أكدت الناشطة التونسية، سعدية مصباح، على أهمية الجائزة التي حظيت بها من وزارة الخارجية الأميركية، منوهة إلى الجهود المبذولة في محاولة القضاء على أشكال التمييز والعنصرية في تونس والدول العربية. 

وتعتبر مصباح بين النشطاء الستة الذين كرمتهم وزارة الخارجية الأميركية نظير نضالهم في مجال مكافحة العنصرية، وهي معروفة بدفاعها منذ عقود عن حقوق الأقلية من ذوي البشرة السوداء في بلادها.

وقالت مصباح في مقابلة مع قناة "الحرة"، الأربعاء": "في تونس، ومنذ عام 2013، حاولنا في جمعية 'منامتي' (أي حلمي) أن نناهض كافة أشكال التمييز". 

وأكدت مصباح أنه وبفضل "جهود التوانسة"، تمكنوا من التوصل لإقرار "قانون 2018 عدد 50".  

واعتبرت مصباح أن التكريم الذي حظيت به يعود لتونس، موضحة أنه لا يمكن لإنسان أن يعمل وحده من أجل الحصول على ذلك القانون وأن الجهود تضافرت في سبيل التوصل إليه ومنع أشكال العنصرية في الدولة. 

وقالت: "أحب أن أنوه لأمر محدد، الوضع هنا في أميركا، هم يعترفون بأن لديهم مشاكل فيما يخص العنصرية، لكنهم يؤكدون استعدادهم في الوقت ذاته لتغيير" الوضع الراهن. 

وعبرت عن آمالها بأن تسير الدول على النهج ذاته، قائلة: "إن شاء الله، في كافة الدول العربية، وفي كافة بلدان العالم، يمشوا (يتبعوا) في المسيرة هذه، وعندهم (أن تكون لديهم) الإرادة بأن يغيروا ويتغيروا". 

وحول تأثير حصولها على التكريم من وزارة الخارجية الأميركية، قالت مصباح إن ذلك سيساعد بعدم تأخير العمل وأن الجائزة ستزيدها إصرارا، بالإضافة إلى زيادة العبء "الذي يعتبر أكبر قليلا (الآن) مشيرة إلى أنها سلاح ذو حدين". 

وأشارت إلى أن التكريم سيساهم في رفع الوعي وانتشار قضايا أولئك الذين تعمل من أجلهم، وأنه ستتمكن رقعة أوسع من النظر إلى قضاياهم والاستماع إليهم، "لأنهم كانوا في حلقة مغلقة، أكان ذلك في تونس أو الجزائر أو مصر". 

سعدية مصباح.. "بطلة مكافحة العنصرية" التي كرمتها واشنطن بين النشطاء الست الذين ستكرمهم وزار الخارجية الأميركية نظير نضالهم في مجال مكافحة العنصرية الدولية، سعيدة مصباح، السيدة التونسية المعروفة بدفاعها منذ عقود على حقوق الأقلية من ذوي البشرة السوداء في بلادها.

ونوهت إلى تواجد شبكة إقليمية لمناهضة العنصرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرة إلى أن تونس جزء من هذه الشبكة "ومن شأن هذا أن يزيدنا إصرارا وأن نتحرك بشكل أكبر. 

وأكدت مصباح أن هناك اختلافا في اتخاذ "تحركات موحدة" في الشبكة، التي أنشئت في 21 مارس عام 2023، موضحة أن هناك أمورا قد تشهدها بعض الدول، قد لا تكون متواجدة في دول أخرى. 

ونوهت إلى أن الشبكة لا تضم كافة الدول العربية، لأن الشبكة لا تزال في بداياتها، وذكرت أنها تضم ما بين 17 إلى 20 دولة إلى الآن. 

وذكرت أن العنصرية متواجدة في كل بلد في العالم، وأنها ليست حكرا على دولة بعينها أو الدول العربية وحدها. 

