تُثير مسألة تصوير المتوفى بعد وفاته، سواء في الكفن أو بالقبر، اهتمام العديد من الأفراد، فمع تزايد استخدام التصوير في مختلف جوانب حياتنا، أصبح من الضروري معرفة الموقف الديني من هذا الأمر، خصوصًا في ظل الشكوك والتساؤلات التي تدور في الأذهان. 

وقد قامت دار الإفتاء المصرية بتوضيح الحكم الشرعي في هذا الشأن، ونقدم في هذا المقال توضيحًا شاملًا حول هذا الموضوع بناءً على ما جاء في بيانها الرسمي.

حكم تصوير الميت في الإسلام

أوضحت دار الإفتاء المصرية في بيان لها أن الدين الإسلامي يحرم تصوير الميت لأسباب عدة، وهي:

حرمة الشخص المتوفى:

يشير البيان إلى أن الوفاة تعني انقطاع حياة الإنسان، وبالتالي تكون له حرمة لا يجوز الاعتداء عليها، ويعد تصوير الميت تعديًا على هذه الحرمة لأنه يعرض الجسم بعد الموت للعرض والالتقاط الذي يتنافى مع احترام الراحل.

إهدار آدمية المتوفى:

من غير المناسب القيام بأي فعل قد يُعتبر إهدارًا لكرامة المتوفى، وقد يُنظر إلى تصوير الميت كتصرف غير لائق من شأنه تقليل احترام آدمية الإنسان بعد وفاته.

التغيرات التي تحدث للميت:

بعد الوفاة، يتعرض الجسم لتغيرات تظهر آثارًا غير طبيعية قد لا تكون متوقعة، مثل التشوهات، وكشف هذه التغيرات من خلال التصوير يعتبر غير لائق ويمس كرامة الشخص.

الاعتداء على كرامة الإنسان:

وفقًا للآية الكريمة: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ»، فإن التصوير يعد اعتداءً على كرامة الإنسان الذي كرمته الشريعة الإسلامية.فضائل تغسيل الميت

في المقابل، تشجع الشريعة الإسلامية على تغسيل الميت وتعتبره عملًا ذا فضل كبير. هناك أحاديث نبوية تشير إلى أن الشخص الذي يتولى تغسيل الميت قد يُغفر له ذنوبه، ويُقارب به من مرتبة الطهارة كما يولد الطفل من جديد.

شروط تغسيل الميت:

ستر عورة الميت: يجب أن تُستر عورة الميت، وهي بين الركبتين والسرة بالنسبة للرجال، وبين الركبتين والسرة بالنسبة للنساء.تجريد الميت من ملابسه: يتم تجريد الميت من ملابسه ويتم وضعه على مكان مرتفع لتنظيفه.غسل الميت: يتم غسل الميت ثلاث أو خمس أو سبع مرات، مع استخدام الكافور في الغسلة الأخيرة.تجنب لمس العورة دون حائل: يجب استخدام خرقة أو ما شابه لتجنب لمس الجسم مباشرة.الأدعية المستحبة للميت

من المستحب الدعاء للميت، حيث يعتبر الدعاء من أهم وسائل تخفيف عذابه والطلب من الله الرحمة والمغفرة، ومن الأدعية التي يمكن الدعاء بها:

اللهم اغفر له وارحمه: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله."اللهم أبدله دارًا خيرًا: "اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنة."اللهم ثبت أقدامه: "اللهم ثبت أقدامه على الصراط، وأدخله من غير مناقشة حساب."

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: تصوير الميت تغسيل الميت الأدعية للميت دار الإفتاء المصرية أحكام الشريعة الإسلامية

إقرأ أيضاً:

حكم خدمة المرأة لزوجها بين الشريعة والعرف.. عالم أزهري يوضح الحقائق

في ظل انتشار بعض الآراء المثيرة للجدل عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، خرجت تساؤلات حول واجب المرأة في خدمة زوجها داخل البيت، حيث يزعم البعض أن المرأة غير مُلزمة شرعًا بهذه الخدمة.

 

 في هذا السياق، يرد الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، موضحًا الحكم الشرعي وداحضًا هذا الرأي الذي وصفه بـ"المرجوح".

