المزارع المهملة المحاذية للأحياء السكنية.. بيئة قابلة للاشتعال
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
تصوير: حسين المقبالي
لا يزال الحريق الكبير الذي شب في ولاية السيب حاضرا في ذاكرة القاطنين بالأحياء السكنية المحاذية للمزارع المهملة التي نشب بها ذلك الحريق إذ عانوا 10 أيام متتالية من تصاعد الأدخنة نتيجة هذه الكارثة الطبيعية، ورغم أن هذا الحريق لم يكن الأخير لكنه كان أكبرها، «$» وقفت على موقع الحريق واستمعت إلى القاطنين عن تلك الأيام التي عاشوها أثناء اندلاع الحريق، ومطالباتهم لبلدية مسقط قبل هذه الكارثة بضرورة إلزام أصحاب المزارع المهملة الاعتناء بها، وقيام الجهات المعنية برصف الطرق المؤدية إلى المزارع والأحياء السكنية حتى يتسنى لأجهزة الدفاع المدني سرعة الوصول إلى مثل هذه الحالات.
وقال حمدان بن عيسى السيابي: إن المزارع المهملة المحاذية للأحياء السكنية في ولاية السيب تاريخها حافل بنشوب الحرائق كونها مهجورة منذ سنوات عديدة، وهذه المزارع تحتوي على الحشائش والأشجار الشوكية الضارة وأضرارها أكثر من منافعها، وتمتد هذه المزارع المهملة لمساحات شاسعة وقد وجهنا نحن أهالي الأحياء السكنية المحاذية لهذه المزارع رسالة إلى بلدية مسقط للتعامل مع هذه الأشجار التي تجاوزت هذه المزارع ووصلت إلى الطرقات الداخلية في الأحياء السكنية، وكانت استجابة البلدية بتقليم الأشجار في هذه الطرق إلا أن المشكلة الكبرى لهذه المزارع المهملة الكميات الهائلة من الأشجار والحشائش التي تنبت في مساحاتها الواسعة إذ تجاوز إجمالي الحرائق المسجلة في هذه المزارع 30 حريقاً على مدار 35 ـ 40 سنة لكن الحريق الأخير كان هائلاً وظل اشتغال النيران لما يقارب تسعة أيام متتالية إذ تشتعل النار في موقع وتنطفئ في موقع آخر.
معاناة القاطنين
وأشار إلى أن أهالي الأحياء السكنية تضرروا كثيراً جراء الحريق الأخير بسبب الشرر المتطاير واقتراب ألسنة اللهب من المواقع السكنية إلا أن أجهزة الدفاع المدني حالت دون وصوله إلى الأحياء السكنية، ونتيجة تطاير الشرر تضررت بعض أسطح المنازل، ومنها احتراق بعض خزانات المياه والأنابيب والأسلاك وبعض أغراض القاطنين الموضوعة على أسطح منازلهم، ورغم نجاة الأحياء السكنية من الحريق إلا أن الأدخنة المتصاعدة ظلت قرابة 10 أيام متتالية كما أن الروائح كانت لا تطاق مما اضطر القاطنين إلى الخروج من منازلهم أياما عديدة وإحدى الحالات للقاطنين كانت لأسرة فيها الأب مبتور القدم والأم تتنفس عن طريق الأوكسجين بالإضافة إلى الجدة الطاعنة في السن واضطروا إلى استئجار فندق لأيام بسبب الوضع المأساوي نتيجة هذا الحريق .. مشيراً إلى أن الذين بقوا في الأحياء السكنية لم يسلموا من أضرار الحريق إذ بسبب الأدخنة كانت بعض الحالات يخرج دم من أنوفها، وكان لأجهزة الدفاع المدني دور كبير في إطفاء هذا الحريق الكبير، وقد طالبنا بلدية مسقط برصف الطريق الفاصل بين المزارع المهملة والأحياء السكنية ونتيجة للوضع الحالي في الطرق واجهت فرق الدفاع المدني صعوبة للوصول إلى مواقع النيران، وبما أن هذه المزارع مهملة منذ ما يقارب 35 ـ 40 سنة ومع انتشار الأفاعي والكلاب الضالة التي تجوب الأحياء السكنية ندعو بلدية مسقط إلى ضرورة إيجاد مداخل ومخارج مرصوفة في منطقتنا.
وأوضح أن حريق المزارع المهملة الكبير كان في الساعة التاسعة صباحاً وألسنة اللهب تفوق 20 متراً وهي معاناة كبيرة للأحياء السكنية، ونطالب الجهات المختصة إجبار ملاك المزارع المهملة في الاعتناء بها والتخلص من الأشجار الضارة ومنها أشجار المسكيت، كما أننا ندعو البلدية إلى توسعة الطرق المرصوفة المؤدية إلى المزارع لتتمكن من تفادي مثل هذه الكوارث الطبيعية، ووجود مسافات أمان بين المزارع المهملة والأحياء السكنية.
جهود الإطفاء
وقال غالب بن طالب الحبسي، صاحب إحدى المزارع بالسيب: الحريق كان هائلاً نتيجة حجم ألسنة اللهب المنتشرة في مساحات شائعة إذ قمنا خلال ذلك بتسريح المواشي وإبعاد المركبات ومطالبات السكان بالابتعاد خوفاً من الضرر المتوقع في أي لحظة، وتكرار مثل هذه الحرائق يضع على عاتقنا كأصحاب مزارع أهمية وجود طرق مهيأة لمثل هذه الحالات الطارئة، إذ أن أجهزة الدفاع المدني استمرت في العمل من الساعة الثامنة صباحاً إلى حوالي الساعة السادسة مساء لإطفاء هذا الحريق الهائل مع تدخل طائرة مروحية في عملية مكافحة هذا الحريق، وهي ربما المرة الأولى التي نشاهد فيها مروحية تقوم بعمليات إطفاء الحريق.
وأوضح أن الجهات المعنية مدعوة إلى تفعيل وجود أنابيب مياه للحالات الطارئة كون هذا الحريق لم يكن الأول ولكن كان الأكبر، إضافة إلى أهمية تأهيل الطرق لمثل هذه الحالات الطارئة، ونحن على استعداد لتقديم التسهيلات وأدعو أصحاب المزارع للتعاون مع الجهات المعنية من أجل المصلحة العامة وتفادياً لمثل هذه الكوارث، وعلى أصحاب المزارع المهملة الاعتناء بها تفاديا لمثل هذه الكوارث الطبيعية التي لا تحمد عقباها، إذ تشكل هذه المزارع مواقع قابلة للاشتعال في أي وقت.
ملاك المزارع
وقال سعيد السريري: إن الحريق الكبير في ولاية السيب وتحديداً في حلة الشخر أدى إلى أضرار كبيرة في المنازل المجاورة للمزارع المهملة نتيجة تطاير الشرر على أسطح المنازل في المنطقة كما أدى إلى حالات كثيرة من الاختناق نتيجة الأدخنة الكثيفة، وأدى أيضا إلى خروج الأهالي من منازلهم إلى منازل ذويهم في مناطق أخرى.
وأضاف: نطالب الجهات المعنية بالتدخل للحد من وجود المزارع المهملة بالقرب من الأحياء السكنية وضرورة إلزام ملاك هذه المزارع الاعتناء بها مع أهمية أن تحظى هذه المنطقة بشبكة من الطرق لمثل هذه الحالات الطارئة لعدم تكرار مثل هذه المعاناة في المستقبل.
حريق يلتهم مساحات شاسعة من الأشجار والحشائش في السيب أدى إلى إخلاء المنازل
مطالبات بإلزام أصحاب المزارع المهملة الاعتناء بها وضرورة وجود شبكة طرق مرصوفة تفادياً لمثل هذه الكوارث
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأحیاء السکنیة الجهات المعنیة الدفاع المدنی أصحاب المزارع هذه المزارع هذا الحریق لمثل هذه
إقرأ أيضاً:
شمّا بنت سلطان: مسارات جديدة لتحويل النفايات إلى موارد قابلة للاستخدام
أعلنت مبادرة «صفر نفايات»، تعيين الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، رئيسة للمبادرة لتتولى توجيه المرحلة التالية من تطور المبادرة لتعزيز أثرها الفعال في العمل المناخي.
وبالتزامن مع فعاليات مؤتمر الأطراف«COP29» احتفلت مبادرة «صفر نفايات» بالذكرى السنوية الأولى لإطلاقها بتركيز أكبر على تسريع الجهود العالمية لإزالة الكربون من قطاع النفايات.
وأحدثت المبادرة التي أطلقت لأول مرة في مؤتمر «COP28» تقدماً ملحوظاً لتتحول إلى تحالف قوي يسعى لإيجاد حلول فعالة وقابلة للتطوير في إدارة النفايات.
وقالت الشيخة شمّا «إن الانتقال إلى اقتصاد أكثر دائرية تستهلك فيه الموارد بوعي أكثر وإعادة تدويرها بكفاءة أكثر، عامل مهم في مواجهة التحديات الملحّة في التغير المناخي. حالياً تدار نحو 50% من النفايات بشكل غير مناسب، إما بحرقها أو إرسالها إلى مكبات النفايات، ما يزيد من حدة المشكلة. لذا فإن مهمة «صفر نفايات» في إزالة الكربون من هذا القطاع أمر في غاية الأهمية بتنفيذ مسارات جديدة لتعزيز عمليات تحويل النفايات إلى موارد قابلة للاستخدام، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة. وستؤدي مؤسسة المسرّعات المستقلة دوراً رئيساً في تنفيذ المرحلة التالية من «صفر نفايات» بما في ذلك تعزيز مزاياها وآثارها إلى أبعد من الحدود الإقليمية، مع التركيز على تطبيقها عملياً، وعقد شراكات شاملة مع كل القطاعات وإعداد توصيات تتعلق بسياسة الإدارة المستدامة للنفايات التي تتضمن مبادئ الاقتصاد الدائري».
وقالت الدكتورة آمنة الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة «نهنئ الشيخة شمّا بنت سلطان، إحدى القيادات الملهمة في العمل المناخي والاستدامة، على ترأسها لمبادرة «صفر نفايات». وهذه المبادرة من أبرز المحركات المهمة في جهود دولتنا الرامية إلى تعزيز العمل المناخي العالمي وإشراك أصحاب العلاقة وتشجيعهم على معالجة الانبعاثات التي يولدها قطاع النفايات بفعالية، وتسريع التحول إلى مستقبل منخفض الكربون. وأطلقت المبادرة للتركيز على ثلاثة محاور: إيجاد حلول عملية، وعقد شراكات قوية شاملة في عدد من القطاعات، وتعزيز إمكانات نمو الاقتصاد الدائري. لذا تفخر الوزارة بدعم هذه المبادرة وإتاحة الفرصة لإبقاء هدف الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية قابلاً للتحقيق»
وقال المهندس علي الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة تدوير «إن تعيين الشيخة شما رئيسةً للمبادرة خطوة رئيسة نحو الأمام حيث ستسهم خبرتها العميقة وقيادتها الحكيمة في قطاع المناخ في تعزيز جهودنا بشكل أكبر وأكثر فعالية ما يساعدنا على تحقيق أهدافنا وتعميم فوائد المبادرة بشكل أكبر وتسريع عجلة تقدمها القابل للقياس. وسنواصل معاً العمل على إعداد إطار عمل عالمي لمعالجة الانبعاثات الصادرة من النفايات وتوفير مزيد من القيمة في الوقت الذي نتخذ فيه خطوات واسعة نحو تحقق مستقبل مستدام بصافي انبعاثات صفرية».
وفي إطار الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق المبادرة نظّمت حلقة نقاش خاصة للحديث عن إنجازات المبادرة وأهدافها المستقبلية. كما أضاءت على التقرير البحثي الذي نُشر أخيراً وركز على مدى التقدم الذي أحرزته «صفر نفايات» خلال العام الماضي، حيث قدم التقرير أفكاراً قابلة للتنفيذ وحلولاً قابلة للتطوير لمعالجة الانبعاثات الناتجة عن النفايات وتسهم بشكل كبير في تفاقم مشكلة غازات الدفيئة في العالم. كما أكد التقرير البحثي التزام المبادرة بتمكين أصحاب العلاقة في العالم وتزويدهم بأدوات واستراتيجيات عملية ما يعزز من دور المبادرة في تشكيل مستقبل مستدام ومنخفض الكربون.