وأكدت مصباح أنها تعمل حاليا ومنذ ثلاث سنوات على مشروع يدعى "تونس بدون تمييز"، مضيفة أن "كل أشكال التمييز مطروحة (فيه)، الديني والعرقي وغيره"، مشيرة إلى أن الهدف منه يكمن بتخصيص أسبوع من كل عام للحديث عن مشاكل العنصرية معبرة عن أملها بأن قد يتيح هذا الأسلوب رفع الوعي لدى الشعوب العربية، والتونسي، من شمال البلاد إلى جنوبها. 

وقالت: "نستهدف الأطفال اليافعين والمدارس بصفة خاصة في المشروع هذا"، مشيرة إلى أنه يركز على تعليم الأطفال أساليب "احترام وجود الآخر، مهما كان الآخر، نبدأ بالاحترام أولا ومن ثم نبذ كل أشكال العنصرية". 

وفي خطابه في حفل تسليم الجوائز للناشطين تكريما لجهودهم في مكافحة العنصرية، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن "مصباح أصبحت المضيفة التونسية الوحيدة ذات البشرة السوداء لدى الخطوط التونسية، وقد رفض الرئيس التنفيذي ظهورها في مقاطع فيديو سلامة الطيران الخاصة بالشركة".

وأضاف "ألهمتها تجارب كهذه لتأسيس 'منامتي'، أي 'حلمي'، لتعزيز حقوق التونسيين السود. بسبب حلم سعدية، وبسبب نشاط عدد لا يحصى من التونسيين، أصبحت تونس في عام 2018 أول دولة عربية تجرم التمييز العنصري".

وأصبحت تونس، في عام 2018، أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسن قانونا "قانون 2018 - عدد 50" لمحاسبة مرتكبي التمييز العنصري والسماح لضحايا العنصرية بالتماس الإنصاف عن الإساءة اللفظية أو الأفعال العنصرية الجسدية ضدهم، بحسب ما ذكره موقع "مبادرة الإصلاح العربي". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الخارجیة الأمیرکیة الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

الدول العربية والغربية تتسابق لإجلاء رعاياها من لبنان

حثت وزارة الخارجية الهولندية الهولنديين على مغادرة لبنان بسبب خطر التصعيد على الحدود مع إسرائيل.

وفي الآونة الاخيرة، أعلنت العديد من الدول الأوروبية والإقليمية عن نيتها إجلاء رعاياها من لبنان بسبب الأوضاع التي تنذر بتصعيد المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" المستمرة منذ أشهر.

 كذلك، وجهت وزارة الخارحية في مقدونيا الشمالية، قبل أيام، أول نداء من دولة أوروبية إلى مواطنيها لمغادرة لبنان، على خلفية التصعيد ذاته.

 بدورها، حثت كندا مواطنيها في لبنان على مغادرة البلد "طالما هم قادرون على ذلك"، محذرة من خطر تصاعد العنف بين إسرائيل و"حزب الله" على خلفية الحرب في غزة.

 وجددت وزارة الخارجية الكويتية يوم 21 حزيران الجاري، دعوتها لكافة مواطنيها بالعدول عن التوجه للجمهورية اللبنانية في الوقت الحالي، وذلك نظرا للتطورات الأمنية المتعاقبة التي تمر بها المنطقة.

مقالات مشابهة

  • إغلاق بلدة تونسية بعد أن أغلقت ليبيا الحدود المرتبطة بالمهربين  
  • المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في تونس كرم المكاري واعلاميين وفنانين
  • «الجبالي» يزور مقر اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس
  • الجامعة العربية تؤكد أهمية التوعية بمخاطر المخدرات والتحذير من أضرارها
  • الدول العربية والغربية تتسابق لإجلاء رعاياها من لبنان
  • مقتل جندي في هجوم على دورية عسكرية تونسية قرب الحدود الليبية
  • وكيل "الإعلام" يشارك في "تنفيذي اتحاد إذاعات الدول العربية"
  • اتحاد إذاعات الدول العربية يعقد اجتماعه الـ 111 في تونس
  • اتحاد إذاعات الدول العربية يعقد اجتماعه الـ 111 بالعاصمة تونس
  • الخارجية: تؤكد سورية استنكارها الشديد لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في روسيا وزرع الفتنة بين أبناء شعبها