غزة: ما ظل فينا حيل.. صرخة فلسطيني لا يجد شربة ماء ولا يعرف لمن يشكو مآسيه ومن يصغي لشكواه ويجديه
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
منذ بداية التصعيد العسكري في أكتوبر 2023، تعاني غزة من أزمة إنسانية خانقة. في كل زاوية من المخيمات المنتشرة عبر القطاع، تتجسد المعاناة الإنسانية في أبهى صورها، حيث تكافح العائلات الفلسطينية النازحة للحصول على الأساسيات التي تبقيهم على قيد الحياة: الماء والطعام.
اعلانفي مخيم دير البلح، تتجلى هذه المعاناة بشكل مؤلم.
يقف أبو محمد، الذي نزح سبع مرات منذ بدء النزاع، في الصفوف الأمامية وعيناه تحملان قصصاً من الألم. "نشعر بالذل والجوع"، يقول بصوت مختنق بالعبرات: "لقد فقدنا كل شيء، ولم نعد نملك القدرة على التحمل".
Related42 مليون طن من الركام في غزة.. وتحتاج إزالته لأسطول من الشاحنات يمتد من نيويورك إلى سنغافورة"بلينكن ملاك الموت".. النازحون الفلسطينيون في غزة يعبرون عن استيائهم من زيارة وزير الخارجية الأمريكيمنظمة الصحة العالمية تدعو لتطعيم 95% من أطفال غزة للقضاء على شلل الأطفالإسرائيل تحشر الفلسطينيين في 10% من مساحة قطاع غزة وعائلات الأسرى يتهمون نتنياهو بإفشال صفقات التبادليتحدث أبو محمد عن يومياته بكلمات بسيطة ولكنها تحمل في طياتها أعمق الجراح: "نأكل وجبة واحدة في اليوم من المساعدات. إذا لم تكن هناك مساعدات، لكان الجوع قد قضى علينا."
نازحون فلسطينيون يصطفون لجمع المياه في دير البلح وسط قطاع غزة، الجمعة، 23 أغسطس/آب 2024APفي كل مكان، تصطدم العيون بحزن يلف الوجوه الصغيرة والكبيرة. الفتيات الصغيرات يصرخن ويتدافعن وسط ازدحام الأجساد، في محاولة يائسة للوصول إلى مقدمة الطابور للحصول على طعام أو ماء. الأمهات يراقبن، وقلوبهن مثقلة بالحزن والخوف على مستقبل أطفالهن.
يتحدث محمد القايد، الذي نزح من مدينة غزة ويعيش الآن على طول الشاطئ، عن تضاؤل الفرص وتزايد الحاجة: "الطعام الذي يصلنا من الجمعيات الخيرية بالكاد يكفي الناس في مخيمنا. من أين يحصل الأشخاص الذين نزحوا مؤخرًا على الطعام؟ من أين نوفر لهم الطعام؟" كلماته تنبض بالقلق والحيرة، تعكس حال الآلاف الذين يعانون من نفس المصير.
نازحون فلسطينيون يتجمعون لتوزيع المواد الغذائية في دير البلح وسط قطاع غزة، الجمعة، 23 أغسطس/آب 2024Abdel Kareem Hana/APفي ظل هذه الظروف الصعبة، لم يعد بإمكان الكثير من النازحين الصمود. وصف جورجيوس بتروبولوس، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، الوضع بكلمات مؤثرة: "لقد نزح الكثير من الناس هنا أكثر من 10 مرات. إنهم منهكون ومحطمون".
مع استمرار الأزمة، يتزايد عدد النازحين، وتقل الموارد، ويصعب الحصول على حتى أبسط الأساسيات. الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية تظهر حجم المعاناة، مع زيادة كثافة الخيام على طول الساحل، حيث لا توجد مساحة كافية لاستيعاب جميع النازحين.
نازحون فلسطينيون يصطفون لجمع المياه في دير البلح وسط قطاع غزة، الجمعة، 23 أغسطس/آب 2024APمنذ بداية الحرب، أصدرت إسرائيل 12 أمر إخلاء في أغسطس فقط، مما أدى إلى نزوح حوالي 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، وفقاً لتقرير من أعلى مسؤول إنساني في الأمم المتحدة.
وأكدت الأمم المتحدة أن القانون الإنساني الدولي يتطلب حماية المدنيين، ودعت إلى حماية المدنيين، وتسهيل الوصول الإنساني، وإيجاد اتفاق لوقف إطلاق النار.
المصادر الإضافية • أب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: طوفان بشري تحت المطر في اليمن دعما لغزة وللمسجد للأقصى في الذكرى 55 لإحراقه أكسيوس: بايدن طلب من نتنياهو سحب القوات الإسرائيلية من جزء على الحدود بين مصر وغزةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله روسيا إسرائيل فيضانات سيول السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله روسيا إسرائيل فيضانات سيول السياسة الإسرائيلية أزمة إنسانية شح المياه قطاع غزة الغذاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السياسة الإسرائيلية حزب الله روسيا إسرائيل غزة لبنان غرائب المسلمون محكمة حكم السجن تهديد إرهابي السياسة الأوروبية دیر البلح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
باحث فلسطيني: العودة إلى ركام أرضنا أفضل من العيش كلاجئين في الخيام
قال الدكتور رمزي عودة، الباحث السياسي، أمين عام الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال، إنّ عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة يمثل فخرا كبيرا، موضحا أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي كانت هناك ضغوط دولية كثيرة على القيادة الفلسطينية ومصر والأردن من أجل استقبال النازحين من قطاع غزة بهدف التهجير.
بمشاركة أيمن العشري.. محافظ القاهرة يطلق قافلة الخير لمساعدة أهالي غزة إيران ترد على مقترح ترامب بتهجير أهل غزة: جرينلاند تُرحب بالإسرائيليين الشعب الفلسطينيوأضاف «عودة»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّه بصمود الشعب الفلسطيني وجهود السلطة الوطنية ومصر والأردن جرى إفشال مخطط التهجير، مشيرا إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي استفزت مشاعر الفلسطينيين ومصر والأردن، عندما تحدث عن نزوح الشعب من أرضه.
العودة إلى الأرضوتابع: «ندرك تماما أن نعود إلى أرضنا حتى لو هي ركام أفضل من النزوح في خيم ونُعامل كلاجئين حتى في وطننا، بالتالي أهل غزة يدركون تماما بأن العودة إلى الأرض وبعدها يتم إعادة الإعمار وبناء البيوت أفضل من العيش في خيم لاجئين طوال عمرهم»، لافتًا إلى أنّ أهالي قطاع غزة قدموا رمزا في الصمود والتضحيات والتمسك بأرضهم.
جدير بالذكر أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أعربت عن استنكارها لتصريحات الرئيس الأمريكي العائد "دونالد ترامب" بشأن رؤيته لمعالجة الوضع الكارثي في قطاع غزة، والتي عبر فيها عن عزمه على الحث لتهجير سكان قطاع غزة نحو كل من مصر والأردن بصورة مؤقتة أو طويلة الأمد.
وأكدت المنظمة أن رؤية "ترامب" تشكل في ذاتها خطرًا داهمًا على صمود اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي ساهم في حقن الدماء، ويعد تشجيعاً لاستمرار السياسة العدوانية للاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، لا سيما في هذا التوقيت الذي شرعت فيه سلطات الاحتلال في تكرار جريمة الإبادة الجماعية وتشجيع خطر التهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية، وخاصة في مدينة جنين ومخيمها للاجئين.
وأضافت: وتشكل رؤية "ترامب" انتهاكًا جسيمًا لأحكام المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 الخاصة بتنظيم قواعد حماية المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال، والتي تنص على " يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلي أراضي دولة الاحتلال أو إلي أراضي أي دولة أخري، محتلة أو غير محتلة، أيا كانت دواعيه".
كما تشكل انتهاكًا جسيمًا ومُجرمًا لأحكام نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية للعام 1998 وتشكل جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة 7 / فقرة "د" والتي نصت على أن "إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان، متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين يشكل جرائم ضد الإنسانية".
وكذا تشكل جريمة حرب وفق المادة 8 / فقرة "ب - 8" والتي نصت على "قيام دولة الاحتلال على نحو مباشر أو غير مباشر، بنقل أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأرض التي تحتلها، أو أبعاد أو نقل كل سكان الأرض المحتلة أو أجزاء منهم داخل هذه الأرض أو خارجها".
وتعبر المنظمة عن رفضها القاطع لما تضمنته رؤية "ترامب" لما تشكله من عصف واضح بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف، وفي القلب منها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على أراضيه المحتلة في يونيو 1967، وتعتبر المنظمة أن هذه الرؤية تشكل محاولات يائسة لتقويض القضية الفلسطينية وحل الدولتين، وتضع حداً لدور ما يسمى بـ"الراعي الأمريكي" عملية السلام في الشرق الأوسط.
وتُثمن المنظمة ورفاقها في الحركة الحقوقية الفلسطينية موقف مصر الصلب الذي رفض كافة الضغوط والمغريات لتهجير سكان قطاع غزة، فإن المنظمة تناشد حكومتي مصر والأردن إعلان موقفهما الواضح لرفض رؤية "ترامب"، وامتناعهما عن أي تفاعل معها.
وتدعو المنظمة لتعزيز العمل الجماعي العربي والتشبيك مع 140 دولة عضو بالأمم المتحدة اعترفت بالدولة الفلسطينية نحو رفض ما طرحه الرئيس الأمريكي، وتعزيز الاستعداد للمؤتمر المزمع للدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 والمرتقب في مارس المقبل بسويسرا لحث المؤتمر على تبني آليات تفعيل الاتفاقية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين وتنشيط آليات المساءلة والمحاسبة لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب، وبينها جريمة التهجير القسري للسكان داخل وخارج الإقليم المحتل.