هذه ليست قصة حياة، بل شهادة حية على مرحلة تاريخية مهمة، عشتُ فصولها، انتصاراتها وانكساراتها، حلوها ومرها، اقتربت من صناع هذه الأحداث أحيانًا، وكنت ضحية لعنفوانهم في أحيان أخرى، معارك عديدة دخلتها، بعضها أودى بي إلى السجون، لم أنكسر، ولم أتراجع عن ثوابتي، وقناعاتي.

أروي هذه الشهادات، بصدق وموضوعية، بعض شهودها أحياء، والبعض رحل إلى الدار الآخرة، لكن التاريخ ووقائعه لا تُنسى، ولا يمكن القفز عليها، وتزوير أحداثها.

1-

كانت الصحافة حلمي منذ زمن بعيد، كنت أصحو مبكرًا، أتابع إذاعة صوت العرب، أكتب الأخبار، وأذهب إلى مدرسة المعنى الابتدائية لأقدم نشرة الصباح، كنت أتأمل الكلمات، مقدمة الخبر ونهايته، كيف أبدأ وكيف أنتهى، أحاول أن أدفع بوجهة نظري، أكاد أهتف بعد نشرة الأخبار، التي كنت ألقيها من ميكرفون الإذاعة المدرسية.

كانت أمي تسألني دومًا، إيه حكايتك يا ولدى، كنت طفلًا صغيرًا أبلغ من العمر أحد عشر عامًا، كان يحدوني الأمل في الانتصار بعد أن عشت أيامًا ممزوجة بالحزن بعد نكسة 67، كنت أحاول أن أبث الحماس في نفوس زملائي الأطفال، وكان أستاذي محمود حجازي القادم لتوه من حرب اليمن، يحكى لي عن بطولات المصريين، ويفسر لي لماذا ذهبنا إلى اليمن، وماذا يعنى اليمن لأمننا القومي.

كنت قريبًا من عقله ومن فكره، لم ينس العسكرية عندما انتهت فترة تجنيده وجاء ليكمل رسالته في مدرسة المعنى، ظل يتابعني سنوات طويلة، بعد أن تركت المدرسة الابتدائية ومضيت إلى مدرسة سيدى عبد الرحيم الإعدادية في مدينة قنا، بقيت دومًا على صلة بمدرستي الأولى أتذكر وجه الناظر إلياس، وهو يقول لي: شكلك عاوز تطلع صحفي أو مذيع.

هيكل وعبد الرحمن الأبنودى ومصطفى بكري ويوسف القعيد

كانت كلماته دافعًا لي، كنت وأنا صغير أشد الرحال كل جمعة إلى قنا، ومعي قرش تعريفة من والدى لأشتري صحيفة الأهرام من كشك الحاج «عوكل» وسط المدينة، كان الحاج عوكل مثقفا بالفطرة، لديه قدر لا بأس به من السياسة وألاعيبها، وعندما رآني منتظمًا في الذهاب إلى «فرشه» كل جمعة لأشتري الأهرام، قال لي: اشمعنى الجمعة، قلت له على الفور: حتى أقرأ مقال بصراحة للأستاذ محمد حسنين هيكل، نظر إلىّ من أسفل إلى أعلى، مصمص الشفاه، ووضع يده على رأسه ونظر إلى أعلى، ثم قهقه ساخرًا، ووضع يده على كتفي وقال: شد حيلك ربنا حيكرمك، مين عارف يمكن تبقى صحفي كمان، بس من منازلهم، ثم ضحك ضحكة عالية.

2-

كنت أقطع المسافة من بلدتي «المعنى» إلى قنا مشيًا على الأقدام لمسافة تربو على الأربعة كيلومترات، كنت أمضى وحيدًا سعيدًا، أمسك بالصحيفة وأعود بها كأنني اقتنصت صيدًا ثمينًا..

