25 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: تكشف الهجمات المستمرة بالطائرات المسيرة التركية على مدينة السليمانية في إقليم كردستان عن واقعٍ مؤلم، حيث تبدو المدينة وكأنها تُترك لقمة سائغة أمام القوات التركية دون أي دعم أو حماية من أربيل، حتى على المستوى السياسي.

وفي وقتٍ تواجه فيه السليمانية هذه التحديات الأمنية الخطيرة، تلتزم حكومة إقليم كردستان بالصمت، مما يثير تساؤلات حول موقفها تجاه أمن واستقرار جميع مدن الإقليم.

وهذا الموقف يدفع الكثيرين للتشكيك في مدى التزام أربيل بحماية مواطنيها والوقوف بوجه التدخلات الخارجية.

وتشهد مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق هجمات متكررة بالطائرات المسيرة التركية، مستهدفة عناصر من حزب العمال الكردستاني (PKK) الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.

في المقابل، تلتزم أربيل، عاصمة الإقليم، بالصمت تجاه هذه العمليات، رغم كونها مقر حكومة الإقليم والسلطات الأمنية والسياسية.

 موقف أربيل: الأسباب والتداعيات

يعود صمت أربيل إلى عدة عوامل، أبرزها العلاقات الوثيقة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يسيطر على أربيل، والحكومة التركية. تتنوع هذه العلاقات بين الاقتصادية والسياسية، حيث تمثل تركيا أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للإقليم، وتعتبر منفذًا هامًا لصادرات النفط الكردي.

هذا الصمت من قبل أربيل أثار استياءً واسعًا في السليمانية وأوساط الشعب الكردي في الإقليم، الذين يشعرون بأن حكومة الإقليم تغض النظر عن الهجمات التركية حفاظًا على مصالحها السياسية والاقتصادية مع أنقرة. يرى البعض أن هذه السياسة تعكس تجاهلاً لمصالح سكان الإقليم وأمنهم، خاصة وأن الهجمات التركية تتسبب في سقوط ضحايا مدنيين وتهجير السكان من المناطق المستهدفة.

التحليل السياسي لموقف أربيل

تعكس مواقف أربيل التوازنات السياسية الداخلية والخارجية في إقليم كردستان. فمن ناحية، تحاول الحكومة في أربيل الحفاظ على علاقاتها القوية مع تركيا، التي تعتبرها حليفًا استراتيجيًا لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. ومن ناحية أخرى، تتجنب التصعيد مع أنقرة لحماية مصالحها السياسية والاقتصادية، حتى لو كان ذلك على حساب التضحية بأمن واستقرار بعض مناطق الإقليم مثل السليمانية.

وبالمقابل، تتهم السليمانية، التي تُعتبر معقلًا لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أربيل بالتواطؤ مع أنقرة، مشيرة إلى أن الصمت تجاه الهجمات التركية يعكس تواطؤًا مع عمليات أنقرة ضد حزب العمال الكردستاني.

ردود الفعل المحلية والدولية

مع استمرار الهجمات وتصاعد التوترات، تزداد الضغوط على حكومة إقليم كردستان لاتخاذ موقف أكثر وضوحًا تجاه العمليات العسكرية التركية. وقد أثار مقتل صحافيتين كرديتين في غارة جوية تركية مؤخراً غضبًا واسعًا في الإقليم، حيث طالب الكثيرون حكومة الإقليم والحكومة المركزية في بغداد باتخاذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين ووقف هذه الهجمات.

من الناحية الدولية، لا تزال ردود الفعل متباينة. في حين تدين بعض المنظمات الدولية والحقوقية الهجمات التركية وتصفها بانتهاكات لسيادة العراق وحقوق الإنسان، يتجاهل حلفاء أنقرة الغربيون هذه العمليات في الغالب، مما يعكس تواطؤًا ضمنيًا مع العمليات التركية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الهجمات الترکیة إقلیم کردستان

إقرأ أيضاً:

رئاسة الإقليم للرئيس الإيراني: نريد السلام والاستقرار

12 سبتمبر، 2024

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • رئاسة الإقليم للرئيس الإيراني: نريد السلام والاستقرار
  • الرئيس الايراني يصل الى السليمانية
  • بزشكيان يجتمع مع رئاسة وحكومة كردستان في أربيل
  • كردستان محطة بزيشكيان بعد بغداد.. ماذا تريد أربيل من طهران؟
  • كردستان محطة بزيشكيان بعد بغداد.. ماذا تريد أربيل من طهران؟ - عاجل
  • كتائب حزب الله: قصف مطار بغداد مشبوه للتشويش على زيارة الرئيس الإيراني
  • مجلس الوزراء يقرر استمرار وزارة المالية بصرف رواتب موظفي إقليم كردستان
  • تعليق من التجارة حول المستحقات المتبقية لفلاحي إقليم كردستان
  • وزير خارجية تركيا: نسعى لأن تعطي زيارة الرئيس السيسي إلى أنقرة قوة لدفع العلاقات العربية التركية
  • الحل في السليمانية.. مقترح كردي لانهاء أزمة رواتب موظفي كردستان