صنداي تايمز: هناك حرب باردة جديدة وجواسيس الصين يمكنهم تعقبك بأي مكان
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
كنت أعتقد أن الرئيس الصيني شي جين بينغ مختلف عن صديقه الروسي المفترض فلاديمير بوتين، بل كنا جميعا في الغرب نعرف أن الكرملين مؤسسة إجرامية يديرها رجال العصابات وعملاء المخابرات السوفياتية، ونظن أن الصين لم تكن سيئة للغاية، فهي حكومة وحزب وجيش منظم على أسس مؤسسية قوية مع شي كمدير عام، يحظى بإعجاب كبير من قبل البعض في الغرب، إلا أن الأمر في الحقيقة ليس كذلك على الإطلاق.
هذا الملخص يعطي فكرة واضحة عما قال الكاتب مايكل شيريدان -في مقال له بصحيفة صنداي تايمز- إنه اكتشفه بعد 20 عاما من التغطية الإخبارية للصين، حيث فوجئ بأن خلف واجهة الحزب الشيوعي الصيني، تتصارع مافيات الأسر على السلطة وسط جرائم القتل والفساد والفضائح الجنسية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ذا نيشن: اعتقال 76 متظاهرا داعما لغزة أثناء مؤتمر الحزب الديمقراطيlist 2 of 2لاكروا: لماذا كل هذه اللامبالاة بشأن حرب السودان؟end of listفهناك -كما يقول الكاتب- يختفي الوزراء والجنرالات في عمليات التطهير، ويذل التكنوقراطيون أنفسهم، ويختفي المصرفيون في خزائن أمن الدولة، وينضم أباطرة المال إلى الصف أو يذهبون إلى المنفى، هناك أصبحت حالات الانتحار والوفيات أثناء الاحتجاز روتينية، وتواجه الشركات الأجنبية مداهمات واعتقالات تعسفية.
جهاز مراقبة شاملفي الصين لا أحد في مأمن من جهاز مراقبة شامل، تم إتقانه خلال كوفيد-19، وقد اكتشف الكاتب، عن طريق لقاء مع غريب في قطار، النطاق غير العادي لجهاز المراقبة الصيني، حيث استخدم تطبيقا مشفرا بشكل فائق للتحدث إلى مصادر صينية وأميركية، ولكن شخصا ما اخترق التطبيق، وحصل على الرقم، وتتبع تحركاته الأخيرة، ووجد حجز سفره وقرر التحقق منه.
أصبح شي حاكما مطلقا، وقد أعاد الصين التي تحركت بعد وفاة ماو تسي تونغ في عام 1976 نحو الإصلاح الاقتصادي والقيادة الجماعية، إلى الوراء -كما يقول الكاتب- وأعاد السلطة لقلة أرستقراطية حمراء من الأمراء يرأسها كفريق تابع له.
"كان من الممكن أن نقول إننا كنا نعرف ذلك -يقول الكاتب- لكنني لم أدرك مدى وحشية ورعب أن تكون أحد أفراد النخبة الصينية، فحتى الأثرياء يعيشون على حافة الهاوية، فقد قال لي أحدهم: في الصين السلطة هي القوة. الحقيقة هي أن المال لا يهم. هؤلاء الناس في القمة لديهم أشياء لا يمكن شراؤها بأي مبلغ من المال".
طريقه مليء بالضحاياوأوضح الكاتب أن طريق شي إلى السلطة مليء بالضحايا، إذ اختطف مليارديرا ساعد أقاربه على إخفاء ثرواتهم لكنه تفاخر بذلك بحماقة في هونغ كونغ فاختفى لمدة 5 سنوات قبل محاكمته الصورية وسجنه، وتوفي آخر الأمر بسبب "أزمة قلبية" عن عمر يناهز 44 عاما داخل السجن.
وقد عثر على رجل الأعمال البريطاني نيل هيوود ميتا في غرفة فندق عام 2011، وأدينت زوجة منافس شي الرئيسي، وهو شعبوي يدعى بو شيلاي بقتله، لكن لا يوجد من التفاصيل غير المنشورة ما يشير إلى أنها قد ارتكبت الجريمة.
