كثيراً ما قد يلتقط أهل المتوفى صورا له بعد وفاته، وذلك لتكون ذكرى لهم، إذ يستحيل رؤيته مرة أخرى، ولتكون بمثابة نظرة وداع، ليقوموا بالرجوع إليها إذا ما تمكن منهم الاشتياق والحنين، إلاّ أنّ هناك سؤال يدور في الأذهان، حول حكم الدين في تصوير الميت، سواء في الكفن أو بالقبر.

هل يجوز تصوير الميت؟

وحول الجواب عن سؤال هل يجوز تصوير الميت؟، أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر مقطع فيديو قصير عبر قناتها على «يوتيوب»، أنّ الدين الإسلامي حرّم التقاط صور للمتوفى، وذلك لأربعة أسباب هي:

- الوفاة هي انقطاع الحياة، والإنسان حينما تنقطع حياته يكون بذلك له حرمة فلا يجوز الاعتداء على حرمته.

- لا يجوز الإقدام على فعل أي شيء يكون فيه إهدار لآدمية المتوفى.

- يحدث تغير للإنسان في شكله أو ملامحه بعد الوفاة أو ظهور بعض الآثار فكل هذا لا يجوز كشفه.

- تصوير الميت فيه اعتداء على كرامة الإنسان، وذلك لقوله تعالى في الآية الكريمة: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا».

فضل تغسيل الميت

وشجعت الشريعة الإسلامية على تغسيل الميت القيام بهذا العمل لما له من فضل وثواب كبير أعده الله لمن يقوم به، وهناك روايات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تفيد بأن الشخص الذي يتولى تغسيل الميت يُغفر له ذنوبه أو يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

شروط تغسيل الميت 

وهناك شروط يجب اتباعها أثناء تغسيل الميت، وهي: 

- ستر عورة الميت وذلك وجوبًا، وهي بالنسبة للرجل بين الركبتين والسرة، وبالنسبة للمرأة مع المرأة كذلك بين الركبتين والسرة.

- تجريد الميت من ملابسه بعد ذلك، فقد ورد أن الصحابة -رضوان الله عليهم- عندما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: «نُجرِّدُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كما نُجرِّدُ موتانا، أم كيف نصنَعُ؟».

- يوضع الميت على مكان مرتفع عن الأرض، على سرير مثلًا، ثمَّ يرفع رأسه إلى قرب جلوسه ويتم عصرُ بطنه برفقٍ، ويصبُّ الماء عليه بكثرة عند ذلك. 

- عدم لمس عورة الميت دون وجود حائل، ويستحبُّ أيضًا عدم لمس جسد الميت كله إلا بواسطة خرقة أو ما شابه ذلك. 

- أن يوضَّأَ الميت، وهذا الأمر مندوب لقوله -صلى الله عليه وسلم- للنساء اللواتي كُنَّ يغسلنَ ابنته: «ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها». 

- يمنعُ إدخال الماء في أنفه وفي فمه، وإنما يتمُّ غسلهما بواسطة الأصابع ويكون على الأصابع خرقة.

- يتم غسل الشق الأيمن ثم الأيسر للميت ثم كامل جسده ثلاث أو خمس أو سبع مرات حسب ما يحتاج إليه. 

- يجبُ أن يكون في الغسل الأخير كافور، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اجعلن في الغسلة الأخيرة كافورًا، أو شيئًا من الكافور».

- قصُّ الشارب وتقليم الأظافر وعدم تسريح الشعر، ثمَّ ينشَّفُ الميت بثوب.

يتمُّ حشي مخرج الميت بقطن إذا خرج شيء منه بعد الغسلات جميعها ويغسل مكان ذلك ويوضأ. 

الدعاء للميت

وهناك أدعية يُستحب تدرديها للمتوفى، وهي:

- اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ.

- اللهم أنت رب هذه الروح، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئنا شفعاء فاغفر له.

- اللهمّ أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار. اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله.

- اللهمّ اجزه عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا، اللهمّ إن كان محسنًا فزد من حسناته، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيّئاته، اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب، اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته.

- اللهمّ أنزله منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين، اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا، اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة.

- اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور، اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم.

- اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه، اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به.

- اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال، اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه، اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين. 

- اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم، اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته. اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنًّا، وعند قيام الأشهاد آمنًا، وبجود رضوانك واثقًا، وإلى أعلى درجاتك سابقًا.

- اللهم اجعل عن يمينه نورًا، حتّى تبعثه آمنًا مطمئنًّا في نورٍ من نورك، اللهمّ انظر إليه نظرة رضا، فإنّ من تنظُر إليه نظرة رضًا لا تعذّبه أبدًا، اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الميت تصوير الميت دار الإفتاء صلى الله علیه وسلم من عذاب الجن ة

إقرأ أيضاً:

الإفتاء تحسم الخلاف حول عدد مرات الأذان لصلاة الجمعة

كشفت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن عدد مرات الأذان لصلاة الجمعة، مؤكدة أن الأصل في الأذان يكون عند دخول وقت الصلاة وجلوس الإمام على المنبر، وهو ما كان معمولاً به في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان يناسب حالهم آنذاك. 

أما الأذان الثاني، فقد أُدخل كعادة سنَّها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما كثُرَ الناس، وكان الهدف منه تنبيههم لحضور الصلاة قبل أن يبدأ الإمام في الخطبة.

وأكدت دار الإفتاء أن المسلمين أجمعوا على هذا الأمر، وواصلوا العمل به حتى يومنا هذا دون أي اعتراض. 

وأشارت إلى حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه، الذي ذكر فيه أن الأذان يوم الجمعة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما كان عند جلوس الإمام على المنبر، بينما في عهد عثمان رضي الله عنه، تمت إضافة الأذان الثالث بسبب كثرة الناس.

كما شددت دار الإفتاء على ضرورة تجنب الخلافات حول هذه المسائل، والتقيد بما تقرره الجهات المعنية بتنظيم شؤون المساجد.

كيف أتخلص من المال الحرام والتوبة.. وهل يجوز التصدق به علامات السحر والحسد وطرق العلاج الشرعي.. الإفتاء توضح سنن يوم الجمعة 

أما عن سنن يوم الجمعة، فقد استعرضت دار الإفتاء عدداً من الأعمال المستحبة التي يمكن للمسلمين أن يلتزموا بها في هذا اليوم المبارك، مثل:

1. الاغتسال: ويشمل قص الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة.


2. ارتداء أفضل الثياب: من ملابس نظيفة ومتعطرة للرجال.


3. استخدام السواك: وهو سنة مؤكدة في غير يوم الجمعة أيضاً.


4. التطيب: وخاصة بالمسك، ويفضل أن يكون في الرأس واللحية.


5. التبكير للصلاة: حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة يكتبون أول من يذهب إلى المسجد.


6. قراءة سورة الكهف: وهي سنة مستحبة، وقد اختلف العلماء حول وقت تلاوتها.


7. الإكثار من الصلاة على النبي: للحصول على شفاعته في يوم القيامة.


8. الإكثار من الدعاء: وخصوصاً في ساعة الإجابة.

دار الإفتاء أكدت أهمية الالتزام بهذه السنن لتحقيق أقصى استفادة من هذا اليوم الفضيل.

 

مقالات مشابهة

  • هل يجوز بيع القطة وتملكها في الشرع؟ دار الإفتاء تجيب
  • آمين الفتوى يوضح حكم البكاء على الميت والحزن عليه
  • حكم البكاء على الميت وهل يعذبه ويأثم فاعله؟ دار الإفتاء تحسم الجدل
  • زيارة قبر الوالدين يوم الجمعة.. دار الإفتاء تحسم الجدل
  • دعاء للميت يوم الجمعة.. أوصى به النبي الكريم
  • الإفتاء توضح حكم زيارة القبور يوم الجمعة
  • ما حكم سداد ورثة الكفيل الدَّين المؤجل على الميت؟.. «الإفتاء» توضح
  • الإفتاء تحسم الخلاف حول عدد مرات الأذان لصلاة الجمعة
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • هل يجوز صلة الرحم بالرسائل على الفيسبوك؟.. الإفتاء ترد