شن حزب الله اللبناني، الأحد، هجوما على مواقع مختلفة في إسرائيل، ردا على مقتل القيادي بالجماعة فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت الشهر الماضي، مما يزيد من التساؤلات مجددا حول قدرات الجماعة المقربة من إيران، فيما يتعلق بالصواريخ والمسيّرات، وغيرها من الأسلحة التي تملكها في ترسانتها.

وأعلنت جماعة حزب الله المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة وعدد من الدول، انتهاء ما وصفتها بـ"المرحلة الأولى" من ردها على مقتل شكر، وكشفت عن عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية التي استهدفتها في الهجوم.

وأصدر حزب الله المدعوم من إيران، بيانا زعم فيه استهداف 11 قاعدة عسكرية إسرائيلية في الهجوم، وأن ذلك تم "بأكثر من 320 صاروخا من طراز كاتيوشا".

وقبل وقت قصير من هجمات حزب الله، قصفت مقاتلات إسرائيلية أهدافا في لبنان، بعد أن أشارت تقديرات للجيش إلى أن حزب الله "يستعد لإطلاق قذائف وصواريخ تجاه إسرائيل".

وقال الجيش في بيان إن "100 طائرة حربية شاركت في صد الهجوم الذي كان مقررا من قبل حزب الله على إسرائيل".

وتابع البيان: "‏أغارت نحو 100 طائرة حربية لسلاح الجو ودمرت آلاف منصات إطلاق قذائف صاروخية لحزب الله، ومعظمها كانت موجهة نحو شمالي البلاد، وبعضها أيضًا إلى وسط البلاد".

"320 صاروخا".. حزب الله يعلن انتهاء "المرحلة الأولى من الرد" على مقتل شكر أعلن حزب الله اللبناني، الأحد، انتهاء ما وصفها بالمرحلة الأولى من ردها على مقتال القيادي البارز بالجماعة فؤاد شكر الشهر الماضي، وكشفت عن عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية التي استهدفتها في الهجوم.

ودوت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، وسمع دوي انفجارات حول عدة مناطق، حيث أسقطت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية" صواريخ قادمة من جنوبي لبنان.

"صواريخ بأعداد تتضاعف"

خلال أكثر من 10 أشهر من الصراع عبر الحدود مع إسرائيل، على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية، شن حزب الله المئات من الهجمات، "لاختبار الثغرات في الدفاعات الجوية الإسرائيلية"، وكشف فيها النقاب عن أسلحة جديدة.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية، حول قدرات حزب الله، قال إن المجموعة هي على الأرجح المنظمة غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم، حيث تمتلك ترسانة أسلحة أكثر تطورا من حركة حماس الفلسطينية. لكن الشبكة أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي بالطبع لا يزال يتفوق على حزب الله في القوة.

وأشارت إلى أن الحزب يمتلك من الصواريخ والقذائف ما يصل عدهها إلى ما بين 120 و 200 ألفًا، واستمر في تخزين الصواريخ والقذائف منذ صراعه الأخير مع إسرائيل في عام 2006.

وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية لصحفيين، الشهر الماضي، إن حزب الله "أطلق 6800 صاروخ منذ بدء التصعيد عبر الحدود".

وحسب الباحثة في مركز "كونترول ريسكس"، دينا عرقجي، كان لدى الحزب في عام 2006، قرابة "15 ألف صاروخ"، وهو عدد "تضاعف نحو 10 مرات" على الأقل وفق التقديرات، وفق ما تنقل عنها "فرانس برس".

وتلقى حزب الله شحنات كبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران، وبدأ مؤخرا في إنتاج أسلحته الخاصة. كما تملك هذه الجماعة قدرات دفاع جوي، وهو ما لا تمتلكه أغلب الميليشيات في المنطقة.

تصعيد متبادل بين إسرائيل وحزب الله

وتتضمن ترسانة الجماعة، صواريخ موجهة وغير موجهة، ومدفعية مضادة للدبابات، وصواريخ باليستية ومضادة للسفن، فضلاً عن طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، مما يسمح لها بالوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.

ووفقا لكتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن لدى الجماعة المدعومة من إيران ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة.

وأشار تقرير "سي إن إن" إلى أنه خلال المواجهات مع إسرائيل على الحدود بعد هجوم السابع من أكتوبر، سعى حزب الله إلى حد ما بنجاح" نحو تقويض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم القبة الحديدية.

وأضاف التقرير أن الحزب حاول القيام بذلك من خلال مهاجمة منصات الدفاع الصاروخي الإسرائيلي وإغراقها بأسراب من الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى، من أجل فتح الطريق أمام مقذوفات أخرى للوصول إلى عمق أكبر داخل الأراضي الإسرائيلية.

وزعم "أمين عام" حزب الله، حسن نصر الله، في عام 2021، أن لدى الجماعة 100 ألف مقاتل. ويقول كتاب حقائق العالم إن التقديرات في 2022 تشير إلى أن "عدد المقاتلين بلغ 45 ألفا مقسمين، وأن 20 ألفا منهم احتياط".

ذخائر غير موجهة

ومعظم أسلحة حزب الله هي ذخائر غير موجهة من الدرجة الأدنى، "والتي قد تهدد أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية إذا أطلقت بأعداد كبيرة. والأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لإسرائيل هو الذخائر الدقيقة التي قالت الجماعة إنها تمتلكها"، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وشكلت القذائف غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة حزب الله الصاروخية في حربها مع إسرائيل عام 2006، عندما أطلق نحو 4 آلاف صاروخ على إسرائيل، معظمها كاتيوشا يصل مداها إلى 30 كم.

ويحتفظ حزب الله بغطاء محكم على ترسانته، مما يترك خبراء الأسلحة لتخمين المدى الكامل لقدراته. والكثير مما هو معروف للعامة يأتي من تصريحات الجماعة وزعيمها نصر الله، الذي يقول إن مقاتليه استخدموا "جزءًا فقط من أسلحتنا" في تصعيد الهجمات على شمالي إسرائيل منذ 8 أكتوبر.

وزعم نصر الله أن أكبر تغيير في ترسانة الجماعة منذ 2006 هو "التوسع في أنظمة التوجيه الدقيق لديها"، وأن حزب الله "لديه القدرة على تزويد الصواريخ بأنظمة توجيه داخل لبنان".

ويمتلك حزب الله أنواعا إيرانية، مثل صواريخ رعد وفجر وزلزال. وشملت الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل خلال حرب غزة منذ أكتوبر 2023، صواريخ كاتيوشا وبركان، بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام.

واستخدمت الجماعة لأول مرة في يونيو، صواريخ فلق 2 إيرانية الصنع، التي يمكنها حمل رأس حربي أكبر من صواريخ فلق 1 المستخدمة في الماضي.

الصواريخ والقذائف

بدأ حزب الله في ضرب شمالي إسرائيل لأول مرة بعد يوم من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، واحتجاز حوالي 250 رهينة. وقالت الجماعة إنها ستواصل القتال "حتى توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة".

يذكر أن الحرب في قطاع غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، أغلبهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.

واستخدم حزب الله المصنف إرهابيا، صواريخ وقذائف قصيرة المدى مختلفة، في البداية استهدفت الدبابات وغيرها من المعدات التقنية بالقرب من الحدود، قبل التصعيد إلى الهجمات على الثكنات والقواعد العسكرية.

وفي 11 نوفمبر، كشف نصر الله أن حزب الله يستخدم صواريخ بركان.

إسرائيل أعلنت شن ضربات في لبنان لمنع "هجوم كبير" من جانب حزب الله (أرشيفية بتاريخ 23 أغسطس)

واعتبر محلل الدفاع والعسكرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز، أن صواريخ بركان أصبحت "سلاحا مميزا للجماعات المدعومة من إيران في المنطقة"، حسب ما تنقل عنه "واشنطن بوست".

وكذلك، من بين تلك الأسلحة التي يمتلكها واستخدمها حزب الله مؤخرا، صاروخ فلق طويل المدى، المزوّد برأس حربي معزز.

وحسب مقابلة بثتها قناة المنار التابعة لحزب الله مع ضابط في "وحدة سلاح المدفعية" في الحزب في 6 يوليو، فقد زعم أن صاروخ فلق-1 يمكن أن يصل إلى أهداف "حتى عمق 11 كيلومترا".