وعندما كان القطار القادم من القاهرة يتأخر كنت أنتظر لساعات طوال.. أذهب إلى مقام سيدى عبد الرحيم القنائى، أجلس داخل صحن المسجد وأزور الضريح وأقرأ الفاتحة وأحصل على البركات، ومن هناك أتجول فى بورة الضبعة التى تحيط بالمسجد، أتذكر أيام المولد السنوى لسيدى عبد الرحيم، حيث المراجيح، والبلياتشو وشعر البنات، وحضور مقامات الذكر، والفول النابت، ثم العودة إلى المنزل بعد صلاة العشاء..

كنت أنتظر وصول الصحيفة في القطار القادم من القاهرة، فإذا ما اقتربت، مضيت سريعًا إلى عم" عوكل" لأحصل على صحيفتى التى كان يحتفظ لى بها قبل أن تنفد رزمة الأهرام التى كانت تصل إليه..

كان حلم الصحافة بداخلى، وعندما انتقلت إلى المرحلة الإعدادية، كنت قد التحقت بمنظمة الشباب الاشتراكى، تعرفت عن قرب على د.محمود عارف ومحمد نصر يس وأحمد عبد الفتاح، واقتربت كثيرًا من الأستاذ عبد الوهاب على عثمان، أمين المنظمة بالمحافظة، في هذا الوقت طبعت مجلة بــ «الاستينسل» باسم مدرسة سيدى عبد الرحيم الإعدادية، كانت مجلة متنوعة فيها أخبار المدرسة، والفن والثقافة والرياضة والتحليل السياسي لأهم الأحداث.. وعندما سألنى أستاذ التاريخ "على تفه" إنت ليه مصر تصدر مجلة بالاستينسل، مش كفاية مجلة الحائط التي تصدرها قلت له: أنا بعمل بروفة مستقبلية، ضحك الرجل وقال: من جدّ وجد.

سامى شرف والفريق محمد فوزي ومصطفى بكري

3-

كنت أعود إلى بلدتي، أجلس تحت شجرة الجميزة، أقرأ مقال الأستاذ هيكل لأكثر من مرة، أكاد أحفظ العبارات، تعجبني طريقة السرد القصصي في بعض الأحداث التي كان يتناولها، كانت أمنيتي منذ الصغر أن أقابل الأستاذ، وأجلس إليه، وأستمع إلى تحليلاته..

حصلت على ليسانس الآداب والتربية، بعدما تراجعت عن الالتحاق بكلية الحقوق جامعة عين شمس، حضرت إلى القاهرة، كان الحلم يراودنى، ذهبت إلى مقر مجلة الموقف العربى، وهناك التقيت الأستاذ عبد العظيم مناف، رئيس التحرير، تزاملت مع العديد من الزملاء الذين كانوا يكتبون فى القضايا القومية، حيث كانت المجلة تتناول القضايا والمواقف القومية وتتبنى الدفاع عنها، كنت التقى الأساتذة عبد الله إمام، ومحمد عودة، وكامل زهيرى، ويوسف الشريف، وجمال الغيطانى، حيث جمعت بيننا صداقة استمرت حتى اليوم الأخير.

وكان عبد العظيم مناف، معروفًا بالكرم، كنا نجتمع مساء إما فى منزله أو فى أحد الأماكن الأخرى، كان عمرى فى هذا الوقت لم يزد على الأربعة وعشرين عامًا، لكننى كنت شغوفًا بالاستماع إلى هؤلاء الكبار وحكاياتهم وتحليلاتهم، وكان الكاتب الكبير كامل زهيرى حكاءً منفردًا، أما المبدع يوسف الشريف، فقد كان يمزج الحكايات بخفة الظل، ويلقى بها على مسامعنا نضحك كثيرًا، بينما يبدو وجهه هو متجهمًا.

كنت في هذا الوقت أسكن فى شقة فى عمارة الحاج أبو الوفا بشارع أحمد زكى بالمعادى، وكان الحاج أبو الوفا من أبناء قنا فى دندرة، وهى نفس الشقة التى تم القبض فيها علىّ أنا وشقيقى محمود..

