بالتزامن مع الأسبوع العالمي للمياه، والذي يُعقد خلال الفترة من 25 إلى 30 أغسطس الجاري، ألقت شركة “الاتحاد للماء والكهرباء” الضوء على خطتها المُصمَّمة للحدِّ من التسرُّبات في شبكة توزيع المياه الخاصة بها في المناطق الشمالية من البلاد، وهي الخطة التي تُشكِّل جزءًا من النهج الاستراتيجي وخارطة الطريق واسعة النطاق للشركة، والتي تهدف من خلالها إلى تحقيق أهداف مبادرة محمد بن زايد للماء، ودعم الجهود الوطنية لمواجهة ندرة المياه في البلاد.


وتتضمن الخطة توظيف تقنيات مبتكرة مثل “الكرة الذكية”، وأنظمة متقدمة للفحص الصوتي وتسجيل البيانات، تمتلك القدرة على كشف التسربات وإرسال تنبيهات فورية بشأنها على طول شبكة توزيع المياه. وتتابع الشركة مشروعها الطموح لتعميم تجربة العدادات الذكية عالية الكفاءة، وتقليص مساحة المنطقة التي يخدمها كل عداد رئيسي، بما يسهم بدوره في الكشف المبكر عن التسربات وتحديد مواضعها بسهولة.
وقال المهندس يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء: “تشكِّل خطتنا الشاملة للحدِّ من الفاقد في المياه، جزءًا من خارطة طريق طموحة تمتد على مدار خمس سنوات، نسعى من خلالها إلى تطوير جميع عناصر ومكونات البنية التحتية للقطاع”.
وأوضح آل علي أنه بالتزامن مع تلك الجهود، تُخطط الشركة أيضاً لتنفيذ استثمارات كبيرة تضمن تلبية احتياجات متعاملينا في هذا القطاع الحيوي، والذي يمثل ركيزة أساسية لا غنى عنها على طريق تحقيق الرؤية الوطنية العامة في التنمية والاستدامة.
وأكد آل علي، على ضرورة تتبُّع المسار الاستراتيجي الذي رسمته القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة بشأن هذا القطاع الحيوي، وما ينبثق عن تلك الرؤية من استراتيجيات ومبادرات، وعلى رأسها مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، للماء، والاستراتيجية الوطنية للأمن المائي 2036، وهي الرؤية التي استندت عليها شركة “الاتحاد للماء والكهرباء” لتطوير خطتها العامة واستراتيجيتها الواضحة في هذا القطاع.
من جانبه، أكَّد المهندس عبدالله الخميري، الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة، أن توظيف تقنيات مثل أجهزة المراقبة والتحكم، تسهم إلى حدٍ بعيد في الحصول على بيانات ومعلومات استباقية وموثوقة حول نسب الفقد والخسارة، ما يشكِّل خطوة أساسية نحو تعزيز وتطوير أنظمة إدارة المياه، ويصب بدوره في صالح تحقيق قدر أكبر من الأمن المائي”.
هذا وتسهم الأنظمة المتقدمة لتسجيل البيانات التي تعتمد عليها شركة الاتحاد للماء والكهرباء، في تطوير قدرات الكشف عن تسربات المياه، من خلال تحليل بيانات التدفق المسجلة، وتحديد الأنماط غير المعتادة في معدلاتها. أما تقنية “الكرة الذكية”، فهي معدات مزوَّدة بأجهزة استشعار، تقوم بإرسال معلومات آنيَّة حول التسربات المحتملة على امتداد شبكة توزيع المياه، في حين يتم توظيف أنظمة الفحص الصوتي في الكشف عن التسربات من خلال بيانات صوتية دقيقة تحدد معدلات تدفق المياه في أنابيب الضخ والتوزيع.
وتخطّط الشركة التي تمتلك شبكة توزيع مياه ممتدة على طول المناطق الشمالية من البلاد، لتعزيز استجابتها للتسربات المحتملة، من خلال تقسيم الشبكة إلى مناطق تركيز أصغر، وتركيب المزيد من العدادات الرئيسية، حيث يسهل قياس معدلات المياه المتدفقة إلى منطقة محددة، فإذا زاد التدفق على عداد معين، يشير ذلك إلى احتمالية وجود تسرب، وكلما كانت منطقة التركيز للعداد أصغر، يسهل تحديد موضع التسرب في الشبكة.
ولدى الشركة لديها خطة مستدامة للاستثمار في توسعة الشبكة الحالية، واستبدال وتجديد وتأهيل الشبكات الموجودة، ودعمها بأجهزة المراقبة، الأمر الذي سوف يسهم بدوره في دعم النمو المستقبلي، والتقليل من الفاقد المائي، وزيادة كفاءة التشغيل، من أجل إدارة أفضل للموارد المائية.
من جانب آخر، سيسهم مشروع مركز التحكم الجديد للمياه “سكادا”، في تعزيز إدارة الشبكة، من خلال تطوير أنظمة المراقبة والتحكم فيها عن بعد، خاصة وأن المنصة التي سيتم توفيرها من خلال المركز، تتضمن أيضًا النمذجة الهيدروليكية وأنظمة إلكترونية للتحكم في أنظمة الضغط والتدفق، والمساعدة في الكشف المبكر عن التسربات في الشبكة.
وتُستكمل الخطة من خلال متابعة تنفيذ مشروع الشركة لتعميم تجربة العدادات الذكية، والتي من بين مزاياها توفير معلومات فورية للمتعاملين، تمكنهم من مراقبة معدلات استهلاكهم، وكشف الفجوات فيها، وإمكانية تقنينها، إلى جانب برنامج الشركة لرفع معدلات الوعي والمشاركة المجتمعية، ودعم إدارة جانب الطلب.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

