انشغل لبنان امس بمقتل المسؤول في حزب "القوات اللبنانية" الياس الحصروني (70 سنة الملقب بالحنتوش) قبل نحو اسبوع في بلدة عبن ابل في الجنوب، حيث تبين بعد دفنه الاحد الماضي ونتيجة انتشار فيلم فيديو عن كيفية حصول الجريمة مساء يوم حصولها، انه تعرض للخطف من قبل اشخاص على متن سيارتين وتم قتله والقاء جثته في احد الاحراج قرب الطريق ليظهر الموت على انه نتيجة حادث سير ادى الى انقلاب سيارته ووفاته.



وكتبت" النهار": ان تتحول "وفاة" غير مشكوك فيها خلال ساعات الى جريمة منظمة ومن ثم الى شبهة اغتيال "مكتوم"، فهذا التطور الاجرامي فرض نفسه حدثا تقدم واجهة مشهد داخلي مثقل باثقال مخيفة متراكمة وسط انعدام الأفق في أي اختراق قريب لازماته والكوارث التي تتساقط على اللبنانيين.
فوسط الاختناقات السياسية الاخذة بالضغط على مجمل الواقع الداخلي سقطت الوقائع المفاجئة والمباغتة المتصلة بمقتل الياس الحصروني المعروف ب" الحنوش" عضو المجلس المركزي في" القوات اللبنانية"ومنسق منطقة بنت جبيل في "القوات" سابقا في بلدته عين ابل الحدودية الجنوبية سقوطا صادما وسرعان ما اثارت الجريمة المكتشفة وقائعها الجنائية بعد أيام من دفن الضحية الشكوك والريبة والمخاوف من اهداف مدبرة محتملة وراءها وسط ترقب ما سيصدر عن الجهات القضائية والأمنية المولجة بالتحقيقات الجارية في الجريمة. وسواء ثبت الطابع الجنائي للاغتيال بخلفية سياسية نظرا الى الموقع الحزبي الرفيع ومكانة الضحية في مجتمعه الحدودي وتاثير قتله وما قد يكون من اهداف وراءه ، ام لم يثبت وذهبت التحقيقات في اتجاهات أخرى محتملة أيضا، فانه يصعب تجاهل الصدمة التي أحدثها اكتشاف مقتل الحصروني بأدلة مرئية جسدتها اشرطة فيديو تظهر خاطفيه وقتلته المفترضين لدى خطفه أيا تكن الدوافع المفترضة للجريمة. ولم يكن غريبا والحال هذه ان يستعيد بعضهم جريمة اغتيال لقمان سليم في الجنوب على وقع صدمة اكتشاف مقتل الحصروني ولو اختلفت الوقائع في تنفيذ كل من الجريمتين. ولكن توافر الأدلة الأساسية التي تكشف بالفيديوهات والكاميرات وقائع خطف الحصروني، تركت الاحتمالات واسعة في امكان توصل مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي الى نتائج سريعة من شانها ان تميط اللثام عن بعض الخفايا التي تكمن وراء هذه الجريمة وتحول دون اتساع حالة الريبة والشبهات التي تثير المخاوف. ولم يكن ادل على الدقة والحساسية اللتين احاطتا بهذا التطور من التزام "القوات اللبنانية" بتوجيهات صارمة من قيادتها بالتريث في اطلاق أي اتهامات ومواقف فورية قبل اتضاح الخيوط الأساسية في الجريمة ، وهو ما ترجمه رئيس حزب "القوات" سمير جعجع في بيانه الأول عن الجريمة.
وسبق لرئيس بلدية عين إبل، ان كشف لـ"النهار"، أن الواضح من الفيديوهات والكاميرات أن هناك عملية خطف منظّمة، ونحن بانتظار التحقيقات التي تقوم بها شعبة المعلومات". وأضاف: "الخاطفون يظهرون بشكل شبه واضح في الفيديوهات حتى السيّارات وألوانها، ويُمكن إذا كانت شعبة المعلومات تملك تقنيات حديثة أن تتعرّف أرقام السيّارات ووجوه الخاطفين بسرعة؛ لذلك نراهن على شفافية التحقيق، وقدرة شعبة المعلومات على كشف الحقيقة".

