الاتحاد المصري للتأمين يستعرض في نشرته الأسبوعية كل ما يخص «تأمين المطاعم»
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
تناولت النشرة الأسبوعية لـ "الاتحاد المصري للتأمين"، تفاصيل تأمين المطاعم، في ظل المخاطر المختلفة التي تواجه المطاعم من حرائق المطبخ إلى الهجمات الإلكترونية.
ووجه اتحاد التأمين عبر نشرته أصحاب المطاعم بضرورة حماية أعمالهم من خلال برنامج شامل من وثائق التأمين لتغطية المخاطر التي قد تواجههم.
وذكر الاتحاد المصري للتأمين المخاطر المحتملة التي يمكن أن تتعرض لها المطاعم، والتي تراوحت بين:
- الإصابة الجسدية للعملاء بسبب معدات المطعم.
- سرقة أو تلف المعدات.
- توقف الأعمال وفقد الأرباح.
- إصابة أحد العملاء بمرض أو تلوث بسبب الطعام المقدم بالمطع.
- حدوث حريق أو كارثة تسببت في تدمير معدات العمل أو تلف الممتلكات.
- الأضرار التي تلحق بالمباني سواء كانت مملوكة أو مستأجرة "في حالة استئجار مقر لإقامة مطعم".
وعن الوثائق التي تحتاجها المطاعم في ضوء المخاطر التي تواجهها، قال الاتحاد المصري للتأمين، عادة ما تكون هناك تغطيات تأمينية أساسية تناسب الاحتياجات التأمينية للمطاعم من أجل التخفيف من المخاطر التي تواجهها مثل:
- تأمين تعويض العاملين
تغطي الإصابات والأمراض المتعلقة بتأدية مهام العمل في المطعم، ونوه إلى أن تأمين العمالة يعد إلزامي في بعض دول العالم، فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية يتم تأمين العمالة بشكل إلزامي.
- وثيقة تأمين صاحب العمل.
وتتضمن هذه الوثيقة ثلاث تغطيات تأمينية أساسية، هي، المسؤولية التجارية، الممتلكات التجارية، توقف الأعمال.
وتقدم الوثيقة الحماية التأمينية لصاحب العمل بنفس الطريقة التي تقديم الحماية لحاملي وثيقة تأمين المنازل والممتلكات الشخصية، كما تغطي وثيقة صاحب العمل الإصابات التي يتعرض لها الآخرون في موقع العمل في بعض الأحيان.
هذا وقد تمتد التغطية لتشمل التالي ولكن بتكلفة إضافية:
- انقطاع التيار الكهربائي: تساعد في دفع ثمن العناصر القابلة للتلف بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
- سرقة الأموال: تساعد في الحماية ضد خسارة الأموال أو الأوراق المالية بسبب السرقة أو الاختفاء أو التدمير.
- تعطل المعدات الأساسية بالمطعم: تساعد في دفع النفقات الناجمة عن تعطل مفاجئ للآلات أو المعدات الأخرى.
- وثيقة تأمين مسؤولية المنتجات: توفر وثيقة تأمين مسؤولية المنتجات تغطيات للمطاعم و للشركات المصنعة للأغذية والمشروبات، عن الأضرار الجسمانية أو الوفاة التي تلحق بالغير نتيجة استخدامهم لمنتجات المؤمن له.
تأمين المسؤولية التجارية العامة
يوفر تأمين المسؤولية العامة الحماية ضد مطالبات الطرف الثالث مثل الأضرار التي تلحق بالممتلكات أو الإصابات الجسدية أو الإصابات الشخصية.
التأمين التجاري على المبنى و محتوياته
تقدم هذه الوثيقة الحماية للممتلكات، بما في ذلك المباني والأثاث والمعدات والممتلكات الأخرى التي يمتلكها المؤمن له بصفته مالك المطعم من مخاطر الحريق والسرقة والكوارث الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، توفر غالباً تغطية لخسارة الدخل الناجمة عن هذه المخاطر، وخاصة في الحالات التي يتعين فيها على المطعم إغلاق أبوابه لفترة من الوقت من أجل التعافي من هذه الأضرار.
وفي حالة استئجار المطعم فمن المحتمل أن يكون مالك المبنى لديه تأمين على الممتلكات في حالة حدوث ضرر للممتلكات. ومع ذلك، لن يمتد هذا إلى الممتلكات الأخرى، مثل الأثاث أو المعدات التي تنتمي إلى المطعم - ولهذا السبب لا يزال من المفيد الحصول على هذا النوع من التأمين.
تأمين تلوث المياه
إذا حدث إغلاق مؤقت بسبب تلوث وصلات المياه، فستغطي هذه الوثيقة خسارة الدخل وجميع النفقات الإضافية المرتبطة بالقضية.
تأمين السيارات التجارية
إذا كان يتم استخدام سيارة في أغراض العمل، فقد لا تكون مغطاة بموجب وثيقة تأمين السيارة الشخصية.
يعمل تأمين السيارات التجارية مثل وثيقة السيارات الشخصية ولكنه يشمل أيضاً تغطيات خاصة بعمليات العمل.
تأمين المسؤولية عن ممارسات العمل
يوفر الحماية ضد مطالبات الموظفين المتعلقة بقضايا مثل الفصل غير القانوني والتمييز، ومع الارتفاع الأخير في الدعاوى القضائية المتعلقة بالتوظيف، فمن الضروري الحصول على تغطية المسؤولية عن ممارسات العمل.
تأمين الهجمات الإلكترونية
وتحمي وثيقة تأمين الهجمات الإلكترونية المطاعم من التكاليف المرتبطة بالهجمات الإلكترونية، حيث يعتبر الأمن الإلكتروني مشكلة متنامية لأصحاب المطاعم، وتقدم الوثيقة الحماية ضد اختراق البيانات والأمن التي قد تعرض بيانات العملاء والموظفين للخطر.
وعلى الجانب الآخر تقدم بعض الدول وثيقة نمطية لتأمين المطاعم بدلا من وثائق مختلفة مستقلة و يطلق عليها " وثيقة تأمين المطاعم الشاملة" وتغطي:
- مسئولية صاحب العمل.
- المبني ومحتوياته.
- فقدان الترخيص.
- المسئولية العامة.
اقرأ أيضاًرئيس هيئة التأمين الصحي ببورسعيد في جولة مفاجئة بمستشفى السلام والزهور
الاتحاد المصري للتأمين يرسم اتجاهات مستقبل التأمين الرقمي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاتحاد المصري للتأمين اتحاد التأمين الاتحاد المصری للتأمین وثیقة تأمین الحمایة ضد
إقرأ أيضاً:
«الدياسبورا» في مطعم يمني
يدهشني أن تبدأ قصة هذا المقال من مطعم يمني متواضع يقع في قلب سوق الخوير. أعرف أن الكتابة لا تختار أماكنها ولا تحدد مواعيدها بوعي كامل ومسبق من كاتبها، لكنني لم أتخيل طيلة فترة ترددي على هذا المكان الهامشي أن يتحول إلى مدخل للكتابة عن صورة من صور الشتات العربي في مدينة كمسقط! وهذا بحد ذاته سبب كافٍ لدهشتي من مفاجآت الكتابة، الكتابة التي تحدث قبل أن تبدأ، فتدَّخر المشاهدات والتأملات اليومية في الذاكرة قبل أن تحين اللغة فتحول المألوف والعادي إلى حدثٍ ومادةٍ لحبر الكلام.
فما قصة هذا المطعم اليمني؟ وكيف تحوَّل حيزه الصغير مع الوقت إلى مرآتي الواقعية والمباشرة التي أتأمل فيها صورة موجزة لمعنى الكلمة اليونانية القديمة «دياسبورا» أي الشتات؟ لست متأكدا في الواقع إن كانت قصتي هذه قصة بالمعنى الحقيقي. وربما كان من الأصحِ القولُ بأنه ليس في الأمر قصة من الأساس. كل ما في الأمر أنني أذهب بين صبح آخر لأتناول فطوري البسيط مع الشاي في مطعم يمني، فأرى مصريين وسوريين وسودانيين ولبنانيين وتونسيين، وربما آخرين، معظمهم إن لم يكن كلهم ممن يعملون في المطاعم ومحلات الحلاقة أو في مهن بسيطة مشابهة. تتسلل المأساوية للمشهد حين تدرك بأن كل هؤلاء لم يتركوا أهاليهم ولم يغادروا أوطانهم في ظروف طبيعية. كلهم جاؤوا إلى هنا هربا من ويلات الحروب أو من تردي الأوضاع الاقتصادية في أحسن الأحوال. من بينهم يمكنني رؤية بعض سائقي سيارات الأجرة العمانيين في المطعم وهم ينتظرون صباحهم مع أشقائهم العرب. هكذا يتحول هذا المطعم الصغير إلى منفى مصغَّر تتقاطع فيه أكثر من ست لهجات وهويات عربية. إذن فالقصة التي أزعمها لا تحدث إلا في عقلي، فأنا لا أكتب قصة بل مشهدا يتكرر أمامي في كل مرةٍ آتي إلى هنا. مع علمي بأن هذا المشهد بحرفيته تلك لا جديد فيه، مألوف بلا غرابة في كل مكان تقريبا. الفرق الوحيد في هذا المشهد أنني قررت كتابته بعد أن تأملته في سري لأكثر من عام.
