إسطنبول - صفا أكد وزير العدل التركي يلماز تونج، أن مستشفى الشفاء بغزة قدم شهداء ودمّرته وأحرقته "إسرائيل" على مرأى العالم بأسره. جاء ذلك في تصريحات للصحفيين قبيل العرض الأول للفيلم الوثائقي "مستشفى الشفاء.. جرائم مدفونة" وهو من إعداد منصة "الجزيرة 360" ومبادرة "قيد التسجيل لأجل الإنسانية"، والتي تعد وكالة الأناضول أحد شركائها الإعلاميين.

واعتبر تونج، أنّ أعضاء الكونغرس يعلنون للعالم أجمع أنهم شركاء في جريمة الإبادة الجماعية باستقبالهم بحفاوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأنها بمثابة وصمة عار في التاريخ الإنساني. وقال: "من المؤسف أن الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الداعمين لإسرائيل لمنع وقف إطلاق النار، إن الشخص الذي طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحقه (نتنياهو) يحظى بحفاوة بالغة في الكونغرس الأمريكي". وأشار إلى أنّ جرائم الاحتلال ضد الإنسانية في غزة وفلسطين مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ولفت إلى أنّ أكثر من 40 ألف فلسطيني استشهدوا، بينهم 17 ألف طفل وأكثر من 10 آلاف امرأة. وأضاف تونج أن جهود المنظمات الدولية والمظاهرات في أوروبا والولايات المتحدة لم تكن كافية لوقف المذبحة الإسرائيلية في غزة. وأكد أنّ بلاده تدعم المساعدات الإنسانية لغزة وأنّ هدفهم تحقيق وقف إطلاق النار هناك في أقرب وقت ممكن. وشدد على الأهمية البالغة للفيلم الوثائقي عن مستشفى الشفاء. وشكر شبكة "تي آر تي" التركية التلفزيونية ووكالة الأناضول، على مساهمتهما في طرح القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية على الرأي العام. وبين تونج أن العديد من المؤسسات الإعلامية كشفت للعالم المأساة الإنسانية والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها "إسرائيل" في فلسطين، وتحديدًا في غزة. وأشار إلى أن وسائل الإعلام التركية أظهرت موقفًا مثيرًا للإعجاب بشأن هذه القضية، وما زالت تواصل عملها. وأوضح أن الصور الفوتوغرافية ولقطات الفيديو والتسجيلات الحية التي جمعوها هناك ستكون بمثابة وثائق في تاريخ الإنسانية ودليلًا في المحاكم القضائية. وقال تونج : إن "لعنة الأطفال والرضع الذين قتلوا في غزة ستطارد هؤلاء القتلة. الذين ارتكبوا هذه الإبادة الجماعية سيعاقبون بالتأكيد أمام العدالة الإلهية في الآخرة وأمام القانون الدولي في هذه الدنيا". وأكد أنّ معاقبة نتنياهو وأعوانه الإرهابيين ستكون لامحالة كما تمت معاقبة مجرمي الحرب في البوسنة والهرسك من خلال محكمة أقيمت من أجلهم بعد سنوات.   وأشار إلى القضايا الجنائية المرفوعة بحق" إسرائيل" قبيل 7 أكتوبر والتي لم تثمر عن شيء في معاقبة المجرمين الإسرائيليين. وذكّر تونج أن تركيا طلبت التدخل في القضية المرفوعة ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية، قائلًا: "الأدلة التي بحوزتنا، وخاصة الأدلة التي حصلت عليها وكالة الأناضول، تكشف كل شيء" واعتبر القرارات الاحترازية التي اتخذتها محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في غزة، لم تحقق نتائج، وأن النظام الدولي لا يعمل بهذا الخصوص. وشدد على أنهم في تركيا سيواصلون الوقوف إلى جانب فلسطين، وأن أولويتهم هي وقف إراقة الدماء. وقال: "ستواصل تركيا العمل من أجل عملية تنتهي بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية" وأكد أن الفيلم الوثائقي الذي سيشاهدونه لأول مرة، سيترك بصمته في التاريخ وأنهم سيرون نوع الجريمة التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق الإنسانية في الفيلم الوثائقي. وأضاف "بيننا أطباء كانوا يعملون في ذلك المستشفى، لقد عاشوا الظلم هناك، ورأوا كيف انقطعت الكهرباء عن الأطفال في الحاضنات وكيف كانوا يموتون في الغرف المظلمة". 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى حرب غزة مستشفى الشفاء مستشفى الشفاء فی غزة

