أكد الدكتور محمد البهواشي، الباحث الاقتصادي بجامعة السويس، أن العالم يشهد خلال الفترة الحالية التحول وبسرعة كبيرة نحو التكنولوجيا والرقمنة على كافة المستويات وبكافة المجالات، مشددًا على أن التكنولوجيا أصبحت شيئا أساسيا في بناء أي دولة.

 

وأشار “البهواشي”، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة “إكسترا نيوز”، إلى أنّ مصر سعت خلال الفترات الماضية لتأهيل القوى البشرية لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة من خلال الصحوة التعليمية بداية من التعليم الفني، موضحًا أنه تم ربط التعليم الفني بسوق العمل وصولا إلى التعليم التكنولوجي بالجامعات التكنولوجية التي استهدفت توطين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.


وأضاف أن اليابان من أول الدول المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجي وبالتالي تبني مصر شراكات هامة مع اليابان اعتمادا على ما تمتلكه الدولة المصرية من مقومات بشرية جديرة بالاهتمام من مختلف مستثمري العالم، منوهًا بأن مصر تهتم بالصحوة التعليمية من خلال إنشاء الجامعات الأهلية والتكنولوجية، مما يساعد على الاستثمار البشري التي تستهدفه القيادة السياسية من أجل تأهيل الثروة البشرية حتى لا تصبح عبئا على الدولة.

وأوضح أن ذلك يساهم في توفير فرص عمل للشباب المصري الذي تم تأهيله تكنولوجيا، مما يجعله قيمة مضافة للاقتصاد المصري والعالمي ككل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التكنولوجيا الرقمنة التعليم الفني الجامعات التكنولوجي

إقرأ أيضاً:

ركائز التعليم.. مسؤولية مشتركة

 

سلطان بن ناصر القاسمي

 

بدايةً أود أن أعبّر عن امتنان كبير وتقدير عميق لكل من ساهم في بناء وتطوير منظومة التعليم في سلطنة عُمان؛ إذ تعمل هذه المنظومة على إعداد أجيال المستقبل وتوجيههم نحو النجاح والتفوق.

وبما أن التعليم يمثل العمود الفقري لأي مجتمع، فإنه يُمكّن الأفراد من تحقيق طموحاتهم وبناء مستقبلهم. ونجاح هذه المنظومة يعتمد بشكل أساسي على المُعلِّمين، فهم حجر الزاوية في بناء جيل واعٍ ومُتعلم؛ إذ إنهم ليسوا مجرد مُعلِّمين ينقلون المعلومات؛ بل هم مربون يلهمون الطلاب لتحقيق أفضل ما لديهم. لذا، تحية حب وتقدير لجميع المُعلِّمين والمربين الأفاضل، الذين يقفون في الصفوف الأمامية لتحضير الأجيال القادمة؛ سواء كان دورهم ظاهرًا للعيان أو خلف الكواليس. إنهم العماد الحقيقي لتقدم عُمان؛ حيث يُنيرون عقول الطلاب بالمعرفة، ويوجهونهم نحو مستقبل مشرق. ومن خلال جهودهم الدؤوبة، نرى اليوم الأطباء والمهندسين والإداريين وغيرهم من أصحاب المهن الذين يسهمون في بناء الوطن وازدهاره. وحجم المسؤولية التي يتحملها المُعلِّمون لا يُمكن تقديرها بالكلمات، فهم الركيزة الأساسية التي تُشكل هوية كل جيل، وإن الأمانة التي يحملونها على عاتقهم هي ما يصنع الفرق بين مُجتمعات مُتقدمة وأخرى متأخرة.

ومع بداية العام الدراسي الجديد (2024- 2025)، أود أن أبعث برسائل حب واهتمام إلى ركائز التعليم، فأبدأ برسالتي الأولى إلى المُعلِّم. نعم، المُعلِّم هو الركيزة الأساسية في هذه المنظومة، وهو القدوة والموجه الذي تقع على عاتقه مسؤولية بناء النشء وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف. فدوره لا يقتصر على التدريس، بل يمتد ليشمل جوانب أخلاقية واجتماعية تُعزز من شخصية الطالب. فعندما يدرك المُعلِّم هذا الدور العظيم، نجد أن المخرجات التعليمية تكون متميزة، والطلاب يصبحون أكثر إبداعًا وتفوقًا. لذلك، رسالتي للمُعلِّم هي أن يتقي الله في مهمته العظيمة، وأن يعمل على تقديم علمه بصدق وإخلاص. إذ على المُعلِّم أن يفهم أن لكل طالب قدراته واهتماماته الخاصة، وعليه أن يعزز الطالب المتفوق ويأخذ بيد الطالب الذي يعاني من صعوبات دراسية لتحقيق النجاح.

