تسارع جهود المملكة نحو إرساء البنية التحتية الرقمية ” الفائقة المرونة “
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
المناطق_الرياض
في عالم اليوم، بات حوالي 5% من خبراء الأمن الرقمي هم من يضع المعايير الجديدة والاستراتيجيات الوقائية التي تحكم صناعة الأمن الرقمي عالميا. وطبقا لاستطلاع نشرته بي دبليو سي “PWC” في عام 2024 لرصد الآراء حول الواقع الرقمي عالميا، فإن مثل هؤلاء الخبراء قد استحقوا مكانة متقدمة بفضل ما لديهم من خبرات استثنائية، وأن 95% منهم قادرون على معالجة التهديدات الرقمية بصورة سريعة، وجعل الجهات التي يعملون لديها أكثر قوة، وفي منأى عن تعطل الأعمال.
كما كشف الاستطلاع أن 94% من أولئك الخبراء نجحوا في دمج أمن البيانات مع ميزات الخصوصية ضمن المنتجات والخدمات والعلاقات مع الأطراف الأخرى، وأنهم تمكنوا من تطبيق المعايير الرقابية في جميع أعمالهم لمنع تعطل الأعمال بفعل التهديدات الإلكترونية، مما مكنهم من تحقيق أداء متفوق على بقية أقرانهم العاملين في القطاع ذاته، والذين نجح منهم فقط ما بين 25- 30% في تحقيق ذات الأداء المتفوق. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المخاطر الرقمية التي دفعت الحكومات والشركات لدمج عنصر الأمن الرقمي ضمن مبادراتها الإستراتيجية كانت من أهم الأسباب التي دعتها إلى ذلك، وخوفا من تعطل أعمالها بفعل المخاطر التي تفوق في تأثيرها تلك المخاطر المترتبة على الكوارث الطبيعية وانقطاع إمدادات الطاقة.
أخبار قد تهمك مستشار تعليمي: إدخال اللغة الصينية في مناهج التعليم يأتي من باب التنوع الثقافي 19 أغسطس 2024 - 10:47 صباحًا سفارة المملكة في اليابان تحذر السعوديين من إعصار «أمبيل» 15 أغسطس 2024 - 12:49 مساءًوتحت شعار ” أمن بيانات مرن – التصدي للتحديات المتغيرة- بيئة تجمع ما بين تقنية المعلومات والتكنولوجيا العملياتية وإنترنت الأشياء والإنترنت الصناعي للأشياء والسحابية المهجنة، يعقد مؤتمر ” أمن المعلومات لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024 MENA ISC ” في سبتمبر القادم في مدينة الرياض لمجابهة التحديات المتصلة بالبنية الرقمية وتأثيراتها على قطاع الأعمال والبنية التحتية، استمراراً لرسالة المؤتمر كملتقى يتم فيه تبادل الخبرات والتعاون في قطاع اقتصادي حيوي في المنطقة والمملكة، والذي يعد من القطاعات الأسرع نموا عالميا.
وبالنسبة للمملكة وسعيها الاستراتيجي لتكون واحدة من أهم الاقتصادات المتقدمة رقميا على المستوى العالمي، فإن المخاطر الإلكترونية المترتبة على عمليات القرصنة قد دفعت بها نحو تبني مفهوم أكثر حداثة يعرف باسم ” الأمن الرقمي الفائق المرونة “، وذلك لحماية البنية التحتية الرقمية، ومسيرتها نحو التطور الإقتصادي. ومثل هذا المفهوم يقوم على الجمع بين تقنيات كل من الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة بالدرجة الأولى، وذلك بهدف خلق وسيلة دفاعية للحد من المخاطر الناشئة عن عمليات القرصنة الرقمية.
قال كلينتون فيرث، شريك في بي دبليو سي الشرق الأوسط: ‘لم تعد المرونة الإلكترونية مجرد آلية دفاعية؛ بل أصبحت ضرورة استراتيجية. في البيئة الرقمية المترابطة اليوم، يجب على المنظمات ألا تكتفي بالدفاع ضد التهديدات الإلكترونية فقط، بل عليها أيضًا التوقع، التكيف، والتعافي بسرعة. تهدف رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة 2030 إلى وضع المملكة كقائد عالمي في التحول الرقمي، وتعكس جهودها نحو بناء بنية تحتية رقمية فائقة المرونة هذا الالتزام. من خلال تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص واعتماد التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، فإن المملكة لا تعزز فقط موقفها في مجال الأمن السيبراني، بل تضع أيضًا معيارًا جديدًا للآخرين ليتبعوه’.
يشار إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة أحدثت ثورة في مجال الأمن الرقمي. وهذه التقنيات حققت نتائج إيجابية وأخرى سلبية في ذات الوقت، إذ ساهمت في رصد التهديدات الإلكترونية في الزمن الحقيقي والتصدي لها باستعمال آليات صد مرنة، مع توقعات بأن تسهم في الحد بنسبة 30% من حالات الرصد الإيجابي الزائف للتهديدات الإلكترونية واختبارات أمان التطبيقات بحلول عام 2027. أيضا، نجحت تلك التقنيات في التقليل من الفترات الزمنية التي يستغرقها التعامل مع عمليات القرصنة بنسبة تصل إلى 12%، مما سمح بالحد بصورة أسرع من تأثير تلك العمليات. من النتائج الإيجابية أيضا، هو نجاح تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة فيما يسمى بـ” إدارة رصد المخاطر المستمرة “، والتي تقوم على ترتيب نقاط ضعف الأنظمة الرقمية من حيث الأولوية وإخضاعها للرقابة التفاعلية لمعالجة المخاطر المحتملة قبل أن يتمكن القراصنة من الاستفادة منها.
لا شك في أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة نجحت بصورة كبيرة في تحليل كميات هائلة من البيانات للتعرف على عوامل الخلل والخطأ التي تعتريها والتنبؤ بالمخاطر المحتملة المترتبة على تلك العوامل قبل أن تتسبب في المزيد من الأضرار. وقد دلت تقارير الخبراء على أن تلك التقنيات ساهمت في تحسين القدرة على الحد من الهجمات الإلكترونية والإبقاء على خطوط دفاع صلبة أمام تلك الهجمات، وبالعودة إلى الاستطلاع الوارد في الفقرة السابقة حول هذه الناحية، فقد أشار إلى أن 70% من الأفراد الذين استطلعت آراؤهم قالوا بأن شركاتهم عليها استعمال أدوات الذكاء الإصطناعي للحماية من الهجمات الرقمية بسبب تقليلها من المصاعب التي تواجه خبراء المعلومات أثناء تصديهم للهجمات الإلكترونية البشرية التي شهدت تزايدا مستمرا.
من بين عناصر الأمن الرقمي التي شاع استخدامها مؤخرا هي تلك المسماة ” بنية الثقة صفر ” والتي تقوم على مبدأ ” لا تثق أبدا، بل تحقق دوما “. ويقوم هذا المبدأ على التحقق المستمر من هوية المستخدمين وحقوق وأذونات الدخول وتطبيق رقابة صارمة على البنية الرقمية للتقليل من مخاطر الاختراق والدخول إليها بصورة غير قانونية، وخاصة في وقت تزايد فيه استخدام تقنيات الحوسبة المهجنة التي تتطلب إجراءات أمان للحفاظ على سريتها ومنع عمليات القرصنة أو الدخول غير القانوني إليها.
ساهم إنترنت الأشياء في زيادة عمليات القرصنة بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، مما جعل عامل الأمان والحلول المرتبطة بهذا النوع من الإنترنت مهمة للغاية نظرا لأنها تعمل على تأمين إتصال الأجهزة بين بعضها البعض والحفاظ على سرية البيانات ومنع الدخول غير القانوني إليها والتلاعب بها. وحاليا، تعمل حلول إدارة الدخول وتقنيات رصد التهديدات ومراقبة هوية المستخدمين على ضمان عدم الدخول غير المرخص إلى الأنظمة والتطبيقات من خلال دمج آليات رصد التهديدات لرفع مستوى الأمان والسرية.
باستعمال كل التقنيات الآنفة الذكر، بات بإمكان الحكومات والشركات إرساء إطار شامل خاص بأمن المعلومات فائق المرونة وقادر على التصدي لجميع التهديدات الرقمية التي باتت تشهد تطورا متسارعا. ومثل هذا الإطار الشامل من شأنه رصد التهديدات والتعامل معها وضمان حماية البنية التحتية الرقمية الهامة من الأخطار المحدقة بها.
لا شك في أن تشجيع التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص والحكومات وغيرهم من الأطراف الأخرى بات ضرورياً في قطاع أمن المعلومات لضمان إطار ” أمن معلومات فائق المرونة “. وهنا يشير الإستطلاع ذاته إلى أن 5% من خبراء أمن المعلومات باتوا يدركون أهمية الحفاظ على علاقة وثيقة مع القطاع العام، ودفع أكثر من 85% منهم لبناء علاقات راسخة مع الجهات الحكومية على جميع المستويات، وهو أمر تخطى الممارسات التقليدية التي سادت هذا القطاع سابقا، في الوقت الذي أبقى فيه 25% من أولئك الخبراء على مثل تلك العلاقات حفاظا على مرونة أعمالها.
ويضم مؤتمر “أمن المعلومات لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024 MENA ISC” لهذا العام العديد من الأطراف الدولية الفاعلة في هذا القطاع، ومن القطاعين العام والخاص، والتي ستتبادل الخبرات وتطرح أحدث الحلول بغية تعزيز التعاون وتأسيس إطار شامل حول أمن المعلومات لا يقتصر فقط على التصدي للمخاطر الرقمية بل الوقاية منها والتعافي منها والاستفادة منها .ومن بين المشاركين، شركة سايبرنايت، والتي تعد رائدة في مجال حلول أمن المعلومات، وشركة سايبر بوليجون، والمعروفة بمنصات تدريب خبراء أمن المعلومات، وشركة سلام، وهي شركة اتصالات سعودية رائدة وغيرها من الشركات العالمية الناشطة في المجال الرقمي كشركة كاسبيرسكي وغوغل كلاود سوليوشنز وكراودسترايك والعديد من الشركات السعودية مثل نورنيت. وجميع الشركات المشاركة في المؤتمر سوف تعرض رؤاها وحلولها لتعزيز التعاون المطلوب لتأسيس إطار شامل لأمن المعلومات من شأنه ليس فقط التصدي للمخاطر الرقمية، بل ضمان التعافي السريع والتعلم منها.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المملكة عملیات القرصنة البنیة التحتیة أمن المعلومات الأمن الرقمی
إقرأ أيضاً:
هل لديك الكثير من الصور القديمة والرسائل غير المقروءة؟ قد تكون ضحية “الاكتناز الرقمي”!
#سواليف
قال خبراء إنه إذا كنت تجد صعوبة في #حذف_الرسائل القديمة، أو إذا كنت تشعر بأن هاتفك مليء بالملفات التي لا تعرف كيف تديرها، فقد تكون مصابا باضطراب يعرف باسم ” #الاكتناز_الرقمي “.
ويعرف اضطراب الاكتناز القهري، والذي غالبا ما يرتبط باضطراب #الوسواس_القهري، بأنه الإفراط في تكديس وتجميع المقتنيات والصعوبة الكبيرة في اتخاذ قرار بشأن التخلص من الممتلكات الشخصية غير الضرورية.
لكن الاكتناز القهري لا يقتصر فقط على الممتلكات المادية، بل يمكن أن يشمل أيضا الملفات الرقمية، مثل رسائل البريد الإلكتروني أو الصور أو النصوص وغيرها، والتي تتراكم في حياتنا اليومية، وهو ما أطلق عليه اسم الاكتناز الرقمي.
مقالات ذات صلة ناسا تنشر صورا لحقل غامض على سطح المريخ! 2024/11/21وقد يشعر مستخدم الهاتف الذكي بالارتباط العاطفي بالبيانات الرقمية ويكافح لتنظيمها أو حذفها، ما يؤدي إلى التوتر والقلق.
وأوضح الدكتور إيمانويل مايدنبرج، أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية الحيوية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا، لشبكة CNN الأسبوع الماضي: “يتعلق الأمر بالخوف من الحاجة إلى هذه المعلومات في مرحلة ما في المستقبل ومع ذلك لا يكون لديك إمكانية الوصول إليها ولا تعرف أين تجدها”.
ولتحديد ما إذا كنت تعاني من الاكتناز الرقمي، حدد الخبراء أربعة أنواع من المهتمين بالاحتفاظ بالبيانات:
“جامعو البيانات”: لديهم نظام منظم جيدا للملفات ولا يشعرون بالإرهاق بسهولة.إقرأ المزيد
لماذا يرغب البعض في تصفح ملفاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لماذا يرغب البعض في تصفح ملفاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي؟ “الاكتناز العرضي”: لا يخطط هؤلاء للاحتفاظ بالبيانات غير الضرورية، لكنهم لا يعرفون كيفية إدارتها. “الاكتناز بناء على تعليمات”: تحتفظ هذه المجموعة بالبيانات نيابة عن شركاتهم وليس لديهم ارتباط شخصي بها. “الاكتناز القلق”: يحتفظون بالبيانات عاطفيا تحسبا لاحتياجهم إليها في المستقبل.
وقدم الخبراء ثلاث نصائح للتخلص من الفوضى الرقمية:
الحد من المعلومات غير الضرورية: وجدت الأبحاث الحديثة أن متوسط مستخدم الهاتف الذكي لديه نحو 80 تطبيقا مثبتا على هاتفه ولكنه يستخدم نحو 30 تطبيقا فقط شهريا.لذلك، احذف التطبيقات غير المستخدمة، وألغِ الاشتراك في النشرات الإخبارية والإشعارات غير الضرورية، وأفرغ بريدك الإلكتروني من الرسائل غير المهمة.
وضع حدود رقمية للحفاظ على الصحة العقلية: يمكن أن يؤدي الحد من استخدام البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وجدولة أيام “التخلص من السموم الرقمية” إلى تقليل التوتر وتعزيز التركيز وحتى تحسين النوم.إزالة الفوضى قليلا كل يوم: توصي الدكتورة سوزان ألبيرز، أخصائية علم النفس السريري في عيادة “كليفلاند”، بقضاء بضع دقائق كل صباح في حذف رسائل البريد الإلكتروني والرسائل والإشعارات الأخرى الغير المهمة.
ويمكن أن يساعد تخزين ما هو ضروري فقط والتخلص من البيانات الغير الضرورية وتنظيم ملفاتك الرقمية، في الشعور بضغط وتوتر أقل.
وقالت ألبيرز: “نحن جميعا نتعامل مع الفوضى الرقمية أكثر مما نعتقد، وأعتقد أن التخلص من الفوضى هو طريقة بسيطة، إذا خصصنا لها القليل من الوقت، فسيكون لها فوائد كبيرة من حيث إنتاجيتنا وسعادتنا بشكل عام”.