إقرأ أيضاً:

يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب

من المتوقع أن يغادر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد المقبل في زيارة سياسية إلى الولايات المتحدة، حيث ستكون النقطة الأهم فيها هي لقاء شخصي مع الرئيس دونالد ترامب.

وجاء في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أعده مراسلها السيسي إيتمار آيخنر، أنه وفي هذا اللقاء المرتقب "سيحاول الزعيمان وضع سياسة مشتركة بشأن العديد من المواضيع، بما في ذلك إيران ومستقبل قطاع غزة".

وذكر التقرير أنه "في إسرائيل يُعطى هذا الاجتماع أهمية كبيرة ويُنظر إليه كفرصة لصياغة سياسة تجاه المنطقة، حيث أن ترامب على الرغم من أن له غريزته الخاصة ويتحدث عن الشرق الأوسط قبل توليه المنصب وبعده، إلا أن العديد من القرارات لم تُتخذ بعد في إدارته، لذلك، يأمل نتنياهو أن يتمكن من التأثير على صياغة سياسة ترامب خلال الاجتماع".

وأوضح أن "الموضوع الأول من حيث الأهمية بالنسبة لإسرائيل هو التهديد الوجودي من إيران، بينما بالنسبة لترامب، فإن القضية الإيرانية تُدرج ضمن الهيكلية الإقليمية، وفي الوقت نفسه، تعتبر وضعية طهران وأوضاعها مهمة أيضًا بالنسبة لدول أخرى في الشرق الأوسط، مثل السعودية والإمارات والبحرين، ولدى الولايات المتحدة التزامات بشأن هذه القضية لا تتعلق فقط بإسرائيل".


ويذكر أن "إسرائيل" ترغب في رؤية عقوبات أمريكية قاسية ضد إيران، مع وجود خيار عسكري موثوق.
خلال ولايته السابقة، فرض ترامب عقوبات صارمة على إيران، ولكن لم يُقِم تهديدا عسكريا موازيا، في الوقت نفسه، الرسالة التي أرسلها ترامب هي أن طهران لن تحصل على قنبلة نووية، والنقاش يدور حول كيفية ضمان تحقيق هذا الهدف. 

وأكد التقرير إنه "من غير المتوقع أن يبدأ ترامب في القيام بعمل عسكري ضد إيران، لأنه في رؤيته لا يريد فتح حروب وإيران ليست حربه، لكنه بالتأكيد يمكنه مساعدتهم في حروب الآخرين، وبذلك يحرر ترامب نفسه من التناقض بين الرغبة في أن يكون صانع سلام وقدرته على مساعدة إسرائيل في الفوز في حروبها".

وأضاف أنه "في إسرائيل، يتوقعون سماع خطط ترامب بشأن القضية الإيرانية، وهل ينوي الدخول في حوار دبلوماسي معهم في محاولة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، والقضية الإيرانية مرتبطة أيضًا بخطط ترامب بشأن السعودية، وفقًا لرغبة الأمريكيين في توسيع اتفاقات أبراهام، ومندوب ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زار السعودية هذا الأسبوع، بعد أسبوع من تنصيبه".

وأشار التقرير إلى أن "الموضوع المركزي الآخر الذي سيُطرح هو الأسرى ومستقبل قطاع غزة، إذ يُعتبرون قضية ملحة، مقارنة برؤية عامة حول غزة، لأنه من الواضح للجميع أن قضية القطاع لن تُحل في غضون 19 يومًا، وهي الفترة المخصصة للمفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، من اليوم الـ16 حتى اليوم الـ35 من قرار وقف إطلاق النار، وحتى ويتكوف لم يحدد موقفه بعد بشأن الموضوع، ويكرر الأمريكيون موقفهم بأنه يجب التأكد من أن غزة لن تكون ملاذًا آمنًا للإرهابيين، في ظل الحاجة الملحة لإنقاذ جميع الأسرى".