لكن الخبير العسكري رياض قهوجي، أوضح أن الصاروخ إيراني الصنع "ليس دقيقا" ولديه "هامش خطأ قد يصل إلى أكثر من 3 كيلومترات"، وفق ما تنقل عنه "فرانس برس".

ويستخدم حزب الله، الذي أعلن مرارا منذ بدء التصعيد مع إسرائيل استخدام صواريخ فلق-1 لقصف "مواقع عسكرية"، صواريخ أخرى أكثر دقة، "بينها الصواريخ المضادة للدبابات والكورنيت وسواها"، وفق قهوجي.

صواريخ مضادة للدبابات

استخدمت الجماعة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بشكل مكثف في حرب 2006، ونشرت صواريخ موجهة مجددا، من بينها صواريخ كورنيت روسية الصنع.

خلال الصراع الحالي، استخدم حزب الله بشكل متكرر صواريخ كورنيت المحمولة المضادة للدبابات المصنوعة في روسيا، وفق وكالة أسوشيتد برس.

مع تزايد المخاوف من التصعيد مع إسرائيل.. ما هي الأسلحة التي يمتلكها حزب الله اللبناني؟ خلال أكثر من 6 أشهر، تبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل إطلاق النار عبر الحدود، في إطار الحرب الدائرة بين الأخيرة وحركة حماس، مما أعطى صورة أكثر وضوحا عن طبيعة الترسانة العسكرية التي يملكها حزب الله المدعوم من إيران.

ووصف تقرير من مركز ألما للأبحاث والتعليم الإسرائيلي صاروخ ألماس بأنه يمكنه ضرب أهداف خارج خط الرؤية متبعا مسارا مقوسا، مما يمكنه من الضرب من أعلى.

وأضاف التقرير أن هذا الصاروخ من عائلة أسلحة صنعتها إيران من خلال الهندسة العكسية اعتمادا على عائلة الصواريخ سبايك الإسرائيلية.

صواريخ مضادة للطائرات

من غير المعتاد أن تمتلك جهات غير حكومية مثل حزب الله قدرات دفاع جوي، مما يشير إلى "مدى استعداد المجموعة للحرب"، حسب "واشنطن بوست".

ونقلت الصحيفة عن هينز، أن حزب الله استخدم ذخائر أرض-جو، أبرزها صاروخ 358 المضاد للطائرات إيراني الصنع، لإسقاط طائرات بدون طيار إسرائيلية.

وفي مناسبتين على الأقل، زعمت الجماعة أنها استخدمت ذخائر أكثر تطورا، على الأرجح تشمل صاروخ صياد-2 سي الإيراني، كما قال هينز، وهو صاروخ موجه بالرادار يمكنه الوصول إلى أهداف على ارتفاع 90 ألف قدم تقريبا ضد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، مما أجبرها على التراجع.

وأسقط حزب الله طائرات مسيرة إسرائيلية عدة مرات خلال هذا الصراع، باستخدام صواريخ سطح-جو، من بينها طائرات مسيرة من طرازي هيرميس 450 وهيرميس 900، وفق الصحيفة الأميركية.

ورغم الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن حزب الله لديه صواريخ مضادة للطائرات، كانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الجماعة هذه الأسلحة.

طائرات مسيرة

منذ عدة أشهر، يستخدم حزب الله بكثافة الطائرات المسيرة في هجماته على مواقع عسكرية إسرائيلية، قريبة عموما من الحدود وأحياناً أكثر عمقا داخل إسرائيل.

ونشر الحزب الشهر الماضي 3 مقاطع مصورة التقطتها مسيراته، أظهرت مسحا لأهداف إسرائيلية حساسة، آخرها قاعدة رامات دافيد في وسط إسرائيل، في 23 يوليو.

تصعيد واحتمالات حرب مع إسرائيل.. ما هي قدرات حزب الله اللبناني العسكرية؟ تثار التساؤلات عن خزينة أسلحة حزب الله في لبنان مع تصاعد التوترات على طول الحدود مع تعهده بالرد على اغتيال إسرائيل مؤخرا لقائده الأعلى فؤاد شكر الأسبوع الماضي.

