هل تنضم إيران لحزب الله في الهجوم الأخير على إسرائيل؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
بعد إعلان حزب الله صباح اليوم الأحد، بدء هجوم جوي بعدد كبير من المسيرات نحو عمق إسرائيل، في أعقاب إعلان الأخيرة شن هجوم استباقي كبير في لبنان، هناك تساؤلات حول اتجاه إيران لملاحقة حزب الله في الهجوم على إسرائيل، رداً على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي.
ولم ترد إيران حتى الآن على اغتيال إسماعيل هنية في طهران رغد توعدها في أكثر من مناسبة بشن رد قاسي على إسرائيل، إلا أن حزب الله المدعوم من طهران تولى مبادرة الانتقام للرد على اغتيال القيادي بحزب الله فؤاد شكر، في بيروت قبل أسابيع.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشأن الإيراني الدكتور سامح راشد، أنه بقياس الرد الإيراني على الاغتيالات السابقة للقيادات البارزة مثل قاسم سليماني ومحسن فخري زادة وغيرهم، لن ترد إيران على اغتيال إسماعيل هنية في طهران في الوقت الراهن.
وأوضح راشد لـ24 أن إسماعيل هنية لن يكون أهم من القيادي الإيراني البارز قاسم سليماني، حيث لم ترد إيران على اغتياله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وقتها، وجاء الرد لحفظ ماء الوجه فقط من خلال الهجوم على إحدى القواعد الأمريكية في المنطقة دون إصابة جندي واحد.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن إيران لن تقدم على خطوة أكثر تصعيداً بسبب إسماعيل هنية وفؤاد شكر؛ بدليل أن الواقعتين كانا منذ شهر تقريباً ولم يوجد أي رد من الأساس على إسرائيل، في ظل محادثات مستمرة من أطراف وسيطة لتهدئة الموقف من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وشن "حزب الله" اليوم الأحد، هجوماً واسعاً على شمال إسرائيل، مستهدفاً معسكرات للجيش بمئات الصواريخ، رداً على قيام إسرائيل بإغتيال القائد الكبير في الميليشيا فؤاد شكر.
وجاء في بيان أوردته قناة "المنار" التابعة لحزب الله، أنه "عند فجر هذا اليوم الأحد، وفي إطار الرد الأولي على مقتل القائد فؤاد شكر وعدد من الأهالي من نساء وأطفال، بدأ مقاتلونا هجوماً جوياً بعدد كبير من المسيرات نحو العمق الإسرائيلي وباتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلن عنه لاحقاً".
Massive Israeli attack on Hezbollah rocket launchers this morning.#Hezbollah #Lebanon #Iran #Gaza #Hamas #Palestine #Israel #StandWithIsrael #BringThemHome #Trump2024Vance #KamalaWalz2024 pic.twitter.com/h8qcw3zJJw
— LoVe IsR@eL ???????? ????????❤️ (@WKazingmei) August 25, 2024 مقايضة على الصمتكما قال الدكتور سامح راشد، إنه من المستحيل أن تشعل إيران حرباً مفتوحة مع إسرائيل في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن هناك اتصالات مستمرة ومقايضة على الصمت على الاغتيالات من أجل التوصل إلى صفقة في غزة من أجل وقف إطلاق النار في أقرب وقت.
وأوضح راشد أنه في حال التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة، ستخرج إيران بأنها رفضت الرد على إسرائيل لإنقاذ أهل غزة، وأن وقف إطلاق النار أهم من الرد على اغتيال هنية وذلك لحفظ ماء الوجه.
كما أشار إلى أن الحوثيين أيضاً أوقفوا هجماتهم في البحر الأحمر والتي شبه توقفت عما قبل اغتيال إسماعيل هنية، مما يؤكد أن إيران حذرة من أي رد قد يفتح عليها جبهة اشتباك مباشرة مع إسرائيل حالياً.
وأكد أستاذ العلوم السياسية سامح راشد أن الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي تتواصل مع إيران لتهدئة الموقف قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولذلك تنتظر إيران معرفة الإدارة المقبلة حتى تقييم الأمور السياسية لديها من أجل التعامل مع إسرائيل وواشنطن الفترة المقبلة.