إنه مطعم الزُّهاد كما أحب أن أسميه، أو مطعم «الطبقة الكادحة» بلغة الماركسيين. اكتشفتُ هذا المطعم حين استقر بي المُقام في شارع قريب وبدأت بسبر المكان وتفاصيله مشيا كعادتي. من بين مطاعم مسقط التي من نفس المستوى ميّزتُ هذا المطعم بطعم خبز الطاوة اليمني وبشاي الحليب الممزوج بالبهارات، وفيه عرفتُ لأول مرة مذاق الشكشوكة المعدة بالطريقة العدنية.
يعمل في هذا المطعم شباب يمنيون. يبدأ يومهم بعد صلاة الفجر مباشرة، ثم يستمرون بالتناوب حتى قرابة الثالثة صباحا من اليوم التالي. جاء هؤلاء الفتية من بلاد جريحة ينعق فيها غُراب الخراب والجوع ويتفشى فيها الموت بجميع أصنافه. جاؤوا إلى مسقط باحثين عن لقمة عيش بريئة وسليمة من الذل، ليسدوا بها الحاجة ويحفظوا الكرامة. ومن مراقبتي لنشاط المطعم أستطيع أن أرى كيف يبلون حسنا من هذه الناحية، من الناحية التجارية أعني، فالإقبال عليهم كبير قياسا على حجم المطعم.
رغم كوني زبونا دائما لديهم، ورغم الألفة البسيطة التي تخلقها الحوارات الجانبية بين الغرباء، لم أجرؤ في يوم من الأيام على سؤال الفتية اليمنيين عن حكاية كل واحد منهم. لكن فكرة صناعة فلِم تسجيلي عن حياة الوافدين العرب في مسقط لم تتوقف عن التشكل في ذهني. تمنيتُ لو أن مخرجا أو صحفيا يحمل الكاميرا ليسجل تفاصيل حياة هؤلاء الناس الذي يعيشون بيننا ويتكلمون معنا نفس اللغة لكن أغشية ما تحول بيننا وبينهم فلا نعرف عن حياتهم معنا إلا دورهم الوظيفي في المطعم أو في السوق. أتمنى لو أستطيع أن أعرف أكثر عن خلفياتهم، عن مستوى تعليمهم، وكيف تفاعلت مآسيهم الشخصية الصغرى مع المأساة الكبرى لبلادهم، وكيف قادتهم الخطى إلى افتتاح هذا المطعم والعمل فيه. غير أن هذه الأسئلة تجرُّ حديثا طويلا ذا شجون لن يتفرَّغ له اليمني المنهمك بالطبخ وتقديم الطعام على مدار الساعة. قلتُ سأترك لمخيلتي أن تكمل فراغ حكاياتهم الناقصة كما يفعل الروائيون. يكفيني أن أقرأ الشقاء والأرق في عيونهم. شقاء ممزوج بـ«خضرة القات» التي عبَّر عنها البردُّوني في قصيدته «غريبان وكانا هما البلد»:
عرفته يمينا في تلفُّته
خوفٌ، وعيناه تاريخٌ من الرمدِ
من خضرةِ القات في عينيه أسئلةٌ
صفر تبوح كعود نصف متّقدِ
لا أحد في هذا المطعم يعرف متى ستنتهي ليلة الكابوس العربي الطويلة، وعلى أي حال سيستقر المشهد في هذه البلدان المعذبة بالحروب والاستبداد والإفقار. لا أحد يتحدث عن الوحدة العربية في هذا المطعم. لا توحدهم هنا إلا حروف هذه اللغة التي تفرَّقت بينهم لهجاتٍ عدة. مع ذلك، يمكن لهؤلاء العرب المنفيين أن يتقاسموا الضحك على نكتة تقال بالعامية المصرية، أو أن يطربوا لأغنية فيروز حين يرن بها هاتف أحدهم. فضلا عن اللغة، تجمعهم هنا مصيبة الوطن وغربة «المنفى العربي الشقيق». مثلا، يمكن للسوري أن يحكي لليمني القادم من عدن أو صنعاء قصة خروجه من قريته في ريف دمشق أو حلب، ليجد الغريبان حينها لحظة التقاطع بين قصتيهما على طريقة تستعيد بيت امرئ القيس:
«وكل غريبٍ للغريبِ نسيبُ».