشياح بحمص
  • ضمن حملة “رمضان الخير والنصر”… 10 آلاف سلة غذائية للسويداء
  • مسؤولة أممية: السودان من الدول الأولى على مستوى العالم التي تعاني أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد والملايين يواجهون الجوع