«الاتحاد للماء والكهرباء» توظف تقنيات متقدمة ومبتكرة
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
دبي: «الخليج»
بالتزامن مع الأسبوع العالمي للمياه، والذي يُعقد خلال الفترة من 25 إلى 30 أغسطس/ آب الجاري، ألقت شركة الاتحاد للماء والكهرباء الضوء على خطتها المُصممة للحد من التسرّبات في شبكة التوزيع بالمناطق الشمالية.
وتُشكل الخطة جزءاً من النهج الاستراتيجي وخريطة الطريق واسعة النطاق للشركة، لتحقيق أهداف مبادرة محمد بن زايد للماء، ودعم الجهود الوطنية لمواجهة ندرة المياه في البلاد.
وتتضمن الخطة توظيف تقنيات مبتكرة، مثل «الكرة الذكية»، وأنظمة متقدمة للفحص الصوتي، وتسجيل البيانات، تمتلك القدرة على كشف التسرّبات، وإرسال تنبيهات فورية بشأنها.
وتتابع الشركة مشروعها الطموح لتعميم تجربة العدادات الذكية عالية الكفاءة، وتقليص مساحة المنطقة التي يخدمها كل عداد رئيسي، بما يسهم في الكشف المبكر عن التسربات، وتحديد مواضعها بسهولة. يوسف آل علي
وقال المهندس يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي للشركة: «تشكّل خطتنا الشاملة للحدّ من الفاقد في المياه، جزءاً من خريطة طريق طموحة تمتد على مدار خمس سنوات، نسعى خلالها لتطوير جميع عناصر ومكونات البنية التحتية للقطاع».
وأوضح أنه بالتزامن مع تلك الجهود، تُخطط الشركة أيضاً لتنفيذ استثمارات كبيرة تضمن تلبية احتياجات المتعاملين، وأكد ضرورة تتبُّع المسار الاستراتيجي الذي رسمته القيادة الرشيدة بشأن هذا القطاع الحيوي، وما ينبثق عن تلك الرؤية من استراتيجيات ومبادرات، وعلى رأسها مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للماء، والاستراتيجية الوطنية للأمن المائي 2036، وهي الرؤية التي استندت إليها الشركة لتطوير خطتها العامة.
من جانبه، أكّد المهندس عبدالله الخميري، الرئيس التنفيذي للعمليات، أن توظيف تقنيات مثل أجهزة المراقبة والتحكم، تسهم في الحصول على بيانات ومعلومات استباقية وموثوقة حول نسب الفقد والخسارة، ما يشكّل خطوة أساسية نحو تعزيز وتطوير أنظمة إدارة المياه، ويصب في مصلحة تحقيق قدر أكبر من الأمن المائي.
أما تقنية «الكرة الذكية»، فهي معدات مزوّدة بأجهزة استشعار، تقوم بإرسال معلومات آنيّة حول التسربات المحتملة، في حين يتم توظيف أنظمة الفحص الصوتي في الكشف عن التسرّبات من خلال بيانات صوتية دقيقة تحدّد معدلات التدفق في أنابيب الضخ والتوزيع.
وتخطّط الشركة التي تمتلك شبكة توزيع مياه ممتدة على طول المناطق الشمالية من البلاد، لتعزيز استجابتها للتسربات المحتملة، بتقسيم الشبكة إلى مناطق تركيز أصغر، وتركيب المزيد من العدادات الرئيسية، فإذا زاد التدفق على عداد معين، يشير ذلك لاحتمالية وجود تسرب، وكلما كانت منطقة التركيز للعداد أصغر، يسهل تحديد موضع التسرب في الشبكة.
ولدى الشركة خطة مستدامة للاستثمار في توسعة الشبكة الحالية، واستبدال وتجديد وتأهيل الشبكات الموجودة، ودعمها بأجهزة المراقبة.
من جانب آخر، سيسهم مشروع مركز التحكم الجديد للمياه «سكادا»، في تعزيز إدارة الشبكة، بتطوير أنظمة المراقبة والتحكم فيها عن بعد، خاصة أن المنصة تتضمن أيضاً النمذجة الهيدروليكية وأنظمة إلكترونية للتحكم في أنظمة الضغط والتدفق، والمساعدة على الكشف المبكر عن التسرّبات في الشبكة.
