سودانايل:
2025-01-08@22:51:21 GMT

قراءة ما وراء حديث البرهان

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن حديث المشير عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش أمام الإعلاميين و الصحافيين في مدينة بورتسودان، تناول العديد من القضايا الوطنية و السياسية، و بعض منها قد تم تكراره للتأكيد عليه، و هناك أيضا الجديد، الذي يمثل الرؤية المستقبلية للبلاد في التعمير و العمل السياسي.

. قال البرهان أنهم بصدد تشكيل حكومة من التكنوقراط تدير شؤون البلاد، و تشكيل حكومة تكنوقراط ليست قاصرة على الحرب، بل سوف تمتد لكي تحضر البيئة الصالحة للإنتخابات العامة في البلاد، الأمر الذي يجعل الأحزاب تتفرغ إلي تطوير و تحديث نفسها و تستعد للإنتخابات. خاصة أن البلاد تحتاج لمجهود كبير و تناغم بين الجيش و المدنيين الحاكمين، لآن فترة ما بعد الحرب ليس فترة تشتغل فيها الحكومة بقضايا سياسية تصرفها عن أنجاز عملية التعمير و الإهتمام بمعائش الناس و تحسين الخدمات المطلوبة من كهرباء و مياه و صحة و تعليم و غيرها من الأشياء مهمة المتعلقة بحياة الناس، أن فتح الباب لمشاركة أحزب مسألة تعطل انجاز هذه المهام..
تحدث البرهان عن المؤامرة التي تم إحاكتها ضد البلاد، و قال البرهان و لأول مرة يتحدث عنها بالتفصيل، بأنها مؤامرة استخدمت فيها الميليشيا كمخلب لكي تنفذ مايراد منها أن تنفذه، و أكد على مشاركة أغلبية دول الجوار، و دول المنطقة، و دول من المجتمع الدولي، و دائما استخدام مصطلح " دول المجتمع الدولي" هي الدول ذات النفوذ في المجتمع الدولي أمريكا و بعض من الدول الأوروبية،.. و تطرق إلي جنيف؛ و قال البرهان كان الهدف منها هو تبيض وجه الميليشيا لإعادتها مرة أخرى للساحة السياسية، و أيضا تبيض وجه الدول التي دعمت الميليشيا حتى لا تدفع ثمن فعلتها، و قال أن المؤامرة استخدم فيها العديد من أبناء الوطن من السياسيين و الإعلاميين لكي تحقق المؤامرة أهدافها، و أكد أيضا أن "قحت و تقدم" يعملان لدعم الميليشيا.. و قال باب التوبة فاتح أمامهم إذا كانوا يريدون التراجع عن مواقفهم.. رغم المقولة الأخيرة تعد تنازلا لكنه يريدهم أن يكونوا في مواجهة مع الشعب السوداني.. عندما قال البرهان أن الشعب هو المتضرر الأكبر من الحرب و يعاني من ويلاتها..
يقول البرهان أن محاولات قصر المفاوضات بين الجيش و الميليشيا سوف نرفضها و يجب أن تكون بين حكومة السودان و الميليشيا، و حديث البرهان يعد محاولة لانتزاع الاعتراف بالحكومة من الذين يحاولون الهروب منها، بدعوة التفاوض بين الجيش و الميليشيا، و إرسال وفد بأسم الحكومة لأي محادثات عن الحرب تعد خطوة متقدمة في إدارة الصراع مع المجتمع الدولي، و قد نجحت الفكرة مع الذين قدموا الدعوة لمفاوضات جنيف، فرض قبولها من قبل الجيش و رفضه الذهاب، هو الذي جعل أمريكا تقبل ذلك، حيث جرت المحادثات