Iran’s Hezbollah wanted a war. Israel’s preemptive strike prevented one. https://t.co/NYeIkRlcSh
— Israel War Room (@IsraelWarRoom) August 25, 2024واستنفرت إسرائيل قواها العسكرية تحسباً لهجمات أكبر، وأعلن وزير الدفاع يوآف غالانت، في وقت مبكر من اليوم الأحد، حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة في جميع أنحاء البلاد، وذلك رداً على التهديدات الأمنية المتصاعدة من حزب الله في لبنان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله إيران إسرائيل إيران حزب الله إسرائيل وقف إطلاق النار إسماعیل هنیة على إسرائیل الیوم الأحد على اغتیال حزب الله من أجل
إقرأ أيضاً:
إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
قبل نحو أسبوع وتحديداً عند تشييع أمين عام "حزب الله" السّابق الشهيد السيد حسن نصرالله، لم يتحدّث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن أيّ عنوانٍ يتربطُ بـ"وحدة الساحات"، وهو المسار الذي كان قائماً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل ويضمّ سائر أركان ما يُعرف بـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران.عملياً، لا يمكن اعتبار عدم حديث قاسم عن "وحدة الساحات" بمثابة "إنكارٍ لها" أو إعلان لـ"إنتهاء دورها"، ذلك أنَّ هذا الأمر لا يصدر بقرارٍ من "حزب الله" بل من إيران ذاتها والتي تسعى حالياً لـ"لملمة جراح الحزب" بعد الحرب من خلال تكريس الإحاطة الخاصة به، مالياً وعسكرياً.
السؤال الأساس الذي يطرح نفسه الآن هو التالي: هل ستُحيي إيران "وحدة الساحات".. ماذا تحتاج هذه الخطوة؟ هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "وحدة الساحات تزعزعت كثيراً إبان الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان"، معتبرة أن "حزب الله كان رائد هذه الوحدة في حين أن الخسائر التي أصيب بها عسكرياً تؤدي به حالياً إلى البقاء جانباً لإعادة ترميم نفسه داخلياً وأمنياً".
ترى المصادر أن "إيران قد تفكر في إحياء وحدة الساحات لاحقاً ولكن بطرق مختلفة لا تؤدي إلى خسائرها الكبيرة"، موضحة أنَّ "إيران تريد الاستثمار في حلفائها مرة جديدة على قاعدة الإستفادة وليس على قاعدة الخسارة، ذلك أنّ هذا الأمر مُكلف جداً بالنسبة لها".
في المقابل، ترى المصادر أن "انكفاء إيران عن الساحة بسهولة وبساطة هو أمرٌ ليس مطروحاً على الإطلاق، فحصول هذا الأمر سيكون بمثابة تسليمٍ لواقع المنطقة إلى أميركا وإسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه إيران وتسعى من خلال أدوات مختلفة للإبقاء على نفوذها قائما بعدما تراجع بشكل دراماتيكي".
ورغم الانتكاسات العسكرية التي مُني بها "حزب الله"، فإن إيران أبقت عليه كـ"عنصر محوري وأساسي يقود محور المقاومة ووحدة الساحات"، وفق ما تقول المعلومات، وبالتالي فإن عمليات الترميم تغدو انطلاقاً من هذه النقطة لتكريس قوة الحزب مُجدداً، لكن الأمر سيصطدم بأمرٍ مفصلي أساسه الداخل اللبناني، فضلاً عن أن عمليات تمويل الحزب وتسليحه باتت تواجه صعوبات جمّة لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الماضي 2024.
ولهذا، تعتبر المصادر أنّ "وحدة الساحات تريد عنصراً متماسكاً"، كاشفة أن "استعادة الدور السابق من حيث القوة والزخم يتطلب وقتاً طويلاً، وبالتالي قد لا تستقر تلك المساعي على نتائج إيجابية ذلك أن ورشة الحزب الداخلية تحتاج إلى تمكين وتمتين، وهذا الأمر يعمل الإيرانيون عليه".
وسط كل ذلك، تقول المصادر إنَّ "حزب الله" اليوم، ورغم توقه لإعادة "إحياء" وحدة الساحات، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد الاصطدام مع الداخل اللبناني الذي "رفض" تلك القاعدة، والأمر هذا قائم أيضاً في أوساط الطائفة الشيعية التي بات كثيرون فيها لا يؤيدون القاعدة المذكورة على اعتبار أن نتائجها كانت كارثية على الحزب ولبنان.
ضمنياً، تعتبر المصادر أن إعادة تبني "حزب الله" لمفهوم "وحدة الساحات" واعتماده كقاعدة جديدة مُجدداً سيعني بمثابة تكرار لسيناريوهات سابقة، وبالتالي عودة "حزب الله" إلى تكريس خطوات تتحكم بقرار السلم والحرب وهو الأمر الذي أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنه بـ"يد الدولة فقط"، وذلك خلال مقابلته الأخيرة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
بشكل أو بآخر، قد لا يُغامر "حزب الله" بالإندماج مُجدداً ضمن "وحدة الساحات" مثلما كان يجري سابقاً، علماً أن هذا الأمر لا يعني خروج "الحزب" من المحور الإيراني، لكن آلية التعاطي والتنسيق ستختلف تماماً، وبالتالي سيكون الحزب أمام الواقع السياسي الداخلي اللبناني الذي بات "حزب الله" مُلزماً التعاطي معه كما هو وعلى أساس مكوناته وتحت سقف الدولة وضمن مقتضيات ومرتكزات خطاب القسم للرئيس عون. المصدر: خاص "لبنان 24"