لأول مرة.. صحيفة تستعرض تفاصيل القلق السعودي بشأن أي تطبيع مع إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
ألمحت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير، الأربعاء، إلى أنه ورغم الجهود التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية فيما يخص تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، إلا أن "السعوديين يشعرون بالقلق إزاء تطبيع كامل أو إجراء اتفاق مع الحكومة الحالية".
واعتمدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تحليلها على تقرير نشرته "وول ستريت جورنال"، الأربعاء، والذي نقلت فيه عن مصادر إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عبر لمستشاريه عن "عدم استعداده لتطبيع كامل في العلاقات مع إسرائيل وأنه ليس حريصا على التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المتشددة الحالية التي يقودها رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو".
وبينما نوه مسؤولون أميركيون إلى أن أسلوبهم في تحقيق تقارب بين المملكة وإسرائيل لا يعتمد على نهج "تحقيق كل الشروط أو انعدام الاتفاق" وأنهم يركزون على خطوات مؤقتة لتحقيق التقارب نحو تطبيع كامل، إلا أن الموقف الذي استعرضه تقرير "وول ستريت جورنال" يعكس "ما يبدو وأنها أول مرة يقترح فيها مسؤول سعودي أن المملكة لن تتعدى تلك 'الخطوات المؤقتة'، وأنها غير مستعدة للتوصل إلى اتفاق يشبه ما وقعته الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل، في عام 2020"، بحسب تعبير الصحيفة الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه "وعلى الرغم من اعتراف المسؤولين الأميركيين سرا بأن المعارضين للسيادة الفلسطينية، والذين يشكلون أغلبية واضحة في حكومة نتانياهو، سيعقّدون الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق تطبيع، لأنه سيتطلب خطوات عظيمة من أجل إنعاش حل الدولتين إلا أن التقرير (الخاص بوول ستريت جورنال) شكل أيضا أول مرة تعبر فيها الرياض عن عدم ارتياحها للتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن مع التحالف (الإسرائيلي) الحالي".
وقال مسؤولون أميركيون لوول ستريت جورنال إن تفاصيل الاتفاق قد يتم تحديدها خلال ما بين تسعة أشهر إلى 12 شهرا، لكنهم لم يؤكدوا أن التوقيع عليه قد يتم في الإطار الزمني ذاته، بحسب تعبير الصحيفة الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية نفي البيت الأبيض "القاطع" للتقرير، وكان منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، نفى، الأربعاء، صحة التقارير بشأن اتفاق وشيك للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، قائلا إن المفاوضات لاتزال جارية بشأن هذا الأمر.
وقال كيربي في تصريحات صحفية، الأربعاء: "سنواصل تشجيع السعودية وإسرائيل على تطبيع العلاقات، لأن ذلك يخدم مصالح المنطقة".
وقال كيربي في إفادة صحفية عبر الهاتف: "ليس هناك اتفاق حول حزمة من المفاوضات، ليس هناك اتفاق بشأن إطار عمل لوضع قواعد التطبيع أو أي اعتبارات أمنية أخرى تخصنا نحن أو أصدقاءنا في المنطقة".
وأضاف أن "التقرير ترك انطباعا لدى بعض الأشخاص أن المفاوضات قطعت شوطا أطول وأقرب للتأكيد مما هو عليه الحال فعلا".
وأوضح كيربي أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وجّه أرفع مستشاريه بالفعل "لبحث آفاق ما هو متاح عندما يتعلق الأمر بالسعي نحو تطبيع سعودي-إسرائيلي" وأن "هناك التزاما لدى الإدارة (الأميركية) بمواصلة المحادثات والمحاولات للدفع بالأمور قدما".
ونوهت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن "الخطوط العريضة الواردة في تقرير "وول ستريت جورنال" تم التطرق إليها أيضا في تقارير أخرى خلال الأشهر الماضية.
ففي 27 يوليو الماضي، نقلت "نيويورك تايمز" أن بايدن يخطط لاتخاذ خطوة نحو التطبيع وأنه كان يفكر بتوكيل مستشاريه لبحث القضية.
وذكرت "نيويورك تايمز" حينها، بالإضافة إلى "تايمز أوف إسرائيل" أن السعودية تبحث عن معاهدة أمنية مشتركة، تشبه حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتي من شأنها أن تلزم الولايات المتحدة في الدفاع عن المملكة في حال تعرضت لهجوم، بالإضافة إلى المراقبة والإشراف عن برنامج نووي لأغراض مدنية وقابلية شراء المزيد من الأسلحة مثل أنظمة "ثاد" للدفاع الجوي ضد الصواريخ البالستية، والتي من شأنها أن تستخدم لمواجهة الازدياد في ترسانة إيران الصاروخية.
وذكرت التقارير أنه في المقابل، فإن الولايات المتحدة قد تطلب من الرياض إيصال حزمة كبيرة من المساعدات للمؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية والحد من اتفاقياتها مع شركات التكنولوجيا الصينية، مثل "هواوي"، والاستعانة بالدولار بدلا من اليوان الصيني لتسعير مبيعات النفط، ورفض خطط بكين ببناء قواعد عسكرية على الأراضي السعودية وتحفيز الهدنة التي ساهمت بوقف الحرب الأهلية في اليمن.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الخطوات التي قد تكون مطلوبة من إسرائيل فيما يخص الفلسطينيين فإنها لم يتم تجزئتها بعد، وقال دبلوماسي مطلع على الموضوع لتايمز أوف إسرائيل، الثلاثاء، إن "الرياض ليست مطلعة بشكل كاف على القضية من أجل التوصل إلى مطالب محددة".
ونوه الدبلوماسي إلى أن القضية "ليست ملحة" لولي العهد السعودي وأن "شهيته ضئيلة تجاه القيادة الحالية للسلطة الفلسطينية. لكن ولي العهد يدرك أيضا أن ليس بإمكانه التوصل لاتفاق مع إسرائيل قد يُهمل الفلسطينيين، نظرا إلى المكانة التي تحتلها السعودية ونظرة السعودية لنفسها على أنها حامية المواقع الإسلامية المقدسة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتانياهو، قال في تصريحات أمام وفد أميركي زار إسرائيل، الإثنين، إن حكومته تعمل على تحقيق السلام مع السعودية، وحذر من أن "السياسة تعيقه".
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، للجورنال إن إسرائيل لم تستلم أي شروط "حتى اللحظة، ولا نعلم أصلا من أين نبدأ (الولايات المتحدة والسعودية) لا تزالان تتعاملان مع القضايا الأساسية بينهما، لذا من الواضح أن الوقت ما زال مبكرا بالنسبة لهم لمناقشته".
وفي الوقت ذاته، أكد هنفبي أن لديه "الثقة التامة" بأن "أي قرار تتخذه الولايات المتحدة" سيتطرق إلى مخاوف إسرائيل.
كما عبر مسؤولون إسرائيليون عن "عدم ارتياحهم، بشأن المطالب السعودية لبرنامج نووي لأغراض مدنية، بحسب"تايمز أوف إسرائيل".
وفي مقال رأي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إنه، وفي حال موافقة الولايات المتحدة على معاهدة دفاعية مع الرياض، كجزء من تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل، فإنها ستؤكد لدول الخليج التزامها بحمايتهم من الاعتداءات الإيرانية. وبالتالي فإن ذلك سيجعل من طموحاتهم النووية أمرا "غير ضروري".
ورجحت الصحيفة الإسرائيلية بأن "التوصل إلى اتفاق دفاعي مع السعودية سيواجه عراقيل من أجل تمريره في الكونغرس، وذلك بسبب انعدام الارتياح بشأن سجل الرياض الحقوقي، بالأخص بين التقدميين".
وأضافت "ومن الممكن أنه، وبسبب العراقيل التي تقف أمام اتفاق فإن المسؤولين الأميركيين كانوا مستعدين للاعتراف خلال الأسابيع الماضية أن فرص نجاحها تظل ضئيلة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الصحیفة الإسرائیلیة السعودیة وإسرائیل الولایات المتحدة وول ستریت جورنال مع السعودیة مع إسرائیل إلى اتفاق إلى أن
إقرأ أيضاً:
نائبة تستعرض طلب مناقشة عامة بالشيوخ بشأن سياسة الحكومة لمواجهة التحديات المتزايدة في قطاع الكهرباء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استعرضت النائبة سماء سليمان، عضو مجلس الشيوخ، طلب مناقشة عامة لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن الإجراءات الحكومية لمواجهة التحديات المتزايدة في قطاع الكهرباء والطاقة جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، وبحضور الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة.
وقالت النائبة، في المذكرة الإيضاحية: مع تطور الحمل الأقصى في مصر من ۳۳.۸ جيجاوات في عام ٢٠٢٢ إلى ٣٤.٢ جيجاوات في عام ۲۰۲۳، وارتفاعه بشكل كبير إلى ٣٧.٢ جيجاوات في أغسطس ٢٠٢٤، تشير التوقعات إلى أن الحمل الأقصى، قد يصل إلى ٤٠ جيجاوات في صيف ۲۰۲۵.
وأكدت عضو مجلس الشيوخ، أن هذا الارتفاع غير المسوق يمثل تحديا كبيرًا التشغيل الشبكة الكهربائية وتوفير الوقود اللازم لتلبية هذا الطلب المرتفع خلال فترات الذروة، ويوجد عدد من التحديات الناتجة عن ارتفاع الأحمال الكهربائية منها المتعلق بزيادة استهلاك الوقود وأوضحت عضو مجلس الشيوخ، أنه مع ارتفاع الأحمال تزداد الحاجة إلى تشغيل محطات الكهرباء بأقصى طاقة مما يؤدي إلى استهلاك كميات أكبر من الوقود الأحفوري، سواء الغاز الطبيعي أو المنتجات البترولية.
وقالت النائبة: على الرغم من وجود مسارات ليست مجرد حلول قصيرة المدى، بل تمثل خارطة طريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة في قطاع الطاقة، حيث تلعب كل خطوة دورا أساسيا في تحقيق التوازن بين تلبية الطلب وتقليل العبء على الموارد.
وأكدت عضو مجلس الشيوخ، أنه من الممكن أن تساعد في الاجراءات الحكومية للاستعداد لزيادة الاستهلاك كالتالي، المسار الأول زيادة الوعي بإجراءات ترشيد الطاقة وتغيير السلوك والثقافة، من خلال حملات توعية شاملة، وتعزيز الوعي بإجراءات الترشيد البسيطة.
وأوضحت النائبة أن المسار الثاني يتمثل في تحسين كفاءة استخدام الطاقة، والمسار الثالث من خلال الإسراع بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية.