لاكروا: لماذا كل هذه اللامبالاة بشأن حرب السودان؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
دخل السودان -الذي مزقه القتال والفظائع والمجاعة- نفقا مظلما معقدا زاده تعقيدا تدخل الدول الأجنبية في موضوع مفاوضات جنيف، وهذا المأزق الذي يحدث بعيدا عن الأنظار قد وضع البلاد في حالة صراع "منسي" بحسب صحيفة لاكروا.
وأضافت لاكروا -في تقرير للكاتبة فانيسا دوغناك- أن النهب والاغتصاب وعمليات الإعدام والتفجيرات تتفاقم في هذه "الحرب القذرة" مع نزوح الأسر وجحافل الأطفال الذين يبكون جوعا وانتشار وباء الكوليرا في ظل الأمطار الغزيرة الطوفانية، مبرزة أن هذا هو واقع السودان بعد 17 شهرا من الحرب.
مجاعة ونزوح
وتابعت المجلة الفرنسية أن الولايات المتحدة تقدر أن هذا الصراع أودى بحياة أكثر من 150 ألف مدني.
وحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن 11 مليون شخص نزحوا في البلاد وتتزايد هذه التحركات بسبب الفيضانات والمجاعة.
كما ينهش الجوع نحو 25 مليون سوداني، أي أكثر من نصف السكان، في حين تتم عرقلة المساعدات الإنسانية. وبالنسبة للأمم المتحدة، فإن حرب السودان "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية" في عصرنا، كما توضح لاكروا.
وتوضح الصحيفة أنه في مواجهة اللامبالاة الدولية، تدعو المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة والعمل من أجل "إعادة السودان إلى المسار الصحيح". وقد ناشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) -هذا الشهر- المجتمع الدولي لضرورة التحرك لأنه "ليس هناك أي عذر".
تجاهل غربي
وقالت لاكروا إن هذا الموضوع لا يناقش كثيرا في فرنسا.
ونقلت عن تييري فيركولون الباحث المشارك بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، قوله "السودان ليس ضمن جغرافيتنا السياسية ويتم تغطيته بشكل أكبر في وسائل الإعلام العربية والأنجلوساكسونية. كما أن وصول العاملين بالمجال الإنساني والصحفيين إلى المنطقة محدود، والسودان بلد شاسع، ويدور القتال على عدة جبهات".
وذكرت الصحيفة أن هذه الحرب نشأت بعد توسع الخلافات بين قائد الجيش النظامي الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتي).
ليست أولوية للأميركيين
ذكرت لاكروا أنه خلال الاشتباكات الأولى، لم تدرك القوى الكبرى خطورة الأمر. ونقلت عن رولان مارشال الباحث بمركز الأبحاث الدولي للعلوم السياسية قوله إن أحدا لم يتخيل أن تستمر هذه الحرب، "وبالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن، لم تكن أفريقيا أولوية على الإطلاق".
وأوضح الباحث أنه بسبب ذلك كانت ردود الفعل الدبلوماسية للولايات المتحدة تتأرجح وتتضارب، بينما بقي الأوروبيون، المتابعون والمنقسمون، في الخلف.
وقالت الصحيفة إنه في ظل وجود هذه الفجوة، ظهر نوع آخر من التدخلات الإقليمية مستغلة طموحات المتقاتلين لتعزيز مصالحها الإستراتيجية في بلد يقع بين منطقة الساحل والبحر الأحمر.
وأبرز تقرير لاكروا أن منظمة العفو الدولية حذرت من أنه تتم تغذية النزاع "بتدفق مستمر للأسلحة".
المصدر : لاكروا
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
???? 18 نوفمبر 2024م الفيتو الأول لصالح السودان ! الكلمة المهتاجة لممثل بريطانيا، لماذا ؟
18 نوفمبر 2024م الفيتو الأول لصالح السودان !
الكلمة المهتاجة لممثل بريطانيا ، لماذا ؟
هذا اليوم يوم تاريخي فحسبما أعلم هي المرة الأولى التي تستخدم فيها دولة من الخمس الكبرى حق النقض لصالح السودان وكم من مرة تعشمت حكومة الإنقاذ ذلك ولم يحدث.
لروسيا حساباتها الخاصة بكل تأكيد في سياق حربها ضد الناتو وواجهته الأوكرانية خاصة على ضوء ما رشح من أخبار تفيد إعطاء الضوء الأخضر الأمريكي لأوكرانيا لإستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
أما الكلمة المهتاجة لمندوب بريطانيا ذو الأصل الأفريقي في التهجم على روسيا ورئيسها خارج الأعراف الدبلوماسية فهي دليل على أن بريطانيا فوجئت بالفيتو الروسي وطبعا تم إختيار هذا الأفريقي الأصل لتكتمل حبكة التباكي الكذوب على المعاناة الإنسانية للسودانيين الأفارقة وهي معاناة يعلمون ويغضون الطرف عن صانعيها ويريدون الإستثمار في مترتباتها.
لا أحد يكره السلام وحب الحرب ضد الفطرة السوية فقد قال الله تعالى :(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة/216)
إذن القتال مكروه وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمني لقاء العدو ، والسلام محبوب والله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام ولكن الصناع الحقيقيين لهذه الحرب يستخدمون أدوات السياسة الدولية لشد الخناق على السودان.
#كمال_حامد ????