ومن المهم أن يراعي المُعلِّم الفروق الفردية بين الطلاب؛ إذ قد يكون سبب "الضعف" الدراسي ناتجًا عن عوامل أخرى مثل الظروف الاجتماعية أو النفسية التي يمر بها الطالب. ففي هذه الحالة، تصبح دراسة حالة الطالب بشكل عميق ضرورة، وذلك من خلال التعاون مع الأخصائيين الاجتماعيين في المدرسة لضمان تقديم الدعم المناسب. الهدف ليس فقط تقديم الدروس؛ بل تمكين جميع الطلاب من النجاح. وعلى المُعلِّم أن يكون حذرًا في طريقة توجيه النقد أو الملاحظات، لأن أي تعليق قد يؤثر سلبًا على نفسية الطالب، مما قد يؤدي إلى ظاهرة التنمر التي تظهر بشكل ملحوظ بين أفراد المجتمع، خاصة إذا تمت مناقشة الأمور أمام زملائه في الصف.

وهنا تحضُرني قصة طالب كان يُطلب منه بانتظام تحضير الدروس والمواد، لكنه كان يأتي إلى الصف في اليوم التالي دون أي تحضير. وكان يتلقى توبيخًا شديدًا أمام زملائه من قبل المُعلِّم. لكن لم يكن أحد يعلم أن هذا الطالب يعاني من ظروف أسرية صعبة؛ حيث توفيت والدته، وكان والده غائبًا باستمرار بسبب العمل. هذا الطالب لم يكن قادرًا على التركيز أو الاستعداد كما يجب، ليس بسبب الإهمال أو التهاون؛ بل بسبب مشاكله الأسرية التي كانت تتجاوز قدرته على التحمل. وبدلًا من تفهم تلك الظروف، كان يتعرض للعقاب والتأنيب بشكل علني أمام زملائه؛ مما زاد من معاناته النفسية.

وبناءً على ذلك، رسالتي إلى المُعلِّم هي أن يكون الناصح المُحِب، والقدوة الحسنة لطلابه. وعليه أن يتجنب أن يكون العصا التي تُبعدهم عن التفوق؛ بل يجب أن يكون الجسر الذي يعبرون به نحو النجاح. فالمُعلِّم الحقيقي هو من يسعى إلى فهم طلابه وظروفهم، ويقدم الدعم بدلًا من اللوم، ويكون حريصًا على أن لا تكون كلماته جرحًا إضافيًا يثقل كاهل الطالب، لأن البيوت أسرار، وما يراه المُعلِّم في الفصل قد يخفي وراءه قصصًا لا يعرفها إلا من يعيشها.

أما رسالتي الثانية، فهي موجهة إلى أولياء الأمور، الذين هم الشريك الأساسي في نجاح أبنائهم. فإن تربية الأبناء والاهتمام بتوجيههم نحو القيم والأخلاق الحميدة لا يقل أهمية عن دور المدرسة في بناء الطالب. وعليه، يجب على ولي الأمر أن يولي اهتمامًا خاصًا بمتابعة تحصيل أبنائه الدراسي، فلا ينبغي أن تشغله هموم العمل أو المسؤوليات الأخرى عن دوره الأساسي كوالد. لأن الأبناء يحتاجون إلى الدعم العاطفي والمادي، ويجب على ولي الأمر أن يكون حاضرًا في حياتهم، سواء من خلال السؤال عن أحوالهم الدراسية أو من خلال مساعدتهم في الدراسة.

وعلاوة على ذلك، يجب أن يسعى ولي الأمر إلى توفير جميع المتطلبات الدراسية لأبنائه، وأن يضع هذه الأمور في قائمة أولوياته. فإن الدعم النفسي والمعنوي من الأهل يؤدي دورًا كبيرًا في تحسين أداء الطالب، ويجب على ولي الأمر أن يكون صديقًا لأبنائه، يجلس معهم، يسمع لهم، ويجيب على تساؤلاتهم بكل صدق وشفافية؛ لأن الأبناء الذين يشعرون بالدعم والاهتمام من أهلهم يكونون أكثر قدرة على التفوق والنجاح.

أما رسالتي الثالثة، فهي موجهة للطلاب، الركيزة التي يجب أن تدرك أهمية التعليم في رسم مستقبلها؛ فالتعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنهم من تحقيق طموحاتهم وأحلامهم، وعليهم أن يدركوا أن الاجتهاد والمثابرة هما السبيل الوحيد للوصول إلى النجاح. كما أن على الطالب أن يلتزم بالاحترام تجاه المُعلِّم والمدرسة، لأن احترام المُعلِّم هو البداية التي تقود إلى نجاح مستقبلي باهر. إذ تبدأ رحلة النجاح من تقدير الطالب لجهود مُعلِّميه، وفهمه لأهمية التعليم في تحقيق أهدافه الشخصية والمهنية.