وشرح للوس تفاصيل ما ظهر في الفيديوهات، فقال: "ما حصل عملية خطف وقتل، والفرق بين خطفه والعثور على جثته هو نحو 20 دقيقة، ممّا يعني أن الجريمة نُفّذت فوراً. تمّ خطفه على طريق العين، بين عين إبل وحنين، ووجدت الجثة على بعد نحو كيلومتر على الطريق بين عين إبل وحنين ونحو دبل، وهي طريق سالكة عادة من المواطنين. فأثناء مرور مختار بلدة حنين، رأى سيارته "الجيب" صدفة على جانب الطريق، فاستدعى شرطة البلدية، ثمّ الإسعاف التابع لكشافة الرّسالة، وتمّ نقله إلى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل".

وكتبت" الاخبار": الإثنين الماضي، تقدّم نجل الحصروني بشكوى إلى فصيلة بنت جبيل اتّهم فيها مجهولين بقتل والده، وسلّم الفصيلة مقطع فيديو التقطته كاميرات مراقبة في منزل مجاور قريب. وتظهر في الفيديو غير الواضح صورة سيارة من نوع هوندا CRV تعترض سيارة حصروني. وبناءً على الفيديو وادّعاء العائلة، أُعيد فتح التحقيق بإشارة المحامي العام الاستئنافي المناوب في النبطية القاضي عباس جحا الذي أعطى إشارته باستخراج الجثة لتشريحها من قبل لجنة أطباء شرعيين. وأشار إلى تكليف فرع المعلومات بإجراء التحقيقات اللازمة بعدما كانت الفصيلة قد فتحت تحقيقاً واستمعت إلى إفادة شاهدة ادّعت أنّها رأت السيارات المشتبه فيها. كما استُمع إلى إفادة صاحب المنزل الذي صوّرت كاميرات المراقبة فيه الحركة المشبوهة للسيارات. وبحسب برقية الفصيلة، يذكر القائم بالتحقيق أنّ كاميرات المراقبة المثبتة في أحد المنازل الكائنة على طريق عام عين إبل - حانين، التقطت ليل الثاني من آب في تمام التاسعة والربع اعتراض سيارة رباعية الدفع، تلحقها سيارة من نوع هوندا CRV، طريق سيارة حصروني بشكل أعاق سيره وقطع الطريق عليه ليترجّل منها أشخاص صعدوا مع الضحية في سيارته قبل أن تغادر السيارات الثلاث باتجاه مكان حصول الحادث في بلدة حانين. أما الشاهدة التي أفادت المحقّقين بأنّه صودف مرورها أثناء إيصالها صديقتها، فذكرت أنّها رأت السيارة ودوّنت رقم لوحتها من دون الرمز، مدّعية أنّها شاهدت في داخلها شخصين ملتحيين يرتديان قبعتين. وذكرت أنّ السيارة أقلعت لدى مرورها، ما أثار ريبتها ودفعها لتسجيل رقم لوحة التسجيل.
وطلب جحا إيداع فرع المعلومات نسخة عن التحقيق وهاتف الضحية لدى الفرع الفني في «المعلومات». ويُركز التحقيق على البحث عن مسار السيارات المشتبه فيها، ولا سيما أنّ المعلومات الأمنية تُشير إلى وجود أربع سيارات، وليس اثنتين، أرقام لوحاتها لا قيود لها. وقالت مصادر متابعة للتحقيقات إنّ المحققين أمام عدة فرضيات إذا ثبت حصول عملية القتل على اعتبار أنّ الدلائل الأولى كانت تُرجّح فرضية الوفاة جراء الحادث. ويُطرح من بين هذه الفرضيات أن تكون هناك دوافع مادية أو خلافات مالية...