وتتضمن ترسانة حزب الله طائرات مسيرة مجمعة محليا من طرازي أيوب ومرصاد. وقال محللون إن من الممكن إنتاج هذه الطائرات بسعر رخيص وبكميات كبيرة.

ويمتلك الحزب أيضا طائرات شاهد 136 وغيرها من الطائرات بدون طيار المصنعة في إيران، والموجهة بنظامي التوجيه الكهروضوئي ونظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس".

صواريخ مضادة للسفن

وكشف حزب الله لأول مرة أن لديه صواريخ مضادة للسفن في 2006، عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بعد 16 كيلومترا قبالة الساحل، مما أدى إلى مقتل 4 إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة.

وقالت مصادر مطلعة على ترسانة حزب الله، إنه حصل منذ حرب 2006 على الصاروخ ياخونت روسي الصنع المضاد للسفن، الذي يصل مداه إلى 300 كم، حسب وكالة رويترز. ولم يؤكد حزب الله قط امتلاكه هذا السلاح.

وأشار هينز إلى أن حزب الله يحتفظ "بالسرية" بشأن ترسانته، إذ "استغرق الأمر 13 عاما حتى تكشف الجماعة عن استخدامها لصاروخ C-802 لإغراق سفينة إسرائيلية في عام 2006".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: حزب الله اللبنانی طائرات بدون طیار ترسانة حزب الله مضادة للدبابات صواریخ مضادة الشهر الماضی الأسلحة التی على إسرائیل أن حزب الله مع إسرائیل من إیران نصر الله أکثر من عام 2006 إلى أن فی عام

إقرأ أيضاً:

ما أبرز حالات الفشل التي أدت إلى استقالة قائد وحدة 8200 الإسرائيلية؟

جاءت استقالة قائد وحدة "8200" التابعة للاستخبارات الإسرائيلية "أمان" لتسلط الضوء على الفشل الأمني الكبير في "إسرائيل منذ ما قبل أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وانطلاق عملية طوفان الأقصى من قبل المقاومة الفلسطينية.

وأقر يوسي ساريئيل، رئيس الوحدة البارزة والتابعة للاستخبارات الإسرائيلية، الذي من المفترض أن تكون هويته سرية، بالفشل قائلا: "لم أرق إلى مستوى المهمة رغم التوقعات، ولم أنجز المهمة كما توقعت مني، وكما تنص أوامري".

وتأتي هذه الاستقالة لتكون الأحدث في سلسلة من الاستجابات البارزة للقادة الأمنيين الكبار، منهم  وحدة التحقيقات، وقائد لواء الشمال، وقائد لواء الضفة الغربية وغيرهم.

أبرز حالات الفشل
تعد مجرد معرفة اسم قائد الوحدة بمثابة الفشل الأمني الإسرائيلي البارز، لأنه من المفترض أن تعد هوية قائد الوحدة 8200 سرا يخضع لتكتم كبير، نظرًا لأنه يلعب أحد أكثر الأدوار حساسية في جيش الاحتلال، ويقود وحدة تعد من أقوى وكالات المراقبة في العالم.


وتسبب خطأ ساذج كما وصفه مختصون، إلى الكشف عن هوية رئيس الوحدة الإسرائيلية ومهندس إستراتيجية الذكاء الاصطناعي، ساريئيل، بعدما كشف كتاب مكتوب باسم مستعار عن حسابه على "غوغل" حسب تحقيق نشر في صحيفة "الغارديان" في نيسان/ أبريل الماضي.

وتتعلق الثغرة الأمنية المحرجة، كما وصفها التحقيق، بكتاب نشره ساريئيل على "أمازون"، وترك أثرا رقميا لحساب خاص بغوغل تم إنشاؤه باسمه إلى جانب معرفة هويته الفريدة وروابط خرائط الحساب وملفات تعريف التقويم.

