سودانايل:
2025-01-24@21:03:35 GMT

السودان.. وأزمة إغاثة اللاجئين

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

بعيدًا عن معضلة منصة جنيف التفاوضية التي تحيط بها الشكوك بشأن قدرتها على وقف الصراع العسكري بالسودان في وقت قريب، فإنّ مشاهد تداعيات هذه الحرب على الشعب السوداني باتت مفزعة في بعض الدول، وخصوصًا مع تعدد وتنوّع التقارير والتحذيرات بشأن تداعيات الأزمة من جانب المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتنوعة، وذلك دون قدرة واقعية على غوث البشر.



السودان.. وأزمة إغاثة اللاجئين
لعل مشهد اللاجئين السودانيين أمام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة UNHCR بإثيوبيا مؤخرًا يبدو كاشفًا عن عجز المنظمة الدولية عن القيام بأدوارها المنوطة بها في حماية اللاجئين وتوفير أي قدر من الأمن الإنساني بما يشمله من إيواء وغذاء، في وقت لا تستطيع فيه الدولة الإثيوبية حماية اللاجئين إليها من هجمات الميليشيات المسلّحة المناوئة لأديس أبابا.

ولعله يضاف إلى ما سبق مشهد إضافي في القاهرة بشأن عجز مفوضية اللاجئين أيضًا عن تسجيل راغبي اللجوء إلى مصر حيث تمتد المواعيد لعام أو أكثر وتمتد الطوابير لكيلومترات تحت لهيب الشمس الحارقة، فطبقًا لبيانات المفوضية فإنه حتى يونيو/حزيران ٢٠٢٤، لم يتجاوز عدد المسجلين بالمفوضية ٤٠٠ ألف شخص، بينما يقدّر حجم النزوح إلى مصر بعد ١٤ شهرًا من الحرب في حدود ٢ مليون بالطرق الرسمية وغير الرسمية، وهو ما يعني أنّ هناك مئات الآلاف من البشر يحتاجون إلى عون عاجل خصوصًا في السكن، بعد أن تم رصد أنّ هناك وحدات سكنية تعيش فيها من ٨ إلى ١٠ أُسر في بعض المناطق الريفية المحيطة بالقاهرة.

هذا العجز لمفوضية اللاجئين يكشف عن عدم وجود إرادة دولية في الوفاء بالالتزامات التي تم إقرارها بشأن غوث اللاجئين السودانيين في مؤتمرين عُقدا بهذا الشأن في كل من القاهرة وباريس، إذ إنّ التمويلات المرصودة في مؤتمر باريس مثلًا والذي عُقد في أبريل/نيسان الماضي للعون الإنساني لم يتم الوفاء بها حتى الآن إلا في حدود ١٦٪ فقط لا غير، بحيث تعاني المنظمات المحلية العاملة على الأرض من شح الموارد لضمان غذاء الناس على أقل تقدير إذ توقفت المنظمات الدولية عن تمويل هذه الأنشطة مؤخرًا، بينما يقوم السودانيون في المهاجر بأدوار كبيرة في تقديم الدعم المباشر لدوائر واسعة من أهاليهم ومعارفهم وجيرانهم، في سلوك تكافلي نادر على المستوى العالمي.

وبطبيعة الحال تبدو هذه الجهود جميعها ليست كافية في ضوء أنه منذ نشوب الصراع وصل عدد النازحين داخليًا إلى ٤.٥ مليون شخص، بينما اضطر ٤ مليون شخص للفرار إلى الدول المجاورة مثل تشاد ومصر وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتمثّل النساء والأطفال الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين - تصل نسبتهم إلى ٩٠ بالمائة في بعض الحالات - كما هو الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى.

في مواجهة هذه الأزمة أظن أننا في حاجة إلى بلورة حملات إعلامية منسقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي لغوث السودانيين في ضوء انشغال عالمي بأزمات أخرى موازية للأزمة السودانية.

وأظن أيضًا أنه على السودانيين في المهاجر التخلي عن انقساماتهم السياسية في هذه اللحظة الحرجة وتشكيل مجموعات ضغط على الإدارات الغربية بشأن الوفاء بالتزاماتها المالية المعلنة في ملف العون الإنساني، خصوصًا لوكالات الأمم المتحدة والتي بدورها لديها شبكات تواصل مع المنظمات المحلية.

المطلوب تنسيق الجهود في تشكيلات متعاونة مع منظمات المجتمع المدني وتكوين شبكة غوث للسودانيين
ويبدو أنّ السودانيين في مصر لديهم أدوار أكبر، وربما أكثر تعقيدًا في ضوء أنّ مصر هي الحاضنة الرئيسية لجموع السودانيين اللاجئين بسبب الحرب، إذ إنه من المطلوب تنسيق الجهود بهذا الشأن في تشكيلات متعاونة مع منظمات المجتمع المدني المصري، وبتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة المصرية وذلك بأهداف مرتبطة بتطوير الإدراكات الرسمية المصرية بشأن احتياجات اللاجئين السودانيين، وكذلك بلورة إدراك واقعي من السودانيين بشأن قدرات هذه الجهات في تلبيتها وذلك في ضوء ارتفاع سقف التوقعات السودانية من الجهات الرسمية، وعدم إدراك حجم قدراتها الفعلية تحت مظلة أزمة إقتصادية مصرية داخلية.

أما على الصعيد غير الرسمي، فإنّ التواصل بين المصريين والسودانيين بشأن الغوث الإنساني يبدو مطلبًا مُلحًا. صحيح أنّ هناك جهودًا فردية شاركنا فيها بهذا الشأن، لكني أدعو هنا إلى عدد من الخطوات ذات الحجم والتأثير الأوسع، منها تكوين شبكة غوث للسودانيين بالتعاون مع مصريين يكون أهدافها في تقديري كالتالي:

- تنظيم حملات الضغط لوفاء المجتمع الدولي بتعهداته المالية والسعي لرفع مستوى الانتباه للأزمة الإنسانية السودانية التي لا تقل عن نظيرتها الفلسطينية، وذلك لضمان مد المنظمات المحلية باحتياجاتها في الداخل.

- تنظيم مجهودات رجال الأعمال السودانيين الراهنة وتشبيكها فيما يتعلق بدعم السودانيين خارج السودان.

- تشكيل حملات للتبرع لغوث السودانيين في ملاجئهم وذلك في السياقين المصري والعربي، وتوفير البيانات الواقعية للاحتياجات الإنسانية لأشقاء لنا لم ترحمهم نخبهم السياسية والعسكرية.

(خاص "عروبة 22")  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: السودانیین فی فی ضوء

إقرأ أيضاً:

المفوضية تناقش تخصيص حصص إعادة التوطين وتأشيرة أستراليا للاجئين السودانيين في يوغندا

ناقش مكتب رئيس الوزراء الأوغندي مع المفوضية ومسؤولي المنظمة مسألة القوائم التجريبية التي أُعدت لتحديد المستحقين للمساعدات النقدية

كيرياندنغو: كمبالا – التغيير 

أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها على تواصل مستمر مع الحكومات والدول لتخصيص حصص لإعادة توطين اللاجئين السودانيين، كما أوضحت أنها تتابع ملف التأشيرة رقم 201 الخاصة بأستراليا في محاولة لتأمين فرص جديدة لتخفيف معاناة اللاجئين في المخيم.

وعقد المكتب القيادي لمجتمع اللاجئين السودانيين بمخيم كيرياندنغو سلسلة اجتماعات مكثفة خلال الأيام الماضية مع عدد من المنظمات الدولية، منها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمة (Give Directly)، ومكتب رئيس الوزراء الأوغندي، لمناقشة التحديات التي تواجه اللاجئين.

ناقش المكتب مع المفوضية ومسؤولي المنظمة مسألة القوائم التجريبية التي أُعدت لتحديد المستحقين للمساعدات النقدية، حيث تبين غياب أسماء عدد كبير من اللاجئين السودانيين المؤهلين وفق المعايير الموضوعة، خصوصًا أولئك المسجلين بين ديسمبر 2023 ومارس 2024. وتم الاتفاق على تحديث القوائم وإضافة الأسماء الغائبة لضمان شمول الجميع.

كما تناولت الاجتماعات مشكلات الصحة التي تواجه اللاجئين، وأكد مسؤولو الحماية أنهم سيتواصلون مع اللجنة الدولية للإغاثة (IRC) لمعالجة التحديات المتعلقة بنقل المرضى.

وتم الاتفاق على عقد اجتماعات دورية داخل المجتمعات السودانية في المخيم لمناقشة قضايا التعليم والخدمات الأخرى.

وفي اجتماع اليوم الخميس، بحضور ممثلي المفوضية، ومنظمة (Give Directly) ومكتب رئيس الوزراء، تم الاتفاق على خطة لتنفيذ برنامج المساعدات النقدية.

وسيبدأ البرنامج باستهداف 4 آلاف أسرة مسجلة خلال الفترة من ديسمبر 2023 إلى يونيو 2024، حيث سيتم صرف مبلغ 3,500,000 شلن أوغندي لكل أسرة.

وأكد المكتب القيادي والمفوضية التزامهما بمواصلة التنسيق لضمان شفافية التنفيذ ومعالجة التحديات.

كما عبر المكتب عن شكره لمجتمع اللاجئين على صبرهم وثقتهم، مشددًا على أهمية العمل المشترك لتحسين الأوضاع داخل كيرياندونغو.

الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين في يوغندا معسكر كيرياندنغو للاجئين يوغندا

مقالات مشابهة

  • مؤتمر إغاثة القطاع الصحي في غزة يوصي بتوطين الخدمات الطبية في القطاع
  • أزمة اللاجئين السودانيين بالكفرة: تحديات الصحة والمأوى والأمن تزداد حدة
  • السودان: الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بشأن مصير المدنيين في الفاشر
  • مآسي وقصص اللاجئين السودانيين في معسكرات النزوح في أوغندا
  • لن يستطيع آل دقلو ومرتزقتهم ببناء دولة تخصهم،منعمين بما نهبوه وسرقوه من أموال السودانيين
  • من لايستطيع ان يواكب المرحلة وتحدياتها يقعد في بيته ويرتاح ويريح
  • العراق: قوانين السلة الواحدة وأزمة الدولة!
  • المفوضية تناقش تخصيص حصص إعادة التوطين وتأشيرة أستراليا للاجئين السودانيين في يوغندا
  • قطار التعددية القطبية وأزمة الغرب
  • استمرار الحرب يقلص خيارات السودانيين في البحث عن لقمة العيش