مناوي: مبارك الفاضل ليس بالشخص(صاحب القيمة لارد عليه)
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
حاكم إقليم دارفور، رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي لـ(الكرامة):
مبارك الفاضل ليس بالشخص(صاحب القيمة لارد عليه)..
حتى لو حسمنا الحرب عسكريًا لابد من التفاوض مع المليشيا..!!
القوات المشتركة لا تقاتل في دارفور وحدها..
الفاشر ستحرر بقية مدن الاقليم .
يجب تشكيل الحكومة بواسطة القوى السياسية وليس بمقترح عسكري …!!
حوار_ محمد جمال قندول
برز اسم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان، كأحد الفاعلين الأساسيين فى المشهد السياسي والتنفيذي .
فالرجل الذي عركته التجارب السياسية والمعارك الحربية، يقود أحد أهم الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا، فضلًا عن وجود قواته المقاتلة فى معركة الكرامة، هذا إلى جانب تقلده منصب حاكم إقليم دارفور، عوضًا عن تاريخه النضالي القديم والمتجدد.
(الكرامة) استنطقت “المارشال مناوي” في حوار توقفت عبره في محطات عديدة مثل: فشل مباحثات الحكومة والإدارة الأمريكية، وموقف القوات المشتركة ومشاركتها فى الحرب، وغيرها والعديد من المحاور، فبماذا أجابنا المارشال:
كيف تقرأ فشل المباحثات التي كان من المقرر لها أن تُعقد بالقاهرة بين الحكومة والولايات المتحدة الأمريكية لإنفاذ مخرجات جدة الأسبوع الماضي؟
هذه المباحثات بدايتها خاطئة، لأنّ مشروعها وهدفها غير واضح.. بالنسبة للحكومة السودانية فان اهدافها كانت ولازالت واضحة جداً ، ومنها ان تبدأ أي مفاوضات من حيث انتهى إعلان جدة وذلك بتنفيده.
أما الموقف الأمريكي فكان يقول إنّ هذا الحديث ممكن ولكن كان لديهم خيار و ملاحظات في نوع الوفد، وبالتالي مسألة اختيار الوفد، واعتقد أنّ هذا كان مكمن الفشل .. والشيء الذي لم يقال هو ان أمريكا تريد وفد الجيش و ليس وفد الحكومة السودانية، والحكومة كونت وفدًا نموذجياً يمثل كافة مكونات وأجهزة الدولة السودانية، وهذا هو المطلوب في اي مفاوضات جادة تسعى لتحقيق السلام.
رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل كان قد كشف عن إلغاء مصر وأمريكا للمباحثات المقررة بسبب إضافة ممثلي الحركات للوفد؟
أنا لا أحب أن أتحدث عن الأشخاص، وبتقديرنا لمبارك الفاضل ولكن هو ليس الشخص “العندو قيمة لأرد عليه”.
مبارك الفاضل كثر هجومه عليكم في الآونة الأخيرة؟
أشباه مبارك كُثر، وربما هذا ليس موقفه الشخصي وإنّما أشباه وموقف العنصريين جميعهم.. هكذا يتحدثون عن الحركات وإقصاء الآخرين. والحركات الآن في الميدان سواءًا كانت في الميدان السياسي أو العسكري، ولكن الذين أقصوا الناس هم الذين خارج الميدان، وبالتالي الذي يغرد خارج السرب لا يرد عليه.
كيف تقرأ الراهن العسكري؟
ربما الحرب أصبحت بوتيرةٍ أقلّ من البدايات، ولكن مازالت موجودةً، والقوات المسلحة والنظامية الاخري والمشتركة وكل قطاعات الشعب على قلب رجل واحد، ونتمنى أن تُحسم الحرب قريباً لصالح الشعب السوداني ووحدته وتعاد سيادة وكرامة البلاد.
على ضوء المتغيرات التي تطرأ بين الحين والآخر، أيهما الأقرب: الحسم العسكري أم التفاوض؟
حتى لو تم الحسم النهائي يجب أن نتفاوض مع فلول المليشيا و حاضنتها السياسية، لأنّ التفاوض هو الحوار والحوار هو لغة العصر.
