العين: راشد النعيمي
كشفت حادثة الرحلة المأساوية لفريق المسير الجبلي «الهايكنج» متعدد الجنسيات المكون من 16 شخصًا في سلطنة عمان والتي انتهت بوفاة أربعة متسلقين وإصابة آخرين، أن من بين الضحايا مواطنين إماراتيين، هما خالد المنصوري وسالم الجراف، اللذين توفيا بعد أن حوصرا مع زملائهما في مجرى الوادي الضيق الذي امتلأ بمياه الأمطار التي هطلت فجأة خلال الرحلة.


وشيع في الإمارات الفقيدان المحبان لرياضة المغامرة اللذان شاركا أكثر من مرة مع فرق في سلطنة عمان، حيث كان الفقيد خالد يوسف المنصوري لاعباً سابقاً في منتخب الإمارات لكرة اليد وبطلاً في رياضة الرمح، بينما كان الفقيد سالم محمد الجراف محباً لرياضة المغامرات.
وأقيمت صلاة الجنازة في أبوظبي ورأس الخيمة بعد وصول الجثمانين من سلطنة عمان.


أخاديد عميقة
يعد وادي قاشع الذي شهد الحادثة من المواقع التي تجتذب المغامرين نظراً لتميزه بالأخاديد العميقة والمسارات الضيقة، وهو جزء من وادي الهجري، لكنه يضم منحدرات صخرية تتطلب الحذر في تخطيها لأن الانزلاق منها يعني السقوط في مجرى الوادي الذي يشهد جرياناً قوياً بسبب ضيقه.
وكانت شرطة عمان السلطانية قد أشارت إلى انجراف خمسة أشخاص في وادي تنوف بولاية نزوى بعد تعرض ١٦ شخصاً من مجموعة مسير جبلي متعددة الجنسيات لهطول أمطار غزيرة نتج عنه وفاة مواطن عماني وثلاثة أشخاص من جنسيات عربية وإصابة آخر بإصابات بالغة، وتم نقلهم عن طريق طيران الشرطة إلى مستشفى نزوى المرجعي، فيما قالت هيئة الدفاع المدني والإسعاف إن فرق الإنقاذ في محافظة الداخلية بالتعاون مع المواطنين تعاملت مع البلاغ، حيث تم العثور على 4 أشخاص منهم مفارقين للحياة ونقل 4 آخرون إلى المستشفى تراوحت إصاباتهم ما بين المتوسطة والحرجة.

المغامر خليفة المزروعي


شاهد عيان
روى أحد شهود العيان أن آخر لقاء جمعه بأعضاء الفريق كان خلال رجوعه للوادي لتنبيه الشباب الذين سبق له رؤيتهم يمارسون المسير الجبلي، حيث صادف قائد الفريق حسام العامري ومجموعته وقام بتنبيههم لخطورة الوضع وحالة الطقس التي ستؤدي لجريان الوادي.
وأضاف أن قائد الفريق أشر له أن هناك مجموعة من أربعة أشخاص لا يزالون في الأعلى ولا يعلمون أن الوادي القادم جارف، والمخرج منه ضيق ولا يتعدى عرضه المترين، وقال إنه واصل المشي والتقدم تجاه المجرى لتنبيه الأشخاص، لكن الوادي كان أسرع، حيث استمرت الأمطار من العصر حتى المغرب، ما زاد من منسوب المياه بالمجرى.
وقال إنه عند التاسعة مساء كان منسوب المياه مرتفعاً جداً وجارفاً لكنه جازف بعبور الوادي حيث لم يكن أمامه أي خيار آخر للنجاة بنفسه، فواصل المشي لمسافة 8 كيلومترات بحثاً عن نقطة يتوفر فيها إرسال للهاتف، حيث قام بتقديم بلاغ للجهات المختصة التي تعاملت فوراً مع البلاغ.


تلافي الحوادث
من جانب آخر، علق المغامر الإماراتي خليفة المزروعي على الحادثة، مشيراً إلى أن مجال المغامرات يحتاج إلى وعي وتجنب كثير من الأخطاء لتلافي الحوادث التي باتت تتكرر في الآونة الأخيرة واختيار الوقت المناسب الذي لا يحتمل سقوط أمطار ولو بنسبة بسيطة.

وادي قاشع موقع الحادثة


وأشار إلى أن موقع الحادث وهو وادي قاشع يحتاج إلى لياقة عالية واستعداد مناسب والذي حدث في الرحلة هو هطول الأمطار بشكل قوي ومفاجئ، حيث كان الشباب في نهاية الوادي، وبعد هطول الأمطار تم تقسيمهم إلى 3 فرق بحسب السرعة لكيلا يتعرضوا جميعاً للخطر وهو تصرف سليم من قائد الرحلة.
ويضيف أن الفريقين الأول والثاني نجحا في الوصول بسلام لنهاية الوادي، بينما بقي الفريق الثالث وهو الأقل سرعة وكان في آخر كيلومتر وهو ممر ضيق حيث داهمتهم مياه الأمطار القوية وجرفتهم ما تسبب في الوفاة.
وأشار المزروعي إلى أن الأخطاء في هذا المجال تتسبب في كوارث ويجب على الفرق المنظمة للمسير الجبلي أن تتابع تطورات الطقس أولاً بأول وتراعي الدقة في إمكانية هطول الأمطار التي تشكل خطراً على المشاركين وكان الجميع يعلمون أن هذه الفترة تشهد تكونات صيفية وأحياناً تكون الأجواء مناسبة لكن في لحظات تتبدل الأمور.
ودعا قادة الفرق إلى عدم تعريض أنفسهم والمشاركين وفرق الإنقاذ للخطر وعليهم إلغاء الرحلة في حال الشك ولو بنسبة بسيطة في تعرضهم لخطر كهطول الامطار أو جريان الأودية وإن إلغاء المغامرة ليس نهاية الطريق ويمكن تأجيلها لوقت آخر مناسب ولا يمثل خطورة على الأرواح.
وأشاد بحسام العامري قائد الفريق الذي كان من بين الضحايا مؤكداً أنه يتمتع بخبرة كبيرة وشجاعة وأنه كان مع الفرق التي وصلت مبكراً إلى بر الأمان لكنه عندما أحس بتأخر الفريق الأخير عاد إليه ساعياً إلى إنقاذ أعضائه وإيصالهم إلى بر الأمان لكنه لقي حتفه معهم بعد أن دهمتهم الأمطار.

التدابير الاحترازية
دعت هيئة الدفاع المدني والإسعاف هواة رياضة المشي الجبلي في سلطنة عمان إلى اتخاذ التدابير الاحترازية في التعامل مع هذا النوع من الهوايات نظراً للمخاطر التي تحيط بهذه الهواية في المناطق الجبلية المرتفعة.
وأكدت الهيئة على ضرورة اصطحاب الأشخاص الذين يمتلكون الخبرة الكافية في تتبع طرق المسارات الجبلية، وعدم المجازفة بممارسة الهواية دون أن يكون هناك دليل أو مرشد يقود المجموعة لتجنب المخاطر المتوقعة، مع ضرورة ارتداء الأحذية المناسبة للتسلق الجبلي وصعود الممرات الوعرة في أعالي الجبال، واتخاذ كافة التدابير الملائمة بما يمنع وقوع الحوادث التي ازداد عددها خلال السنوات القليلة الماضية.
وتنصح الهيئة بحمل العدة اللازمة من الأدوات الطبية والإسعافية عند التوجه إلى خوض تجربة المسير الجبلي، مع الحرص على الوصول لأماكن لا ينقطع عنها بث الهواتف اللاسلكية لتحقيق سرعة في تسجيل البلاغات الطارئة عند وقوع أي حادثة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات فيديوهات سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء ومحافظ الوادي الجديد يبحثان تدعيم قطاع الكهرباء

استقبل الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية بالقاهرة.

خلال ذلك تم عقد اجتماع لبحث الموقف التنفيذي لمشروعات التغذية الكهربائية بالمحافظة وتوفير الكهرباء اللازمة لمشروعات الاستصلاح والتصنيع الزراعي. 

كما تم مناقشة سبل التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية بالشراكة مع القطاع الخاص، وذلك بحضور المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر.

وناقش الاجتماع إمكانية توفير التمويل اللازم للتوسع في تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية، وتركيب العدادات الذكية بمنطقة أبو طرطور، وكذلك موقف إقامة محطات محولات بمراكز الخارجة وباريس والفرافرة؛ لتدعيم شبكات الكهرباء في إطار خطة الدولة لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة والتوسع فى مشروعات الاستثمار والتصنيع الزراعي بنطاق المحافظة.

وأكّد "عصمت" حرص الوزارة على دعم خطط التنمية بالمحافظات من خلال توفير التغذية الكهربائية اللازمة للمشروعات التنموية والاستثمارية والخدمية بما يسهم في تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين، ويضمن الاستغلال الأمثل للموارد.  

من جانبه أوضح "الزملوط" أنه تم تخصيص الأراضي اللازمة لإقامة محطات محولات الكهرباء الجديدة، وذلك وفق احتياجات مناطق المحافظة المختلفة. لافتًا أن المحافظة نفّذت حتى الآن عددًا من شبكات الطاقة الشمسية لتغطية دواوين المصالح الحكومية والمساجد والمدارس وآبار الري بقدرة إجمالية 290 ميجا وات؛ تماشيًا مع توجهات القيادة السياسية بالتحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، مُثمنًا دور الوزارة وتعاونها البنّاء لدعم خطط التنمية بالمحافظة.

تاريخ الكهرباء في مصر

يعود تاريخ الكهرباء في مصر إلى عام 1893، وذلك عن طريق شركة ليبون الفرنسية لتوليد الطاقة، إذ حصلت على أول امتياز من الحكومة المصرية لإدخال الإضاءة بالكهرباء في العاصمة والإسكندرية عام 1893م.

كانت شركة ليبون بمدينة الإسكندرية صاحبة الامتياز في إنتاج غاز الاستصباح المستخرج من الفحم الحجري والمستخدم في إضاءة الشوارع وبعض القصور، حيث أنه حتى أواخر القرن التاسع عشر كانت البدايات الأولى لاستخدام الكهرباء قاصرة على إضاءة قصور الأمراء والنبلاء والأثرياء، كما أن مولدات الكهرباء في ذلك الوقت كانت محدودة القدرة.

أقيمت أول وحدة توليد بخارية في الإسكندرية بكرموز عام 1895، كان المحامي الفرنسي مانولدي الذي يقطن في 5 شارع صلاح سالم بالإسكندرية هو أول مشترك يصله التيار الكهربائي وذلك في 11 مايو 1895، وفي نفس العام وصلت الكهرباء إلى البنك العثماني بالإسكندرية فكان ثان مشترك تصله الكهرباء على مستوى الجمهورية، أما جمعية البحارة والجنود «المركز الثقافى اليونانى حالياً» فهي أول جمعية تصلها الكهرباء وذلك عام 1898، وفي 14 يناير 1901 وصلت الكهرباء إلى مسجد النبي دانيال بالإسكندرية فكان أول مسجد تصله الكهرباء، وفي 26 فبراير 1896 وصلت الكهرباء إلى الكنيسة الانجلية، أما أول قنصلية تشترك في التيار الكهربائي هي القنصلية الفرنسية بالإسكندرية عام 1898، وكان يحاسب المشتركون على استهلاك الكهرباء بناءُا على عدد المصابيح الموجودة لديهم وقوتها إلى أن تم تركيب عدادات الكهرباء. 

مقالات مشابهة

  • الأهلي يُقيد رباعي الفريق الصاعد في القائمة الأفريقية
  • طالبان إماراتيان يفوزان بمسابقة الهاكاثون الخليجي لتوظيف الذكاء الاصطناعي
  • مجلس الوزراء يوافق على استقلال جامعة الغردقة عن «جنوب الوادي»
  • وزير الكهرباء ومحافظ الوادي الجديد يبحثان تدعيم قطاع الكهرباء
  • الإمارات تتضامن مع المغرب وتعزّي في ضحايا الأمطار
  • الإمارات تتضامن مع المغرب وتعزي في ضحايا الأمطار الغزيرة
  • الإمارات تتضامن مع المغرب في ضحايا الأمطار الغزيرة
  • الإمارات تتضامن مع المغرب وتعزّي في ضحايا الأمطار الغزيرة
  • تعليق ناطق “أنصار الله” على الغارات الأمريكية والبريطانية التي أسفرت عن ضحايا في مدرسة للبنات بتعز
  • بالفيديو... الأمطار تتساقط في بقاع صفرين