قالت نيويورك تايمز إن معدلات التجنيد لصالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ارتفعت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بلبنان، الذي ظل غارقا منذ فترة طويلة في الفقر واليأس، وتحول فيه الجو الكئيب إلى التحدي والاحتفال.

وأوضحت الصحيفة الأميركية -في تقرير لماريا أبي حبيب وهويدا سعد من عين الحلوة- أن أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين وأحفادهم في لبنان ظل ممزقا بالعنف الفصائلي، ومرتعا للفقر والكآبة، وتسود سكانه نظرة قاتمة للمستقبل، لكن المزاج الآن فيه أصبح للنشوة والاحتفال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ذا نيشن: اعتقال 76 متظاهرا داعما لغزة أثناء مؤتمر الحزب الديمقراطيlist 2 of 2صنداي تايمز: هناك حرب باردة جديدة وجواسيس الصين يمكنهم تعقبك بأي مكانend of list

وحسب حماس والمسؤولين اللبنانيين، فإن التجنيد لصالح حماس وجناحها المسلح كتائب القسام مرتفع للغاية في جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الـ12 في لبنان، حيث انضم مئات المجندين الجدد لصفوف المسلحين الأشهر الأخيرة، مبتهجين بحرب حماس المستمرة مع إسرائيل.

صامد ويدعم المقاومة

وفي زيارة نادرة لعين الحلوة، رأى مراسلو نيويورك تايمز ملصقات تحمل صورة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في كل مكان، وهو يناشد السكان "القتال في سبيل الله" وبالفعل اكتسبت رغبة حماس في محاربة إسرائيل أتباعا جددا في أماكن عديدة.

وقال أيمن شناعة، رئيس حماس في هذه المنطقة من لبنان "صحيح أن أسلحتنا لا تضاهي أسلحة عدونا، لكن شعبنا صامد ويدعم المقاومة، وينضم إلينا" كما قال شباب يتجمعون في أحد شوارع عين الحلوة إن هذه هي المرة الأولى التي يشعرون فيها بالأمل.

ونبهت نيويورك تايمز إلى أن مثل هذا التجنيد لا يؤثر على القتال في غزة لأن الدخول إلى المنطقة صعب للغاية، ولكنه يعزز حماس في لبنان، حيث يساعد المجندون بإدارة الشؤون المحلية، وأحيانا يقتربون من الحدود الجنوبية لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

العودة للوطن عقيدة اللاجئين

ويتفاءل الشباب هنا -حسب الصحيفة- بأن حماس قد تفوز بما يسمح للفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم الذي أصبح الآن إسرائيل، رغم أن حدوث مثل هذه العودة يبدو غير محتمل، ولكنه ظل لفترة طويلة جزءا من عقيدة اللاجئين الفلسطينيين.

وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين استقروا، بعد طرد الإسرائيليين لهم في أربعينيات القرن الماضي، في مخيمات بالضفة الغربية وغزة ولبنان والأردن وسوريا، لتصبح هذه المخيمات مدنا مبنية وموطنا لملايين الفلسطينيين.

وفي لبنان، حيث مُنع الفلسطينيون من الحصول على الجنسية أو شغل مجموعة واسعة من الوظائف، يقع مخيم عين الحلوة حيث يعيش 80 ألف شخص في مساحة لا تزيد على نصف ميل مربع، معظمها داخل مدينة صيدا الساحلية الجنوبية.

لدينا رجال مستعدون للتضحية

وقال شناعة إن الرجال هنا على استعداد للتضحية بحياتهم لمحاربة إسرائيل، ولكنه رفض أن يذكر عدد الذين تم تجنيدهم من منطقة صيدا، وقد تحدث في مركز تديره حماس حيث جلس الرجال يشربون القهوة ويأكلون التمر ويشاهدون لقطات مروعة من حرب غزة.

وكانت صور زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية الذي اغتيل مؤخرا تزين الجدران، وفي الشوارع ملصق تجنيد جديد لكتائب القسام يظهر عشرات من الشباب والأولاد المبتسمين الذين أنهوا للتو دراستهم الثانوية، على خلفية المسجد الأقصى في القدس.

وكانت عين الحلوة قد شهدت معارك متكررة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة المتعددة، وبينها وبين الجيش اللبناني من أجل السيطرة، ولكن الجيش اللبناني، بموجب اتفاق دولي، ممنوع من دخول المخيمات، وقد ظل لسنوات يمنع الصحفيين من دخولها.

وقد تمكن صحفيون من نيويورك تايمز من دخول البلدة وسط حشود المعزين خلال موكب جنازة مسؤول حماس سامر الحاج، الذي استشهد هذا الشهر في غارة جوية إسرائيلية، ووصفه الجيش الإسرائيلي بأنه مسلح كبير ومسؤول عن شن هجمات من لبنان على إسرائيل.