هذه الحرب فُرضت علينا من قبل مليشيا الدعم السريع، و لانقاتل حباً في القتال، بل حُباً لبلادنا و شعبنا ، ومتى ما ارادوا السلام سوف نذهب للسلام وليس للاستسلام ..
ما هو موقف القوات المشتركة بدارفور؟
القوات المشتركة لا تقاتل في دارفور وحدها لتسألني عن موقفها في دارفور ، وإنّما تقاتل مع القوات المسلحة في كل محاور العمليات ، أي بالخرطوم والجزيرة و غيرها من مناطق انتشار المتمردين،
موقف الفاشر التي تشهد عملياتٍ متبادلة بين التمرد والقوات المشتركة، هل لك أن تقدره؟..
الوضع بالفاشر مطمئن، و إن شاء الله لن تسقط الفاشر كما تسعى المليشيا وتنتظر حاضنتها السياسية ، و الفاشر ستحرر بقية مدن دارفور .
هنالك مطالبات بتشكيل الحكومة، وذلك على ضوء أوضاع البلاد التي تشهدُ أزماتٍ على جميع الأصعدة؟
تشكيل الحكومة أمرٌ مهم، وإن كان هنالك قوى سياسية بموقف واحد وتقدم رؤية واحدة، يجب أن تشكل الحكومة اليوم قبل الغد ..و تشكيل الحكومة يجب أن يخضع للقوى السياسية وليس بـ”مقترح عسكري” ويتم تنفيذه.
ولكن اعتقد بأنّه تم جمع القوى السياسية لمشاورتهم في أكثر من سانحة؟
نعم في فترة من الفترات، وقبل حوالي شهرين اجتمعنا وقدمنا رؤيةً كانت قانونيةً أكثر من كونها سياسية، وكانت فتوى قانونية بأن تقوم الحكومة الحالية بتشكيل حكومة انتقالية مدنية دون المضي قدمًا بالاتجاه لتغيير الدستور، فهذا ما تم تقديمه.
وفعلًا أُخضع لمشاورات بين مجلس السيادة والقوى السياسية نفسها، ولكنّ كان يجب على مجلس السيادة أن يقدم بنفسه الدعوة للقوى السياسية ليجد ما هو المطلوب، والمطلوب كان ترشيحات الشخصيات ولكنّ هذا لم يحدث، أما دور القوى السياسية هو تقديم الرؤية السياسية والقانونية لمجلس السيادة للبت فيه.
على ضوء الضبابية التي تحيط بالمشهد، المواطن فقد الثقة بالقوى السياسية ألا توافقني؟
أتفق معك، ويجب على القوى السياسية مخاطبة قضايا المواطن في بوتقة ما حتى لو فقد الثقة فيها، واعتقد بأنّ الساحة فيها من يرفع صوته لصالح المواطن وليس بالضرورة النظرة بالكم وإنّما بالكيف، أي بكونه سودانيًا ولديه صوت يجب أن يستشار .. ولا بديل للقوى السياسية إلّا القوى السياسية ، لأنّ الأزمة في النهاية ستنتهي بعمل سياسي.
“مجموعة تقدم” هل استنفدت كل فرصها في البقاء بالمشهد؟
لا أبدا..مازالوا موجودين مع الملاحظات الوطنية والاتهامات والأفعال الكثيرة، بما في ذلك “خيانات” و غيرها، ولكن مازالوا موجودين.إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المشترکة القوى السیاسیة مبارک الفاضل یجب أن
إقرأ أيضاً:
ترامب متصالحاً.. ولكن؟!
ظهر الرئيس الأمريكي المنتخب متصالحاً مع العالم وهو يلقي كلمة طويلة أمام حشد من مؤيِّديه في أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد أعلن أن أمريكا لن تدخل في حروب مع غيرها خلال فترة ولايته الثانية، وأنه سيمنع حدوث حرب عالمية ثالثة، مع إيقاف الحرب الروسية الأوكرانية، وإنهاء الفوضى في الشرق الأوسط.
وهي توجهات لن يكون هناك من سيقف غير مؤيِّد لها، وقرارات وكأنها تلامس تطلعات وشعوب الدول المحبة للسلام، وأبسط ما يُقال عنها إنها لو تحققت فسوف تزيل المخاوف، وتعزِّز الاستقرار في العالم، بل وإنها ستتجه نحو بناء علاقات ود وتفاهم بين الدول، بعيداً عن الصراعات والخلافات والحروب، مما لا فائدة منها.ولكن هل يملك الرئيس الأمريكي المنتشي بفوزه الساحق في الانتخابات، وعودته ثانية إلى البيت الأبيض، رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، رغم ما أحاطه من اتهامات ومحاكمات وتحديات تمكِّن من التغلّب عليها، وهزيمة منافسته، وسيطرة حزبه على الكونغرس، وبالتالي تحجيم أي معارضة لما ينوي اتخاذه من قرارات، هل يملك تنفيذ وعوده الكبيرة والمهمة والعظيمة؟!
في شأن الشرق الأوسط، هل يمكن أن يكون ترامب محايداً وعلى مسافة واحدة في التعامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين من جهة، وبين إسرائيل ودول المنطقة من جهة أخرى، فيمنع إسرائيل من تبني هذه الفوضى التي أشار إليها، مع أنه كان يجب أن يقول هذا الاحتلال وليس هذه الفوضى، كيف له أن يمنع ذلك، وهو الذي اعترف بالجولان السورية كأرض لإسرائيل، وبالقدس الموحَّدة عاصمة لإسرائيل، وهو الذي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، ولم يكن له موقف إيجابي من خيار الدولتين؟!
وعن الحرب الروسية الأوكرانية، وإيقافها، من أين له القدرة على وضع حد لهذه الحرب، دون الاستجابة لشروط روسيا، واستعداد أوكرانيا للتخلِّي عن أراضيها التي أصبحت تحت السيطرة الروسية، وأين سيكون الموقف الأوروبي من أي تفاهمات تصالحية لا تخدم دولهم، وينشأ عنها ما يرونه تهديداً روسياً لأمنهم واستقرارهم؟!.
وبالنسبة للحرب الكونية أو العالمية، فقد كان التلويح بها يتردد من الروس خلال حربهم في أوكرانيا، لكن تلويحهم لم يأخذ صفة الجد، والرئيس ترامب يتحدث عن حرب عالمية لن يستطيع منعها بقرار منه، فأكثر من دولة تملك السلاح النووي، وهناك تحالفات بين الدول ولديها قرارها كما لدى ترامب، ومع ذلك فيمكن فهم المحاذير التي في أذهان كل الدول من خطورة الإقدام على مغامرة كهذه، وبالتالي فالعالم ليس على موعد مع هذه الحرب، وفيما لو آن أوانها، فليس لدى ترامب عصا سحرية لمنعها.
أما وأن أمريكا ستكون بلا حروب في فترته الثانية، فهذا قرار أمريكي يمكنه به أن يمنع أمريكا من الانغماس في التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في الحروب، لكني أشك أن يفعل ذلك، فمصالح أمريكا تتحقق كما هي سياستها في حضورها بالأزمات، وفي لعب دور يؤهلها لتوجيه مسار الحروب وفقاً لمصالحها، وألاعيبها الشيطانية، لهذا ستظل أمريكا - كما نرى- مع تنامي الخلافات والصراعات بين الدول!
وعلينا أن ننتظر أفعال الرئيس ترامب لا أقواله، وهو الذي قرَّر بناء قبة حديدية يحمي بها سماء أمريكا وحدودها حين يستلم مهامه الرئاسية، وطرد أكثر من عشرين مليون مهاجر يقيمون بأمريكا يقول إن إقامتهم بطرق غير نظامية، وأنه ينوي ضم قناة بنما إلى أمريكا لارتفاع الضرائب على ما يمر عبرها من بواخر وقطع عسكرية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ما ينسف قوله بأن أمريكا لن تتورَّط في حروب، وأنها سوف تمنع الفوضى بالشرق الأوسط، وإيقاف الحرب الروسية الأوكرانية، والحيلولة دون حرب عالمية ثالثة؛ كلام كبير وعظيم، ولكن المهم التنفيذ، نعم الالتزام بالتنفيذ.