في جدة بين الوفد السوداني بقيادة محمد بشير أبو نمو و المبعوث الأمريكي، و أيضا في اللقاء الذي كان يجب أن يتم في القاهرة، و قد تم إرسال وفد حكومي و رفض المبعوث الأمريكي الجلوس معه.. إن فهم عقلية الجانب الأخر، و كيف يفكر مسألة في غاية الأهمية، لأنها تبين ما هي أفضل الطرق التي يمكن التعامل بها معه، و هي التي جعلت المبعوث الأمريكي يخرج من طوره، عندما يتحدث عن أن هناك قوى مسيطرة على الجيش و هي التي تمنعه من التفاوض، أن يتبني مبعوث وسيط قول قوى سياسية هدفها من وراء ذلك أن تدعم فقط دولة الأمارات التي تحاول أن تجد لها تبريرا لفعلتها الداعمة للميليشيا.. لكنها في ذات الوقت تجعل الوسيط غير نزيه و منحاز.. و فشل المبعوث في مهمته و كل مجهوداته لأنه عجز أن ينظر للمشكل بعينين و فضل أن يسمع لجزء و يتعامل برؤيته و يريد أن ينجح.. بالفعل أثبت أنه مايزال في الدرجات الدني في الدبلوماسية..
أن حديث البرهان؛ رغم التأكيد فيه على عزيمة الإنتهاء من الميليشيا لكي لا يكون لها دورا سياسيا أو عسكريا مرة أخرى.. إلا أنه جعل الباب موارى عندما يؤكد أن خروج الميليشيا من منازل المواطنين و تجمعها في مناطق يحددها الجيش تعتبر خطوة لحل المشكلة، كان الاعتقاد أن القوى السياسية خاصة في " قحت و تقدم" التي تدعم الميليشيا، و في نفس الوقت ترفع شعار وقف الحرب، أن تسعى هي لإقناع الميليشيا دون أن تلجأ إلي النفوذ الخارجي.. لكن هذه القوى " قحت و تقدم" مشكلتها إنها لا تريد حلا لا يرفعها للسلطة، فهي ساعية من أجل السلطة، و تمسكها بالخارج لأنها فقدت القوى التي كانت تؤيدها في الشارع، فأصبح الخارج رهانها للوصول للسلطة، و هذا يعد تغيبا للوعي، و هناك أيضا قوى آخرى ترفع شعار " لا للحرب" و لكنها أيضا لا تملك أي رؤية لكيفية وقف الحرب، فهؤلاء فقدوا قدرة التفكير الإيجابي من خلال تقديم مبادرات تسهم في الحل ..
قال البرهان أن الوضع العسكري الحالي للجيش أفضل من ذي قبل، و أن الحرب قد طالت و لا يعرف متى تنتهي، و تحتاج لصبر، و لكن مؤشراتها تقول على وشك الإنتهاء.. أن البرهان لا يريد أن يدخل الناس في رهان زمن محدد يؤخذ عليه، و في نفس الوقت يريد أن يتواصل دعم الشارع للجيش.. و معلوم أن التأييد الكبير من الشعب للجيش هو الذي يفشل كل المؤامرات التي تحيكها بعض الدول و المنظمات ضد البلاد، و موقف الشعب هو الذي يمنع محاولات الاستفزاز من بعض دول المجتمع الدولي التي تحاول أن تجعل نهاية الحرب لصالح أجندتها، قال البرهان حديثه الذي يعتقد هو الأفضل نهاية للحرب.. فهل القوى السياسية عندها مبادرات وطنية خلافا لذلك دون أن تضع نظرها على السلطة؟.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المجتمع الدولی قال البرهان البرهان أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: العالم الذي ينتظر ترامب يختلف عن ما كان قبل 4 سنوات

