وزير الدعوة السعودي: الإسلام اهتم بالمرأة عناية شديدة وفائقة
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
أكد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، أنه من دواعي سروره أن يقام مثل هذا المؤتمر الدولي العظيم تحت عنوان : "دور المرأة في بناء الوعي".
وأضاف : هذا لا شك فيه أمر مهم جدًّا يحتاج من جميع المؤسسات الدينية العناية والرعاية والتوضيح والتبيين للناس بمدى أهمية المرأة في المجتمع وفي المساهمة في بنائه وتطويره وأمنه واستقراره.
وأكد وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية أن هذا المؤتمر يزداد أهمية أنه عُقد تحت رعاية الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وبتنظيم جيد من معالى وزير الأوقاف في مصر الشقيقة.
وأشار وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية إلى أن الإسلام عُني بالمرأة عناية شديدة فائقة لم يشهد التاريخ مثلها، فقد بين الله جل شأنه في كتابه الكريم ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته أمر خلقها وواجباتها، وحفظ الإسلام كرامتها وأمر بصيانتها أُمًّا وبنتًا وأختاً، والقيام بحقوقها وكونها شريكة وزوجة في بناء الأسرة التي يقوم عليها المجتمع، فقال الله تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم"، والمتأمل في النصوص الشرعية يجد فيها رقي التعامل مع المرأة، والأمر بالقيام عليها دون تعسف أو ظلم، بل ذهبت النصوص إلى أبعد من ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي فالمرأة في الإسلام مصونة الجناب محفوظة الحقوق محل العناية والاهتمام قال صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرًا، فلا يجوز أبدًا تنزيل الممارسات الشخصية أو الأعراف والتقاليد المجتمعية التي فيها ظلم أو تعسف بالمرأة على أنها من تعاليم الإسلام بل هي ممارسات إجرامية حرمها الإسلام ونهى عن ظلم المرأة أو إيقاع الأذى عليها بأي صورة من الصور حتى عند النزاع وطلب الفراق وتعذر استمرار الحياة الزوجية.
وأكد وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أيده الله، وبدعم ومتابعة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أدام الله توفيقه تفاخر بتجربتها في هذا الميدان، فقد نالت المرأة نصيبها في التعليم والصحة والحقوق المالية والحقوق الوظيفية والقيادية، وهي اليوم تنافس في بناء هذا الوطن المعطاء في جميع المجالات داخل وخارج المملكة العربية السعودية بفضل من الله ثم بجهود سمو ولي العهد وفقه الله وأدام وجوده الذي يقدم كل أنواع الدعم للمرأة حتى تبوأت مناصب قيادية عليا، ووصلت إلى مرتبة وزيرة، وسفيرات تمثل خادم الحرمين الشريفين في ست دول من دول العالم العظمى، كما أصبحت المرأة تمثل المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية، ويعد مجلس الشورى السعودي صورة من صور المشاركة للمرأة في المملكة العربية السعودية وفي هذا العهد الذهبي الميمون، ومنهن من تشغل منصب مساعدة رئيس مجلس الشورى، مما يعطي دلالات واضحة عن حقوق المرأة التي أصبحت نموذجًا مشرفًا، ولم تتوقف المرأة السعودية عند حدود المملكة؛ ولكن وصلت إلى العالمية، إضافة إلى تميز المرأة السعودية في المجال الاقتصادي برئاسة مجالس الشركات الريادية الكبرى، وفي مجال التعليم نالت تمكنًا متميزًا من خلال مناصب إدارية قيادية ورئاسة عدد من الجامعات، وفي القطاع الصحيّ أيضًا حصول عدد كبير من الطبيبات السعوديات على براءة اختراع في تخصصات دقيقة وأبحاث علاجية متقدمة في طب النانو وهندستها، وفي المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات سجلت المرأة السعودية حضورًا فاعلًا في الأبحاث التقنية، وتقدمت المرأة السعودية في مجال الفضاء وهندسة الصواريخ وحقوق الإنسان وغيرها الكثير، مما يعكس نجاح تجربة المملكة العربية السعودية في تكريم المرأة والعناية بها وتمكينها.
وأضاف وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية أنه امتدادًا لمنهج القيادة الرشيدة تعمل وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية على تمكين المرأة بكافة قطاعاتها، حيث تم تعيين أول وكيلة للوزارة في منصب وكيلة الوزارة للتخطيط والتحول الرقمي كأول منصب قيادي على مستوى الوزارة منذ إنشائها قبل نحو ثلاثين عامًا، كما تم خلال السنوات الخمس الماضية تعيين أكثر من ستة آلاف امرأة في مختلف الوظائف القيادية والإدارية في الوزارة، منها: تعيين نحو ألف وثلاثمائة داعية وواعظة لمخاطبة المرأة والقيام بالدعوة والوعظ وفق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وذلك إيمانًا بأهمية دور المرأة في البناء والتنمية وتماشيًا مع تحقيق رؤية المملكة 2030، وتمكينها من أداء رسالتها الدعوية والإدارية من خلال المشاركة الفاعلة في الدروس العلمية والدعوية وغيرها.
تكريم المرأة في الإسلاموأكد وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية أن هذا المؤتمر بعنوان: "دور المرأة في بناء الوعي" جانب من جوانب تكريم المرأة في الإسلام، لأن رسالتها تقوم على بناء الوعي الديني والثقافي لخدمة المجتمع، وبناء الأسرة وتنشئة الطفل في ظل تعاليم الإسلام السمحة وقيمه النبيلة وتعزيز قيم التسامح والتعايش، ولا شك أن هذا يكرس دور المرأة الفاعل في مجالات الحياة المختلفة لتسهم في بناء مجتمع يسوده الوعي والرقي والتقدم والسلام، وتثبت جدارتها في بناء الوطن والحفاظ على مكتسباته، فالمرأة الصالحة سد منيع وحصن واقٍ للمجتمع من تجار الحروب ومروجي الفتن وأصحاب الحزبيات والتوجهات الفكرية الهدامة.
واختتم وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية حديثه بشكر الله تعالى على ما يسر لإقامة هذا المؤتمر النوعي في مضمونه، كما وجه الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على رعايته للمؤتمر قائد هذا الكيان العظيم بموقعه الجغرافي وطبيعة شعبه الطيب المحب لوطنه وقيادته، كما توجه بالشكر لدولة رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي على مشاركته الفاعلة، والشكر للأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف على حسن التنظيم والإعداد لهذا المؤتمر المهم في موضوعه ومحاوره وتوقيته، كما شكر جميع المشاركين بهذا المؤتمر القيم، آملًا أن يخرج بتوصيات تنعكس على أرض الواقع لتعزيز رسالة المرأة المصرية وإعدادها لتكون عنصرًا فاعلًا، يبني الأسرة، ويحافظ على قيم المجتمع الفاضل، ويسهم في تحقيق التقدم والرقي في ظل وسطية واعتدال الإسلام ورحمته وسماحته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السعودية السيسي دور المرأة بناء الوعي المرأة السعودیة هذا المؤتمر السعودیة فی دور المرأة المرأة فی فی بناء
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.
وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».
فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.
دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.
الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد : »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».
وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.
الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ : »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».
ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.
ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.
قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.
علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.