لمواكبة مستهدفات رؤية السعودية 2030.. جامعة الأمير سلطان تطلق “منارة الرياض الفضائية” في مقرها لتدريب الطلبة على تقنيات تتبّع الأقمار الصناعية واستكشاف الفضاء

بحضور صاحب السمو الأمير بدر بن فهد بن فيصل رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لهواة اللاسلكي، وسعادة د. أحمد بن صالح اليماني رئيس جامعة الأمير سلطان، افتتحت في مقر الجامعة بالعاصمة “منارة الرياض الفضائية” ضمن مشروع الجمعية السعودية لهواة اللاسلكي في المدن الجامعية بالمملكة.
وتهدف منارة الرياض إلى أن تكون مركزًا متقدمًا للتدريب على تقنيات تتبع الأقمار الصناعية واستكشاف الفضاء، حيث سيتم ربطها تقنيًا بمنارة حائل الفضائية لتشكيل شبكة تعليمية وتدريبية تعزز من قدرات الطلبة والمهتمين بهذا المجال. كما تحتوي المنارة على تجهيزات متطورة تشمل هوائيات متعددة الاتجاهات، ومحطات استقبال وتحليل بيانات فضائية، وأجهزة محاكاة متقدمة للتواصل اللاسلكي عبر الأقمار الصناعية.
وتعكس هذه الخطوة اهتمام جامعة الأمير سلطان بتعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع الجهات المحلية والدولية الرائدة في مجال الفضاء والطيران، خاصة مع إعلان الجامعة مؤخرًا عن عزمها إطلاق “كلية علوم الفضاء والطيران”، التي تأتي انسجامًا مع الأهداف الاستراتيجية لوكالة الفضاء السعودية، وتماشيًا مع الحراك العلمي الوطني الذي يشهده قطاع الفضاء، بعد إطلاق برنامج المملكة لرواد الفضاء.
وبهذه المناسبة، أعرب صاحب السمو الأمير بدر بن فهد بن فيصل آل سعود عن فخره بالتعاون القائم مع جامعة الأمير سلطان، قائلًا:”إن منارة الرياض تمثل ركيزة أساسية في مشروع نشر الثقافة والتدريب الفضائي في الجامعات السعودية، وتعد منصة حيوية لإعداد جيل من الشباب القادر على الابتكار والمساهمة في قطاع الفضاء والاتصالات الفضائية. ونحن في الجمعية نؤمن بأهمية هذه المبادرات في دعم توجهات المملكة نحو اقتصاد المعرفة وتعزيز حضورها في سباق الفضاء العالمي.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد بن صالح اليماني، رئيس جامعة الأمير سلطان، أهمية المشروع بقوله:
إن افتتاح منارة الرياض الفضائية يمثل امتدادًا لالتزام الجامعة بتوفير بيئة تعليمية مواكبة لأحدث التطورات العلمية، ويُظهر حرصنا على تعميق التعاون مع القطاعات الحيوية مثل الفضاء والطيران، حيث نعمل على الاستفادة من الخبرات العالمية، وتطوير البحث العلمي بما يحقق طموحات الوطن في بناء مستقبل تقني مزدهر.
يُذكر أن الجمعية السعودية لهواة اللاسلكي تسعى من خلال مشاريعها إلى توسيع دائرة الاهتمام بالتقنيات اللاسلكية والفضائية في المملكة، ودعم المواهب الشابة عبر برامج تدريبية وفعاليات تعليمية، بالتكامل مع الأهداف الوطنية لرؤية السعودية 2030 في مجالات الابتكار والتقنية.

مقالات مشابهة

  • الدبيبة يطالب أوروبا بموقف حازم ضد “الإنفاق الموازي” وينفي نيته توطين المهاجرين
  • جامعة الأمير سلطان تطلق “منارة الرياض الفضائية” لتدريب الطلبة على تقنيات الفضاء
  • الإمارات واليابان تعقدان الاجتماع الوزاري الثاني للشراكة الاستراتيجية الشاملة
  • لمواكبة مستهدفات رؤية السعودية 2030.. جامعة الأمير سلطان تطلق “منارة الرياض الفضائية” في مقرها لتدريب الطلبة على تقنيات تتبّع الأقمار الصناعية واستكشاف الفضاء
  • وزير البيئة يرعى حفل إطلاق الشركة الوطنية لإمدادات الحبوب “سابل”
  • إطلاق الشركة الوطنية لإمدادات الحبوب “سابل”
  • بحث سبل الارتقاء بخدمات المياه والكهرباء بمحافظة مسقط
  • مياه دمشق وريفها تطلق حملة “بالمشاركة نضمن استمرار المياه”
  • مبادرة محمد بن زايد للماء تطلق برنامج «تحدي المياه»
  • مبادرة محمد بن زايد للماء تطلق برنامج تحدي المياه