الغرب يتجاهلغير أن الحكومات الأجنبية، بما فيها الحكومة البريطانية، حاولت تجاهل كل هذه الأشياء منذ فترة طويلة على أساس أن ما يحدث في الصين موجه للصينيين، في حين نواصل نحن ممارسة الأعمال التجارية، ولكن عندما اندلعت جائحة كوفيد-19 في مدينة ووهان لم يستطع العالم تجاهلها.
وأشار الكاتب إلى عرقلة الصين بشكل منهجي للتحقيقات العلمية، وإلى مدى نفوذها المذهل على منظمة الصحة العالمية، وبالتالي لم يكن من المستغرب أن تعود إحدى البعثات مليئة بالثناء على حملة شي "صفر كوفيد" القاسية، وأن تذكر بعثة أخرى أن تسرب المختبر "غير محتمل مطلقا".
وخلص شيريدان إلى أن "الإمبراطور الأحمر" -حسب تعبيره- يهدف إلى الهيمنة على التجارة العالمية، وهزيمة الديمقراطية الغربية وجعل الصين القوة العليا في الشرق، مؤكدا أن بريطانيا لم تستيقظ على حقيقة أننا بالفعل في الحرب الباردة الثانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. تشرين الطفولة
#تشرين_الطفولة
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 18 / 10 / 2008
طفولة الشتاء، وكهولة الصيف. .هو تشرين.. فيه يتعالى صوت إغلاق النوافذ الغربية ،وسقوط الأواني المركونة على الجدار، فيه يذوب الطبشور على باب الدار مع زخة ليل عابرة ..
فيه يضجر حبل الغسيل من ضيوفه المبللين ،وفيه يكشف الشجر كل أوراقه دفعة واحدة ..
في تشرين يصبح للسماء مزاجها المختلف ، والغيم الأبيض الهارب من وسادة النهار يرسم أشكالاً تشبه الأحلام على زرقة السماء الغامقة..كان حمام الدار يدور حول نفسه سبع لفات ، عندما كانت تغربل أمي القمح استعداداً للشتاء،كان يهدل، يبرقم ، ثم يسرق عود قشّ بمنقاره ويطير ليصلح عشه في كوّة الطين..دقائق ويعود من جديد، يدور حول نفسه سبع لفات أخرى، ثم يغافلنا ويسرق قشّة أخرى ويطير..لم يكن يعنيه القمح كثيراً بقدر ما كان يعنيه القشّ..لقد أخبرته ساعته البيولوجية باقتراب الشتاء..فلم يعد يفكر برزق يومه..
يقولون أن الشمس لا تغطّى بغربال.. أمي كانت تغطّي الشمس بغربالها ، تمضي ساعات طويلة تجلس في ظل بيتنا القديم ، توجه غربالها نحو الريح. .تصفي القمح من التبن الدقيق والحجارة..تفرغها بكيس آخر ، تجمع الحب الساقط في حضنها أثناء الغربلة ..وتعيده للكيس ..كانت تخجل الشمس من مثابرة أمي، فكانت تتوارى خلف غربالها مثل صبية خجولة أعجبتها أنوثتها..
بعيد المغرب ، ومع تحليق أفواج السنونو الفرحة ، كتلاميذ عائدين من مدرسة مسائية ،كانت تتفقّد أمي خم الجاجات ، تغطي أكياس الاسمنت ،تدخل قرامي الشجر الى بيت الطابون، تلم ملابسنا من على الحبل تجمعها على كتفها واحداً تلو الآخر، تنكت ثوبها وتعود من حوش الدار..
مقالات ذات صلة وظائف شاغرة و مدعوون للمقابلة الشخصية 2024/11/07* حتى اللحظة، ما زلت أشتم رائحة تشرين الطفولة، حيث دفاتري المسطّرة ،وصوت اهتزاز لقن الغسيل في الخارج.
والى اللحظة أحتفي بتشرين على طريقتي. .أشق نافذتي قليلاً كل مساء.. فيتسلل نسيم الغروب الى ذاكرتي..أراقب اوكازيون الشجر الهزيل..أراقب حَمَام العمر وهو يدور حول نفسه سبع لفات بينما أغربل الذكريات..فيغافلني و يسرق لحظة من عمري ويطير..تشرين يا طفولة الشتاء وكهولة الصيف..طوّق مسائي..برائحة القمح، وباستدارة غربال الحجة
..ahmedalzoubi@hotmail.com
أحمد حسن الزعبي
#129يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي