تصوير: حسين المقبالي

لا يزال الحريق الكبير الذي شب في ولاية السيب حاضرا في ذاكرة القاطنين بالأحياء السكنية المحاذية للمزارع المهملة التي نشب بها ذلك الحريق إذ عانوا 10 أيام متتالية من تصاعد الأدخنة نتيجة هذه الكارثة الطبيعية، ورغم أن هذا الحريق لم يكن الأخير لكنه كان أكبرها، «$» وقفت على موقع الحريق واستمعت إلى القاطنين عن تلك الأيام التي عاشوها أثناء اندلاع الحريق، ومطالباتهم لبلدية مسقط قبل هذه الكارثة بضرورة إلزام أصحاب المزارع المهملة الاعتناء بها، وقيام الجهات المعنية برصف الطرق المؤدية إلى المزارع والأحياء السكنية حتى يتسنى لأجهزة الدفاع المدني سرعة الوصول إلى مثل هذه الحالات.

وقال حمدان بن عيسى السيابي: إن المزارع المهملة المحاذية للأحياء السكنية في ولاية السيب تاريخها حافل بنشوب الحرائق كونها مهجورة منذ سنوات عديدة، وهذه المزارع تحتوي على الحشائش والأشجار الشوكية الضارة وأضرارها أكثر من منافعها، وتمتد هذه المزارع المهملة لمساحات شاسعة وقد وجهنا نحن أهالي الأحياء السكنية المحاذية لهذه المزارع رسالة إلى بلدية مسقط للتعامل مع هذه الأشجار التي تجاوزت هذه المزارع ووصلت إلى الطرقات الداخلية في الأحياء السكنية، وكانت استجابة البلدية بتقليم الأشجار في هذه الطرق إلا أن المشكلة الكبرى لهذه المزارع المهملة الكميات الهائلة من الأشجار والحشائش التي تنبت في مساحاتها الواسعة إذ تجاوز إجمالي الحرائق المسجلة في هذه المزارع 30 حريقاً على مدار 35 ـ 40 سنة لكن الحريق الأخير كان هائلاً وظل اشتغال النيران لما يقارب تسعة أيام متتالية إذ تشتعل النار في موقع وتنطفئ في موقع آخر.

معاناة القاطنين

وأشار إلى أن أهالي الأحياء السكنية تضرروا كثيراً جراء الحريق الأخير بسبب الشرر المتطاير واقتراب ألسنة اللهب من المواقع السكنية إلا أن أجهزة الدفاع المدني حالت دون وصوله إلى الأحياء السكنية، ونتيجة تطاير الشرر تضررت بعض أسطح المنازل، ومنها احتراق بعض خزانات المياه والأنابيب والأسلاك وبعض أغراض القاطنين الموضوعة على أسطح منازلهم، ورغم نجاة الأحياء السكنية من الحريق إلا أن الأدخنة المتصاعدة ظلت قرابة 10 أيام متتالية كما أن الروائح كانت لا تطاق مما اضطر القاطنين إلى الخروج من منازلهم أياما عديدة وإحدى الحالات للقاطنين كانت لأسرة فيها الأب مبتور القدم والأم تتنفس عن طريق الأوكسجين بالإضافة إلى الجدة الطاعنة في السن واضطروا إلى استئجار فندق لأيام بسبب الوضع المأساوي نتيجة هذا الحريق .. مشيراً إلى أن الذين بقوا في الأحياء السكنية لم يسلموا من أضرار الحريق إذ بسبب الأدخنة كانت بعض الحالات يخرج دم من أنوفها، وكان لأجهزة الدفاع المدني دور كبير في إطفاء هذا الحريق الكبير، وقد طالبنا بلدية مسقط برصف الطريق الفاصل بين المزارع المهملة والأحياء السكنية ونتيجة للوضع الحالي في الطرق واجهت فرق الدفاع المدني صعوبة للوصول إلى مواقع النيران، وبما أن هذه المزارع مهملة منذ ما يقارب 35 ـ 40 سنة ومع انتشار الأفاعي والكلاب الضالة التي تجوب الأحياء السكنية ندعو بلدية مسقط إلى ضرورة إيجاد مداخل ومخارج مرصوفة في منطقتنا.

وأوضح أن حريق المزارع المهملة الكبير كان في الساعة التاسعة صباحاً وألسنة اللهب تفوق 20 متراً وهي معاناة كبيرة للأحياء السكنية، ونطالب الجهات المختصة إجبار ملاك المزارع المهملة في الاعتناء بها والتخلص من الأشجار الضارة ومنها أشجار المسكيت، كما أننا ندعو البلدية إلى توسعة الطرق المرصوفة المؤدية إلى المزارع لتتمكن من تفادي مثل هذه الكوارث الطبيعية، ووجود مسافات أمان بين المزارع المهملة والأحياء السكنية.

جهود الإطفاء

وقال غالب بن طالب الحبسي، صاحب إحدى المزارع بالسيب: الحريق كان هائلاً نتيجة حجم ألسنة اللهب المنتشرة في مساحات شائعة إذ قمنا خلال ذلك بتسريح المواشي وإبعاد المركبات ومطالبات السكان بالابتعاد خوفاً من الضرر المتوقع في أي لحظة، وتكرار مثل هذه الحرائق يضع على عاتقنا كأصحاب مزارع أهمية وجود طرق مهيأة لمثل هذه الحالات الطارئة، إذ أن أجهزة الدفاع المدني استمرت في العمل من الساعة الثامنة صباحاً إلى حوالي الساعة السادسة مساء لإطفاء هذا الحريق الهائل مع تدخل طائرة مروحية في عملية مكافحة هذا الحريق، وهي ربما المرة الأولى التي نشاهد فيها مروحية تقوم بعمليات إطفاء الحريق.

وأوضح أن الجهات المعنية مدعوة إلى تفعيل وجود أنابيب مياه للحالات الطارئة كون هذا الحريق لم يكن الأول ولكن كان الأكبر، إضافة إلى أهمية تأهيل الطرق لمثل هذه الحالات الطارئة، ونحن على استعداد لتقديم التسهيلات وأدعو أصحاب المزارع للتعاون مع الجهات المعنية من أجل المصلحة العامة وتفادياً لمثل هذه الكوارث، وعلى أصحاب المزارع المهملة الاعتناء بها تفاديا لمثل هذه الكوارث الطبيعية التي لا تحمد عقباها، إذ تشكل هذه المزارع مواقع قابلة للاشتعال في أي وقت.

ملاك المزارع

وقال سعيد السريري: إن الحريق الكبير في ولاية السيب وتحديداً في حلة الشخر أدى إلى أضرار كبيرة في المنازل المجاورة للمزارع المهملة نتيجة تطاير الشرر على أسطح المنازل في المنطقة كما أدى إلى حالات كثيرة من الاختناق نتيجة الأدخنة الكثيفة، وأدى أيضا إلى خروج الأهالي من منازلهم إلى منازل ذويهم في مناطق أخرى.

وأضاف: نطالب الجهات المعنية بالتدخل للحد من وجود المزارع المهملة بالقرب من الأحياء السكنية وضرورة إلزام ملاك هذه المزارع الاعتناء بها مع أهمية أن تحظى هذه المنطقة بشبكة من الطرق لمثل هذه الحالات الطارئة لعدم تكرار مثل هذه المعاناة في المستقبل.

حريق يلتهم مساحات شاسعة من الأشجار والحشائش في السيب أدى إلى إخلاء المنازل

مطالبات بإلزام أصحاب المزارع المهملة الاعتناء بها وضرورة وجود شبكة طرق مرصوفة تفادياً لمثل هذه الكوارث

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأحیاء السکنیة الجهات المعنیة الدفاع المدنی أصحاب المزارع هذه المزارع هذا الحریق لمثل هذه

إقرأ أيضاً:

هذه الحرب لحظة وطنية غير قابلة لأي إختزال

قلنا أن الحقيقة هي أول ضحايا الحرب. أما أكبر الضحايا فيبدو أنه السيد الخندريس. لا يكف غلاة البلابسة، كما لا يكف المعتدلون منهم، لا فرق، بدمغ سدنة الحلف الجنجويدي بمعاقرة الخمر وهذا إتهام تنميطى ظالم إذ أن الكثير من فلنقايات الجنجا متدينون لا يقربون الخمر إطلاقا ومنهم معتدلون في مقاربة الخندريس ومنهم من أقلع بحكم السن أو أمر الطبيب وانضم إلي زمرة الذين هجرتهم المعاصي فحسبوها توبة. كما أن الكثير من أهل الحلف الجنجويدي قوم متدينون بالتزام لا شك فيه، يصلون أوقاتهم الخمس، صلاة تقليدية أو صلاة أصالة، ويصومون ويستدعون القرآن لدعم حجتهم بمهارة وصدق أحيانا واحيانا بشتارة من هو حديث عهد بالإسلام الإنتهازي.

وايضا المعسكر الاخر به نفس الصفات. إذ يوجد خمرتجية، كما يوجد مسلمون ملتزمون في صفوف البلابسة بإفراط كما يوجدون بين أهل البلبسة الوسطية بإعتدال.

أهم سىمة لهذه الحرب أنها لحظة وطنية نادرة الكمال الصافي وهذا يعني أنه يستحيل اختزالها في منظور تعسفي، ضيق، يعلي تفسيره لطبيعتها وفقه الاصطفاف في خضمها طبقة أو عرق أو إقليم أو جندر أو هوية أو دين أو تدين. إذ أن كل أصناف الشعب السوداني موجودة علي جانبي الصراع ربما بدرجة متقاربة التردد. كما يوجد ليبراليون ويساريون وإسلاميون ومثليون وبرجوازيون ومعدمون وجندريات في صفوف كل من جانبي الصراع.
ولكن يتم إختزال الحرب في فتائل متعصبين بالدين كما يتم اختزالها من أصحاب منظور طبقي أو عرقي لم يحسنوا هضم مناهجهم . وحدا بهم عسر الهضم الفلسفي إلي تقليص أرعن – طبقي أو عرقي أو حضري أو جهوي – لا يجوز ولا حتي من إنسان أحادي البعد.

ولو كان للمحاربين السودانيين درجة من التسامح أثناء حصار المصفاة أو الفاشر لجاز الإتفاق علي هدنة يومية من الثامنة مساء إلي العاشرة يلتقي فيها بعض من جنود الدولة مع جنجا للصلاة ويلتقي أخرون مع جنود المعسكر الاخر في كأس بالذات لشبهة وجود المستورد عند بعض كبار الجنجا.

لذلك لم يكن الإنكار هو رد الفعل الصحيح حين قال ود أبوهو أن البرهان لا يصلي وحين أطلق الحلف الجنجويدي مصطلح ياسر كاسات. رد الفعل الصحيح كان ويظل هو “أها وبعدين”!!!!، أو سوو وهات؟

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في أنقاض غزة حيث الأحياء يحسدون الموتى
  • جريمة اجتماعية جديدة: كيف استغل البعض مأساة الحريق في بولو؟
  • عون: ‎سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة
  • في غزة..الأحياء يحسدون الأموات
  • خلي بالك.. حالات سحب الوحدات السكنية بمشروع سكن لكل المصريين 5
  • مقابر للأحياء.. أسرى محررون يروون للجزيرة ما يجري داخل سجون إسرائيل
  • هذه الحرب لحظة وطنية غير قابلة لأي إختزال
  • ارتفاع سعر أجهزة إطفاء الحريق بنسبة 100% بعد كارثة فندق بولو
  • الحريق بطلًا لبلياردو” البراعم والناشئين والأشبال”
  • الرئيس ترامب يتفقد الأحياء المتضررة من حرائق لوس أنجلوس