الحرب المنسية؟؟؟؟ لا، الحرب الإنتحارية!
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
بقلم سعيد محمد عدنان – المملكة المتحدة
هي منسية للحضاريين، أهل الضمائر ومخافة الله
ولكنها متعة العسكرتيريا، التي تسلمت السودان الذي اسسه المستعمر لوقاية الأفارقة من هجمة الرق من مسترقي الجوار، ولا أخال أي سوداني لا يعلم بالزبير باشا والمسترقين في غرب السودان ومملكة الفونج وسلاطين مصر، الذين استفادوا من حظر الرق الأطلسي فمارسوا الرق اللإسلاموي!!! أسرى المعتدين الذين يجب أن يتم فيهم قوله تعالى "فإذا وضعت الحرب أوزارها فشدوا الوثاق فإما منىً وإما فدىً"
وأما في حق الضعفاء من كبار السن والمرضى والنساء الأطفال فاحتضانهم في الأسر المتطوعة لجعلهم أهل اليمين ممن نظم الإسلام دمجهم في الأسرة، يشاركونها اعمالها وخدماتها ويقتاتون معهم طعامهم ويشتركون الإيواء معهم.
فإذا بعرب الشتات المدحور من الخلافة العباسة بواسطة التتر، يتدفقون إلى الشام فمصر فصحراء إفريقيا ويتسللون إلى دول الساحل حول بحيرة تشاد، بمواشيهم وتأسست البيوتات الرحالة، في أراضي الأفارقة الوطنيين والذين يزرعون أراضهيم ويربون فيها المواشي للإستهلاك الأسري، فنجمت حروب الحواكير في بلد ثري بالطبيعة، محبٍ لزواره وضيوفه، والذين جاءوا بضمائر ظلم واستعلاء أهلكهم في مملكتهم العباسية.
وهذا امر طبيعي فالخير والشر خياران يقع في أيهما البشر ويتم ضبطها بالتحكيم والتراضي، إلا إذا دخلها الطمع البشري الذي لا حدود له في الظلم والطغيان، قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة للسموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماُ جهولا" صدق الله العظيم.
هذا ملخص لكيف تكون السودانان، الإنجليزي والفرنسي، بعد توبة المستعمر.
فإذا بالداء الظالم الطامع يستشري في القبائل المحررة من ذلك الظلم، حتى اضطر المستعمر لخلق السدود في نهر النيل الأبيض وعمل اتفاقية جوبا عام 1947 بين شمال الوادي وجنوبه، والتي لم يلتزم بها أيهما تحت وطآت الطمع والشوفينية.
هذا تأريخ محزن ولكنه أخف وطأة من خلافه الذي تطبقت فيه تحاذير الآية الكريمة ".... وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا"
هنا قام المؤتمر الوطني المحلول في فلسفة وهندسة هذا العيب الدفين، بدلاً من إزالته بيده، أو بلسانه أو بقلبه وهو أضعف الإيمان، قاموا واستغلوة لمتعة الحكم والتسلط وخداع أنفسهم وغيرهم أنهام يريدون أن يخلقوا للمولى عز وجل دولة إسلامية، لا علاقة لها بالإسلام وإنما بالإرهاب: سفك الدماء وسرقة الموارد وممارسة الفساد الممنهج كما رأيناه جميعاً.
بدأوا بالجنجويد الأول، آل المهدي والخليفة التعايشي، الذين استباحوا الأسر وسفكوا الدماء بحجة تطبيق شرع الله، وتجاوب معهم منافسوهم سلاطين مصر بطائفة الختمية التي استعبدت الفقراء بصكوك الغفران والشيعية ، ففشل استقلال السودان بين إداراتهم حتى لم يفطنوا إلى أن تلك الأرض الغالية هي لمن يملكها كوطن، وليس كمحتل.
وهنا امتدت المرحلة الثانية المخجلة من تلك الطوائف، فانشغلوا بالثراء ولم يفطنوا قط لأن تلك الأرض من يتم تسجيلها بدستور لمواطنيها، لأنهم يؤجلونه ريثما تكبر طائفتهم فينالوأ أكثر (الطمع الذي ودر وماجمع)، ومارسوا أساليب المافيات التي تخلص منها العالم بدحرهم للأراضي الجديدة في القارة الأمريكية، وفعّلوا اساليب الرجعية لمنع نضوج العقل السوداني نحو الحرية وقداسة الحقوق بين الفرد للجماعة والجماعة للفرد،
وبدأو في ممارسة التطور اللا أخلاقي بأسلوب الإنقلابات العسكرية في هيئة ثورات كالثورة البيضاء وثورة مايو إلخ، باختيار الجيش كمليشيا للحاكم.
وأدخلوا تلك الأرض الطيبة في صراغ الطمع والجهل والتسلط، حتى فقدت البلاد كل ميزاتها بعد تحرير المستعمر لها، فأضاعوا الحقوق ودمروا المساكن والقرى، وشردوا المواطنين، ثم تلتها الشوفانية اللأخلاقية بالحكم بالسرقة (كلبتوكراسي)، بين العسكر والمتطرفين الدينيين، وكان ذلك سوء الحصاد لتلك المراحل، فقتّلوا وشرّدوا الكفاءات، وفتحوا الباب للإرهاب العالمي ، وسرقوا الأموال وقسّموا البلاد، فطمع الجيران الذين كانوا يحسدون السودان على خيراته الوفيرة.
ولما رصدهم العالم الحر في تنكرهم لخلق استعمار غجري، وإرهاب، وحاصرهم فيه، فنع قادته الذين استدعوا للمحاسبات الجنائية في محاكم العالم، فظهر العيب الجديد: الجبن والهلع.