وقالت "نداء الوطن"ان «الوقائع المتصلة بالجريمة تشير الى عملية انتقامية تضمّنت كميناً وخطفاً وقتلاً، ثم محاولة إخفاء الجريمة بما يوحي أنها حادث سير عادي، لكن الكاميرات كشفت الوقائع الكاملة. وهناك مجموعة نفذت الجريمة وهي فعلت ذلك انطلاقاً من تمتعها بحرية الحركة في المنطقة وهي منظمة تنتمي الى جهة قادرة على القيام بهكذا عمل». ودعت المصادر الى «انتظار الساعات الـ48 المقبلة لكي تبيّن التحقيقات الملابسات وهوية منفذي الجريمة».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عین إبل

إقرأ أيضاً:

وول ستريت ترتفع مع قفزة البيتكوين وترقب لقرار الفائدة

افتتحت وول ستريت تعاملاتها على ارتفاع، مدفوعة بمكاسب البيتكوين، بينما تترقب الأسواق قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، والذي قد يرسم ملامح العام المقبل في الأسواق المالية.

اعلان

شهد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ارتفاعًا بنسبة 0.3%، بينما صعد مؤشر "داو جونز" الصناعي 90 نقطة (0.2%)، وارتفع مؤشر "ناسداك" بنسبة 0.5%، مدفوعًا بمكاسب أسهم التكنولوجيا.

وسجل سهم "مايكروستراتيجي" ارتفاعًا بنسبة 2.8%، اذ استفادت الشركة من صعود البيتكوين الذي تجاوز حاجز 106,000 دولار قبل أن يستقر عند 105,600 دولار، بحسب موقع "CoinDesk" ومن المتوقع أن تنضم "مايكروستراتيجي" قريبًا إلى مؤشر "ناسداك 100"، في ظل تضاعف قيمة سهمها ست مرات منذ بداية العام.

ترقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي

تتجه الأنظار إلى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، اذ من المتوقع أن يعلن البنك عن خفض جديد في أسعار الفائدة، ليكون الثالث على التوالي هذا العام. ويهدف هذا القرار إلى دعم سوق العمل الذي يعاني من التباطؤ، في ظل السعي للوصول إلى معدل تضخم مستقر عند 2%.

وسيصدر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي توقعاتهم حول مستقبل أسعار الفائدة حتى عام 2025، مع مؤشرات أخرى عن الاقتصاد. ومن المقرر أن يعقد رئيس البنك، جيروم باول، مؤتمرًا صحفيًا بعد الاجتماع لتوضيح خطط البنك المستقبلية.

بورصة نيويورك، الخميس 27 أكتوبر 2022. J. David Ake/ AP

وتشير التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين خلال عام 2025، وفقًا لبيانات CME Group، لكن هذه التوقعات تواجه تحديات بسبب إشارات على صعوبة الوصول إلى معدل تضخم 2%. وتزايدت المخاوف بشأن تأثير سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مثل فرض الرسوم الجمركية، على التضخم المستقبلي.

قطاع التكنولوجيا في الصدارة

في وول ستريت، تصدرت شركة "برودكوم" المشهد بارتفاع أسهمها بنسبة 9.7%، بعد إعلانها عن أرباح تجاوزت التوقعات، إلى جانب تقديمها توقعات إيجابية بشأن الإيرادات المستقبلية، مدفوعة بمنتجاتها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

أما شركة "هانيويل" فقد ارتفعت أسهمها بنسبة 3% بعد إعلانها عن خطط لدراسة فصل أو بيع أعمالها في قطاع الطيران، مع تعهدها بتقديم تفاصيل إضافية عند إصدار نتائج الربع الأخير من العام.

Relatedالاقتصاد الأوروبي على المحك: هل يُعيد التناغم الفرنسي-الألماني دوره؟بريطانيا تعمل على مشروع قانون لتوحيد 86 صندوق تقاعد بهدف تعزيز النمو الاقتصادي

خارج الولايات المتحدة، تراجعت الأسهم الأوروبية والآسيوية بشكل طفيف، اذ انخفضت أسواق هونغ كونغ بنسبة 0.9%، وشنغهاي بنسبة 0.2%، بعد صدور مؤشرات اقتصادية ضعيفة في الصين. كما تراجع مؤشر "كوسبي" الكوري الجنوبي بنسبة 0.2%، وسط أنباء عن تحقيقات مع الرئيس السابق للبلاد.

في سوق السندات، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مع تراجع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.38% من 4.40% المسجلة يوم الجمعة، في حين انخفض العائد على السندات لأجل عامين إلى 4.23% بدلا من 4.25%.

وفي ظل صعود البيتكوين، ومكاسب أسهم التكنولوجيا، والترقب لقرار الاحتياطي الفيدرالي، تظل الأسواق في حالة ترقب حذر. وتتجه الأنظار إلى تصريحات جيروم باول وتوقعات البنك المركزي لمستقبل الفائدة، والتي قد تحدد اتجاه الأسواق في العام المقبل.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ميقاتي يدعو اللاجئين السوريين في لبنان للعودة إلى ديارهم بسبب الضغوط الاقتصادية الاقتصاد الأوروبي على المحك: هل يُعيد التناغم الفرنسي-الألماني دوره؟ أجسام طائرة مجهولة تثير الفزع في أمريكا وترامب يطالب بإسقاطها فورًا.. ماذا نعرف حتى الآن؟ دونالد ترامبالاحتياطى الفيديراليالرسوم الجمركيةبتكويناقتصادتضخماعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب بيومها الـ437: قتلى في غزة ولبنان وقصف على سوريا وكاتس يعلن عن جهوزية الجيش لضرب إيران يعرض الآن Next المستشار سولتش يفشل في الحصول على ثقة البرلمان.. والألمان يستعدون لانتخابات مبكرة يعرض الآن Next مشاورات لتشكيل حكومة فرنسية جديدة.. رئيس الوزراء المكلف فرانسوا بايرو يتحرك تحت ضغط ميزانية 2025 يعرض الآن Next تقرير: ربع سكان إسرائيل يعيشون الفقر ويعانون من انعدام الأمن الغذائي يعرض الآن Next مجموعة دول غرب أفريقيا "الإيكواس" تمنح مهلة أخيرة للدول الثلاث التي شب انقلابيوها عن الطوق اعلانالاكثر قراءة بشار الأسد: لم أغادر الوطن وبقيت في دمشق حتى 8 ديسمبر الكرملين: لا قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد الروسية في سوريا حتى الآن زلزال بقوة 4.9 درجة يهز الجزائر لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدضحاياإسرائيلهيئة تحرير الشام قطاع غزةروسياإعصارعيد الميلادقصفدونالد ترامبداعشالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • ما اهداف توسيع قنوات التحويل الخارجي من قبل البنك المركزي العراقي؟
  • ما هي اهداف توسيع قنوات التحويل الخارجي من قبل البنك المركزي العراقي؟ - عاجل
  • «الشعب الجمهوري»: نتطلع لنتائج إيجابية من قمة «D-8» تحقق السلم والأمن الإقليمي
  • فيديو طعن شاب في قسنطينة يثير غضب الجزائريين.. الجناة صورا الجريمة 
  • رد فوري وغير مسبوق.. صنعاء تهاجم تل ابيب بصواريخ فرط صوتية في ذات اللحظة التي كانت طائرات اسرائيلية تهاجم اليمن وتحدث دمار هائل
  • تفاؤل حذر وترقب لوقف الحرب في غزة
  • ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي بسبب توقعات لنتائج الانتخابات
  • وول ستريت ترتفع مع قفزة البيتكوين وترقب لقرار الفائدة
  • الفرقة السادسة مشاة: ارتفاع قتلى مُسيّرة المليشيا التي استهدفت سوقا بالفاشر إلى ٤٠ قتيلاً و٢٥ جريحاً
  • السفير العراقي بطرابلس: نبحث مع حكومة الدبيبة مكافحة الجريمة المنظمة