وخارج منزل الحاج، قادت امرأة تدعى فريال عباس الحشد بالهتافات الموجهة إلى يحيى السنوار مهندس هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، وهو الذي خلف هنية كزعيم سياسي عام لحماس، وقالت "يا سنوار لا تقلق، لدينا رجال على استعداد للتضحية بدمائهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات نیویورک تایمز عین الحلوة فی لبنان

إقرأ أيضاً:

هآرتس: ما الذي تخشاه إسرائيل في غزة بمنعها دخول المراسلين الأجانب؟

دعت صحيفة هآرتس إسرائيل إلى السماح للصحفيين الأجانب بدخول قطاع غزة لتغطية الحرب، وتساءلت عما تخشاه بمنعها الإعلام الدولي من نقل ما يحدث هناك بصفة مستقلة، لا برفقة الجيش.

وفي افتتاحية بعنوان "لمَ تخشَ إسرائيل دخول صحفيين أجانب إلى غزة؟ ما الذي تخفيه؟"، كتبت الصحيفة أن الأسباب التي تذرّعت بها الحكومة الإسرائيلية لمنع دخول الصحفيين منذ بداية الحرب قبل 11 شهرا قد انتفت الآن، وأن الوقت قد حان لتسمح لهم بتغطية الأحداث في غزة بالشكل الملائم، خاصة أن دخول أي مراسل أجنبي إلى القطاع من دون إذن إسرائيلي رسمي بات مستحيلا مع تشديد الحصار، وتحديدا بعد احتلال رفح.

وأضافت هآرتس أن حظر دخول الصحفيين الأجانب من دون مرافقة الجيش الإسرائيلي يضرّ بالحق في تغطية مستقلة وبحق الإسرائيليين والعالم في معرفة ما يحدث في القطاع، وذكّرت بأن مكان الصحفي الطبيعي هو الميدان وأن دوره مخاطبة المشاهدين مباشرة لا عبر ناطقين رسميين، لينقل أجواء الحرب.

وشددت على أن التغطية الميدانية المباشرة لا يمكن مقارنتها بتغطية من طرف ثالث أو عبر حوارات هاتفية وتحليل للأحداث بالاستعانة بتسجيلات فيديو أو صور ثابتة.

مصلحة إسرائيلية

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن من مصلحة إسرائيل نفسها السماح بتغطية مستقلة للحرب، لتستطيع -مثلا- التحقق في وقت فعلي مما تسميه حكومة بنيامين نتنياهو مزاعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإن هذا المنع الشامل للعمل الإعلامي المستقل يجعل المرء يتساءل: "ما الذي تخفيه إسرائيل؟ وما مصلحتها في منع الصحفيين من الوصول إلى هناك؟".

وذكّرت هآرتس بأن منع الصحفيين الأجانب من دخول غزة ألقى بعبء هائل على الصحفيين الفلسطينيين الذين يعانون هم أنفسهم ويلات الحرب والحياة القاسية، وقالت إن 111 فلسطينيا يمتهنون الإعلام قد قتلوا منذ بداية الحرب، وذلك يجعل الحاجة ماسة إلى السماح بعمل صحفيين أجانب ليسوا طرفا في النزاع، خاصة أن إسرائيل تدّعي أن 3 من الإعلاميين الفلسطينيين القتلى ناشطون في حماس وحركة الجهاد الإسلامي.

وأضافت أن من المهم وجود صحفيين يغطون ما يحدث من دون ضغط مجتمعهم وحكوماتهم، وأن دور مراسل يعمل في الميدان بات أهم من أي وقت مضى خاصة في حروب السنوات الأخيرة، إذ باتت أي لقطة مثار شك بسبب تطور الذكاء الاصطناعي وقدرته على توليد الصور.

وسخّفت الصحيفة في الختام الزعم الإسرائيلي القائل إن تغطية الأحداث برفقة قواتها في غزة بديل كاف، وشددت على ألا غنى عن عمل صحفي مستقل في القطاع يستطيع فيه المراسل الحديث إلى السكان والسفر إلى أماكن تهمّ المشاهد والعاملين في حقل الإعلام.

ودعت الجيش إلى التوقف عن إملاء شكل التغطية وإلى السماح بدخول المراسلين الأجانب ليفهم الناس ما يجري هناك وينقشع قليلا ضباب الحرب.

مقالات مشابهة

  • بوريل: السلام يقتضي حصول الفلسطينيين على دولتهم
  • نيويورك تايمز: نتائج الانتخابات البرلمانية الأردنية تمنح الإسلاميين صوتاً قوياً
  • الرئيس المصري: استخدام التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين أمر خطير جدا وانتهاك لحقوق الإنسان
  • هآرتس: ما الذي تخشاه إسرائيل في غزة بمنعها دخول المراسلين الأجانب؟
  • معلومات تكشف للمرة الاولى.. هكذا تم تحرير الفلسطينيين المخطوفين
  • نيويورك تايمز: هاريس أظهرت ترامب على حقيقته
  • إسرائيل تنشر فيديو النفق الذي قُتل فيه الرهائن
  • “نيويورك تايمز”: على الرغم من محاولات احتوائها.. عمليات الضفة الغربية تستعرض قدرات جديدة ومتطورة
  • مع اقتراب انتهاء مهمة غزة.. إسرائيل تعلن نقل مركز ثقلها إلى لبنان!
  • القاهرة تدين مجزرة إسرائيل بحق الفلسطينيين في مواصي خان يونس