باختصار بدءوا يخافون من بعضهم البعض: جيش لا أمان له ولا ذمة، بعد تدليجه بعيداً عن الوطنية لحماية الأرض، وقبل وضع دستور يحفظ حقوق أهله، وخاف قادتهم من انقلاب الجيش عليهم فكونوا الجنجويد واستخدموه للتعرص لدول الجوار للقيام بتصفيات معارضيهم، ولأوروبا لحماية حدودها من الهجرات، وسرعان ما احتكرها رأيسهم الفاسد الخائب واعتبرها جيشاُ لحمايته، وملكهم ثروات من البلاد وانحرف بالسودان من الحياد الإيجابي إلى بيع موانئه وقداسة أرضه.
وقامت ثورة ديسمبر المجيدة، فأصب العسكر الهلع وخافوا المحاسبة، واستغل هلعهم الطائفيون من فلول الأحزاب وسرقوا الثورة من الشعب الباسل وقتّلوا الثوار وحرقوهم .
وأُفسدت بدايات الثورة بالتحالف مع اللجنة الأمنية للحكومة المعزولة، ولعب الجبن والخوف من التجربة ، مع الأطماع الشلرهة للعسكر والمافيات و غسيل الأموال، وسعى الثوار في مراحل مرهقة إلى مراحل بناء الانتقال الديمقراطي، ولكن آفات النظام وما فياته وطمع الجيران رفض إلا أن يفشل محاولات الوثيقة الدستورية، ودخلت المطامع العالمية وحروب الوكالة، في وضع تبلور على حرب بين الجيش المؤدلج (المكون من مليشيات حزبية) والدعم السريع – الجنجويد، وهذا الأخير دخل في اتفاق إطاري لعمل الحكم المدني، والذي لا يريده الحاكم الذي لا زال في براثن جرائم الحاكم المعزول.
وفي الفراغ بينهم تلاعبت الفلول الطامعة، والحركات المسلحة في طمع السطو على مايمكن السطو عليه من البلاد.
وتناغم الدعم السريع مع الأحزاب لإرجاع الديمقراطية وهزيمة المؤتمر الوطني وفلوله، ولكن في صفوف عرب الشتات هؤلاء، خبث دفين هو حاكم توحدهم، يطمعون في السكني في مباني "الجلابة" كما يسمونها.
وسائط النظام العالمي والإفريقي أتى بعدة مفاوضات، أهمها مفاوضات جدة، والتي توصلت ألى مفصل حل متفق عليه: أن يخلي الدعم السريع منازل المواطنين (في الوقت الذي ليس فيه حكومة شرعية ولا شرطة، والبلاد في حالة حرب مشتعلة.
يطالب الجيش بأنه لا زال الحاكم الشرعي بحكم الوثائق التي انقلب عليها، ووضح أن المؤتمر الوطني لا زال يمسك بالسلطة، وضاطه معرضون للمحاسبة إذا فقدوها: مسرح جبن جديد!!!
أصبح البرهان يرغي رافضاً أي تفاوض بحجة أن آخر مخرجات مفاوضات جدة، أن يخلي الدعم السريع منازل المواطنين التي يحتلها، ومباني الخدمات العامة، وإلا فحرب لا تبقي ولا تذر. ما هذا الهراء؟
مادام لديك يا برهان صك مثل ذلك، من أجل وقف سفك الدماء وعودة النازحين، فلماذا تطالب باستمرار الحرب؟ هل حاولت أن تدخل في مفاوضات تطالب فيها بمشارتك مع قوات دولية للإشراف على إخلاء المنازل المنهوبة وحراستها بقوات دولية مع قوا ت رمزية من الجهتين المتحارب؟ أو بمليشيا تكونها الأمم المتحدة بقبول الطرفين وحماية الأمم المتحدة؟
وإن كان الإدراك والفهم معدومان، أليس قصف تلك المانزل أرحم من دمار البنية التحتية للبلاد ووضياع السودان بعد تدمير كل منشآته وتشريد أهاليه وطحنهم بالمجاعة والأوبئة؟
هذا ما نعنية بالشوفانية العسكرية "جاكس اوف افري ثنق آند ماسترز أوف نوثنق"
لقد تغربنا تشريداً في محاربة الفساد، والآن ننعي أهالينا ووطننا لبلادة البندقية التي تقود من يمسكها إلى فقدان عقله، إلا إذا وضع قيد قيود وقوانيو جماعية لا يحتكرها أحد ولا يزورها أحد.
إن جيشك مؤدلح ولا يصلح ليكون قوة يبيح لها العالم الحر مجالاً، ومصير كل تلك القوى الشريرة هو الفناء، هذا إذا ما أصاب العالم الفناء بسوء استخدامه وبالتنبؤ المرصود بهلاك الأرض بسبب سيطرة الذكاء الصناعي، وانحسار الأراضي لارتفاع مياه المحيطات، وتضاعف السكان و بطء دوران الأرض ورصد تغيرات في مواقع النجوم والتي تفضي باقتراب اختلاط مدارات الصخور واقتراب الشموس، وصراع الحروب الوكالية وانحسار المياه العذبة إلى آخر عىلامات الساعة.
فهلا فكرتم في العدالة والمانة التي حملتموها ظلماً وجهلاً لدنيا في نها يتها؟
إذا كان هناك من له ضمير ويخاف ربه لاستوعب ما ورد هنا وسعى للإطلاع على هذه العلامات، فيكسب من ترفع من التغول على أمانة الله (العبء في تقسيم خيرات وبلاءات المولى عز وجل)، من كنز الذهب والفضة لتكوى بها الجباه والجنوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
izcorpizcorp@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: