سودانايل:
2024-11-22@15:54:56 GMT

السير هيوبرت هدلستون السودان (1 -3)

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

السير هيوبرت هدلستون السودان (1 -3)
Sir Hubert Huddleston of the Sudan (1-3)
W. Travis Hanes III وليام ترافس هانس الثالث

ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

تقديم: هذا هو الجزء الأول من ترجمة لغالب ما ورد في مقال للمؤرخ الأمريكي وليام ترافس هانس الثالث W. Travis Hanes III ، الذي عمل أستاذاً في جامعة ساوثويسترن بولاية تكساس، ثم في كلية مجتمع في بالم اسبرنق بولاية كاليفورنيا.

وتجد هنا قائمة بأهم أعمال هذا الأستاذ (https://www.linkedin.com/in/travis-hanes-64b9176). نُشِرَ هذا المقال في العدد الثاني من المجلد العشرين من مجلة " The Journal of Imperial and Commonwealth History " الصادرة عام 1992م، في صفحات 248 – 273.
وسيرة حياة هدلستون (1880 - 1950 م)، ذلك الإمبريالي المتطرف، مبذولة في موسوعة الويكيبديا (https://shorturl.at/ucjvw) والموسوعة الحربية (https://shorturl.at/3a1tz) وفي كتب عديدة منها Shadows in the Grass لمؤلفه R.O. Collins، وكتاب Empire on the Nile لمؤلفه Martin Daly. وقد عمل الرجل قائداً لقوة دفاع السودان عام 1924م، وشغل منصب حاكم عام السودان (24 أكتوبر 1940- 8 أبريل 1947م).
ولا شك في أن كاتب هذا المقال يمالئ هدلستون كثيراً في غالب ما كتبه عنه ويظاهره في مواقفه التي اتخذها إبان عمله في السودان، بل ينسب له الفضل في قيام "حركة وطنية" بالسودان. ويبدو أن "التاريخ حمال أوجه" بالفعل، كما يقول بعضهم.
المترجم
************ *********** **********
لقد غدا من المألوف في أعقاب انتهاء الفترة الاستعمارية / الإمبريالية إسناد معظم الفضل في نقل السلطة من المستعمرين للوطنيين إلى الفئة الأخيرة. إن الدول الناشئة في حاجة ماسة إلى خلق أسطورة وطنية (national mythology) كي تبني عليها هوياتها الجديدة، التي لا تزال هشةً في كثير من الأحيان. وكان ذلك رداً طبيعيا لغالب التأريخ الإمبريالي في فترة ما بين الحربين والذي عادةً ما كان لا يعطي الشعوب الأصلية أي دور إبداعي في تاريخها، أو يمنحهم في أفضل الأحوال - دوراً إبداعيا ضئيلًا فيه. لذا صار من الأمور البدهية هند الكثيرين أن الإداريين الكلولونيالين - رغماً عن سنوات خبرتهم الطويلة - كانوا ببساطة لا يفهمون الشعوب التي يحكمونها، ولا يضعون اعتباراً لشدة وصدق رغبتهم في نيل الحرية والاستقلال. وعادةً ما يُشْتَبَهُ على الفور في تقييمات المستعمرين الخاصة بالقوى العاملة في الأراضي التي يسيطرون عليها، والتي غالباً ما تكون واحدة من أكثر التقييمات تبصراً وصحةً ووضوحاً، وتؤخذ على أنها مجرد مبررات لخدمة مصالح الحكم الإمبريالي الذاتية. وتنبع هذه الآراء في الغالب من مفاهيم مسبقة (ولاتاريخية Ahistorical في الأساس) عن الإمبريالية بحسبانها نظاماً غير أخلاقي يقوم على الاستغلال الاقتصادي، وأن الإمبرياليين أنفسهم هم إما أناس خبثاء أو من المشاركين المضللين في ذلك النظام. وفي حالة الحكم الثنائي (الإنجليزي – المصري) في السودان فإن تلك الافتراضات (أو المسلمات) قد تقود المؤرخين، على الأقل، في ضلال بعيد. وعلى الرغم من أن طبيعة الوطنية السودانية المحلية هي خارج نطاق هذه الدراسة، إلا أنه من المهم أن نفهم أن تلك الوطنية لم تكن مهمة إلا بقدر هامشي عند النظر الكلي لعملية إنهاء الكلولونيالية (decolonialization)، خاصة في مسألة الحفاظ على السودان مستقلاً: كانت مساهمتها الأكبر تنحصر في تحديد توقيت نقل السلطة (1). وفي الواقع، ليس من باب المبالغة أن نزعم أن الإداريين الأجانب العاملين في القسم / القلم السياسي بحكومة السودان، كانوا هم "الوطنيون" الحقيقيون، وذلك استناداً لما سطروه في أوراقهم العامة والخاصة. ومن المهم أن ندرك في الصفحات القادمة أن القسم السياسي بحكومة السودان كان قد طور عبر السنوات تفسيراً خاصاً به عن تاريخ السودان كان هو نسختهم الخاصة عن اسطورة "وطنية". وكانوا هم بالفعل من ابتدروا فكرة قيام دولة سودانية مستقلة وحديثة، وكانوا أول من واصلوا في هذا تنفيذ تلك الفكرة وذلك التصور بإصرار عنيد ضد تعليمات (ومصالح) كل من مصر وبريطانيا العظمى. وعلى الرغم من أنهم انجذبوا في كثير من الأحيان إلى "تعنت" و"تعصب" الوطنية السودانية "المشروعة" (والتي وصفوها حصرياً بأنها مناهضة لمصر ومؤيدة للاستقلال) لتعزيز خططهم الخاصة للتنمية المستقبلية للسودان، إلا أن ذلك كان إلى حد كبير مجرد مناورة تكتيكية. ولم تكن سياسات الحكومة السودانية تلك "مدفوعة" بأي حال من الأحوال بالخوف من الحركة الاستقلالية - بل على العكس تماماً. إن ما دفع موظفو القسم السياسي هي صورتهم الذاتية الأبوية paternalistic بحسبانهم رعاة أو "أوصياء" على السودانيين، وبغضهم - لأسباب تاريخية - لكل ما هو مصري. وبلغت تلك "الوطنية السودانية المغتربة / المُغرّبة expatriate Sudanese nationalism" في أوساط المسؤولين الحكوميين ذروتها في عامي 1946-1947 عندما قامت الحكومة السودانية بعملية تَحَدِّي افتراضي (defiance virtual) لكل من مصر وبريطانيا عندما حاولت الدولتان المشتركتان إبرام المعاهدة الإنجليزية – المصرية عام 1936م (2).
ويهدف هذا المقال لدراسة دور السير هيوبرت هدلستون، الحاكم العام السابع للسودان في إقامة ما أسماه وزير الخارجية البريطاني (العمالي) أرنست بيفن ذات مرة: "الجدار الحجري للسودان"، الذي تهاوت أمامه العلاقات الإنجليزية - المصرية بعد الحرب، والذي تمكن القسم السياسي بحكومة السودان من خلفه من وضع أسس دولة سودانية مستقلة عن السيادة الثنائية الإنجليزية – المصرية. ودافع هدلستون عن رؤية القسم السياسي لرؤية سودان مستقل، فرفض في عام 1947م أي تسوية في نقطتين أساسيتين ومرتبطتين ببعضهما البعض، كان يراهما من النقاط التي لا يمكن أن يساوم فيها: أولهما حق السودانيين في تقرير وضعه المستقبلي، وثانيهما هو منع المصريين من المشاركة في الحكم الثنائي. وأجهض هدلستون – بعناد وإصرار شديدين – كل محاولات القاهرة لإعادة دمج السودان مع مصر. وبذلك النهج أفشل هدلستون خطط ايرنست بيفن لإقامة تحالف إنجليزي – مصري كان من شأنه تعزيز وضع بريطانيا الاستراتيجي في الشرق الأوسط. ومن خلال معارضة هدلستون العلنية لما أسماه "الإمبريالية" المصرية في السودان، والتزامه المعلن بنقل السلطة – في النهاية – إلى الوطنيين السودانيين "الشرعيين"، يكون هدلستون قد وضع أسس المبادئ والمؤشرات لكل المفاوضات الإنجليزية – المصرية حول السودان التي أتت فيما بعد، وحدد بوضوح شروط كل من الحكم الذاتي السوداني واستقلاله في نهاية المطاف. وعلى الرغم من أن ذلك كلف هدلستون منصبه في النهاية، إلا أنه بالتأكيد حافظ على سلامة الدولة السودانية الناشئة، وضمن نقلها في نهاية المطاف إلى السودانيين أنفسهم، حتى على حساب السياسة البريطانية الشاملة في الشرق الأوسط.
******* *********** ********
لقد كان هدلستون شخصية رائعة من نواحٍ عديدة، فهو واحد من آخر الحكام البريطانيين من الطراز القديم في المملكة المتحدة. وكان يتمتع بشخصية قيادية جسدياً ونفسياً. وكان السودانيون يطلقون عليه لقب "الضبع ذو الأقدام البيضاء" في إشارة إلى ولعه بالسير مع جنوده في مسيرات ليلية (marches) إبان فترة عمله كقائد لقوة دفاع السودان، واستخدامه أغطية كاحل القدم (spats) البيضاء لحماية كاحليه من الشجيرات الشوكية. لقد كان يقرأ ما أمامه بسرعة شديدة، ويتمتع بذاكرة فوتوغرافية، وكان واسع الاطلاع، ومجيدا للاقتباس والاستشهاد بالعبارات المناسبة ذات المنظور التاريخي والديني (التوراتي)، وبمقدوره أن يستذكر غيباً مراسلات كُتبت قبل عقدين من الزمان، دون الاستعانة بأي مذكرات أمامه. وكان مرتبطا بالسودان منذ سنوات طويلة. فقد كان قد انضم للجيش المصري عام 1908م، ونُقِلَ إلى السودان وهو برتبة رائد في عام 1914م. وفي عام 1916م، قاد القوة الاستكشافية التي انتصرت على السلطان المستقل علي دينار، وضمت دارفور للسودان. وفي بدايات عشرينات القرن العشرين كان هو من رسم خطة لنزع سلاح وإجلاء كل أفراد الجيش المصري من السودان. وعقب اغتيال السير لي استاك بالقاهرة عام 1924م حرص على القيام بنفسه بتنفيذ تلك الخطة. ثم قام هدلستون باشا بصفته نائباً للسردار (بعد مقتل استاك) بالتصدي للكتيبة السودانية الحادية عشر وهي تسير من ثكناتها متجهةً صوب جسر النيل الأزرق، وهو الذي أمر جنوده من فرقتي أرجايل وسندرلاندز بإطلاق النار عليهم عندما رفض السودانيون الالتزام بأوامره. وكان هدلستون هو من خطط لقيام "قوة دفاع السودان" التي كانت قد كونت حديثاً. لقد كان الرجل جندياً مجيداً وإدارياً محنكاً، وصاحب خبرة طويلة في السودان. وفي عام 1940م كان هو الاختيار الأصلح لتولي منصب حاكم عام السودان الإنجليزي – المصري في غضون سنوات الحرب العالمية الثانية.
وكان هدلستون، وهو في منصب الحاكم العام، يسند إدارة الأمور اليومية لأعضاء حكومته (السكرتير المالي والسكرتير القضائي والسكرتير الإداري)، غير أنه كان يحرص على متابعة كل المسائل الإدارية بالبلاد في كل الأوقات، وكان يقدم النصائح الحكيمة والتوجيهات السديدة التي يراها ضرورية لكبار الإداريين في القسم السياسي. وربما كانت خلفية الرجل العسكرية وميله لغلاة اليمينيين في حزب المحافظين تشي بأنه "إمبريالي رجعي"، إلا أنه كان قد ساند بقوة، إبان سنواته في منصب حاكم عام السودان، خططاً كان من شأنها تسريع