ولا يمكن إغفال أهمية اختيار الأصدقاء؛ إذ يُسهم الأصدقاء بدور محوري في تشكيل شخصية الطالب وتوجيه مساره الأكاديمي. ومن المهم أن يُدرك الطالب أن اختيار الصديق الجيِّد خطوة حاسمة نحو النجاح، لأن الصديق الإيجابي يُعزز الثقة بالنفس ويساعد على تنمية القدرات والمواهب.

إلى جانب ذلك، يجب على الطالب الابتعاد عن التقليد الأعمى والمقارنة السلبية مع الآخرين؛ فبدلًا من الانشغال بما يمتلكه الآخرون، من الأفضل التركيز على تحسين الذات والعمل بجدية لتحقيق الأهداف الشخصية. وعندما يدرك الطالب أن لكل شخص طريقه الخاص، فإنِّه يصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات والصعوبات بثقة وهدوء.

وإضافة إلى ذلك، على الابن والابنة ألّا ينظروا إلى ما تملكه أسرهم حاليًا ، خصوصًا إذا كانت الأسرة تعيش في ظروف مادية محدودة؛ بل من الأفضل أن يجتهدوا في دراستهم ويعملوا على تطوير مهاراتهم العلمية والعملية، لأن التعليم هو الطريق الذي سيمكنهم من تحسين أوضاعهم المعيشية في المستقبل.

ومن ثم، عندما يُحقق الطالب مستوى تعليميًا عاليًا، سيصبح قادرًا على الحصول على أفضل الوظائف التي ترفع من مستواه المعيشي وتمكنه من تأمين حياة كريمة لأسرته. وهنا تظهر أهمية الاجتهاد الشخصي، حيث يمكن للطالب أن يستغل أوقات الفراغ، مثل إجازات نهاية الأسبوع، في البحث عن وظائف مناسبة لدعمه المالي والمساهمة في مصاريف الأسرة.

وبالتالي، هذه التجربة ليست فقط وسيلة لمساعدة الأسرة ماديًا، بل أيضًا فرصة لتطوير مهارات العمل والمسؤولية. فمن خلال هذا التوازن بين الدراسة والعمل، يمكن للطالب أن يسهم في تحسين حياة أسرته وأن يمهد لنفسه مستقبلًا مشرقًا مليئًا بالفرص.

وختامًا.. أرجو أن يكون العام الدراسي الجديد مليئًا بالتفاؤل والأمل، وأن نرى جميعًا ثمار الجهود المبذولة تتحقق على أرض الواقع. فالتعليم ليس مجرد وسيلة لتحقيق الأهداف الشخصية، بل هو مسؤولية مشتركة بين المُعلِّم، الطالب، وولي الأمر، لبناء مستقبل الوطن. فعندما يتكاتف الجميع، يمكننا أن نساهم في صناعة جيل قادر على مواجهة التحديات، والتفوق في مختلف مجالات الحياة. لذا، دعونا نكون على يقين بأن كل جهد نبذله اليوم سيثمر غدًا، وأن بناء الإنسان هو الهدف الأسمى الذي نسعى إليه جميعًا.  كل التوفيق للجميع، ونأمل أن يكون هذا العام الدراسي خطوة جديدة نحو النجاح والتفوق بإذن الله، ولعلنا نصنع جيلًا يسهم في تقدم هذا الوطن وازدهاره على مدار الأعوام المقبلة.

مقالات مشابهة

  • دولة أوروبية تشدد سياسة الهجرة
  • تحليل محرر شؤون التكنولوجيا بـCNN حول الذكاء الاصطناعي بهواتف ايفون 16 و16 برو
  • الإمارات تستعرض في «بريكس» سياسات سوق العمل
  • سفير اليابان بالقاهرة يشهد عرضا لرائد الفن المسرحي «نومورا تاى ايتشرو» بنقابة الصحفيين
  • خالد بن محمد بن زايد يعتمد استراتيجية «أدنوك» في التكنولوجيا الرقمية
  • القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تناقش الأطر والسياسات لاستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • كيف يغير الذكاء الاصطناعي مشهد الوظائف في قطاع التكنولوجيا؟
  • «الصحفيين»: اليابان نموذج لدور الصحافة المطبوعة في بناء الدول
  • ركائز التعليم.. مسؤولية مشتركة
  • دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم خلال الفترة المقبلة