خدمة المرأة لزوجها: الرأي الشرعي الراجح

في تصريحاته، أكد مرزوق أن الرأي القائل بعدم وجوب خدمة المرأة لزوجها قول مرجوح لا يستند إلى الأسس الشرعية القوية، وأن جمهور العلماء استقروا على خلاف ذلك، مستشهدًا بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال العلماء.

الدليل الأول: القرآن الكريم

يستشهد الدكتور بقول الله تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" [البقرة: 228]، موضحًا أن "المعروف" هنا يشمل ما تعارف عليه الناس من خدمة المرأة لزوجها داخل البيت، وذلك وفق الفهم الصحيح لكلام الله.


وأضاف:"أما الحديث عن ترفيه المرأة وتكليف الرجل بجميع الأعمال المنزلية كالكنس والعجن والخبز والغسل، فهذا ليس من المعروف، خاصة أن الرجل يعمل ويكدح خارج البيت للإنفاق على الأسرة، ومن العدل أن تعمل المرأة داخل البيت."

 

الدليل الثاني: العرف والشريعة

أشار مرزوق إلى قاعدة شرعية مهمة أكدها ابن القيم، حيث قال:"العقود المطلقة تنزل على العرف".
وبالتالي، فإن العرف المستقر في المجتمعات المسلمة منذ عصر النبوة، والذي يقضي بأن تقوم المرأة بمصالح بيتها، هو ما ينبغي الأخذ به.


وتابع مستشهدًا بقول الله تعالى: "الرجال قوامون على النساء".


وأوضح أن التمرد على هذا الترتيب الطبيعي يؤدي إلى اختلال دور القوامة الذي جعل الله الرجل مسؤولًا عنه.

 

الدليل الثالث: سيرة الصحابيات الجليلات

استعرض مرزوق نماذج مضيئة من حياة الصحابيات، حيث كنّ يقمن بخدمة أزواجهن داخل البيت، ومنها:

أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، التي قالت:"كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله وكان له فرس فكنت أسوسه".

فاطمة الزهراء رضي الله عنها، سيدة نساء العالمين، كانت تقوم بشؤون بيتها وتخدم زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه.


وتساءل الدكتور مستنكرًا:

 "هل كل الأزواج قادرون على استئجار من يقوم بخدمة المنزل؟ وهل الرجل الذي يعمل ويكدح خارج البيت من العدل أن يُطالب بخدمة بيته أيضًا؟"

 

تحذير من تأثير الآراء المرجوحة

حذّر دكتور مختار من خطورة نشر مثل هذه الآراء غير المدروسة، مشيرًا إلى أنها تؤدي إلى فساد البيوت وعصيان الزوجات لأزواجهن.

 

 وأضاف: "المرأة المسلمة في كل العصور كانت تخدم زوجها بفطرتها السليمة وتقاليدها الموروثة منذ عصر النبوة. لذا، ينبغي ألا نُفسد على الناس حياتهم بأفكار بعيدة عن الشرع والعقل."

 

دعوة إلى نشر الفتوى الصحيحة

وفي ختام حديثه، دعا الدكتور مختار مرزوق إلى نشر هذه التوضيحات لتصحيح المفاهيم المغلوطة وحماية الأسرة المسلمة من التفكك، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية وُضعت لتحقيق العدل والمودة والرحمة داخل البيوت.

 

مقالات مشابهة

  • مقتل 16 جنديا بهجوم تبنته طالبان باكستان.. وأحكام مشددة على ضالعين بهجوم في 2023
  • مقتل 16 جنديا بهجوم تبنته طالبان باكستان.. وأحكام مشدد على ضالعين بهجوم في 2023
  • تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة إمام المنصورة المتوفى بالحرم المكي.. «طلبها ونالها»
  • تفسير حلم رؤية الميت في المنام لا يتكلم.. دلالات متعددة
  • حكم التسول في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
  • غوار الطوشة يرحب بتطبيق الشريعة الإسلامية في سوريا
  • حكم دفن الميت ليلا .. احذر 3 أوقات لا تدفن فيها المتوفى
  • إمام الحرم: حرص النبي على أمته بلغ الغاية في بيان الشريعة
  • تفسير حلم رؤية الميت أكبر من عمره في المنام لابن سيرين.. إشارة للترقية أو التحديات
  • حكم خدمة المرأة لزوجها بين الشريعة والعرف.. عالم أزهري يوضح الحقائق