زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن حديث المشير عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش أمام الإعلاميين و الصحافيين في مدينة بورتسودان، تناول العديد من القضايا الوطنية و السياسية، و بعض منها قد تم تكراره للتأكيد عليه، و هناك أيضا الجديد، الذي يمثل الرؤية المستقبلية للبلاد في التعمير و العمل السياسي.
تحدث البرهان عن المؤامرة التي تم إحاكتها ضد البلاد، و قال البرهان و لأول مرة يتحدث عنها بالتفصيل، بأنها مؤامرة استخدمت فيها الميليشيا كمخلب لكي تنفذ مايراد منها أن تنفذه، و أكد على مشاركة أغلبية دول الجوار، و دول المنطقة، و دول من المجتمع الدولي، و دائما استخدام مصطلح " دول المجتمع الدولي" هي الدول ذات النفوذ في المجتمع الدولي أمريكا و بعض من الدول الأوروبية،.. و تطرق إلي جنيف؛ و قال البرهان كان الهدف منها هو تبيض وجه الميليشيا لإعادتها مرة أخرى للساحة السياسية، و أيضا تبيض وجه الدول التي دعمت الميليشيا حتى لا تدفع ثمن فعلتها، و قال أن المؤامرة استخدم فيها العديد من أبناء الوطن من السياسيين و الإعلاميين لكي تحقق المؤامرة أهدافها، و أكد أيضا أن "قحت و تقدم" يعملان لدعم الميليشيا.. و قال باب التوبة فاتح أمامهم إذا كانوا يريدون التراجع عن مواقفهم.. رغم المقولة الأخيرة تعد تنازلا لكنه يريدهم أن يكونوا في مواجهة مع الشعب السوداني.. عندما قال البرهان أن الشعب هو المتضرر الأكبر من الحرب و يعاني من ويلاتها..
يقول البرهان أن محاولات قصر المفاوضات بين الجيش و الميليشيا سوف نرفضها و يجب أن تكون بين حكومة السودان و الميليشيا، و حديث البرهان يعد محاولة لانتزاع الاعتراف بالحكومة من الذين يحاولون الهروب منها، بدعوة التفاوض بين الجيش و الميليشيا، و إرسال وفد بأسم الحكومة لأي محادثات عن الحرب تعد خطوة متقدمة في إدارة الصراع مع المجتمع الدولي، و قد نجحت الفكرة مع الذين قدموا الدعوة لمفاوضات جنيف، فرض قبولها من قبل الجيش و رفضه الذهاب، هو الذي جعل أمريكا تقبل ذلك، حيث جرت المحادثات في جدة بين الوفد السوداني بقيادة محمد بشير أبو نمو و المبعوث الأمريكي، و أيضا في اللقاء الذي كان يجب أن يتم في القاهرة، و قد تم إرسال وفد حكومي و رفض المبعوث الأمريكي الجلوس معه.. إن فهم عقلية الجانب الأخر، و كيف يفكر مسألة في غاية الأهمية، لأنها تبين ما هي أفضل الطرق التي يمكن التعامل بها معه، و هي التي جعلت المبعوث الأمريكي يخرج من طوره، عندما يتحدث عن أن هناك قوى مسيطرة على الجيش و هي التي تمنعه من التفاوض، أن يتبني مبعوث وسيط قول قوى سياسية هدفها من وراء ذلك أن تدعم فقط دولة الأمارات التي تحاول أن تجد لها تبريرا لفعلتها الداعمة للميليشيا.. لكنها في ذات الوقت تجعل الوسيط غير نزيه و منحاز.. و فشل المبعوث في مهمته و كل مجهوداته لأنه عجز أن ينظر للمشكل بعينين و فضل أن يسمع لجزء و يتعامل برؤيته و يريد أن ينجح.. بالفعل أثبت أنه مايزال في الدرجات الدني في الدبلوماسية..
