منذ بداية التصعيد العسكري في أكتوبر 2023، تعاني غزة من أزمة إنسانية خانقة. في كل زاوية من المخيمات المنتشرة عبر القطاع، تتجسد المعاناة الإنسانية في أبهى صورها، حيث تكافح العائلات الفلسطينية النازحة للحصول على الأساسيات التي تبقيهم على قيد الحياة: الماء والطعام.

اعلان

في مخيم دير البلح، تتجلى هذه المعاناة بشكل مؤلم.

عشرات العائلات تصطف يوميًا حول المتطوعين الذين يوزعون الطعام القليل المتوفر، في مشهد يختلط فيه الأمل باليأس. الأطفال يبكون والأمهات يحاولن تهدئتهم، بينما يتدافع الرجال والنساء على حد سواء للحصول على نصيب من حصص غذائية نادرة.

يقف أبو محمد، الذي نزح سبع مرات منذ بدء النزاع، في الصفوف الأمامية وعيناه تحملان قصصاً من الألم. "نشعر بالذل والجوع"، يقول بصوت مختنق بالعبرات: "لقد فقدنا كل شيء، ولم نعد نملك القدرة على التحمل".

Related42 مليون طن من الركام في غزة.. وتحتاج إزالته لأسطول من الشاحنات يمتد من نيويورك إلى سنغافورة"بلينكن ملاك الموت".. النازحون الفلسطينيون في غزة يعبرون عن استيائهم من زيارة وزير الخارجية الأمريكيمنظمة الصحة العالمية تدعو لتطعيم 95% من أطفال غزة للقضاء على شلل الأطفالإسرائيل تحشر الفلسطينيين في 10% من مساحة قطاع غزة وعائلات الأسرى يتهمون نتنياهو بإفشال صفقات التبادل

يتحدث أبو محمد عن يومياته بكلمات بسيطة ولكنها تحمل في طياتها أعمق الجراح: "نأكل وجبة واحدة في اليوم من المساعدات. إذا لم تكن هناك مساعدات، لكان الجوع قد قضى علينا."

نازحون فلسطينيون يصطفون لجمع المياه في دير البلح وسط قطاع غزة، الجمعة، 23 أغسطس/آب 2024AP

في كل مكان، تصطدم العيون بحزن يلف الوجوه الصغيرة والكبيرة. الفتيات الصغيرات يصرخن ويتدافعن وسط ازدحام الأجساد، في محاولة يائسة للوصول إلى مقدمة الطابور للحصول على طعام أو ماء. الأمهات يراقبن، وقلوبهن مثقلة بالحزن والخوف على مستقبل أطفالهن.

يتحدث محمد القايد، الذي نزح من مدينة غزة ويعيش الآن على طول الشاطئ، عن تضاؤل الفرص وتزايد الحاجة: "الطعام الذي يصلنا من الجمعيات الخيرية بالكاد يكفي الناس في مخيمنا. من أين يحصل الأشخاص الذين نزحوا مؤخرًا على الطعام؟ من أين نوفر لهم الطعام؟" كلماته تنبض بالقلق والحيرة، تعكس حال الآلاف الذين يعانون من نفس المصير.

نازحون فلسطينيون يتجمعون لتوزيع المواد الغذائية في دير البلح وسط قطاع غزة، الجمعة، 23 أغسطس/آب 2024Abdel Kareem Hana/AP

في ظل هذه الظروف الصعبة، لم يعد بإمكان الكثير من النازحين الصمود. وصف جورجيوس بتروبولوس، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، الوضع بكلمات مؤثرة: "لقد نزح الكثير من الناس هنا أكثر من 10 مرات. إنهم منهكون ومحطمون".

مع استمرار الأزمة، يتزايد عدد النازحين، وتقل الموارد، ويصعب الحصول على حتى أبسط الأساسيات. الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية تظهر حجم المعاناة، مع زيادة كثافة الخيام على طول الساحل، حيث لا توجد مساحة كافية لاستيعاب جميع النازحين.

نازحون فلسطينيون يصطفون لجمع المياه في دير البلح وسط قطاع غزة، الجمعة، 23 أغسطس/آب 2024AP

منذ بداية الحرب، أصدرت إسرائيل 12 أمر إخلاء في أغسطس فقط، مما أدى إلى نزوح حوالي 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، وفقاً لتقرير من أعلى مسؤول إنساني في الأمم المتحدة.

وأكدت الأمم المتحدة أن القانون الإنساني الدولي يتطلب حماية المدنيين، ودعت إلى حماية المدنيين، وتسهيل الوصول الإنساني، وإيجاد اتفاق لوقف إطلاق النار.

المصادر الإضافية • أب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: طوفان بشري تحت المطر في اليمن دعما لغزة وللمسجد للأقصى في الذكرى 55 لإحراقه أكسيوس: بايدن طلب من نتنياهو سحب القوات الإسرائيلية من جزء على الحدود بين مصر وغزة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله روسيا إسرائيل فيضانات سيول السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله روسيا إسرائيل فيضانات سيول السياسة الإسرائيلية أزمة إنسانية شح المياه قطاع غزة الغذاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السياسة الإسرائيلية حزب الله روسيا إسرائيل غزة لبنان غرائب المسلمون محكمة حكم السجن تهديد إرهابي السياسة الأوروبية دیر البلح قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام فلسطيني: أكثر من 300 شهيد في غارات إسرائيلية عنيفة على قطاع غزة

يمن مونيتور/وكالات

أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الثلاثاء بأن حصيلة الشهداء الفلسطينيين ارتفعت إلى 330، “غالبيتهم من الأطفال والنساء” جراء سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة في قطاع غزة الليلة الماضية.

وقال المدير العام للمستشفيات في الوزارة محمد زقوت، إن “وزارة الصحة أحصت صباح اليوم (الثلاثاء) أكثر من 330 شهيدا غالبيتهم من الأطفال والنساء ومئات المصابين بينهم عشرات في حالات خطيرة وحرجة، جراء العدوان الإسرائيلي وسلسلة الغارات الجوية العنيفة والدموية على قطاع غزة”، لافتا إلى وجود “عشرات المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة”.

واستأنف الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، عدوانه الشامل على قطاع غزة، بسلسلة غارات واسعة وأحزمة نارية.

وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل: “نُقل إلى المستشفيات في قطاع غزة أكثر من 220 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، جرّاء العدوان” الإسرائيلي، مشيرا إلى أنّ “الاحتلال نفّذ أكثر من 200 غارة جوية وقصفاً مدفعياً عنيفاً، ولا يزال يواصل القصف”.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. باحث فلسطيني: القصف على غزة أمس هو الأعنف منذ بدء الحرب
  • استشهاد 254 فلسطينيًا في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة
  • إعلام فلسطيني: أكثر من 300 شهيد في غارات إسرائيلية عنيفة على قطاع غزة
  • معظمهم أطفال ونساء.. قصف إسرائيلي غاشم على قطاع غزة يودي بحياة 254 فلسطينيًا على الأقل
  • استشهاد 86 فلسطينيًا في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة
  • ميناء رفح البري يستقبل 27 مصابا و42 مرافقًا فلسطينيًا قادمين من قطاع غزة
  • شهيد فلسطيني بقصف العدو الصهيوني وسط قطاع غزة
  • كنز غذائي على مائدة الإفطار.. فوائد تناول التمور في رمضان
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته في طولكرم: اعتقال فلسطيني وإحراق منازل ومداهمات
  • معبر رفح البري يستقبل 35 مصابًا فلسطينيًا و44 مرافقًا