عاجل

بشريات مستمرة ل طوفان الأقصى

استقالة #يوسي_شارئيل יוסי שריאל

قائد وحدة المخابرات الاسرائيلية 8200
والمخصصه لضرب النسيج المجتمعي في فلسطين والوطن العربي عن طريق الحرب الالكترونية والذباب الالكتروني وتجنيد العملاء من الصهاينة العرب
والمتخصصه بالتجسس والتشويش والتي pic.twitter.com/rYJbdakXri — Akef Mahafzah (@aakefmahafzah) September 12, 2024
وقالت الصحيفة إنها تأكدت من مصادر متعددة أن ساريئيل هو المؤلف السري لكتاب "ّذا هيومن ماشين تيم"، الذي يقدم رؤية جذرية لكيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتغيير العلاقة بين الأفراد العسكريين والآلات.

ونشر الكتاب عام 2021، باستخدام اسم مستعار يتكون من الحرفين الأولين لاسمه، العميد "YS"، وهو يوفر مخططا للأنظمة المتقدمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

غطرسة تكنولوجية
أكد ساريئيل ذاته أن الاستقالة تأتي بسبب "تقصيره في هجوم 7 أكتوبر"، قائلا: في رسالة استقالته: "اليوم الـ342 لحربنا، في 7 أكتوبر الساعة 06:29، لم أقم بالمهمة كما توقعت وكما توقع مرؤوسي وقادتي ومواطنو بلادي".

وأضاف أنه منذ "وقوع المجزرة"، كان يسأل نفسه "باستمرار عددا من الأسئلة: لماذا؟ ما سبب ذلك؟ ما الذي كان مطلوبا القيام به بشكل مختلف أو المتوقع بشكل مختلف؟ أين جذور الفشل؟ في ليلة 7  أكتوبر فشلنا جميعا كمنظومة استخباراتية وعملياتية في القدرة على ربط النقاط لرؤية الصورة وتقييم التهديد الذي ظهر". 


وأوضح أن "الفشل الاستخباراتي والعملياتي يقع بالكامل على عاتقي، وأنا أعلم أنني تصرفت بخوف، ومع ذلك فقد حدث أسوأ ما في الأمر.. وأنا أعتذر بشدة".

وأكد أن "المعلومات التفصيلية التي تم إنتاجها ونشرها حول مخططات حماس وإعداداتها فشلت في تحطيم الأسس الاستخباراتية والعسكرية، لا داخل الوحدة ولا بين شركائنا، وعلى الرغم من التوقع الذي كان منا، إلا أننا لم نأتي بالمعرفة الذهبية التي تحدد اليوم والساعة من اليوم لشن الهجوم".

وكجزء من الفشل الاستخباراتي في تحديد نوايا حماس وتقديم تحذير بشأن الهجوم الواسع الذي حصل، كانت هناك انتقادات شديدة للوحدة الشهيرة، وتم اتهامها بـ "الغطرسة التكنولوجية" على حساب تقنيات جمع المعلومات الاستخبارية التقليدية، بحسب موقع "واينت".

ככה האויב הדהד את הסרבנות ב8200 במרץ 23.
יוסי שריאל כמו מפקדו חליווה לא נקף אצבע. אולי קרץ וחייך.
כעת הוא לא מודיע על "הפסקת התנדבות", אלא עוזב בבושת פנים, מאוחר מדי, עם טון של אחריות אישית למחדל ההיסטורי בו נטבחו אחינו ואחיותינו הקדושים, נחטפו, נאנסו ונבזזו.
חטא היוהרה… pic.twitter.com/YVL2qwK0q6 — תורת לחימה (@Torat_IDF) September 12, 2024
وفي تموز/ يوليو الماضي، أكد الموقع أن التحقيقات في قضية 8200 قد بدأت بالفعل في الأسبوع الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لكن العديد من الضباط في الجيش أعربوا عن غضبهم من حقيقة أنه لم يتم إقالة أي ضابط في جهاز "أمان" أو حتى استقالته، على الرغم من التحقيق.