مصطفى بكري والفريق محمد فوزى وزير الحربية الأسبق

فى هذا الوقت التحقت للعمل بجريدة الأهالى التى كانت تصدر عن حزب التجمع، وكنت أنا واحدًا من قيادات الحزب وعضوًا بالأمانة العامة وأمينًا لمحافظة قنا.. وكان عملى مع الكاتب الصحفى محمد سيد أحمد، والذى كان مسئولًا عن صفحة الشئون العربية والدولية فى هذا الوقت، إلا أن أزمات عديدة نشأت بينى وبين الأستاذ حسين عبد الرازق رئيس التحرير، أدت فى النهاية إلى تركى للعمل بالصحيفة.

4-

فى هذا الوقت عملت مديرًا لمكتب صحيفة المجالس الكويتية عام 1982، وكنت أتقاضى راتبًا شهريًا قيمته 2500 جنيه، وكان هذا مبلغًا كبيرًا، مكننى من الإقامة فى القاهرة فى هذا الوقت، وإلى جانب ذلك، كنت أكتب مقالات فى مجلة الطليعة العربية الصادرة فى لندن، وتحديدًا فى منتصف الثمانينيات، بينما تولى أخى محمود، والذى كان يعمل مديرًا لتحرير صحيفة الشعب منصب مدير مكتب مجلة المجالس بينما مضيت أنا للعمل مديرًا لمكتب مجلة كل العرب الصادرة فى باريس.

كانت الأزمة بين التيار الناصرى والقومى من جانب والتيار المركسى من جانب آخر تزداد تأزمًا، وقد ارتبطت كثيرًا برموز هذا التيار الذين كانوا ضمن أعضاء الأمانة العامة لحزب التجمع.

فى هذا الوقت حدثنى د.يحيى الجمل، وقال لي: أنه حدث مع الأستاذ مكرم محمد أحمد، رئيس مجلة المصور، وإنه مستعد لمقابلتي بمكتبه بدار الهلال، وبالفعل التقيت الأستاذ مكرم، لدقائق معدودة وقال لي: أذهب فورًا وقابل الأستاذ عبد النور خليل، وأحمد أبو كف، سكرتيري التحرير وابدأ العمل على الفور، وعلى الفور بدأت العمل، سافرت إلى تونس مرات عديدة لأتابع أخبار منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن انتقل السيد ياسر عرفات، من بيروت إلى تونس في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.

وهناك تعرفت على «أبو عمار» وأبو مازن وأبو إياد، وأبو جهاد، وأبو اللطف، وأبو الهول، وحكم بلعاوي وأبو الطيب والعديد من القيادات الفلسطينية الأخرى، أجريت العديد من الحوارات مع ياسر عرفات في تونس، خاصة بعد محاولة اغتياله بقصف مقر منظمة التحرير في منطقة حمام الشط بجنوب تونس في 1أكتوبر1985، حيث أغار سرب من الطائرات الإسرائيلية على مقر المنظمة أثناء أحد الاجتماعات الهامة، مخلفا 50 شهيدًا فلسطينيًا و18شهيدًا تونسيًا ومائة جريح، لم يكن الاعتداء مقصورًا على مقر المنظمة وفقط، بل استهدف العديد من المقار الأخرى ومن بينها منزل ياسر عرفات ومقر القوة 17 «الحرس الرئاسي» ومقر الإدارة العسكرية، لقد خرج أبو عمار من وسط الدمار والموت ليعلن أنه مازال حيًا يرزق، بعد أن كانت إسرائيل قد رجحت مقتله أثناء الغارة، طلب منى الأستاذ مكرم السفر فورًا إلى تونس ومتابعة الحدث، فتمكنت من إجراء حديث مطول مع عرفات أثار اهتمامًا واسعًا في هذا الوقت.

وعندما اغتيل القائد الفلسطيني الكبير أبو جهاد، في منطقة شاطئ الرواد بجنوب تونس، عدت مرة أخرى لمتابعة الحدث، وكان ذلك في 16إبريل 1988، وكنت دائم الزيارة له في مكتبه، وهناك تعرفت على د.محمد حمزة المصري، الذى كان ملازمًا لقادة الثورة الفلسطينية خلال فترات تاريخية هامة في لبنان وتونس، وعندما عاد إلى مصر في فترات لاحقة عرفت أن اسمه «سمير غطاس» ولم يكن اسم محمد حمزة سوى اسم حركي.. لقد جرت عملية اغتيال الرجل الثاني في منظمة التحرير خليل الوزير «أبو جهاد» بواسطة 20 مسلحًا إسرائيليًا، وفي يناير1991 كنت في تونس لأتابع تداعيات عملية اغتيال القائدين الفلسطينيين أبو إياد «صلاح خلف» وأبو الهول «هايل عبد الحميد» وآخرين، الذين اغتالتهم منظمة «أبو نضال» في العاصمة التونسية على خلفية الخلافات التي كانت تتصاعد بين أبو إياد، والإرهابي «أبو نضال».

وإلى العراق تكررت زياراتي لمتابعة أحداث الحرب «العراقية- الإيرانية» وفي هذا الوقت أجريت العديد من الحوارات مع القيادات العراقية.

كما أجريت تحقيقًا على ست صفحات بعنوان «موتى بلا قبور في حرب المستنقعات»، حيث زرت جبهة العمليات في منطقة الهور شرق دجلة على الحدود (الايرانية- العراقية) وبقيت هناك عدة ساعات وقد هالني كم الجثث الإيرانية التي سقطت على يد الجيش العراقي بعد أن حاولت اختراق الحدود، وكان لهذا التحقيق صدى كبير في كافة الأوساط، كما أن الأستاذ مكرم محمد أحمد، قد أشاد بهذا التحقيق وغيره أمام مجلس التحرير أكثر من مرة.

في هذا الوقت سعى الأستاذ مكرم إلى تعييني محررًا بمجلة المصور، إلا أنه أبلغني أن جهاز مباحث أمن الدولة، اعترض على تعييني بسبب سجنى لأكثر من مرة بسبب مواقفي السياسية، إلا أن الأستاذ مكرم تحدث مع رئيس الجهاز ومع وزير الداخلية واستطاع إقناعهما، وتم تعييني صحفيًا بمجلة المصور.

في هذا الوقت ارتبطت بعلاقة قوية مع الكاتب الصحفي الكبير محمود عوض، وكنت أزوره دومًا في شقته التي كان يقطن بها والمجاورة لحديقة حيوان الجيزة، وهى نفس العمارة التي كانت تتواجد فيها سفارة إسرائيل.

في هذا الوقت طلبت من الأستاذ محمود عوض، أن يساعدني في التعرف على كاتبي المفضل الأستاذ محمد حسنين هيكل، وبالفعل تمت المقابلة مع الأستاذ هيكل في شقته المجاورة لفندق شيراتون القاهرة في عام 1984، وبحضور الأستاذ محمود عوض.

ياه إذن هذا هو الأستاذ، اقتربت منه واحتضنته، قال لي: إنه يتابع تحقيقاتي في مجلة المصور، وإنه يتنبأ لي بمستقبل واعد، كانت كلماته دافعًا لى، اتفقنا على أن يسمح لي بالحضور إليه مرة أخرى، أعطاني رقم السكرتارية وقال أبلغهم وسأحدد لك موعدًا آخر.

قلت له: أريد أن أجرى معك حوارًا، ابتسم وقال: عندما يكون هناك جديد يستحق.. تقبلت كلماته، وانصرفت، وأنا أكاد أهيم فرحًا وسعادة..

في هذا الوقت كنت أذهب بشكل مستمر إلى نادى الزهور لألتقي المشير محمد عبد الغني الجمسي وزير الدفاع الأسبق.

كنت قد طلبت منه نشر مذكراته عن حرب أكتوبر في مجلة كل العرب، قال لي: إنه لا يمانع من حيث المبدأ، ولكن علىّ الانتظار لحين الحصول على تصديق من وزير الدفاع المشير عبد الحليم أبو غزالة، كنت أتابع معه كل كبيرة وصغيرة، أستمع إلى حكاياته عن الحرب والبطولات العسكرية، كنت أطرح عليه الكثير من التساؤلات وكان يجيبني بعقله الحاضر دومًا.

النائب مصطفى بكري

في هذا الوقت وتحديدًا في 7 أكتوبر 1985، اختطف أربعة رجال يمثلون جبهة التحرير الفلسطينية السفينة أكيلي لاورو الإيطالية قبالة سواحل مصر، حيث كانت تبحر من الإسكندرية إلى ميناء أشدود في «إسرائيل» وثار العالم عندما قتل المختطفون رجلًا أمريكيًا يهوديًا، كان يجلس على كرسي متحرك والقوا به من السفينة في البحر المتوسط، وذلك بهدف الضغط على إسرائيل، وكان على متن السفينة في هذا الوقت 454 راكبًا، كان مطلب الخاطفين هو الإفراج عن 50 معتقلًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وقد أعطى ممثل عن السفينة في القاهرة لائحة بأسماء هؤلاء المعتقلين.

في هذا الوقت، طلب الخاطفون من طاقم السفينة التوجه إلى ميناء طرطوس في سوريا، وكان في نيتهم أن تتولى سوريا عملية الوساطة، وقد أحدثت عملية الاختطاف أزمة بين أمريكا ومصر، حيث اتهم الرئيس الأمريكي ريجان الرئيس مبارك، بعدم اتخاذ مواقف جادة ولذلك جرى اختطاف طائرة مدنية مصرية، وأجبرت على الهبوط في قبرص، حيث وجد الرئيس مبارك نفسه في حرج شديد، إلا أنه تعامل بحكمة مع هذا الحدث الخطير، وفي هذا الوقت طلب مني الأستاذ مكرم، إجراء تحقيق ميداني حول هذه القضية وإجراء مقابلات مع قادة الأحزاب السياسية للتعبير عن مواقفهم تجاه هذا الحدث، وهو ما تم بالفعل حيث تركت هذه القضية آثارا على مسار العلاقات المصرية- الأمريكية.

5-

كانت مصر تواجه تحديات جساما على الصعيدين الداخلي والخارجي في هذا الوقت، وكان الرئيس مبارك يسعى إلى حل الأزمات بهدوء وحكمة، وكان يقول دومًا: إن الزمن كفيل بعلاج كثير من الأزمات وكان الحدث الأهم الذي واجه الرئيس مبارك، في هذه الفترة هي أحداث الأمن المركزي في 25 فبراير1986، حيث تظاهر أكثر من 20 ألف جندي في معسكر الجيزة احتجاجًا على سوء أوضاعهم بعد ما تسرب خبر هو أقرب إلى الشائعة تقول: إن هناك قرارًا سريًا بمد سنوات الخدمة من ثلاث إلى خمس سنوات، يومها خرج الجنود إلى الشوارع وقاموا بإحراق بعض المحال التجارية والفنادق في شارع الهرم، حيث استمرت حالة من الانفلات الأمني لمدة أسبوع أعلن خلالها حظر التجول وانتشرت قوات الجيش في شوارع القاهرة والجيزة لمواجهة زحف الجنود الذين حاولوا التوجه إلى مقر الرئاسة في مصر الجديدة، تمت إقالة وزير الداخلية اللواء أحمد رشدي، والعديد من القيادات الأمنية الأخرى، كما جرى اتخاذ العديد من القرارات لتحسين أحوال الجنود ونقل معسكراتهم خارج المناطق السكنية.

لقد تابعت هذه الأحداث صحفيًا، كان القلق يساورني وأنا أتجول في شارع الهرم، والعديد من الشوارع الأخرى التي لحقها الدمار والتخريب..