خطوات تقدم السودان بقدر المستطاع. ولم يكن هذا يعود لأية حساسية ليبرالية عنده، بل إلى أفكاره الشخصية الثابتة (idée fixe) التي نشأت من "اضطرابات" عام 1924م، والتي زادت من إيمانه بضرورة الدفاع عن السودان وحمايته من التسلل المصري لدولة الحكم الثنائي، وبأيّ ثمن. وكان مثله مثل بقية حكومته، غارقاً في أساطير العاملين في "القسم السياسي"، وخاصة شعورهم بالمسؤولية الأخلاقية عن رفع شأن السودانيين وتوجيههم إلى "نور" التمدن - على النقيض من الاستبداد والفساد الذي رآه العاملون في "القسم السياسي" في مصر. وأثبتت مثل تلك الآراء أنها كانت حاسمة لسياساته في فترة ما بعد الحرب، وفي مقاومته الصلدة لجهود ومحاولات وزارة الخارجية البريطانية المساومة في مبدأ حق السودانيين في نيل حق تقرير المصير في مقابل التحالف العسكري مع مصر. وليس من أغراض هذه المقال الخوض في تفاصيل ومجريات المفاوضات الإنجليزية – المصرية، ولا في شأن السياسات الداخلية التي سنها "القسم السياسي" بحكومة السودان عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. غير أنه من المهم أن نفهم أن حكومة الخرطوم كانت مصممة على وضع قواعد إقامة دولة سودانية قابلة للحياة، ومستقلة، على الأقل عن مصر، وحتى عن بريطانيا إن استدعى الأمر ذلك. ورغماً عن أن القسم السياسي بحكومة السودان كان كله تقريباً مكوناً من موظفين بريطانيين، إلا أن سياساته لم تكن تُحَدَّدُ له مِنْ قِبَل الحكومة البريطانية في لندن. ومما عزز ذلك الموقف المستقل هو اتفاقية الحكم الثنائي (في عام 1899م). وفي عام 1945م كانت حكومة السودان تعتبر نفسها حكومة مستقلة تقريبا، وليس على عاتقها من مسؤولية سوى ضمان مصالح السودانيين العليا، قبل الالتفات لمصالح الشريكين في الحكم الثنائي. وعلى الرغم من أن هدلستون وكبار المسؤولين كانوا يؤمنون بأنه من الأفضل للسودانيين أن يعتمدوا على بريطانيا، بأكثر من اعتمادهم على مصر، إلا أنهم كانوا يدركون تمام الإدراك أن وزارة الخارجية البريطانية كانت لها أولوياتها الخاصة – تلك الأولويات التي كانت لا تراعي دوما "مصالح السودانيين العليا".
لقد كانت أهمية السودان بالنسبة للحكومة البريطانية تأتي في المرتبة الثانية بعد مصر، التي بها المصالح الإمبريالية الحقيقية. وعقب أحداث 1924م راقب المسؤولون البريطانيون بالخرطوم، وهم في غاية الاندهاش والانزعاج، وزارة الخارجية البريطانية وهي تسعى لاستخدام إعادة المصريين إلى السودان بحسبانها ورقة مساومة للحصول على موافقة مصر للدخول في تحالف عسكري مع بريطانيا يتيح لبريطانيا ضمان الوصول للقاعدة العسكرية الاستراتيجية في قناة السويس. وقد كانت بريطانيا قد أبرمت اتفاقية جديدة عام 1936م مع مصر سمحت للمصريين العودة للسودان بأعداد محدودة (2). وكان الحاكم العام يومها (السير استورت سايمز) قد منع تطوير فكرة أي مساواة حقيقية في العلاقة بين دولتي الحكم الثنائي، مصر وبريطانيا. غير أن المسألة الشائكة المتعلقة بالسيادة، والتي ادعت مصر أنها تقع في يد التاج المصري فقط، ظلت مهملة وغير محسومة. وبعد عام 1936م ظلت حكومة السودان تشعر بالقلق من أن المفاوضات البريطانية - المصرية المستقبلية قد تثير قضية السيادة مجدداً، وبالتالي تقوض سلطتها وتفسد رؤيتها للسودان المستقل.
وكان القسم السياسي بحكومة السودان قد توقع، حتى قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، أن تسعى مصر في النهاية لإعادة وضعها السابق بالسودان الذي كانت قد فقدته في عام 1924م. وفي نوفمبر من عام 1945م أجاز هدلستون بيانا للسكرتير الإداري، جيمس روبرتسون، ورد فيه وعد لأعضاء المجلس الاستشاري السوداني لشمال السودان، بأنهم سوف يُسْتَشَارُون إن تم التفكير في إحداث أي تغيير في وضيعة الحكم الثنائي نتيجةً للمفاوضات بين بريطانيا ومصر. وعقب تقديم مصر طلباً رسمياً لإجراء مفاوضات مع بريطانيا في ديسمبر من عام 1945م، عمل هدلستون وروبرتسون بجد للحصول على نفس التعهد من وزرارة الخارجية البريطانية. وفي مارس 1946م صِيغَتْ مسودة في الخرطوم، شكلت الأساس لبيان قدمه ارنست بيفن وزير الخارجية إلى مجلس العموم، وعد فيه باستشارة السودانيين فيما يخص مستقبلهم، وذكر كذلك أنهم يتطلعون لتأسيس مؤسسات حكم ذاتي، كمقدمة لنيل حق تقرير المصير في النهاية. وقام هدلستون في أبريل من ذات العام بالإعلان عن سياسته الشخصية التي ورد فيها بأن السودان سينال حكومة ذاتية وسيحصل السودانيون على حق تقرير المصير في غضون عشرين عاماً. وعلى الرغم من احتجاجات الحكومة المصرية والسفارة البريطانية على ذلك، واتهامهما لهدلستون بأنه يعمل على تخريب المفاوضات بين بريطانيا ومصر، إلا أن الحاكم العام ظل مصراً على مبدأه الثابت الذي يتلخص في ضرورة نيل السودانيين لاستقلالهم عن طريق رعاية متدرجة ومتناقصة (مع مرور السنوات) يتولاها القسم السياسي بحكومة السودان.
وعلى الرغم من تلك "التعهدات" التي قدمها هدلستون للسودانيين، إلا أن التوجه الذي سلكته المفاوضات بين إنجلترا ومصر جعلت القسم السياسي بحكومة السودان أشد اقتناعاً بأنه لا يمكن الوثوق بوزارة الخارجية البريطانية والسفارة البريطانية في القاهرة في مسألة مستقبل السودان. ومثل إصدار حكومة العمال لبروتكول مع مصر (سمي "معاهدة صدقي – بيفن") في أكتوبر 1946م (3) الدرك الأسفل للعلاقات الإنجليزية – المصرية، وأعتبر الوطنيون السودانيون، وكذلك المسؤولون في حكومة السودان أن تلك المعاهدة تمثل "خيانة" لهم، إذ أنها كانت نهاية عهد الثقة والتعاون بين حكومة السودان وأولئك السودانيين الذين كانوا يأملون في تحقيق استقلال بلادهم من مصر ومن بريطانيا على حد سواء. وفي أعقاب "معاهدة صدقي – بيفن"، كان العاملون في القسم السياسي لحكومة السودان، على الأقل، يرون أن ذلك الموقف من هدلستون قد مثل أعظم إنجاز له.
******** ********** *********
إحالات مرجعية
1/ استشهد الكاتب هنا بما ورد في رسالته لنيل الدكتوراه من جامعة تكساس التي دارت حول "قيام وسقوط الخدمة السياسية في السودان"، في عام 1990م وبكتاب: Northern Africa: Islam and Modernization من تحرير مايكل بريت، 1973م.
2/ للمزيد عن معاهدة 1936م يمكن النظر في ما ورد عنها في هذا الرابط: https://shorturl.at/PLGSz
3/ اُنْظُرْ نص معاهدة صدقي – بيفن في هذا الرابط https://shorturl.at/ShFrZ

alibadreldin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الخارجیة البریطانیة حکومة السودان الحاکم العام فی السودان فی النهایة إلا أنه لقد کان فی عام إلا أن ورد فی مع مصر

إقرأ أيضاً:

في ذكرى إنشاء مؤسسته.. كم عملية زراعة قلب أجراها السير مجدي يعقوب؟

بمناسبة مرور 15 عامًا على إنشاء مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، أقيم احتفال بالمتحف المصري الكبير اليوم، تقديرًا لجهوده في مجال عمليات زراعة القلب التي أنقذت حياة الآلاف من المرضى حول العالم.

إجراء 4000 عملية زراعة قلب 

اعتبر السير مجدي يعقوب عملية زراعة القلب بمثابة هبة للحياة، وفق ما صرح به في حوار تليفزيوني سابق له على قناة ON، فهو يعتبر من أوائل الأطباء الذين عملوا في مجال زراعة القلب حول العالم ليستطيع بذلك إنقاذ حياة الآلاف من المرضى بعدما فقدوا الأمل في شفائهم، موضحًا: «عملت حوالي 4000 عملية زراعة قلب».

مرّ السير مجدي يعقوب بالكثير من المواقف الغريبة والصعبة خلال عمليات زراعة القلب الدقيقة، إلا أنه اعتبر أصعب عملية كانت منذ حوالي 23 عامًا لطفلة بريطانية كان عمرها وقتها 7 أشهر، إذ استدعته الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا خصيصًا لإجراء زراعة قلب لها نظرًا لصعوبة حالتها وثقتها الكبيرة في كفائته.

أصعب عملية أجراها مجدي يعقوب

لم يجد «يعقوب» وقتها قلب صغير يُمكن زراعته للطفلة، وبعد الكثير من البحث والمحاولات توصل لقلب صغير قام زرعه بجانب قلبها الأساسي، وتابع خلال حديثه التلفزيوني، أن الطفلة عاشت حوالي 8 سنوات بالقلبين، إلا أنها أصيبت بمرض السرطان، فعاد مرة أخرى إلى المستشفى ببريطانيا لاستئصال الورم والقلب الذي تم زراعته بعدما تأكد من عودة كفاءة القلب الأساسي: «البنت دي دلوقتي في العشرينيات من عمرها واتجوزت وبقى عندها أطفال». 

مقالات مشابهة

  • القوة المشتركة: استولينا على إمدادات عسكرية كانت في طريقها إلى الدعم السريع
  • شاهد بالفيديو.. الكابتن التاريخي لنادي الزمالك يتغزل في المنتخب السوداني بعد تأهله للنهائيات: (السودان التي كتب فيها شوقي وتغنت لها الست أم كلثوم في القلب دائماً وسعادتنا كبيرة بتأهله)
  • الحكومة تراجع قانون تعويض ضحايا حوادث السير بعد 40 سنة من الجمود
  • الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي
  • بيان من المكتب السياسي للحزب الإشتراكي الديمقراطي الوحدوي (حشد الوحدوي)
  • بسبب السير عكس الاتجاه.. مصرع شخص وإصابة 12 فى حادث تصادم بالشرقية
  • في ذكرى إنشاء مؤسسته.. كم عملية زراعة قلب أجراها السير مجدي يعقوب؟
  • هل من أستاذ يزيل جهلي السياسي في قضية الحرب علي السودان؟
  • محمد الشيخي: التشكيلة التي بدأ بها هيرفي رينارد اليوم كانت خاطئة
  • طلب البعثة الاممية التي قدمه حمدوك كانت تصاغ وتُكتب من داخل منزل السفير الانجليزي في الخرطوم!!!