وتم تعيين ساريئيل قائدا للوحدة عام 2021، وأصبح بذلك ثاني مسؤول كبير في شعبة الاستخبارات يستقيل من منصبه، بعد تقاعد اللواء أهارون حاليفا، الذي تحمّل هو الآخر مسؤولية فشل 7 أكتوبر.
من فشل إلى خلاف

بعدما فشلت الوحدة في التنبؤ بعملية بطوفان الأقصى وتمكن عناصر كتائب القسام التسلل إلى قاعدة أوريم العسكرية الواقعة في النقب، ومداهمتها وقتل من فيها، وأخذ ملفات استخباراتية معهم، ومعلومات حساسة، وأجهزة ذات قيمة عالية، ومن ثم الانسحاب، حاولت الوحدة في تحليل أولي تبرير ما حدث وأشارت إلى وجود "ثغرة أمنية استخباراتية" لم يستطع خبراؤها تفسيرها، وذلك وفق ما ورد في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

وفي الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 اجتمع قادة الوحدة وأمضوا عدة ساعات، ثم انتهى الاجتماع بخلاف وانقسام بينهم، وتبادل القادة والضباط خلال الاجتماع الاتهامات بالمسؤولية والتقصير، ونتيجة ذلك أُمر بتعيين محقق ذي سمعة جيدة في "إسرائيل"، لقيادة تحقيق شامل لتحليل الأحداث وتوضيح المسؤول عما حدث.

وفي ذلك الوقت، أعادت العديد من التقارير الإسرائيلية ذكر ما حدث في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر أيضا لكن من عام 1973، حين فشلت الوحدة سابقا في التنبؤ بالتخطيط للهجوم الذي أعدت له الدول العربية.

מפקד 8200 מסיים את תפקידו: זה הדו"ח הגנוז שפרסם לראשונה בן כספית
לאחר פרסום הדו"ח הגנוז על ידי בן כספית, המצביע על מחדלי המודיעין שהובילו לטבח ב-7 באוקטובר, תא"ל יוסי שריאל, מפקד 8200, הודיע על פרישה מתפקידו והותיר שאלות רבות בנוגע לתפקוד צה"ל והמודיעין

היום (חמישי) נודע כי פקד… pic.twitter.com/CEloxYB2yb — Arad Amir (@arad_amir1) September 12, 2024
وأشار التحقيق إلى أنه في أيلول/ سبتمبر 2023 نبّهت ضابطة إسرائيلية تابعة للوحدة 8200 رؤساءها لاحتمال وجود مخطط لتسلل جماعي سينفذه أفراد من حركة حماس، وتجاهلت القيادة هذا التنبيه، إلا أنهم برروا تصرفهم بأنه منذ 12 شهرا حذر الضباط في الوحدة من سيناريوهات مشابهة ولم يحدث شيء، لذا لم يتفاعل أحد مع التنبيه الأخير.


وفي 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عرض قسم الأخبار على "القناة 12" شهادات حديثة من مراقبات متمركزات قرب حدود غزة، وحديثهن عن التطورات التي شهدنها في الشهر الأخير قبل الهجوم، والتحذيرات التي بلّغن بها المسؤولين ولم يتفاعل معها أحد.

وذكرت مصادر أن سبب تأخر الوحدة في اكتشاف الهجوم هو القرار الذي اتخذ منذ عامين من ذلك التاريخ بتقليص عدد الموظفين وتعليق أنشطة الوحدة أثناء الليل وفي عطلات نهاية الأسبوع، لذا لم تكن الوحدة نشطة في المنطقة الحدودية مع غزة عند الهجوم.

مقالات مشابهة

  • ظلام دامس في إسرائيل.. صواريخ حزب الله تشل تل أبيب وهروب 50 ألف إلى الملاجئ
  • اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان على صفد شمال إسرائيل
  • الصحة اللبنانية: ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على كفرجوز إلى 3 قتلى من بينهم طفل و3 جرحى
  • ما أبرز حالات الفشل التي أدت إلى استقالة قائد وحدة 8200 الإسرائيلية؟
  • كوريا الشمالية تطلق صواريخ باليستية قبالة ساحلها الشرقي في تجربة جديدة
  • إعلام إسرائيلي: سقوط صاروخ شمال إسرائيل دون تفعيل صافرات الإنذار
  • «القاهرة الإخبارية»: إطلاق صاروخ مضاد للدروع من جنوب لبنان نحو مستوطنات شمال إسرائيل
  • أمين عام الأمم المتحدة يندد بشدة بالضربة الإسرائيلية التي أسقطت شهداء في منطقة مخصصة للنازحين في غزة
  • صحيفة تُحذّر من الحرب... هل إسرائيل قادرة على تدمير صواريخ حزب الله؟
  • الحوثيون يسقطون طائرة أميركية في أجواء صعدة