وتُستكمل الخطة من خلال متابعة تنفيذ مشروع تعميم تجربة العدادات الذكية، والتي من بين مزاياها توفير معلومات فورية للمتعاملين، تمكنهم من مراقبة معدلات استهلاكهم، وكشف الفجوات فيها، وإمكانية تقنينها، بجانب برنامج رفع معدلات الوعي والمشاركة المجتمعية، ودعم إدارة جانب الطلب.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات شركة الاتحاد للماء والكهرباء الإمارات
إقرأ أيضاً:
سهل صلالة الزراعي.. سلة غذائية مُستدامة ومورد اقتصادي يُمكن تنميته عبر تقنيات الزراعة الحديثة
صلالة- العُمانية
يُمثل سهل صلالة الزراعي نموذجًا للإنتاجية والاستدامة الاقتصادية وتعزيز الأمن الغذائي في سلطنة عُمان من خلال جمعه بين أساليب الزراعة التقليدية والطرق الحديثة وإنتاج عددٍ من المحاصيل والصناعات المرتبطة بالمنتجات الزراعية، ويمتد سهل صلالة الزراعي على مساحة تقدر بـ 5 آلاف فدان، ويشهد هطول الأمطار الموسمية السنوية في موسم الخريف خلال الفترة من 21 يونيو إلى 21 سبتمبر من كل عام، حيث يبلغ الهطول السنوي للأمطار نحو 100 ملم، وتشكل هذه الظروف المناخية فرصة لتعزيز خصوبة التربة.
وقال المهندس فائل بن محمد الجحفلي المدير العام المساعد للزراعة وموارد المياه بمحافظة ظفار إنّ الإنتاج الزراعي يعمل على تعزيز الجوانب الاقتصادية لسلطنة عُمان من خلال الإنتاج المباشر لعددٍ من المحاصيل منها على سبيل المثال لا الحصر الموز الذي يشكل نحو 15.3% من إجمالي إنتاج الفواكه في السهل، إذ يصل إنتاجه السنوي إلى نحو 4928 طنًّا، ويُصدر منه إلى الأسواق الإقليمية مثل دول الخليج، مما يساهم في رفد القطاع الاقتصادي المرتبط بالزراعة. وأضاف أن السهل يُنتج نحو 7 آلاف طنٍ من جوز الهند سنويًّا ذي القيمة الغذائية العالية، وتُستخدم ثماره في التصنيع الغذائي، مثل زيت جوز الهند وفي العديد من مكونات مستحضرات التجميل والعناية بالجسم.
وأكد المدير العام المساعد للزراعة وموارد المياه بمحافظة ظفار أنّ سهل صلالة الزراعي يدعم نمو قطاع السياحة الزراعية خلال موسم الخريف، ويُعد نقطة جذب أساسية للسياح الذين يستمتعون بمشاهدة مناظر المزارع الممتدة لجوز الهند وغيرها من الأشجار المثمرة كالموز والفيفاي وتجربة تناول ثمارها الطازجة من أكشاك بيع مخصصة لهذا الغرض، لافتًا إلى أنّ السهل يُزرع فيه كذلك عددٌ من المحاصيل الأخرى كالمانجو، وأنواع الحمضيات، وأصنافٌ متعددةٌ من الخضار، إلى جانب أنواعٍ من الحشائش والأعشاب التي تتغذى عليها الماشية، إضافة إلى زراعة النباتات العطرية والطبية التي تحتاج إلى مناخ مشبع بالرطوبة.
وأشار إلى أنه بالرغم من المساهمة الاقتصادية الكبيرة لسهل صلالة، إلّا أنه يواجه تحديات تتعلق بالتضاريس الجبلية التي تحد من توسيع الرقعة الزراعية وتجعل الوصول لبعض المناطق الزراعية صعبًا، بالإضافة إلى تحدي توفر الموارد المائية والاعتماد على مياه الأمطار وتقسيم المزرعة إلى مساحات صغيرة وهي طريقة تقليدية غير مجدية اقتصاديًّا، وتأجير المزارع للعمالة الوافدة، والزحف العمراني، فضلًا عن التحديات الناجمة عن انتشار بعض الآفات الزراعية.
وأكد أنّ وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تعمل على تذليل هذه الصعوبات وتقديم الدعم المناسب للمزارعين، من خلال إدخال عددٍ من التقنيات الحديثة في الزراعة والتي تتمثل في الري بالتنقيط والرش، واستخدام المحاور لتحسين استدامة الزراعة، إضافة إلى الزراعة في البيوت المحمية والمظلات، واستخدام تقنية الزراعة المائية دون تربة، وأنظمة الطاقة الشمسية.
وتابع أنّ المديرية تنفذ عددًا من البرامج والمشروعات لدعم المزارعين من بينها، تمويل صندوق التنمية الزراعية والسمكية لمشروعات زراعة (الكركم والزنجبيل والبن العربي)، إلى جانب مشروعات دعم تقاوي القمح وخدمة الحاصدات الزراعية، وتوزيع الشتلات الزراعية، بالإضافة إلى تدريب وإرشاد المزارعين على الزراعة العضوية التي تساعد في تقليل استخدام المواد الكيميائية.
ويقوم عددٌ من المزارعين وأصحاب المزارع في سهل صلالة بالزراعة في البيوت المحمية التي تعد تقنية زراعية حديثة تهدف إلى تحسين إنتاج المحاصيل في بيئة خاضعة للرقابة، وتتميز هذه الطريقة باستخدام هياكل محمية تُبنى من مواد مثل البلاستيك أو الزجاج، مما يسمح بحماية النباتات من التغيرات المناخية مثل الرياح والحرارة المرتفعة أو الأمطار الغزيرة.
وحول هذه التقنية، قال عبد الله بن محمد الشنفري (أحد المهتمين بنمط زراعة البيوت المحمية) إنّ هذا النوع من الزراعة يعتمد على التهوية والإضاءة، ويتم من خلاله توزيع النباتات على رفوف تسهل الوصول إليها، مما يجعل عملية الري والتسميد والحصاد أكثر كفاءة، مشيرًا إلى أنّ نظام الزراعة في البيوت المحمية يمر بخطوات معينة تبدأ بتصميم البيت المحمي، الذي يجب أن يكون مناسبًا لمساحة هذه الرفوف، مع مراعاة الإضاءة والتهوية، ثم يأتي اختيارها، إذ يمكن استخدامها من مواد مقاومة للرطوبة، مثل البلاستيك أو المعدن.
وأضاف أنه تأتي بعد ذلك مرحلة توزيع النباتات حسب احتياجاتها من الضوء والرطوبة، لافتًا إلى أنه يمكن استخدام أنظمة الري بالتنقيط أو الرش لضمان توزيع الماء بشكل متساوٍ إلى جانب استخدام أسمدة مناسبة لضمان نمو صحي للنباتات، موضحًا أن من المحاصيل المناسبة للزراعة في البيوت المحمية بالرفوف هي الأعشاب مثل الريحان والنعناع، والخضروات مثل الطماطم والفلفل، وبعض أنواع الفواكه.
من جانبه، قال علوي بن عبد الله مقيبل إنّ الزراعة في صلالة تتميز بتاريخ عريق ونمط زراعي يتماشى مع الظروف المناخية والتضاريس في المنطقة، موضحًا أنّ من أنماط الزراعة التقليدية، الزراعة المطرية التي تعتمد على الأمطار الموسمية، خاصة خلال فترة الخريف حيث تتساقط الأمطار بكميات وفيرة ويتم زراعة المحاصيل مثل الشعير، والقمح، والذرة، التي تتكيف مع ظروف الجفاف. وأضاف أنّ هناك نمط الزراعة على المدرجات في المناطق الجبلية، مما يساعد على تقليل فقدان التربة والمياه؛ حيث كان يُزرع في المدرجات المحاصيل الجبلية مثل الحبوب والخضروات إلى جانب الزراعة باستخدام المحراث التقليدي، لافتًا إلى أن تغير المناخ كان له أثر على كميات الأمطار ودرجات الحرارة؛ مما أدى إلى تغير في أنماط الزراعة، كما أدى التوسع العمراني إلى تقليص المساحات الزراعية.