أن حديث البرهان؛ رغم التأكيد فيه على عزيمة الإنتهاء من الميليشيا لكي لا يكون لها دورا سياسيا أو عسكريا مرة أخرى.. إلا أنه جعل الباب موارى عندما يؤكد أن خروج الميليشيا من منازل المواطنين و تجمعها في مناطق يحددها الجيش تعتبر خطوة لحل المشكلة، كان الاعتقاد أن القوى السياسية خاصة في " قحت و تقدم" التي تدعم الميليشيا، و في نفس الوقت ترفع شعار وقف الحرب، أن تسعى هي لإقناع الميليشيا دون أن تلجأ إلي النفوذ الخارجي.. لكن هذه القوى " قحت و تقدم" مشكلتها إنها لا تريد حلا لا يرفعها للسلطة، فهي ساعية من أجل السلطة، و تمسكها بالخارج لأنها فقدت القوى التي كانت تؤيدها في الشارع، فأصبح الخارج رهانها للوصول للسلطة، و هذا يعد تغيبا للوعي، و هناك أيضا قوى آخرى ترفع شعار " لا للحرب" و لكنها أيضا لا تملك أي رؤية لكيفية وقف الحرب، فهؤلاء فقدوا قدرة التفكير الإيجابي من خلال تقديم مبادرات تسهم في الحل ..
قال البرهان أن الوضع العسكري الحالي للجيش أفضل من ذي قبل، و أن الحرب قد طالت و لا يعرف متى تنتهي، و تحتاج لصبر، و لكن مؤشراتها تقول على وشك الإنتهاء.. أن البرهان لا يريد أن يدخل الناس في رهان زمن محدد يؤخذ عليه، و في نفس الوقت يريد أن يتواصل دعم الشارع للجيش.. و معلوم أن التأييد الكبير من الشعب للجيش هو الذي يفشل كل المؤامرات التي تحيكها بعض الدول و المنظمات ضد البلاد، و موقف الشعب هو الذي يمنع محاولات الاستفزاز من بعض دول المجتمع الدولي التي تحاول أن تجعل نهاية الحرب لصالح أجندتها، قال البرهان حديثه الذي يعتقد هو الأفضل نهاية للحرب.. فهل القوى السياسية عندها مبادرات وطنية خلافا لذلك دون أن تضع نظرها على السلطة؟.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المجتمع الدولی قال البرهان البرهان أن
إقرأ أيضاً:
البرهان يعين "الحاج" رئيسًا جديدًا للحكومة في السودان
أصدر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قرارًا الأربعاء بتعيين دفع الله الحاج رئيسًا جديدًا للحكومة في السودان الذي تعصف به الحرب منذ أكثر من عامين.
ويخلف الحاج، الذي عمل في السلك الدبلوماسي السوداني طويلًا خلال حكم الرئيس الأسبق عمر البشير، عثمان حسين عثمان الذي ترك وحكومته الخرطوم إلى بورتسودان مع اندلاع الحرب.
أخبار متعلقة المشاركون بمؤتمر لندن يتعهدون بجمع 800 مليون يورو مساعدات للسودانالسودان.. 20 قتيلًا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو شوك"بسبب الحكومة الموازية.. الأمم المتحدة تحذر من خطر تفكك السودانالجيش يسيطر على العاصمةومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 تتخذ الحكومة السودانية مدينة بورت سودان المطلة على البحر الأحمر شرقًا مقرًا لها، بعدما سيطرت قوات الدعم السريع المتحاربة مع الجيش على العاصمة في بداية الحرب.
وبعد عملية عسكرية واسعة في وسط السودان، أعلن الجيش سيطرته على العاصمة بعد إحراز تقدم في مدن رئيسية أخرى.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } البرهان يعين رئيسًا جديدًا للحكومة في السودان - اليوم
وشغل الحاج سابقًا منصب سفير السودان في المملكة العربية السعودية، التي كانت أولى محطات البرهان الخارجية عقب إعلانه "تحرير" الخرطوم من الدعم السريع الشهر الماضي.
وزير خارجية جديدكذلك، عين البرهان الأربعاء السفير عمر صديق وزيرًا للخارجية.
وكان صديق عضوًا في وفد الحكومة السودانية لمفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع عام 2023، وأعربت الأخيرة حينها عن رفضها لوجوده.
وخلال حكم البشير عمل صديق مندوبا للسودان لدى الأمم التحدة.