 من المتوقع أن يحاول ترامب ونتنياهو التوصل إلى تفاهم حول التوتر بين الموضوعين خلال اجتماعهما.

ويذكر أن الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، والرئيس الجديد ترامب تعهدا أمام نتنياهو (شفهيًا وكتابيًا) أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن استمرار صفقة الأسرى، فلن تُعتبر العودة إلى القتال انتهاكًا للاتفاق. 

ومع ذلك، من الواضح لجميع الأطراف أن الموضوع أكثر تعقيدًا: الأمريكيون منشغلون ببناء أعمدة السياسة الاستراتيجية، حيث أن كل قضية تتداخل مع الأخرى، ويريد ترامب التحدث مع نتنياهو بشأن الأمور لتشكيل السياسة العامة، ومن المحتمل جدا أن يطلب منه عدم العودة إلى القتال، على الأقل لفترة زمنية معينة.


وأكد التقرير "في إسرائيل تفاجأوا جدًا من تصريحات ترامب حول إمكانية نقل نصف سكان غزة إلى الأردن أو مصر لإعادة إعمار القطاع، ولم تتم مناقشة هذا السيناريو بجدية في إسرائيل، وليس من الواضح مدى إيمان ترامب بأن هذه الخيار واقعي، وربما هو يطلق بالون اختبار ليرى ردود الفعل على الفكرة، والتي قوبلت في العالم العربي والإسلامي ببرود شديد حتى الآن، بينما يعتزم ترامب مناقشة موضوع ما بعد القتال مع نتنياهو، ومن المتوقع أن يسأله بشكل صريح: "ما هي خططك؟".

وأضاف التقرير "أوضح السعوديون لإسرائيل أنهم لن يتمكنوا من المضي قدمًا في التطبيع دون وقف إطلاق النار، والآن بعد أن تم التوصل إلى وقف إطلاق نار هش، سيكون السعوديون في موقف صعب إذا عادت إسرائيل إلى القتال، وسط توقعات إسرائيلية من ترامب تحرك وفريقه حول وضع الموضوع السعودي بالتحديد، بينما يعتقد كبار المسؤولين في إسرائيل أنه قد يكون من الصعب إغلاق التطبيع قبل إتمام المرحلة الأولى من الصفقة".

ومن المتوقع أن يناقش ترامب ونتنياهو أيضًا أوامر الاعتقال الصادرة ضده وضد وزير الحرب السابق، يوآف غالانت، من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وكذلك فرض العقوبات على المدعي العام، كريم خان، وأعضاء فريقه. 

وسيناقش الطرفان أيضا استمرار نقل الأسلحة من الولايات المتحدة إلى "إسرائيل"، ووقف إطلاق النار في لبنان، وكذلك الحكومة الجديدة في سوريا.

مقالات مشابهة

  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
  • بالأرقام.. هذا ما دمره جيش الاحتلال في غزة
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل تلقت قائمة بأسماء محتجزين سيطلق سراحهم الخميس
  • الهيئة الدولية لدعم فلسطين: إسرائيل ليس لديها صلاحيات للتحكم في مصير «الأونروا»
  • الهيئة الدولية لدعم فلسطين: إسرائيل ليس لديها صلاحيات للتحكم في مصير"الأونروا"
  • “الدولية لدعم فلسطين”: إسرائيل ليس لديها صلاحيات للتحكم في مصير “أونروا”.. مهزلة
  • «الدولية لدعم فلسطين»: إسرائيل ليس لديها صلاحيات للتحكم في مصير «الأونروا»
  • "الدولية لدعم فلسطين": إسرائيل ليس لديها صلاحيات للتحكم في مصير الأونروا
  • «الدولية لدعم فلسطين»: إسرائيل ليس لديها صلاحيات للتحكم في مصير «الأونروا»
  • ما البنود الإنسانية التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