لقد أدركت أن عناية الله، وقدرة الجيش وحكمة القيادة نجحت في إجهاض هذا التمرد، الذي امتد من معسكر الجيزة إلى معسكر يقع بالقرب من جسر السويس، إلى معسكر الدراسة وغيرها من المناطق، ثم امتد الأمر إلى محافظات القليوبية والإسماعيلية وسوهاج وأسيوط، كانت مصر في مواجهة التحدي الأخطر، وبعد انتهاء الأزمة وجد الرئيس مبارك نفسه في مواجهة مخاطر عديدة تكاد تعصف بالبلاد، بينما بقايا عناصر الجماعات الإرهابية المتطرفة لا تزال تواجه الدولة على الأرض ساعية إلى بسط نفوذها في الجامعات والمناطق الشعبية والحيوية الأخرى.

الحلقة القادمة «أول لقاء مع الرئيس مبارك»

جاء ذلك، في الحلقات التي ينشرها «الجمهور» يوم الجمعة، من كل أسبوع ويروي خلالها الكاتب والبرلماني مصطفى بكري، شهادته عن أزمات وأحداث كان شاهدًا عليها خلال فترات حكم السادات ومبارك والمشير طنطاوي ومرسي والسيسي.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري معلقا على مبادرة حلمي الجزار: «دليل على وصول الإخوان إلى مرحلة اليأس»

مصطفى بكري: عملية حزب الله ضد إسرائيل قد تكون بداية عمليات عسكرية موسعة بالمنطقة

مصطفى بكري: الدولة حوَّلت مدينة «العلمين» من حقول ألغام إلى منتجعات سياحية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصطفى بكري النائب مصطفى بكري الإعلامي مصطفى بكري الرئیس مبارک فى هذا الوقت فی هذا الوقت مصطفى بکری عبد الرحیم العدید من التی کان إلا أن بعد أن

إقرأ أيضاً:

خريج في «الجلالة»: طرق تدريس الجامعة مميزة

قال فيصل إيهاب، أحد خريج جامعة الجلالة، إن الجامعة تتميز بطرق وأساليب تدريسها المختلفة، إذ أنها ليست فقط مجرد كتب ومحاضرات.

وأضاف «إيهاب» خلال احتفالية تخريج الدفعة الأولى من الجامعات الأهلية التي تقام بالمتحف المصري الكبير بحضور الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، «جامعة الجلالة منذ أول يوم شعرت فيها بأنها ليست مجرد مكان ندرس فيه بل كانت حياة كاملة، الأساتذة مثل أهلي والأنشطة نمارسها بكل حب كما علمتنا الجامعة المرونة والإبداع والتفكير».

ووجه الشكر لكل من في الجامعة، كما وجه رسالة لأمه قائلا: «أنت أساس كل أيامي الحلوة».

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: الجامعات الأهلية كانت حلما على الورق حققه الرئيس السيسي على أرض الواقع
  • مصطفى بكري يطالب بموقف عربي موحد يرعب الأعداء وينهي الأزمة الفلسطينية (فيديو)
  • مصطفى بكري: مصر لم تنشغل عن وقف العدوان البربري الصهيوني على غزة (فيديو)
  • خريج في «الجلالة»: طرق تدريس الجامعة مميزة
  • مصطفى بكري يشيد بدور مستشفى الناس في خدمة أطفال قنا
  • مصطفى بكري: نحتاج موقف عربي موحد يرعب العدو من أجل إقامة دولة فلسطين (فيديو)
  • محافظ قنا يكرم صفاء النجار صاحبة الميدالية البرونزية فى دورة الألعاب البارالمبية بباريس
  • تركيا.. عطلات خضراء تمنحك تجارب فريدة وذكريات لا تُنسى
  • السوداني يوجه باستضافة صاحبة القلادة الذهبية (نجلة عماد) في المجلس الأعلى للمرأة
  • غوانتانامو.. 3 قصص من الانتهاكات والخديعة يرويها أصحابها للجزيرة نت