سودانايل:
2024-09-13@07:08:13 GMT

قراءة ما وراء حديث البرهان

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن حديث المشير عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش أمام الإعلاميين و الصحافيين في مدينة بورتسودان، تناول العديد من القضايا الوطنية و السياسية، و بعض منها قد تم تكراره للتأكيد عليه، و هناك أيضا الجديد، الذي يمثل الرؤية المستقبلية للبلاد في التعمير و العمل السياسي.

. قال البرهان أنهم بصدد تشكيل حكومة من التكنوقراط تدير شؤون البلاد، و تشكيل حكومة تكنوقراط ليست قاصرة على الحرب، بل سوف تمتد لكي تحضر البيئة الصالحة للإنتخابات العامة في البلاد، الأمر الذي يجعل الأحزاب تتفرغ إلي تطوير و تحديث نفسها و تستعد للإنتخابات. خاصة أن البلاد تحتاج لمجهود كبير و تناغم بين الجيش و المدنيين الحاكمين، لآن فترة ما بعد الحرب ليس فترة تشتغل فيها الحكومة بقضايا سياسية تصرفها عن أنجاز عملية التعمير و الإهتمام بمعائش الناس و تحسين الخدمات المطلوبة من كهرباء و مياه و صحة و تعليم و غيرها من الأشياء مهمة المتعلقة بحياة الناس، أن فتح الباب لمشاركة أحزب مسألة تعطل انجاز هذه المهام..
تحدث البرهان عن المؤامرة التي تم إحاكتها ضد البلاد، و قال البرهان و لأول مرة يتحدث عنها بالتفصيل، بأنها مؤامرة استخدمت فيها الميليشيا كمخلب لكي تنفذ مايراد منها أن تنفذه، و أكد على مشاركة أغلبية دول الجوار، و دول المنطقة، و دول من المجتمع الدولي، و دائما استخدام مصطلح " دول المجتمع الدولي" هي الدول ذات النفوذ في المجتمع الدولي أمريكا و بعض من الدول الأوروبية،.. و تطرق إلي جنيف؛ و قال البرهان كان الهدف منها هو تبيض وجه الميليشيا لإعادتها مرة أخرى للساحة السياسية، و أيضا تبيض وجه الدول التي دعمت الميليشيا حتى لا تدفع ثمن فعلتها، و قال أن المؤامرة استخدم فيها العديد من أبناء الوطن من السياسيين و الإعلاميين لكي تحقق المؤامرة أهدافها، و أكد أيضا أن "قحت و تقدم" يعملان لدعم الميليشيا.. و قال باب التوبة فاتح أمامهم إذا كانوا يريدون التراجع عن مواقفهم.. رغم المقولة الأخيرة تعد تنازلا لكنه يريدهم أن يكونوا في مواجهة مع الشعب السوداني.. عندما قال البرهان أن الشعب هو المتضرر الأكبر من الحرب و يعاني من ويلاتها..
يقول البرهان أن محاولات قصر المفاوضات بين الجيش و الميليشيا سوف نرفضها و يجب أن تكون بين حكومة السودان و الميليشيا، و حديث البرهان يعد محاولة لانتزاع الاعتراف بالحكومة من الذين يحاولون الهروب منها، بدعوة التفاوض بين الجيش و الميليشيا، و إرسال وفد بأسم الحكومة لأي محادثات عن الحرب تعد خطوة متقدمة في إدارة الصراع مع المجتمع الدولي، و قد نجحت الفكرة مع الذين قدموا الدعوة لمفاوضات جنيف، فرض قبولها من قبل الجيش و رفضه الذهاب، هو الذي جعل أمريكا تقبل ذلك، حيث جرت المحادثات في جدة بين الوفد السوداني بقيادة محمد بشير أبو نمو و المبعوث الأمريكي، و أيضا في اللقاء الذي كان يجب أن يتم في القاهرة، و قد تم إرسال وفد حكومي و رفض المبعوث الأمريكي الجلوس معه.. إن فهم عقلية الجانب الأخر، و كيف يفكر مسألة في غاية الأهمية، لأنها تبين ما هي أفضل الطرق التي يمكن التعامل بها معه، و هي التي جعلت المبعوث الأمريكي يخرج من طوره، عندما يتحدث عن أن هناك قوى مسيطرة على الجيش و هي التي تمنعه من التفاوض، أن يتبني مبعوث وسيط قول قوى سياسية هدفها من وراء ذلك أن تدعم فقط دولة الأمارات التي تحاول أن تجد لها تبريرا لفعلتها الداعمة للميليشيا.. لكنها في ذات الوقت تجعل الوسيط غير نزيه و منحاز.. و فشل المبعوث في مهمته و كل مجهوداته لأنه عجز أن ينظر للمشكل بعينين و فضل أن يسمع لجزء و يتعامل برؤيته و يريد أن ينجح.. بالفعل أثبت أنه مايزال في الدرجات الدني في الدبلوماسية..
أن حديث البرهان؛ رغم التأكيد فيه على عزيمة الإنتهاء من الميليشيا لكي لا يكون لها دورا سياسيا أو عسكريا مرة أخرى.. إلا أنه جعل الباب موارى عندما يؤكد أن خروج الميليشيا من منازل المواطنين و تجمعها في مناطق يحددها الجيش تعتبر خطوة لحل المشكلة، كان الاعتقاد أن القوى السياسية خاصة في " قحت و تقدم" التي تدعم الميليشيا، و في نفس الوقت ترفع شعار وقف الحرب، أن تسعى هي لإقناع الميليشيا دون أن تلجأ إلي النفوذ الخارجي.. لكن هذه القوى " قحت و تقدم" مشكلتها إنها لا تريد حلا لا يرفعها للسلطة، فهي ساعية من أجل السلطة، و تمسكها بالخارج لأنها فقدت القوى التي كانت تؤيدها في الشارع، فأصبح الخارج رهانها للوصول للسلطة، و هذا يعد تغيبا للوعي، و هناك أيضا قوى آخرى ترفع شعار " لا للحرب" و لكنها أيضا لا تملك أي رؤية لكيفية وقف الحرب، فهؤلاء فقدوا قدرة التفكير الإيجابي من خلال تقديم مبادرات تسهم في الحل ..
قال البرهان أن الوضع العسكري الحالي للجيش أفضل من ذي قبل، و أن الحرب قد طالت و لا يعرف متى تنتهي، و تحتاج لصبر، و لكن مؤشراتها تقول على وشك الإنتهاء.. أن البرهان لا يريد أن يدخل الناس في رهان زمن محدد يؤخذ عليه، و في نفس الوقت يريد أن يتواصل دعم الشارع للجيش.. و معلوم أن التأييد الكبير من الشعب للجيش هو الذي يفشل كل المؤامرات التي تحيكها بعض الدول و المنظمات ضد البلاد، و موقف الشعب هو الذي يمنع محاولات الاستفزاز من بعض دول المجتمع الدولي التي تحاول أن تجعل نهاية الحرب لصالح أجندتها، قال البرهان حديثه الذي يعتقد هو الأفضل نهاية للحرب.. فهل القوى السياسية عندها مبادرات وطنية خلافا لذلك دون أن تضع نظرها على السلطة؟.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المجتمع الدولی قال البرهان البرهان أن

إقرأ أيضاً:

عدن .. مكاتب النقل الدولي تغلق أبوابها احتجاجاً على الجبايات التي يفرضها المرتزقة

 

الثورة نت/..

افادت مصادر إعلامية بإغلاق مكاتب النقل الدولي في عدن المحتلة أبوابها امام المسافرين على خلفية الجبايات التي يفرضها المحتلين والغزاة وادواتهم من الخونة والعملاء والمرتزقة. وفقا لما نشره “موقع 26 سبتمبر نت”.
وقالت المصادر أن مكتب السياحة اغلق مكاتب النقل الدولي بعد رفض المكاتب دفع زيادة 1% على كل تذكرة سفر أو 30 ألف على كل رحلة ماتسبب بتعثر سفر المواطنين.
واشارت المصادر إلى أن العشرات من المواطنين عالقين داخل الباصات وامام المكاتب لم يستطيعوا السفر حتى اللحظة.

مقالات مشابهة

  • نائب البرهان يعلن موعد إنتهاء حرب السودان ويوجه دعوة للمجتمع الدولي
  • الفريق العطا الجنرال والوصاية الجبرية!!
  • أسرار حديث الجنرال ياسر العطا
  • الجيش الكوري الجنوبي: الصواريخ الباليستية التي أطلقتها كوريا الشمالية طارت لمسافة 360 كلم قبل أن تسقط بالبحر
  • هآرتس: ما الذي تخشاه إسرائيل في غزة بمنعها دخول المراسلين الأجانب؟
  • 16 شهراً من الحرب: حساب الربح والخسارة..!
  • الدليل الرواتب.. تقرير إسرائيلي: حديث غالانت مضلل ولسنا قريبين من القضاء على حماس
  • غالانت: فيديو نفق حماس في رفح يؤكد أهداف الحرب التي يخوضها الجيش
  • عدن .. مكاتب النقل الدولي تغلق أبوابها احتجاجاً على الجبايات التي يفرضها المرتزقة
  • الجيش سيد التفاوض والسلام