 

 

الجديد برس|

 

قالت صحيفة واشنطن بوست، أن العالم الذي ينتظر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يختلف تماما عن فترته الرئاسية السابق وأنه أكثر تهديدا مما كان عليه قبل 4 سنوات حينما ترك الرئاسة.

 

 

وأوضحت الصحيفة أن تركيز ترامب على “أميركا أولا” في ولايته الثانية ينصب في المقام الأول على الجبهة الداخلية، لكن العديد من خبراء الاقتصاد قالوا إن أجندته الاقتصادية، كالتعريفات الجمركية وتمديد التخفيضات الضريبية، يمكن أن تؤدي إلى جولة جديدة من التضخم والمزيد من الديون، كما أن ترحيل المهاجرين من شأنه أن يعطل الاقتصاد.

 

وسيقود رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك ومنافسه السابق فيفيك راماسوامي مبادرة تتضمن خفض التكاليف والعثور على أوجه القصور، لكنهما سوف يواجهان تحديات متعددة قبل أن يتمكنا من تحقيق أكثر من مجرد تغييرات رمزية.

 

وتتابع الصحيفة أنه مع ذلك، قد ينجذب ترامب بسرعة إلى تحديات السياسة الخارجية، ليواجه عالما من الفوضى والصراع، من حرب أوكرانيا إلى الشرق الأوسط الذي لا يزال في حالة من الاضطراب بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب على قطاع غزة.

 

وذلك إلى جانب إيران وسوريا، التي أصبحت خالية من بشار الأسد، ثم إلى إسرائيل التي تعاني من تراجع في العلاقات الدولية بسبب سلوكها في غزة، وأخير إلى الصين التي هددها ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة كبرى في وقت تعاني فيه من مشاكل اقتصادية خطيرة وطموحات عسكرية متزايدة.

 

وإذا كان ترامب يفتخر بأنه صانع صفقات، وكان نهجه في السياسة الخارجية في ولايته الأولى أكثر شخصنة، فإنه ربما يجد صعوبة أكبر في ولايته الثانية، في العمل مع أمثال الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي أرسل له ما سماه “رسائل الحب”، توضح واشنطن بوست.

 

وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين السابقين، اشترط عدم الكشف عن هويته للصحيفة، “إن الأمر ليس مثل الحرب الباردة القديمة، لكن هناك نمطا عالميا من التدافع والتوتر”، وهي بيئة يُنظر إلى خصوم ترامب المتصارعين فيها على أنهم أقل ميلا إلى عقد صفقات قصيرة الأجل تعود بالنفع على الرئيس القادم.

 

وتابعت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا قد تكون أول اختبار لترامب، نظرا لإرهاق القوات الأوكرانية وتراجع الدعم الأميركي لكييف، إضافة إلى قول ترامب خلال الحملة إنه قد يتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في يوم واحد، مما يجعل بوتين يقدم مطالب متطرفة لأن ترامب الحريص على التوصل إلى اتفاق، قد يتنازل كثيرا.

 

وذكرت الصحيفة أن تحركات ترامب المحتملة من أجل أوكرانيا تشكّل مصدر قلق كبير بين حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، الذين يتساءلون هل يبيع ترامب الأوكرانيين باتفاقية تدمر سيادتهم بشكل أساسي.

 

أما بالنسبة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، فلدى ترامب الفرصة، لكن إلى أي مدى سيمنح إسرائيل حرية التصرف بطرق لم يفعلها جو بايدن؟ وما موقفه من إيران، هل سيفاوضها أم سيتخذ نهجا متشددا معها؟ علما أن اختياره مايك هاكابي المؤيد بشدة لإسرائيل سفيرا لديها فسر على أنه علامة على أنه سيستسلم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر مما فعل بايدن.

 

مقالات مشابهة

  • هل ستتأثر الأجهزة التي تعمل بشرائح أجنبية عبر نظام التجوال الدولي؟
  • قائد الجيش السوداني يكشف عن تعديلات في الوثيقة الدستورية
  • نهاية رجل جاهل ومتهور أعطاه الله المال والقوة والسلطة ولكنه طمع وأراد ابتلاع الدولة
  • واشنطن بوست: العالم الذي ينتظر ترامب يختلف عن ما كان قبل 4 سنوات
  • بعد حديث الحكومة السورية عن زيادة الأجور 400 بالمئة.. ما هي الدولة التي ستمول؟
  • بعد حديث الحكومة السورية عن زيادة الأجور 400 بالمئة.. من الدولة التي ستمول؟
  • سقوط إدارة قناة (سودانية 24)..!
  • هدف إنقلاب ٢٥ كان السلطة والحرب الحالية نفس الهدف
  • الأولوية لإيقاف الحرب … وبعد ذلك لكل حادث حديث !!..
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات